نظَر رودريك إلى لي جاي بقلق لفترة ، ثم اختفى فجأة.
هل أتأمّل؟ أنحت تمثالًا؟ أكتب تعويذة؟
بينما كانت لي جاي تفكّر و هي تنظر إلى الباب ، استلقت فجأة على السرير.
ثم ضمّت دفتر يوميّات هايلي إلى صدرها.
بعد قليل ، فتح رودريك الباب و ظهر مجدّدًا.
كان شعره مبللًا قليلًا كما لو أنّه استحمّ ، و قميصه قد اختفى إلى مكان ما.
ألقت لي جاي نظرة سريعة عليه ، ثم فتحت دفتر اليوميّات على صفحة عشوائيّة.
في الحقيقة ، كانت قد قرأته كثيرًا لدرجة أنّها كادت تحفظه ، لكن بالنسبة لها ، كان هذا نوعًا من التكريم.
‘هايلي ، لن أنساكِ أبدًا.’
جلس رودريك على السرير ، يستند بذقنه على يده ، و هو ينظر إلى لي جاي بتركيز.
حاولت هي ألّا تهتم كثيرًا.
لكن عندما شعرت بنظرات زوجها تستمرّ ، فتحت فمها و قالت: “جلالتك.”
“نعم ، ماذا؟” ، نظرت لي جاي إلى النافذة.
كان الخارج لا يزال مضيئًا.
“إذا انتهيتَ من تجفيف نفسك ، ألا يمكنك ارتداء شيء؟ هل الجو حار؟”
“لماذا؟ هل المظهر مزعج؟”
هزّت لي جاي رأسها.
إنّه زوجها ، فلم يكن هناك سبب للشعور بالإزعاج. لكنّه كان يجلس هكذا في وضح النهار بجسد مثاليّ ، ممّا جعلها غير قادرة على التركيز في اليوميّات.
كان لون بشرته واضحًا جدًا بحيث لا يمكن تجاهله.
و كما توقّعت ، كان هذا من تدبير الملك.
بعد الجدال في المكتبة ، كان وجهه عابسًا طوال الوقت ، ثم قال فجأة كلامًا غير متوقّع: “في الحقيقة ، أنا أخلع ملابسي لأبدو جذابًا بالنسبة لكِ”
“……”
“ربّما أبدو أجمل بالملابس؟ إذا كان الأمر كذلك ، سأرتديها”
ضحكت لي جاي بصوت خافت و هي غير مستعدّة لهذا.
‘لماذا يتصرّف هكذا فجأة؟’
“فقط قولي. سأحاول أن أكون حسب ذوقكِ”
“تصرّف حسب راحتك ، جلالتك. لكن في المقابل ، سأنظر إليك بحرّية أيضًا. عيناي تتجهان إليك بإستمرار”
“حسنًا ، انظري كما شئتِ. إذن ، هل أرتاح أكثر و أخلع ملابسي بحرِيّة أيضًا؟”
عضّت لي جاي شفتيها و قالت: آه ، ما الذي يحدث معه؟
لكن الملك ، كعادته ، لم يتوقّف عن المضيّ قدمًا.
“هل تريدين أن تكوني مرتاحة معي ، سيّدتي؟”
“لا ، أنا مرتاحة هكذا”
“لم تستسلمي بعد”
غطّت لي جاي وجهها بيديها و ضحكت وهي تهتزّ.
ابتسم رودريك أيضًا و هو يرى ذلك ، لأنّه بدا واضحًا أنّ زوجته لم تكن غاضبة.
الكلمات التي تُقال لا يمكن استرجاعها.
ليست المشكلة فقط أنّ الكلمات قد تجرح شخصًا ما ، بل إنّ الكلمات التي تُقال قد تعود يومًا لتعيق صاحبها.
أمام اسم بودور ، كان رودريك محكومًا بأن يكون الطرف الأضعف أمام زوجته إلى الأبد.
كان هذا جزاء قوله كلامًا لا يعنيه بدافع الغيرة.
رفعها و أجلسها على حجره و سأل: “أنتِ لستِ غاضبة حقًا ، أليس كذلك؟”
“قلتُ إنّني لستُ غاضبة. لماذا سأغضب؟”
عبثت لي جاي بكتفيه الصلبين.
“قلتَ إنّه لم يكن بقصد. لقد فهمتُ ذلك منذ زمن”
“حسنًا”
لكن رودريك ظلّ يراقب تعابير وجه لي جاي.
كان لا يزال قلقًا.
لأنّه تذكّر كلام لي جاي السابق بأنّه لا بأس حتّى لو غادرت القلعة ، وكان ذلك صادقًا.
لم يسألها عن ذلك بجديّة لأنّه بدا غريبًا جدًا ، لكن قصّة الأربعين يومًا ربّما كانت مماثلة. كانت زوجته تكذب أحيانًا.
