منذُ أنْ كانت صغيرةً جدًا، كانت كانغ إي-جاي تَرى المشاهير الذين يظهروّن على التلفاز بشكلٍ مُتكرر.
كما كانت تَرى الشخصيات البارزة في عالم السياسة والاقتصاد، التي يصعُب حتى رؤيتها على التلفاز، بشكلٍ أكثر تكرارًا.
وذَلك بفضل يونغسان التي قامت بِتربيتها بدلاً مِن والديها اللذين تخليّا عنها.
ولكن ما لا يعرفهُ الناس هو أنْ الأشخاص الذين يصعُب حقًا لقاءهم ليسوا المشاهير أو الشخصيات البارزة في السياسة والاقتصاد، بل أشخاصٌ مثل يونغسان.
فقد كانت كاهنةً مشهورةً جدًا بقدرتها الروحية القوية، لدرجة أنهُ كان مِن الصعبِ حتى حجزُ موعدٍ معها.
حتى بعد أنْ يُحدد الموعد بصعوبةٍ شديدةٍ، إذا شعرت بأنها ليسَ لديّها ما تقولُه، كانت تطردُ الناس دوّن أنْ تأخذ مِنهم المال. كانت عجوزًا حادة الطَبع وصارمةً جدًا.
يُقال إنْ حتى الغبي إذا دخل المدرسة سـ يتعلمُ بعد ثلاث سنواتٍ على الاقل، فَهل كان ذَلك بسببِ تعليمها المُبكر؟
أم أنْ إي-جاي وُلدت بهَذهِ الطريقة منذُ البداية؟
منذُ سن السابعة، بدأت إي-جاي تَرى أشياء غريبة، ومع العيّش مع يونغسان، ازدادت حدةُ إدراكها.
كما أنّها كانت تعرفُ جيدًا نهاية أشخاصٍ مِثلها.
فبعدَ أنْ تتفتحَ العينُ الروحية، سَـ تأتي الروح. وإذا لَمْ يقبل الشخصُ تلكَ الروح، سَـ يمرض ذَلك الشخص أو في أسوأ الأحوال قد يموت.
تُسمى هَذهِ الحالة بِـ مرض الروح.
ورغم أنْ عينُها الروحية قد تفتحَت، إلا أنْ إي-جاي لَمْ تكُن تُريد أنْ تمرض، ولا أنْ تموت.
لذا لَمْ يكُن أمامها خيارٌ سوى تقبل الوضع.
“سيدتي، أرجوكِ اسمحي ليِّ أنْ اقوّمَ بِطقوس استقبال الروح، لا أريدُ أنْ أمرض مثل ذَلك الرجل. أريدُ أنْ أفعل ذَلك قبل أنْ أمرض.”
“أيتُها الفتاة الحمقاء، أنتِ تقولينَ هُراء مُجددًا بعد أنْ تناولتِ طعامكِ. أنتِ لستِ مِن النوع الذي قد يستطيع أستقبال الروح. فقط عيّشي حياتكِ كما تشائين واغسلي الأطباق.”
لَمْ تفهم لِمَ لا تستطيعُ أستقبال الروح؟ ولماذا لا يُمكن حدوث ذَلك؟
ورُغم ذَلك، استمرت العينان المُستديرتان بالنظر إليّها.
بدأت تَرى شفتيّن بيضاويتيّن تظهران قليلاً وكأنّهُما في حالةٍ مِن الحُزن.
“سأضمنُ فقط أنْ لا تدخُل أيُّ طاقةٍ سلبية إلى هَذهِ الغُرفة. أنا أفعل ذَلك الآن. إذا فعلتُه لكَ أيضًا، لَن تشعرَ بالخوف. أليس كذَلك؟”
“نعم! جيد! وأيضًا…”
“ماذا أيضًا؟”
“هل يُمكنكِ وضعُ واحدةٍ مِن تلكَ الأشياء التي تحملينها في منزلي أيضًا؟”
استطاعت إي-جاي أنْ تُخمن أنْ الصندوق الذي بدا وكأنّ عمرهُ مائة عامٍ قد يكون أقدم مِن ذِلك بمئات السنين.
لتحقيق تلكَ الرغبة، كان مِن الطبيعي أنْ يكون الأمر كذَلك.
فتحت إي-جاي الصندوق بحذرٍ، ووضعت داخلهُ تعويذةً.
عندما رأت كيف أنْ الروح قد فرح بكونهِ أصبح آمنًا، لَمْ تستطع إلا أنْ تَبتسِم.
كانت هَذهِ أول ابتسامةٍ مُشرقة ترسمُها منذُ قدومها إلى هَذا المكان.
في الصباح الباكر، استقبل الملك قائد فُرسان الفيلق الأول.
“المجّدُ لـ كايين.”
عندما قدم جايد تحيّة رسمية، أومأ رودريك برأسهِ.
كان صديق الملك يعرفُ مزاج الملك وحالتهُ جيدًا.
ورغم أنْ الملك قد تزوج مِن عائلة دنكان التي تُعارضه دائمًا، إلا أنْ حالتهُ كانت تبدو جيدةً في الأيام الأخيرة.
“تقول الشائعات إنْ رائحة شيءٍ مُحترق تأتي مِن غُرفة الملكة.”
“رائحةُ احتراق؟”
عبسَ رودريك عند سماعهِ تلكَ المعلومة غيرَ المتوقعة.
“نعم، ويُقال إنه وُجد بعضُ الرماد في غرفتِها.”
“بعد قفزها في الماء، هل هي تُخطط الآن للقفزِ في النار؟”
قال رودريك ساخرًا، مُشيرًا إلى حادثة محاولة الانتحار التي قامت بها هايلي.
بينما كان جايد يُراقب الملك بقلق، تردد قليلاً.
لسوء الحظ، لَمْ يكُن هُذا نهاية الأمر.
“وطلبت أيضًا إحضار سكين نحتٍ قبل يومين.”
“سكين نحت؟”
“نعم، ومنذُ ذَلك الحين كانت تنحتُ شيئًا كُل يوم في غرفتها.”
“تنحت؟… ماذا بالضبط؟”
عندما سأل الملك وكأنهُ غيرُ قادرٍ على استيعاب الأمر، ظهر القلق على وجه قائد الفرسان.
“لا نعرف ما الذي تنحتهُ بالضبط.”
“أنتَ قائد الفيلق الأول في كايين، أليس كذَلك؟”
“………”
“كيف تقول إنكَ لا تعرفُ ما الذي يحدُث في مكان عملك؟”
“لقد تحققنا مِن الأمر، ولكن لا أحد يعرف ما الذي تقوم بنحتهِ.”
ضحك رودريك ضحكةً قصيرة وكأنهُ غير مصدق.
“تحقق مِن الأمر وأبلغني بالتفاصيل.”
“وأعد السكين.”
كان الاتفاق الأساسي أنْ يستمر الزواج حتى تتويج الملكة.
رغم أنْ هيلي كانت تبدو هادئةً في تنفيذ ذَلك الاتفاق رغم محاولتها السابقة للانتحار، إلا أنّها كانت شخصًا يحتاجُ إلى العيش لفترةٍ أطول لأجل العائلة المالكة، التي كانت تُعاني مِن الشائعات السيئة وأسرة دنكان المُتعبة.
“راقبها جيدًا.”
“نعم.”
“تأكد مِن فعل ذَلك قبل أنْ تحرق تلكَ المرأة القصر بأكمله.”
“حسنًا، جلالتُك.”
عندما تحدثَ رودريك بنبرةٍ صارمة، تنهدَ جايد بصوتٍ خافت.
كان الملك يُحاول المُماطلة، ولكن الأمور تبدو وكأنّها ستبقى على حالها.
لكن عندما أمسكَ الملك فجأةً جبهتهُ، تقدم جايد بسرعة.
كان يعلم أنْ الملك يمرُ بمثل هَذهِ الحالات أحيانًا، فسألهُ بصوتٍ منخفض.
“هل تشعرُ بالسوء مجددًا؟”
“لا.”
لّوح رودريك بيدهِ طالبًا منهُ المغادرة، لكنهُ بدأ يفكر في هايلي.
تذكرَ كيف فزعت عندما استيقظت فجأة.
“لقد شعرتُ بالحرارة أثناء نومي…”
كلامٌ سخيف.
ورغم ذَلك، ضحك رودريك بخفةٍ.
لَمْ يستطع أنْ يُنكر شعورهُ بأنه رُبما فعل شيئًا خطيرًا تلكَ الليلة.
رغم أنْ هيلي نفّت ذَلك، إلا أنه كان يعتقدُ أنْ الأمر كان بسببهِ.
لكن ذاكرتهُ لَمْ تكُن واضحةً.
في بعض الأحيان، كان يجدُ نفسهُ يمسك بالسيف دوّن أنْ يُدرك، وتكررت هَذهِ الحوادث بشكلٍ مُتزايد.
لذَلك كان رودريك يعلمُ جيدًا بأنه مصابٌ بالجنون.
كما كان يعلم أنْ حالتهُ كانت تتفاقم.
لكنه لَمْ يكُن يستطيع الإعلان عن جنونهِ على الملأ، لذا كان يختارُ الصمت.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 5"