الفصل 4 :
‘كيف يُمكن فسخ الخطبة دون أن يُلحق ضررًا باسم الطرف الآخر، ودون أن يُلطّخ اسم عائلته؟’
هذا ما ظلّ فيليكس يُفكّر فيه مؤخرًا طوال الوقت.
لقد مرّ نحو أسبوعين منذ ارتكب حماقة في الحفل.
“ما بك يا فيليكس؟ لا تبدو مُركّزًا.”
“قائد…”
كان فيليكس يُؤدّي حركات فنون السيف، شارد الذهن، عندما خاطبه رجل يُلوّح بسيفه المجرد.
كان رجلًا ذا ملامح رجوليّة، يقصّ شعره الكستنائيّ الكثيف بطريقة قصيرة، ذو حاجبين كثيفين، ووجهٍ غائر الملامح، يحمل جرحًا بسيف يمتدّ من ذقنه إلى وجنته. وقد سمع فيليكس من قبل أنّ ذلك الجرح ناله بشرف عندما تعرّض وليّ العهد لمحاولة اغتيال.
جسده ضخم، ووجهه يوحي بالخشونة، لكنّه، ولسبب ما، يحظى بشعبيّة كبيرة بين النساء، ويُقال عنه إنّه ‘رجوليّ وجذّاب’. إنّه قائد الفرقة الأولى من الحرس الملكي.
رغم كونه الابن الثالث لأسرة فيكونت، إلّا أنّه لا يُغيّر أسلوب تعامله مع تابعيه بناءً على أصلهم أو أصله، ولهذا يحظى بحبّ أفراد وحدته.
“هذا ليس من عادتك… أهناك ما يُزعجك؟ هل الأمر يتعلّق بامرأة؟”
لم يعرف فيليكس بماذا يُجيب، فأغلق فمه. المراوغة والخداع من أكثر ما يُجيده بشكل سيّء.
نعم، هو مهموم، نعم، يتعلّق الأمر بامرأة، لكنّه ليس أمرًا عاطفيًّا كما يظنّ القائد. فكيف يُمكنه شرح ذلك؟
“آه، صحيح، سمعت أنّك خُطبت مؤخرًا. وقيل إنّك أطرت الخاتم بعيدًا، أليس كذلك؟”
“نعم.”
“أي لقاء هذا؟ لكن الخطبة ما زالت قائمة، أليس كذلك؟”
“نعم.”
“ألا تسير الأمور بشكل جيّد مع خطيبتك؟ على أيّ حال، أنت بالكاد تختلط بالنساء، وليس لديك أي خبرة في التعامل معهنّ.”
“مع أنّ وجهك جميل، إلّا أنّك متشدّد أكثر من اللازم.”
نظر فيليكس إلى القائد بنظرة ضيق، وزفر بعمق.
“لو ذهبت إلى حيّ الزهور، يُمكنك أن تتعلّم كيفيّة التعامل مع النساء. بوجهك هذا، يُمكنك اللعب بهم حتى.”
“أنا لا أفكّر في أمور كهذه.”
أجابه بحزم وهو يُعيد سيفه إلى غمده.
المشكلة أعمق من مجرّد القلق بشأن العلاقة.
تذكّر فيليكس خطيبته المؤقّتة.
أورورا بورتا. هي الابنة الكبرى لأسرة الكونت بورتا، ذات عينين خضراوين واسعتين لافتتين للنظر.
تملك شعرًا ذهبيًّا فاتحًا يتموّج بلطف، وجسمًا صحيًّا، وهي امرأة صبورة ترافق فيليكس، رغم قلّة حديثه، بهدوء وثبات.
ليست فائقة الجمال، لكنّها خالية من العيوب الظاهرة، ويمكن تصنيفها ضمن فئة ‘اللطيفة’.
تقول عن نفسها إنّ عيبها الوحيد هو انشغالها بالتطريز لدرجة أنّها تُفضّله حتى أثناء حفلات الشاي، لكنّ هذا في الواقع هواية مُريحة لفيليكس، الذي لا يملك ثقة في قدرته على ملء الجوّ بالحوار.
ويبدو أنّها تملك مهارة عالية، فقد قدّمت له منديلاً مطرّزًا كتحيّة، حتى أنّ فيليكس، رغم جهله بجودة التطريز، وجده رائعًا.