لكن رغم ذلك ، كانت هناك تعابير صادقة و نوايا لا تستطيع إخفاءها.
تقول إنّها لم تقفز في النهر ، لكن الشوق في عينيها و هي تنظر إلى البحيرة كان حقيقيًا.
‘ما الذي تفكّرين به في تلك اللحظات؟’
“لماذا تنزلين الآن؟ ألم تقولي إنّكِ لستِ غاضبة؟” ، عندما حاولت لي جاي النزول من على حجره ، أمسك رودريك بخصرها.
“فكّرتُ أن أرتاح قليلًا.”
“ألا يمكنكِ الراحة فوق زوجكِ؟ ألم تعجبكِ هذه الأريكة؟”
“في هذه الحالة ، حتّى هذه الأريكة سترى أنّني ثقيلة”
ضحك رودريك بسخرية ، لكن عندما قالت لي جاي إنّها ستبقى مستلقية ، أنزلها إلى السرير.
تحرّكت لي جاي ببطء لتجد مكانها و وضعت رأسها على الوسادة.
ثم فتحت دفتر اليوميّات مجدّدًا.
سحب رودريك الوسادة بسرعة و وضع ذراعه بدلًا منها.
بدأت لي جاي تضحك بعد قليل.
لأنّ الملك الملتصق بها بدأ يزعجها عمدًا.
“آه ، لماذا تفعل هذا مجدّدًا؟”
“ماذا؟ لم نكمل ما بدأناه صباحًا”
“ألم نتّفق على إكماله لاحقًا؟”
قبّل رودريك صدغيها و همس في أذنها بنبرة شقيّة وحلوة في آن واحد، محاولًا إغراء زوجته.
لكن لي جاي ، التي كانت تتقلّص داخل صدره القويّ، ردّت بإحتجاج بسيط: “جلالتك ، أعتذر عن التشبّث بالتفاصيل ، لكن كيف يُعتبر ذلك غير مكتمل؟ أتذكّر بوضوح أنّنا أكملناه”
‘لماذا يختلف البشر في تذكّر أحداث وقعت قبل ساعات قليلة ، و لماذا تختلف أحكامهم على نفس الموقف؟’
ضحك رودريك دون ردّ ودغدغ لي جاي.
ثم عندما لاحظ أنّها لا تزال ممسكة باليوميّات ، ألقاها على الطاولة بجانب السرير.
“اقرأي بإعتدال. و إلّا ستنتهي بكتابة سيرة عظيمة قريبًا”
لكن لي جاي هتفت “ماذا؟” و مدّت يدها نحو الطاولة ، بل و بدأت تتحرّك بقوة.
ابتسم رودريك و هو يغمض عينيه قليلًا.
لم يكن ذلك لأنّها تعامل اليوميّات بإهتمام مفرط.
بل لأنّها كانت تمدّ يدها بكل قوتها ومع ذلك لم تصل إليها.
في النهاية ، بدلًا من تركها من حضنه ، التقط اليوميّات و وضعها في يدها الصغيرة.
“فاصوليتي الصغيرة ، هل تصل قدميكِ إلى الأرض عندما تجلسين على كرسيّ الطعام؟ لم أتحقّق من ذلك بعد”
“جلالتك ، هذه ليست المشكلة. أنا مستلقية هنا في الأسفل”
“حسنًا ، فهمتُ”
“لا، أنا جادّة”
“قلتُ إنّني فهمتُ”
بوجه متجهّم بسبب ردّها غير المقنع ، عبث رودريك بشعرها المغطّي لوجهها و علّقه خلف أذنها و سأل: “لكن لماذا تقرأين هذا الدفتر دائمًا؟”
“ماذا؟”
“اليوميّات. أليس لديكِ المزيد منها؟ أراكِ دائمًا متمسّكة بنفس الدفتر”
كان رودريك يفكّر أنّ يوميّات طفولة هايلي ربّما تكون أفضل من تلك التي كتبتها قبل موتها. لذا ، إذا كانت لي جاي ستبقى متمسّكة بها ، فلتقرأ شيئًا أكثر إشراقًا ، و كان هذا نوعًا من الاستسلام الجزئيّ.
لكن لي جاي فتحت عينيها بدهشة و نظرت خلفها.
كانت بقيّة اليوميّات في مكتبتها الخاصّة. و كان من الغريب أن يعرف الملك بذلك.
“كيف تعرف ذلك ، جلالتك؟ هل فحصتم أغراضي؟”
سكت رودريك للحظة.
في الماضي ، كان قد راقب زوجته بالفعل.
بل و تفقّد حتّى الرسائل التي أرسلها الدوق.
بالطبع ، كان لذلك أسبابه آنذاك ، لكنّه أدرك أنّه هو من أثار ماضيًا لم تذكره زوجته. لكن بعد تفكير قصير ، أومأت لي جاي برأسها دون أن تبدو مستاءة كثيرًا. ظنّت أنّه ربّما رأى ذلك عندما أزال قائد الفرسان التعويذات سابقًا.
“لماذا؟ ألم أقل لكَ من قبل إنّ ذاكرتي ناقصة؟”
“نعم ، نعم”
“الذاكرة الأخيرة هي الأكثر نقصًا. ربّما السنوات الثلاث الأخيرة؟”
إذن ، بدأت قدرات هايلي تظهر تقريبًا عندما اعتلى الملك العرش.
في الواقع ، بدأت جملة عن أحلام مخيفة تظهر في يوميّاتها في تلك الفترة.
“لذلك حاولتُ ملء هذا الفراغ الناقص من الذاكرة. في البداية ، كنتُ أخشى ارتكاب زلّات لسان ، لكن لاحقًا بدا كلّ شيء غريبًا جدًا …”
لكن أثناء الشرح ، عبست لي جاي للحظة.
‘هل كان عليّ قراءة البقيّة أيضًا؟’
ظلّت تميل رأسها متسائلة.
“جلالتك”
“نعم ، ماذا؟”
“هايلي كانت تخفي شيئًا آخر بالتأكيد، أليس كذلك؟”
لغز لم يُحلّ بعد.
‘أيّ مستقبل رأيتهِ، يا هايلي، حتّى اخترتِ الموت بإرادتكِ رغم أنّكِ كنتِ تخافينه؟’
‘هل كان ذلك المستقبل مخيفًا لدرجة لا تُطاق؟’
“يبدو أنّك حقًا شخص مميّز ، جلالتك.”
“هل هذا مديح هذه المرّة؟”
“نعم. عندما أتحدّث معك، أحيانًا أتذكّر أشياء تجاوزتها”
نظر إليها رودريك بهدوء.
“ما الذي تريدين قوله؟”
“يجب أن أتفقّد بقيّة اليوميّات أيضًا.”
كان صوت لي جاي حاسمًا كما لو أنّها اتّخذت قرارها بالفعل.
لكن رودريك ، الذي كان يستمع ، تنهّد بعمق و قال: “هاا.”
بدا وجهه متعبًا.
“سيّدتي، يبدو أنّني أثرتُ موضوعًا لا داعي له. أليس هناك أكثر من عشرة مجلّدات؟ متى ستفرغين من قراءتها؟”
“من يظمأ هو من يحفر البئر”
ابتسمت لي جاي و نهضت من السرير.
شعرت أنّ عليها الذهاب إلى المكتبة الآن.
لكن عندما حاولت الخروج من الغرفة ، تفاجأ الملك وأمسك بمعصمها.
“مهلًا!” ، جرّها رودريك مرّة أخرى إلى السرير.
نظرت إليه لي جاي بوجه يعكس عدم فهمها ، فمسح جبينه و قال: “لا ، يجب أن ترتدي ملابسكِ بشكل صحيح قبل الخروج”
نظرت لي جاي إلى جسدها و صُدمت.
‘متى أصبحت ملابسي هكذا؟’
‘كنتُ منشغلة بالحديث الجادّ دون توقّف ، لكن يبدو أنّ جلالته لم يرتح!’
نظرت إليه لي جاي و قالت: “أنت من جعلت ملابسي هكذا ، أليس كذلك؟”
“لم أنكر ذلك.”
“ماذا لو خرجتُ فجأة هكذا؟ كاد أحدهم أن يراني!”
تنهّد رودريك وهو يزيح يديها اللتين كانتا تحاولان ترتيب ملابسها.
“دعيني أفعل ذلك”
رفع ملابس لي جاي التي كانت قد انزلقت عن كتفيها.
و أعاد ربط الشريط الذي كان قد فكّه.
بعد أن تأكّد من ملابسها من كلّ زاوية، أومأ برأسه.
“الآن، انتهيتُ.”
“يبدو أنّني كنتُ مستعجلة. سأذهب إلى المكتبة وأعود”
“حسنًا، فهمتُ.”
وضعت لي جاي يديها على كتفيه.
ثم قبّلت خدّه بخفّة وابتعدت.
على عكس ذي قبل، خرجت من الغرفة بخطوات حذرة للغاية. نظر رودريك إلى الباب الذي أغلقته لي جاي لفترة طويلة.
لأنّ زوجته أعطته قبلة رقيقة كالندى كهديّة قبل أن تذهب.
وضع يده على خدّه و تمتم: “إذا كنتِ ستقبّلينني، لمَ ليس على الشفاه؟ ذوق لي جاي ثابت حقًا.”
في النهاية ، تُرك كلّ من الزوجين وحيدًا على السرير مرّة في الصباح و مرّة في الظهيرة.
لكنّه، وهو مستلقٍ وحيدًا على السرير دون زوجته، ضحك بصوت خافت.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 104"