الظلام كان كثيفًا…
لا، ليس ظلام الليل، بل ظلام الصمت.
ذلك النوع الذي يسبق العواصف أو الحماقات الكبرى.
المطر يهطل بلا رحمة فوق معطفه الجلدي الطويل، يقطر من طرف قبعته المستديرة إلى ياقة قميصه المخملية، فيما وقف ثابتًا بين أنقاض المبنى المهجور كأنه تمثال نُسي في مكانه.
نظر بعينيه الحادتين، بلون زرقة بحر غاضب تلطّخته سحابة سوداء، وكأنهما تقرآن العالم من تحت طبقة زجاج باهت.
كان يُدعى لوسن مورفيل، الدوق الأصغر لإحدى الدوقيات الثلاث في الإمبراطورية الغربية.
ثري، محبوب، أنيق… لكن الحقيقة؟
كان أحد أبرع الجواسيس الخفيين في الإمبراطورية.
جندي في الظل. سيف في الظلام. و— نوعًا ما — لا يخطئ.
ويجيد التظاهر بالانتباه حتى لو كان نائمًا منذ بداية الاجتماع.
**
قبل ساعات، أثناء جلسة الإحاطة السرية، وقف الضابط أمام شاشة يشرح خريطة الموقع:
“المكان في شمال شرق المنـ—”
“البطاطس المقلية شركه***!” قاطع لوسن فجأة وهو يفتح عينيه.
الضابط صمت، متجمدًا، ثم حدق فيه باستغراب.
لوسن عدّل قبعته بتثاقل:
“آه، آسف. أكمل. فقط… الصوت يشبه إعلان طعام.”
في الواقع، لم يسمع من الخطة سوى “خطر”، “سرقة بيانات”، و”لا تلمس أي شيء يلمع”.
لكنه دوّن بخط أنيق في دفتره:
شمال. أسلاك. خطر. بطاطس؟ لا تلمس الصندوق. يكفي للتظاهر بالفهم.
**
الآن، وسط المطر والأنقاض، كان يحاول أن يبدو هادئًا.
أن لا يصدر صوتًا، أن لا يُظهر خوفه.
لكن الحقيقة؟
كان الظلام يزحف بين الجدران، وصوت المطر فوق الأسلاك يشبه أنين مخلوق جائع.
، انا لا اخاف الظلام ،
قالها داخله بثقة، ثم كاد يصرخ من صدى قطرة سقطت بجانبه لكن تدارك الموقف و بوووش عاد لوسن لوضعيته الانيقه
“نعم اضف هذا سابدو اكثر روعه”
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 1"