كان قصر إيراذيوم في سترونيا تحفةً من الطراز المعماري الملكي، محاطًا بحدائق نادرة ونوافير ترقص تحت ضوء القمر. وهناك، كان يقف الأرشدوق كايرون أرغالوث، الرجل الذي لُقِّب بـ”الذئب الأزرق”، ليس فقط لقسوته في المعارك، بل لوفائه الأسطوري لمن يُحب.
كان كايرون جادًّا، لا تعرف الابتسامة طريقًا إلى شفتيه، ولا يلتفت إلى الجمال المصطنع أو المديح. عيناه ذهبيتان كأنّهما شعلتان من نارٍ في وهجهما، وملامحه نبيلة قاسية. كان يقف بجانب الإمبراطور عندما دخلت سيلينارا إلى القاعة.
وبينما خفَتَ الهمس، ورقصت الأقمشة على خطواتها، نظر إليها كايرون لأوّل مرة.
وتوقّف الزمن.
إنّها ليست امرأةً فقط… إنّها تجسيدٌ للحلم. الجمال الذي لا يُرى سوى مرة واحدة في العمر.
لكنها، وعلى غير العادة، لم تُظهر خجلًا أو ترددًا. اقتربت بابتسامة مشاكسة، وانحنت بانحناءة راقصة.
– “سُررت بلقائك، يا أرشدوق سترونيا… أم هل يجب أن أقول: يا ذئب الأزرق؟”
رفع حاجبًا ببطء، وقال بصوته المنخفض العميق:
– “ناديني بما تشائين، آنسة… لكن إن كنتِ نغمة، فأنا ذاك الذي سيحفظك في
ذاكرته إلى الأبد.”
التعليقات لهذا الفصل " 2"