ظلّ يتأمّله بإعجاب، حتّى اقترحت والدته أن تُعلّقه في إطار، فخبّأه على عجل في حضنه.
لكن أكثر ما أسعد فيليكس بشأنها، هو أنّها لم تُبدِ أيّ اهتمام بعائلته أو بمظهره.
عندما كان يزورها، لم تُثر ضجّة، ولم تتوتّر، بل كانت تُوبّخ الخدم الذين يتهلّلون كبقيّة بنات العائلات الأخرى، وتُحضّر الشاي بهدوء، وتُصغي إليه، وتهزّ رأسها موافقة.
وحين يسود الصمت، كانت تتابع تطريزها بصمت، دون أن تُحرجه.
كم كان ذلك مريحًا… وهي لا تعلم مدى ما يعنيه له.
لقد كان من الممكن أن تكون من ذلك النوع من النساء: المتكلّمات، المتصنّعات، المتصنّعات للسحر، وهو النوع الشائع، وهذا ما يُدركه تمامًا.
ولو كانت كذلك، لكان فسخ الخطبة بعد الحادثة سهلًا جدًّا، متذرّعًا بأنّ ما حدث كان مجرد هذيان سُكْر.
لكن، عندما ذهب ليعتذر، لم يكن في عيني أورورا أيّ دلال أو فرح، بل بدا عليها الارتباك فقط.
عيناها، مع أنّها أصغر منه سنًّا، نظرتا إليه نظرة عتاب، كأنّها تبتسم بتعب قائلة: “أيّ رجلٍ مزعج هذا…”
ويظنّ أنّه تعلّق بتلك النظرة.
دون أن يشعر، أخبرها أنّه يُريد الإبقاء على الخطبة لفترة أطول.
لو كان صادقًا حقًّا، لكان ينبغي عليه أن يُنهي الخطبة صباح اليوم التالي.
لكن فيليكس شعر أنّ فسخ الخطبة من طرفه، مع أنّ الخطأ ليس منها، سيكون بمثابة إهانة لها.
وإن تمّ فسخ الخطبة بهذه السرعة، فستُعتبر غير لائقة للارتباط بعائلة الدوق كلافيس، وسيلحق بها هذا اللقب.
وقد شعر فيليكس بأسفٍ شديد لذلك.
لا يعلم ما الذي فكّرت فيه أورورا، لكنّها وافقت على استمرار الخطبة.
وقد بدت في عينيه مثل ملاكٍ مدّت إليه يد النجاة.
والآن، يشعر فيليكس أنّه، ولو لوهلة، تحرّر من عبء الخطبة، ويتمتّع بحرّيّة مؤقتة.
هو ممتنّ لها كثيرًا.
ولهذا، فإنّه يُفكّر بجدّ في كيفيّة فسخ الخطبة دون أن يُصيبها أيّ ضرر.
لا يُمانع أن يتلطّخ اسمه، لكن لا يُمكنه السماح بتلطيخ اسمها، ولهذا فالأمر صعب للغاية.
لكنّه لا يستطيع أن يُصارح القائد بهذه الأفكار.
وأخته أو أمّه؟ هذا خارج الحساب تمامًا.
فقد قالتا له بصراحة: “بما أنّك لن تستطيع إيجاد زوجة بنفسك، فإن لم تكن تنوي زواجًا سياسيًّا، فلا تُفرّط بها أبدًا.”
وبينما كان فيليكس يُفكّر في كلّ ذلك بصمت وبوجه كئيب، تنهّد القائد بيأس.
“لا أعلم ما الذي يُزعجك، لكنّ العلاقات تبدأ بالحوار.
أنا وزوجتي، حين كنّا مخطوبين، تشاجرنا كثيرًا، لكنّنا في كلّ مرّة كنّا نُصلح الأمور بالحوار!”
ضيّق فيليكس عينيه البنفسجيتين وتذمّر بصوتٍ منخفض:
“أليست معظم مشاكلكم بسبب الخيانة، أيّها القائد؟”
“ليست… مَن أخبرك بذلك؟”
“القائد الثاني، يا سيدي.”
“ذلك الوغد…”
“في معركة الفرق القادمة، سأُبرحه ضربًا.”
زفر فيليكس بملل تجاه قائده الذي أخذ يهمس بأفكارٍ عنيفة، ثم انحنى احترامًا.
‘لا يُمكن أن أتّخذ هذا الشخص قدوة لي.’
“سأذهب لأُصفّي ذهني.”
“…حسنًا، دَع أحدهم يُبارزك قليلًا.”
“حاضر.”
وبينما كان الشاب يبتعد، تمتم قائده من خلفه:
“…ذلك أيضًا نوعٌ من ‘اللقاء’، فما الذي يُؤرّقه بهذا الشكل؟”
***
“هاه؟ تريد فسخ الخطبة دون أن تُسيء للطرف الآخر؟”
رنّ صوت اصطكاك السيوف الحادّ، بينما ردّ الطرف الآخر بهذه الكلمات.
كان شعره الشايّي القصير يتلألأ بفعل العرق وأشعّة الشمس.
“نعم.”
“ولمَ تسألني أنا؟”
ضاقت عينا مَن يرتدي النظّارات، والتي يرتديها على الأرجح بسبب حدّة بصره الشديدة، بعينين بلون الصقر، مشوبة بالريبة.
تقدّم خطوة، ثمّ أنزل سيفه بضربة قويّة، فصدّه فيليكس عند الحاجز، ثمّ دفعه بقوّة بعيدًا، لينساب شعره الفضّي المضفور في خيط واحد.
“لأنّ سمو الأمير قال إنّك قد تكون قادرًا على حلّ المشكلة، يا نائب القائد.”
“جيّد، سأُطيح به لاحقًا.”
سينتنس أوكسيريا، نائب قائد الحرس الملكي، هو الأخ في الرضاعة لوليّ العهد، ويشغل هذا المنصب بسنّ الخامسة والعشرين، ويُعدّ من فرسان السحر البارعين.
“هل لديك خبرة في هذا المجال؟”
ارتكز سينتنس بكعب قدمه على الأرض ليستقرّ، ثمّ قفز وانقضّ عليه مجددًا.
صدّ فيليكس ضربته العرضيّة بصعوبة، ثمّ مال بجسده نحو اليمين ليمتصّ القوّة، لكن الضربة التالية هاجمته مباشرة.
رغم أنّ السيوف كانت غير حادّة، إلّا أنّ فيليكس كان يعلم أنّها لو أصابته، فستُمزّق الجلد وتُحطّم العظام.
سينتنس قويّ.
فقد كان يحرس وليّ العهد عندما كان لا يزال أميرًا عاديًّا، وسط صراع على النفوذ مع الأميرة الأولى، وكان مُستهدَفًا من القتلة يوميًّا.
ولذا، فإنّ أسلوب سينتنس في القتال لا يهتمّ بالشكل أو الجماليّة، بل يتمحور حول حماية من يجب حمايته، وبأيّ وسيلة، حتى وإن كانت غير نزيهة. إنّه أسلوب قتال ‘لا يخسر’.
“هل لديّ خبرة؟ حسنًا…”
رنّ صوت الحديد بقوة عند ارتطام السيفين. وتحت وطأة الضغط، انغرست أطراف أصابع القدم في الأرض. تراجع الاثنان سريعًا، ثم قفز فيليكس هذه المرة في الهواء. ما يميّزه هو خفة حركته وسرعته، وبصره الحادّ.
حين وجّه طعنة حادّة من علٍ، زمّ نائب القائد شفتيه وانزاح إلى اليسار. لحظة ضعف خاطفة. انتهزها فيليكس وسدّد طعنة ثانية——لكن ما ارتطم بصوت عالٍ وتطاير كان سيف فيليكس نفسه.
“لقد حُسمت المعركة.”
“…كما أنت دومًا، قويّ.”
لم يكن من فيليكس إلا أن يُعرب عن إعجابه بردّ الهجوم الدقيق والثقيل الذي وجّهه سينتنس، ذاك الذي يفوقه حجمًا بقليل. أما السيف الذي طار، فقد دار في الهواء وسقط مغروسًا في الأرض.
رغم المرارة التي تحرق صدره، يعلم أكثر من أيّ أحد أنه لا يستطيع الفوز بمهاراته الحالية. فخبرته وتقنياته ما تزال غير كافية.
