عزم على توبيخهم، ثم واصل سيره، لكن غلوريا لحقت به.
“ماذا عن الفطور؟”
“سأتناوله في غرفتي.”
“لِمَ لا تتناوله في غرفة الطعام؟”
“إن كنتِ تُحبّين الحساء البارد، فلا بأس.”
“لا أحبّ الحساء البارد، لكن لا بُدّ أن نتناول الطعام سويًّا إن كنا نرغب بالتعرّف إلى بعضنا، أليس كذلك؟”
“وهل علينا التعرّف أساسًا؟”
“اكتشاف جوانب جديدة من الطرف الآخر كلّ يوم أمرٌ ممتع، لكنّ الزواج دون معرفة حقيقيّة لا يُساعد في بناء حياةٍ سعيدة.”
‘كيف يُمكنها قول مثل هذه الكلمات المحرجة بوجهٍ بارد؟’
تفوقها في الوقاحة جعل أستان يلتفت إليها.
“افعلي ما شئتِ. أنا سآكل في غرفتي.”
“إذًا، هل أتناول الطعام في غرفتكَ معك؟”
“ماذا؟!”
ارتفع صوت أستان بغتةً، وكاد يصرخ، لكنه كتم غضبه بشدّة.
‘تمالك نفسك. لا يليق بالرجال أن يصرخوا على النساء.’
“لا أهتمّ أين تأكلين، لكن لا تُزعجي فطوري.”
“تعاملك مع الضيوف فظٌّ جدًّا.”
“ضيوف؟”
“آه، معذرة، لا يجب أن اقول ‘ضيف’ للزوجة المستقبليّة، أليس كذلك؟ زلّة لسان.”
“هاه.”
‘هكذا يشعر المرء حين يعجز عن الردّ.’
كان قد قرّر أن يتجاهلها بما أنّها لن تبقى طويلًا، لكن وقاحتها تجاوزت التحمّل.
‘تُريد أن تُصبح دوقة؟… لا، هذا لا يُحتمل.’
ولمّا همّ بالابتعاد منها، سمع فجأة:
“تبدوان رائعَين معًا.”
خرج صوتٌ من الزاويةٍ المهجورة في الممرّ، مصدره صوتٌ متهكّم.
كان لوغان، الذي بدا فرِحًا بشدّة منذ الصباح، يقترب من غلوريا ليُحيّيها.
“صباح الخير، آنستي. هل نِمتِ جيدًا البارحة؟”
“بفضلك. آه، ما اسمُكَ؟”
“لوغان ميري وذار. يُمكنكِ مناداتي لوغان فقط.”
غمز لوغان بعينٍ واحدة، بينما بدت هذه حركاتٍ تافهة في نظر أستان، ضحكت غلوريا ضحكةً مرحة.
“أرجو أن تعتني بي، لوغان.”
“بل أنا مَن يُفترض به أن يعتني بكِ. إن احتجتِ شيئًا، فأخبِريني فقط.”
انحنى لوغان على ركبةٍ واحدة، فردّت عليه غلوريا برفع طرف فستانها بلُطف.
‘…يلعبون لا غير.’
أستان الذي شعر أنَّ هذا الحوار البسيط يزعجه أكثر من اللازم، قاطعه بوجهٍ عابس:
“لوغان، كفّ عن هذا الهراء واذهب أشعل الموقد في غرفتي.”
“الموقد؟”
“أجل. نفدت الحطب، وكدتُ أتجمّد الليلة.”
“مَن يصدق أنَّ دوق شولتسمير العظيم كان على وشك أن يتجمّد؟! لو كنتَ بهذه الإنسانيّة، لما كنتَ تعيش بهذا الشكل طو… أُوه!”
ركله أستان في ساقه بحذائه المدبّب، فقفز لوغان من الألم. قطّبت غلوريا حاجبَيها بجمال وقالت:
“زوجٌ عنيف؟ هذا لا يُبشّر بالخير. ألا يُمكنك التحدّث بدلًا من الضرب؟”
“أنا أضرب الرجال فقط.”
“آه، هذا يُطمئنني.”
عاد الابتسامُ يلوح على وجهها. صاح أستان بوجه لوغان مجدّدًا.
“ماذا تنتظر؟ هيا اذهب!”
“حاضر! أوه، بالمناسبة، قال الخادم إنَّ الفطور جاهز، ويُرجى حضوركَ في غرفة الطعام.”
“قلتُ إنّني سأتناول فطوري في الغرفـ ــ”
‘تبًّا له.’
لم يُكمل كلامه، فقد كان لوغان قد اختفى راكضًا. فطحن أستان أسنانه غضبًا.
“ستذهب لتناول الطعام، صحيح؟ أنا لا أعرف أين تقع غرفة الطعام.”
“…حسنًا، هيا نذهب.”
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 4"