14
الفصل 14 : الخاتمة
كما تنبأ كوين، شهِد سحرُ هَذا البلد تحولًا كبيرًا على مدار السنوات القليلة الماضية.
السحر الجديد الذي أنشأتهُ ميلاني، الذي دمجَ بين السحر القديم والسحر الحديث، جلبَ الكثير مِن الدهشة والتقدُم للناس، مِما أدى إلى رفع مُستوى البلاد بشكلٍ كبير.
على الرغم مِن أنْ الابتكارات والتقنية أثارت اعتراض بعض الأطراف، إلا أنْ التعاون بين أعظم الشخصيات في البلاد، مثل كوين، الذي يُعد أكبر ساحرٍ في البلاد، والأمير كيفين، الوريث المُحتمل للعرش، والأستاذ داريوس وفريقهُ مِن الأساتذة في أكاديمية السحر، بالإضافة إلى دعم عائلة ستيوارت المرموقة، ساهم في دمج هَذا السحر الجديد في المُجتمع بسلاسةٍ.
كإضافةٍ جانبية، حاول العديد مِن النبلاء الاستفادة مِن السحر الجديد الذي أنشأتهُ ميلاني، لكن عائلة أولسن وعائلة لورانس فقط تم استثناؤهما تمامًا.
وبفضل ذَلك، واجهت عائلة الدوقية التي تحت قيادة جوليان مصاعب كبيرةً، وهو ما اعتُبر جزاءً لهم بسبب عداوتهم مع عائلة ستيوارت.
بالعودة إلى الموضوع الرئيسي، وبفضل هَذا الدعم المُحيط، لَمْ تُظهر ميلاني نفسها على الملأ، بل عاشت حياةً مُنعزلة بصفتها ساحرةً أسطورية تعرفُها قلةٌ فقط.
“ميلرو؟ حان وقتُ الطعام! أين ذهبت؟”
ترددَ صوت ميلاني وهي تُنادي على رفيقها، داخل القُبة الصغيرة التي بُنيت حديثًا بجوار ورشة منزل كوين، لتكون حديقة نباتيةٍ صغيرة تُستخدم لأبحاثها.
رغم أنها أصبحت ساحرةً أسطورية، إلا أنْ ميلاني بقيت مُنطويةً على نفسها، تقضي أيامها في البحث داخل قصر كوين.
أما بالنسبة لكوين، فقد أصبحت عملياتُ القضاء على الوحوش داخل البلاد وخارجها أسهل بفضل أبحاث ميلاني، مِما أتاح لهُ تخفيف مهامهِ كـ ساحرٍ ملكي. وبدلًا مِن ذَلك، ركزّ كوين على دعم أبحاث ميلاني بشكلٍ أكبر.
استمر كوين في تزويد ميلاني بمعداتٍ جديدة لتسهيل حياتها البحثية، مِما جعلهُ يبدو وكأنهُ يدللها فقط. ومِن هُنا، بدأت الشائعات تنتشرُ بين الناس، مثل أنهُ يُبقي زوجتهُ داخل القصر مِن شدّة حُبهِ لها أو أنهُ يُريد احتكار أبحاثها.
ولكن ميلاني لَمْ تكُن على علم بتلكِ الشائعات، بل استمتعت بحياة الهدوء والراحة.
“لا يبدو أنها هُنا أيضًا.”
بينما كانت ميلاني تميلُ رأسها قليلاً مُتسائلة، ظهر كوين وهو يحملُ شطائر الغداء.
“ميلاني؟ ها أنتِ هُنا. لَمْ تتناولي الغداء بعد، صحيح؟ أحضرتُ لكِ الطعام.”
“كوين! بالمُناسبة، هل رأيتَ ميلرو؟ لقد اختفت منذُ الأمس…”
“إذا كنتِ تبحثين عنها، فهي نائمةٌ في البيت الزجاجي الخلفي. أعتقدُ أنها على وشك أنْ تنزع جلدها قريبًا.”
“أوه، في هَذهِ الحالة، سأجهز لها وجبةً أكبر مِن المُعتاد لاحقًا.”
“جيد. احرصي على ذَلك. لا أريدُها أنْ تستهدف الدجاج مرةَ أخرى مثلما فعلت مِن قبل. الطباخ قد يشتكي مُجددًا.”
جلست ميلاني بجانب كوين على مقعدٍ قريبٍ وبدأت تأكلُ الشطائر التي أحضرها لها.
“لذيذةٌ جدًا.”
“الاهتمام بطعام ميلرو جيد، لكن لا تنسي طعامكِ أنتِ أيضًا.”
“آسفة. فقط انشغلتُ جدًا بالأبحاث…”
انكمشت ميلاني اعتذارًا مِن كوين، لكنها لَمْ تكُن تُصلح عاداتها بسهولة، وهو ما كان كوين يعرفهُ جيدًا.
وكان يعتقدُ أنه يجب عليهِ أنْ يواصل مُراقبتها. بالنسبة له، الاهتمام بصحة ميلاني جزءٌ مِن مسؤولياته.
“بالمُناسبة، عندما تنزع جلدها، هل يُمكنني الحصول على شيء منها؟”
“لا. سأستخدم ذَلك في أبحاثي القادمة.”
“أتدركين كم يُساوي ذَلك؟ إذا كان لغرض التجربة، يُمكن استخدام الجلد القديم.”
“همم، في هَذهِ الحالة، إذا أعطيتني فرو المانوديهيهي وقشور الكودايشو، سأفكرُ في الأمر.”
“ماذا!؟ تلكَ موادٌ نادرة وقيمتُها كبيرة… حسنًا، فهمت. اتفقنا على التبادل. إذن، ماذا تُخططين لصنعهِ هَذهِ المرة؟”
“ستعرفُ عندما ينتهي الأمر، سيكون مُفاجأةً.”
“… احرصي على استدعائي عندما أجراء التجربة.”
“بالطبع، يا مُعلمي.”
ابتسمت ميلاني ابتسامةً مُشرقة، فرفع كوين حاجبيهِ ونظرَ إليّها بنظرةٍ ضيقة.
“حقًا… فقط في مثل هَذهِ الأوقات تُنادينني بـ مُعلمي.”
“ألست أنتَ مَن طلب مني عدم مُناداتكَ بمعلمي، كوين-ساما؟”
“هَذا صحيح، لكن لا توجد زوجةٌ تنادي زوجها بمُعلمي في المُناسبات الرسمية.”
“حسنًا، هَذا… كنتُ متوترةٌ في أول ظهور لي بالمُجتمع منذُ.”
“هاهاها. صحيح.”
عندما تذكرت ميلاني خطأها، شعرت بالإحراج وخفضت رأسها، مِما دفع كوين للابتسام بلطف وهو يرفعُ ذقنها بيدهِ.
ثم مسح خدها بكفهِ الكبير، ونظر إليّها بعينين مليئتين بالحُب.
“أعتقدُ أنه حان الوقت لتُنادي باسمي مُباشرة، دوّن ألقاب.”
“… هَذا… لا يزال مُحرجًا بعض الشيء بالنسبة لي… سأحاول.”
بحمرة خجلٍ تُغطي وجهها، نطقت ميلاني بخفوت، “كوين.”
كانت تلكَ البراءة والجمال كافيةً لإرضاء كوين، الذي جذبَ وجهها إليّهِ وقبلها بلطف.
_النهاية_
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة