كان الرجل فاقدًا ساقه من تحت الركبة، وكان يتوكّل على العكاز.
انحنى بعمق شاكرًا.
“شكرًا لك، بفضلك ستتمكن زوجتي من الراحة بسلام.”
“كـ سيد الأرض، سأكافئ شجاعتك. إذا احتجت إلى شيء، تعال متى شئت.”
ربت أستان على كتف آرثر مشجعًا إيّاه.
ثمّ استدار راندل، وجاءت امرأةٌ أخرى، والدة إيي.
ارتسمت على وجه أستان تعابير متجهمة، تذكّر ذكرى غير سارة.
لكن المرأة اقتربت منه وقدّمت اعتذارًا غير متوقّع.
“أعتذر عن المرة السابقة، سيدي.”
“……”
“لقد كنتُ وقحةً، ولم أُدرك كم كنتَ تبذل من الجهد من أجلنا…”
تابعت المرأة متلعثمة.
“لن أنسى هذه النعمة حتى موتي.”
“……”
نظر أستان إليها بدهشة.
رأى الطفل الصغير يلتصق بساق أمه مبتسمًا بسعادة.
أدار وجهه محمرًا، ونظرت إليه غلوريا بابتسامة دافئة.
“لقد أخبرتك، سأنجح.”
***
في ظهر ذلك اليوم، استسلمت غلوريا لإصرار أستان وغادرت المعبد.
كان يثقل قلبها ترك كلّ هذا العمل المكدّس، لكن الكاهن ودّعها بابتسامة.
“لقد تعبتِ كثيرًا.”
“آسفة لأنّي لم أتمكّن من المساعدة أكثر.”
“لا، لقد فعلتِ ما يكفي.”
ابتسم الكاهن وأعطاها تمثال الحاكم الذي رأته في الغرفة.
“ربّما لا يكفي مقابلًا، لكنّها هديّةٌ مني لكِ.”
“لماذا لي…؟”
“الحاكم سيحميكِ.”
ترددت غلوريا قليلاً ثم قبلت التمثال.
بعد الوداع، توجهت إلى العربة.
حشد من الناس احتشدوا حولها.
“شكرًا على كل ما فعلتِ.”
“شكرًا لمساعدتكِ.”
حتى الذين كانوا يتجاهلونها سابقًا قدّموا تحياتهم، فامتلأت عيناها بالدموع.
اقتربت من إيي الذي كان متشبثة بطرف تنورة أمّه، وانحنت.
“إيي، اعتنِ بصحتك.”
“نعم، آنستي.”
هزّ الطفل رأسه بخجل وكأنّه حزين على الوداع.
عانقته غلوريا بشدّة، ثم ودّعت الجميع.
“كونوا بخير جميعًا.”
“احذري في طريقك، آنستي.”
تردّدت في الرحيل لبعض الوقت قبل أن تركب العربة.
أغلق أستان باب العربة، ثم بدأ لوغان تحريكها ببطء.
وكأنِّ العربة تفهم مشاعر الحزن، فقد خرجت من المعبد بسرعةٍ بطيئة.
مدّت غلوريا وجهها خارج النافذة لتنظر إلى الناس، ثم عندما اختفى المعبد عن الأنظار، اتكأت على المقعد.
رأى أستان وجهها المتعب وفتح فمه بالكلام.
“أنتِ متعبة، خذي قسطًا من الراحة.”
“أنا بخير. لستُ متعبة… ليس تمامًا، لكنّنا التقينا بعد فترةٍ طويلة.”
في الحقيقة، كان جسدها يؤلمها، وجائعة، وحرّها النعاس بشدّة.
“لا تضغطي على نفسكِ، نامي. لا أريد أن تمرضي.”
“حسنًا… أيقظني عندما نصل.”
أغمضت عينيها بتذمر.
بعد وقتٍ قصير، انخفض رأسها ببطء.
نظر إليها أستان وهو يضع رأسها على النافذة، ثم انتقل إلى الجانب الآخر ووضعها برفق على ركبته.
نظر إلى وجهها النحيل، ومدّ يده بحذر ليمشط شعرها المتناثر.
‘رغم كل التعب، تتمسّك بإرادتها بعنادٍ لا مبرر له.’
“لكنكِ نجحتِ.”
وضع شفتيه بهدوء على جبينها ثم ابتعدا.
‘شكرًا لكِ، أيّتها الصغيرة.’
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 24"