في الغرفة العليا المخصصة لها، على الجناح الشرقي للقصر الإمبراطوري، وقفت سيلينارا أمام المرآة العالية، لا تُصفّف شعرها… بل تُفكر.
كان شعرها الأبيض الناصع ينسدل على كتفيها كستارة من الثلج، يلمع تحت الضوء الذهبي للمصابيح الكريستالية.
أما عيناها، فكانتا بلون الياقوت الأزرق، ساكنتين… إلا من ارتجاف طفيف خلفهما.
مرت فرشاة الشعر فوق خصلاتها مراتٍ كثيرة، أكثر مما يلزم.
كأنها تحاول ترتيب أفكارها بنفس الطريقة التي تُهذّب بها شعرها.
“لماذا أشعر هكذا؟”
سألت نفسها، للمرة الخامسة.
كانت تعرف الإجابة. لكنها ترفض أن تنطق بها، كما رفضت أن تعترف بها أمام إيليان، أو أمامه هو… كايرون.
“إنه فقط حفل.”
قالت بصوت خافت وهي تضغط على قلبها بكفّها.
“فقط أمسية… واحدة.”
لكن مشاعرها لم تُصدقها.
تحركت نحو خزانة الفساتين، وراحت أصابعها تتنقل بين الأقمشة المختارة مسبقًا: تدرجات بين الرمادي الثلجي والأرجواني الليلي، كلها بلمعة خفيفة توحي بالرقّة لا بالبهرجة.
توقفت عند أحدها. فستان طويل ذو ذيل قصير، من الشيفون الشفاف عند الأكمام، يلتصق بجسدها برقة ثم ينفلت كأجنحة ضوء عند الحواف.
– “هل يبدو كأنه… كثير؟”
همست لنفسها، ثم تنهدت.
لكن سؤالها الحقيقي كان:
“هل يبدو كأنه فُصّل لتُراه عيناه؟”
أغلقت عينيها للحظة.
تذكرت صوت خطواته خلفها.
يده وهي تلامس كفها.
نبرة صوته حين ناداها بـ”آرا”…
وكيف لم تستطع نكران أثره، حتى حين كذّبته.
فجأة، طرقة خفيفة على الباب قطعت سيل أفكارها.
– “آنسة سيلينارا؟”
كان صوت الخادمة.
– “نعم؟”
– “الإمبراطورة طلبت أن تكوني في القاعة قبل بداية الحفل بخمس عشرة دقيقة، لأنها تود الحديث معكِ… إن أمكن.”
شعرت بارتجاف خفيف.
– “أخبريها أنني سأكون هناك، في الوقت المحدد.”
أغلقت الباب بلطف بعد خروج الخادمة، ثم عادت إلى المرآة.
وقفت طويلاً.
ثم رفعت يدها ولمست عنقها الفارغ، وكأنها تبحث عن عقد غير موجود.
عن شيء مفقود.
تذكرت الرحيل بعد أسبوع.
“سبعة أيام… فقط.”
قالتها، وكأنها تقول: سبعة أيام للهرب… أو للغرق.
ثم ابتسمت لنفسها في المرآة، ابتسامة كانت أقرب إلى ارتعاشة.
ارتدت الفستان، ثبّتت خصلات شعرها بزمردة صغيرة عند جانب الرأس، ثم وضعت أقراطًا من الفضة، وتنفست عميقًا.
عندما خرجت من جناحها، كانت مهيبة.
لكن داخلها…
كان فتاة تحاول أن تقنع قلبها بأن الأمر لا يعني شيئًا.
بينما الحقيقة كانت همسًا خافتًا، يرافقها في كل خطو
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات