قبل ساعة من بداية الحفل الملكي، كانت أروقة الجناح المخصص لفرقة سيمفونية الظلال تعجّ بهمهمات الاستعداد الأخيرة.
الدفاتر مفتوحة، القوائم معلّقة، والأقمشة تنساب بين الأيادي.
كل عضو يعرف مهمّته، وكل خطوة محسوبة بدقة، كما هي عادتهم.
في الغرفة المخصصة لـ سيلينارا، وقفت أمام المرآة الطويلة بينما ثلاث خادمات يدُرن حولها كما لو كنّ نسمات تعمل بإتقان.
أحداهنّ كانت تُثبت طرف ثوبها ذو الطبقات الفضية، الثانية تُعدّل القرط الماسي في أذنها، والثالثة تمشط خصلات شعرها الأبيض الناصع، بتأنٍ كأنها تلامس الثلج ذاته.
أما هي، فكانت تفكر.
“هل سيُفاجأون كما فوجئتُ أنا؟”
ابتسمت لنفسها بخفة وهي تتخيل وجوههم حين تخبرهم.
طرق على الباب، ثم دخل ريان يحمل لوح الجدول في يده، يرافقه إيليان، يتبعهم بقية الفريق.
– “لدينا عشر دقائق فقط، فلنراجع مهام العرض.”
قال ريان بنبرة جادة، يرتدي بدلته الرسمية، والملاحظات لا تزال في يده رغم ارتجاف أصابعه قليلًا.
– “العزف يبدأ بالمقطوعة الكلاسيكية، ثم تؤدين أنتِ الرقصة المنفردة، وبعدها تدخل إيان في الرقصة الثنائية، ثم النهاية الجماعية.”
– “كل شيء حسب الترتيب.”
أضاف إيليان، بينما كان يقف قرب الباب، يراقبها كما يفعل دائمًا… بحذر وشغف شقيق يخاف عليها أكثر مما تقول ملامحه.
وفي زاوية الغرفة، وقف إيان، يرتدي زيه الرسمي، يراقبها بعينٍ فيها شررٌ لا يُرى.
اقترب منها بهدوء، ثم همس:
– “تبدين… كضوء ناعم يُكابر في عدم الذوبان.”
ابتسم بخفة، وتابع:
– “أنا سعيد… لأن هذا آخر أسبوع هنا. أخيرًا سنعود، وتعودين إلى مكانكِ… الطبيعي.”
كانت ابتسامتها مهذبة، لكن باردة.
– “هل هو طبيعي حقًا؟”
قالتها بنغمة لا يستطيع تفسيرها.
ثم استدارت بخفة إلى الجميع، وابتسمت ابتسامة متألقة:
– “لكن… هناك تغيير في الخطة.”
نظروا إليها بفضول.
– “الإمبراطورة ميلانثيا… طلبت مني أن أكون ضيفة الحفل الملكي بعد شهر، بمناسبة عيد ميلاد الأمير كيرليون.”
صمت.
ثم شهقة خفيفة من إلينا، ورفع حاجب ريان، وكلمة “حقًا؟” من أحد العازفين.
لكن ردة الفعل الأوضح كانت في عينَي إيان.
تجمّد في مكانه. كأن الحلم الذي بناه منذ لحظة تحوّل إلى… رماد.
اقتربت سيلينارا من إيليان ورايان، ووضعت يدها على قلبها بخفة:
– “أعلم أننا سنغادر خلال أيام، لكنني… أرغب بالبقاء. فقط لحضور الحفل. أعدكما ألا أسبب فوضى.”
– “سيلينارا، الجداول مكتظة، والرحلات—”
بدأ ريان.
– “وما دخلنا نحن بالدعوات الملكية؟”
أضاف إيليان، عابسًا، حاجباه يقتربان من بعضهما كعادته حين يشعر بأنه سيتراجع رغمًا عنه.
لكنها… لعبت الورقة الأخيرة.
خفضت صوتها، نظرت إليهما، وارتجفت شفتاها قليلًا، وبدأت لمعة خافتة تلمع في الزرقتين الياقوتيتين.
– “حقًا لا تريدانني أن أفرح قليلاً…؟ حتى لو كنت سأغادر لاحقًا؟”
– “لا تبدئي دموعكِ الآن، آرا.”
قال إيليان محذّرًا.
– “إنها ليست دموعًا… إنها فقط… لمعان داخلي.”
ردّت، بصوت طفولي متدلل، وأمالت رأسها بخفة.
رمش ريان بسرعة وهو يقول:
– “هذا… غير عادل.”
ثم نظرا إليها… وهُزما.
– “حسنًا، حسنًا. سنُراجع الجدول.”
قال إيليان وهو يتنهد.
صرخت سيلينارا فرحًا، ودارت حول نفسها رقصة ناعمة، كما لو أنها حلّقت فوق الأرض.
– “آرا!”
قال إيليان، وهو يضحك رغمًا عنه:
– “تصرّفي كراقصة محترمة، لا طفلة!”
– “سامحني!”
قالتها ضاحكة، ثم أضافت وهي تميل برأسها عليه:
– “لكن ابقَ أخي المدلّل لي دائمًا… اتفقنا؟”
ضحك، ثم رفع يده وربّت على شعرها:
– “دائمًا… يا مزعجة.”
ثم مرر يده مجددًا وبعثر تصفيفة شعرها المنسقة بعناية.
– “إيليان!”
صرخت، وضحك الجميع.
– “أعيدي تصفيفها الآن فقط، وسأكون محترمًا بعدها.”
قالها بخبث، وهي تسرع إلى المرآة لإصلاحه.
وسط الضحكات، كانت نظرات واحدة… لا تضحك.
إيان.
كان وا
قفًا في الزاوية، يحاول أن يُخفي قبضتيه المتشنجتين،
ونظرته التي ذابت فيها فرحها… كما يذوب الثلج في مرارة الغيرة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 22"