“شكرًا جزيلًا.”
“لكن، لقد أصبحت قويًّا جدًّا، يا فتى.”
وقف سينتنس أمام فيليكس، الذي انحنى بعمق، وأعاد سيفه إلى غمده، ثم ضيّق عينيه من خلف نظّارته بنظرة لطيفة هذه المرة.
“حين التحقتَ بالفريق، كنت تستخدم أسلوبًا أشبه بالاستعراضات، ظننت أنه لا يُناسب القتال الحقيقي.”
“ولم أظن أبدًا أنك ستصل لمستوى يُمكّنك من مجاراتي بالسيف.”
كلمات قيلت بنبرة شعورية، جعلت فيليكس ينحني برأسه من جديد.
“بفضل توجيهاتكم وتوجيهات قائد الفصيلة.”
“ما زلت جادًا كما أنت. مع أنك كنت مرشحًا أولًا للفرقة الأولى، إلا أنك اخترت الفرقة الرابعة قائلاً: ‘لا أريد أسلوبًا استعراضيًا، بل تقنية صالحة للقتال’. لا أنسى مدى دهشتنا وقتها.”
“لم أكن أرغب في أن أُلحَق بالفرقة الأولى فقط بسبب وجهي ونسب عائلتي.”
“الفرقة الأولى تُختار على هذا الأساس أصلًا. لكن، نعم، لا تبدو مناسبًا لهم على أيّ حال.”
تنهّد فيليكس في وجه ابتسامة سينتنس المتشفّية، وأخرج منديلًا من جيبه ليمسح عرقه متظاهرًا بعدم الاكتراث.
الفرقة الرابعة، التابعة للفصيلة الأولى، هي فرقة مخصصة لفرسان السحر فقط. وفيليكس هو قائدها الحالي، ما يعني أنه الأفضل بينهم في تقنيات السحر.
أما الفرقة الأولى، فهي فرقة احتفالية، ترافق ولي العهد في المراسم والأنشطة الاجتماعية، وتُعنى بالجمال والنسب والأسلوب الرسمي فوق أي شيء. وبطبيعتها، فهي مجموعة رائعة المنظر، صعبة المراس، ذات أنفة عالية. وفيليكس، بكونه الابن البكر لأسرة الدوق، والمعروف بجماله منذ الصغر، والمتفوق في دروس رقص السيف وفنون المبارزة الرسمية، كان يُنظر إليه كأكثر من يناسب الفرقة الأولى. لذا، حين تولّى قيادة الفرقة الرابعة، أحدث ذلك ضجة لا بأس بها. وكان ذلك قبل عام تقريبًا.
“سحرك… بعد القائد العام، لا يُضاهيك أحد سوى ذاك الشخص. وجودك ضمن فرقة ذات قدرة قتالية فعلية مفيد لنا. في النهاية، اختيار موفق.”
“إنه لشرف لي.”
مسح فيليكس سيفه وأعاده إلى غمده، ثم انحنى مجددًا. شعره الفضي تمايل في الهواء، يتلألأ كالنجوم.
“بالمناسبة، نائب القائد.”
“ماذا؟”
“بشأن الحديث السابق…”
“غـه…”
ظن أنه نجح في التهرب، فعضّ سينتنس شفته بضيق، بينما عبس فيليكس.
قبل نحو ساعة، كان فيليكس قد توجّه إلى استراحة الفرسان، طالبًا من أحدهم أن يبارزه، فرفع نائب القائد يده، وكان وقتها يرافق ولي العهد الذي جاء في زيارة تفقدية. عندها، همس ولي العهد في أذن فيليكس بصوت لا يسمعه سواه، قائلاً: ” هو يمكنه حلّ مشكلتك، بلا شك.”
“كأن تفتعل شجارًا عنيفًا وتنفصلان، أو أن تُتّهم بالخيانة، أو أن تُصاب بإصابة أو مرض يجعل الزواج مستحيلًا، أو أن يصلك عرض زواج مرموق لا يمكنك رفضه… هناك عدّة طرق، كما ترى.”
“هل خضتم هذه التجارب من قبل، سيّدي؟”
“…فقط الأول!! لم أعش الثاني!! ثم إني قد تصالحت معها لاحقًا!!”
ردّ سينتنس بشكل يائس، فأجابه فيليكس بهدوء: “أفهم ذلك.” ثم زفر، مفكرًا بأن طباعه قد لا تتلاءم مع أي من هذه الطرق.
“بمعنى آخر، أن أخطب الفتاة لستة أشهر، ثم أفتعل شجارًا ضخمًا وأجعلها تقول إنّنا ‘لا نتوافق طباعًا’ وتنفصل عني. طالما أنّه ليس زواجًا سياسيًا، فسيتفهم الجميع أنه أمر عاطفي لا حيلة فيه.”
“صاحب السمو!”
كان ولي العهد يقف خلف سينتنس دون أن يشعر به أحد. شاب وسيم ذو ملامح حادّة، شعر أسود كسيل الحبر، وعينان بنفسجيتان عميقتان تميّزان سلالة العائلة المالكة.
هرع فيليكس للركوع وتقديم التحية العسكرية، غير أن ولي العهد مدّ يده لينهضه، وهو يربّت على كتف أخيه من الرضاعة، ويبتسم له ابتسامة ساخرة أقرب إلى النكاية.
“الآن لسنا في موقف رسمي. لا حاجة لتلك التحيّة. فيليكس، تينس خبير متمرس في هذا النوع من المواقف. يُعتبر من كبار أساتذة الحياة.”
“ما الذي قلته له بحق الجحيم؟!”
“تينس يعرف جيدًا كيف يُترك من قِبل النساء، أليس كذلك؟”
في مواجهة ابتسامة ولي العهد المشرقة، صاح سينتنس: “اخرس!”، وهي عبارة لو قالها أيّ شخص غيره لاعتُبرت خيانة عظمى. لكن فيليكس بقي صامتًا، يُراقب تبادلهما، وهما المعروفان بـ”ثنائي ولي العهد الكوميدي” في أروقة القصر.
رغم أن فيليكس نُشئ بقرب ولي العهد، إلّا أن علاقة التفاهم بينه وسينتنس، تبدو عصيّة على أي أحد مهما حاول تقليدها.
“أنا لا أُمانع، أنا بخير!”
“لكن لا أحد سواك تعرّض للانفصال ثلاث مرّات من نفس المرأة، وكل مرة بسبب ‘عدم التوافق’. فيليكس، خذ العبرة. هو خبير في جعل النساء من يطلبن الانفصال.”
“لكني تصالحت معها!!”
“وأراهن أنك تقترب الآن من الانفصال الرابع.”
“أرجوك، اصمت!”
“ألا ترغب في سعادة أخيك الصغير؟ أعطه نصيحة لئلا يكرر أخطاءك.”
“أرجوك، اصمت فقط…”
ولي العهد ظل يربت على ظهر سينتنس المنهار، ثم التفت إلى فيليكس مبتسمًا.
“على أية حال، أظن أنه لا بأس إن تزوجت بها فعلًا.”
بدا أنها فتاة جيدة، أليس كذلك؟ رفع فيليكس حاجبه، مستغربًا من أين سمع ولي العهد بهذه الإشاعة، وهو بالكاد يغادر القصر.
“فالخاتم، هو من اختار خطيبتك، أليس كذلك؟”
تعمّقت ابتسامة ولي العهد، فعبس فيليكس لا شعوريًا.
“صحيح، لكن…”
“لا تنسَ أنك أيضًا ‘ساحر’.”
“لم أنسَ ذلك…”
أمال فيليكس رأسه حائرًا، إذ لم يفهم المقصود من كلامه. فهو فارس وساحر في آن، ومن المستحيل أن ينسى كونه ساحرًا. فما الذي يرمي إليه ولي العهد؟
“حسنًا، التقنية قديمة، لذا هذا طبيعي. …بالمناسبة، يا فيليكس، من الذي أهداك ذلك المنديل؟ فيه طاقة سحرية لطيفة، لكنها ليست من سحرك أنت.”
تغيّر الموضوع فجأة، واتّسعت عينا فيليكس بدهشة.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿《قناة التيلجرام مثبتة في التعليقات 》
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
التعليقات لهذا الفصل "1"