ظهرت الفرقة على المسرح بحركات متناغمة، كل راقصة تدور مع فستانها الطويل وكأنها زهرة تفتح بتلاتها أمام الضوء.
الأداء كان مزيجًا من الانسيابية والانفجار، من النعومة والانضباط.
انبهرت الأنظار.
واشتعلت همسات الحاضرين:
– “من هؤلاء…؟”
– “هل هذه… رقصة أم حلم؟”
ثم…
📯 دقّ الجرس الصامت.
وتقدّمت سيلينارا.
دخلت إلى ساحة العرض، كحلمٍ من نسج الضوء والماء.ا
رتدت فستانًا من حريرٍ أزرق بليالي البحر، انقسمت تنورته إلى طبقات متدرجة بلون اللازورد والفيروز، وكل طبقة منها مزينة بنقوش فضية دقيقة تشبه نجومًا انسكبت على القماش.
وخصلات شعرها الأبيض تنساب خلفها مثل شلالٍ من نور القمر.وعيناها الزرقاوان، تلك الياقوتتان اللامعتان، كانتا ثابتتين… متوهجتين بصمت
عند خصرها، التف حزام مزخرف بأحجارٍ كريمة، تتدلى منه سلاسل قصيرة تلمع كلما خطت خطوة. أما صدر الفستان، فزُين بتطريز معدني يشبه نقوش السيوف القديمة، يمنحها حضورًا قويًا وسط أنوثتها الطاغية.
ارتدت قفازات طويلة تصل حتى منتصف ذراعيها، تحيط بها زخارف دقيقة تجعلها تبدو كجزء من أسطورة قديمة. وعلى رقبتها، عقدٌ فضي تتدلى منه قطرة زرقاء كقطرة مطر حُبست في الزمن.
في تلك اللحظة، لم تكن سيلينارا مجرد راقصة… بل كانت قصيدة مكتوبة بأنفاس الجليد، تنبض في قلب النار.،
في لحظة، لم تعد القاعة مكانًا، بل مسرحًا مسحورًا.
كل الأنفاس حُبست.
أما كايرون، فكانت نظراته تتابعها كأنها تسير على حواف قلبه.
نظراته تغيّرت.
لم تعد تحوي فقط دهشة… بل سؤالًا مشتعلًا.
ثم ظهر إيان.
أنحف، أكثر حدة، يرتدي ثوبًا داكنًا مع تطريزات فضية متناسقة، وعيونه المشتعلة ترتكز على سيلينارا لا الجمهور.
📯 وبدأ العرض الثنائي.
حركاتهما تزامنت كأنهما مرآتان تعكسان رقصة الزمن.
التفافاتهما، دوران أيديهما، المسافة الدقيقة بين كل خطوة، ثم الاقتراب… فالتباعد… فالاتحاد من جديد.
همسات الحضور بدأت تتصاعد:
– “إنهما… متناغمان بشكل مثير.”
– “كم يبدو مناسبًا لها!”
– “هل بينهما شيء؟ علاقة؟ شيء خفي؟”
كل تلك الهمسات بلغت أذني كايرون كصفعة باردة.
وبينما ابتسامة صغيرة ارتسمت على وجه إيان، اقترب من سيلينارا أثناء الرقصة خطوة إضافية.
لم تكن ضرورية.
لكنها كانت مقصودة.
نظرات كايرون… احترقت بصمت.
كل حركة بين آرا وإيان كانت كأنها رقصة انتقام غير مُعلنة.
لكنها، رغم اقتراب إيان، لم تكن تنتمي إليه.
كانت تدور… وتلمع… وتُحلّق في عالم بين الجمهور والهواء.
وانتهت الرقصة الأخيرة… بقفزة خفيفة، ويد سيلينارا تتكئ على يد إيان بثبات.
📯 وانفجر التصفيق.
ارتفعت الأيدي وصفّق الجميع، بحماسة نادرة لا تُمنح إلا لعروض تُلامس شيء أعمق من الجمال.
الإمبراطور أليريك كان يصفّق بحرارة، نظر إلى ميلانثيا وهمس:
– “نجحنا. النبلاء سيحكون عن هذه الليلة لأشهر.”
ابتسمت ميلانثيا بخفة، وأومأت.
ثم وقف أليريك، وبهيبته المعتادة، صوته جهوريّ لكن مشحون بالحكمة:
– “أيها النبلاء، أيها الضيوف الكرام…
في هذه الليلة، لا نحتفل فقط بالحضور، بل بالفن.
ولا نحتفل فقط بالألقاب، بل بالجمال الذي يصنعه البشر من الضوء والظل.”
ثم ابتسم بثقة:
– “ستظلّ هذه القاعة تتذكّر رقص هذا المساء… كما تتذكّر عهود السلام والمجد.”
📯 التصفيق ارتفع من جديد.
ثم تقدّمت الإمبراطورة ميلانثيا، بابتسامتها الهادئة:
– “نيابةً عن القصر الإمبراطوري، نشكر فرقة سيمفونية الظلال على هذه الأمسية التي سرقت الأنفاس.
لقد أضفتم إلى الحفل سحرًا… وإلى القلوب دهشة.”
ثم نظرت إلى سيلينارا مباشرة، وغمزت بخفة… لم يراها أحد، سوى من يجب أن يراها.
في الخلف، حين تراجعت الفرقة إلى مقاعدهم،
كان كايرون واقفًا في ظل عمود رخامي، يُصفّق ببطء… لكن نظراته كا
نت مسمومة بالغيرة.
وفي الجهة الأخرى، كان إيان يتبادل معه النظرة ذاتها:
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات