داخل بهوٍ رخاميّ شاسع، تحت ثريا من الكريستال الفاخر المتدلي من سقف مقبب مُطعّم برسوماتٍ ذهبية دقيقة، كانت الموسيقى تنساب بخفة في الأرجاء كخيوط نسجتها أنامل ملائكية. كانت القاعة مزينة بنسائم ناعمة من البنفسجي الفاتح والفضي، تتمايل الستائر مثل خصلات شعرٍ ناعم في نسيم المساء. الخدم يتنقلون برشاقة، حاملين أطباقًا مزخرفة، تفوح منها رائحة الأعشاب المخبوزة والليمون المحلّى.
في تلك اللحظة، دخلت سِيلينارا…
بفستان من الحرير الأبيض المطرّز بخيوط فضية تنساب كضوء القمر على سطح بحيرة، كانت تمشي بخفة كأن قدميها لا تلامسان الأرض. رفعت ذيل الفستان قليلًا، كاشفة عن حذاء كريستالي يلمع مع كل خطوة.
شعرها الأبيض انسدل على كتفيها كالشلال، تتخلله خصلات متموجة، وتثبت جزأه الأمامي دبوسًا على شكل ريشة فضية. نظرتها… ياقوت أزرق يشع بذكاء ودفء في آنٍ واحد.
أما هو… كايرون أرغالوث، الأرشدوق ذو السمعة التي تسبق ظله… فقد وقف في الزاوية بجوار النافذة الواسعة، شارده عيناه الذهبيتان في منظر الحديقة المظلمة المضيئة بأضواء الفوانيس. يرتدي سترة سوداء أنيقة بزخارف زرقاء داكنة تعكس لون رايته الخاصة، وكان شعره الأسود المصفف بعناية يلمع كالحرير تحت ضوء القاعة.
اقتربت منه بخطوات هادئة.
قالت وهي تميل برأسها بابتسامة مشاكسة:
– “هل كنت تهرب مني أم تنتظرني؟”
التفت ببطء، وارتسمت على وجهه ابتسامة شبه مرئية.
– “لو كنت أهرب، لما وقفت في مكان يستطيع الجميع رؤيتي فيه… لست ماهرًا في الاختباء.”
ضحكت سيلينارا بخفة، وجلست على المقعد المجاور له، تنظر أمامها ثم قالت:
– “ربما لأنك لا ترغب في الاختباء… بل ترغب في أن يُمسك بك شخص ما؟”
صمت لحظة، ثم تمتم:
– “ربما… إن كان الشخص يستحق.”
تبادل النظرات بينهما دام لحظة طويلة، قبل أن يقاطعهما دخول ” إلينا “، صديقة سيلينارا المقرّبة، ذات الشعر الوردي المنسدل على شكل ضفيرتين، وعينين بنفسجيتين تشعان بفضول طفولي وذكاء خفي.
– “وجدتكِ! سيلينارا، الجميع يتساءل عنكِ، حتى التوأم الشقي يحاولان تقليد خطوات رقصك في الحديقة!”
ضحكت سيلينارا ووقفت لتأخذ نفسًا عميقًا.
– “أحتاج إلى لحظة فقط، ثم أعود إليهم.”
إلينا نظرت إلى كايرون بعينين لامعتين وقالت ممازحة:
– “آه، أراكِ في صحبة الأرشدوق أرغالوث… الرجل الذي تتحدث عنه نصف نساء سترونيا.”
رد كايرون بهدوء، ملامحه لا تزال هادئة لكن نظرته خاطفة:
– “والنصف الآخر؟”
– “ينتظرن أول رقصة له…” قالت إلينا بمرح، ثم التفتت إلى سيلينارا وهمست:
– “لا تتأخري… ولا تُسلمي قلبك سريعًا.”
وغادرت.
سألت سيلينارا وهي تعود للجلوس:
– “ما الذي يحدث في الشمال؟ هناك شائعات تتحدث عن ذئاب جليدية وهجمات.”
رد كايرون وهو يُصلح كم سترته:
– “لا شيء يدعو للقلق. بعض الذئاب تهيم في الشتاء، وقلوب الناس تحب الحكايات أكثر من الحقائق.”
– “وأنت؟ تحب الحكايات أم الحقائق؟”
– “أنا أراقب الحكاية… ثم أقرر إن كانت تستحق أن تُصدّق.”
همست:
– “وحكايتي؟”
– “لا زلت في فصلها الأول…” قالها ثم نظر إليها بعمق.
سكتت، ثم غيرت الموضوع بابتسامة:
– “بعد مغادرتك في الليلة السابقة، قرر الفريق أن يوقظني الساعة الخامسة لتدريبات على السطح الثلجي، فوق عربة القطار… أعتقد أنني بدأت أسمع صوت الرياح يتكلم معي.”
– “وماذا قال؟”
– “قال إن الأرشدوق كان يفتقدني.”
ابتسم كايرون دون أن يجيب، لكن نظرته كانت كأنها تعترف بما لم يقله.
من بعيد، اقترب ” ريان “، مدير أعمالها الصغير، عابس الوجه دائمًا، لكن عيونه الزرقاء فضحت قلقًا دفينًا.
– “سيلينارا، أرجوكِ لا تبتعدي هكذا، القصر كبير جدًا… وكثير من الرجال حولك.”
قالت وهي تربت على رأسه برفق:
– “أيها الغيور الصغير، لقد كنت بخير. الأرشدوق لن يأكلني.”
أحمر وجه ريان، ووقف أمام كايرون واضعًا يديه على خصره كحارس صغير: – “سأراقبك، سيدي الأرشدوق.”
كايرون رفع حاجبه، ثم قال بابتسامة نادرة:
– “أنا أرتجف من الخوف.”
ابتعد ريان بتذمر خفيف، فقالت سيلينارا:
– “إنه أخي الصغير… الذي قرر أن يُصبح والدي.”
قبل أن تنطق بالمزيد، ظهر شخص ذو شعر أحمر قاتم، وعينين خضراوين كالمروج بعد المطر، يحمل صينية بها شراب الكرز، وقال بهدوء:
– “أردت أن تتذوقي هذا… تذكركِ بموسم الربيع في رافيندال، أليس كذلك؟”
نظرت إليه سيلينارا بابتسامة دافئة:
– “شكرًا، إيان… لم أنسَ.”
كايرون نظر إلى الرجل نظرة خاطفة… طويلة.
مزيج من الكلمات غير المنطوقة، النظرات المتبادلة، وصمتٍ محمّلٍ بأكثر مما يُقال…
وكان في الهواء شيء جديد. ليس مجرد إعجاب… بل بداية لرقصة لا تفتتح بالموسيقى، بل با
لأنفاس التي تتزامن دون قصد، والعيون التي تسرق لحظات النظر، والقلب… حين يبدأ بالتباطؤ ليفهم.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات