7
─────────────────────
🪻الفصل السابع🪻
─────────────────────
التفتُّ وأنا أعضُّ النودلز، فإذا برئيسة الخدم تقف أمامي، ملامحها تفيض بدهشةٍ واستنكارٍ لا يخفى على أحد.
“ألم تُخبرينا أنكِ نأيتِ عن الطعام لعسرٍ في هضمكِ…”
… أجل، صدقتِ. لقد اتخذتُ عسر الهضم ذريعةً لرفض الوجبة.
تسمّرتُ في مكاني، عاجزةً عن نسج ردٍّ متماسك، فاستطردت رئيسة الخدم بنبرةٍ تحمل نسمات الشك.
“لكن… من أين جئتِ بهذه الأطعمة؟”
“من المتجر، اشتريتها…”
[تحذير! إفشاء أي أسرارٍ متعلقة بالقواعد قد يُحدث خللاً كارثيًا في النظام!]
آه. ما إن أضاءت الرسالة التحذيرية أمام عيني حتى أغلقتُ شفتيّ بإحكام.
“ماذا؟”
“أعني، اقتنيتها قبل وصولي إلى هنا…”
تحت وطأة الارتباك، تسرّبت مني كلماتٌ متعثرة، كأنها هباءٌ منثور.
أدركت رئيسة الخدم اضطرابي، فأعادت سؤالها بنبرةٍ مشوبةٍ بحدةِ الريبة.
“ألم تُعدَّ هذه الأطعمة للتو؟”
“يبدو أنكِ واهمة.”
ردٌّ هشّ، بالكاد تشبّث بلساني. لكن، على نحوٍ عجيب، أومأت رئيسة الخدم كأنما تبدّدت ظنونها.
“حسنًا. أعتذر عن إزعاجكِ، آنسة ويندسور.”
ربّـاه… هل نجحتُ حقًا؟
هل يمكن لإصراري الأخرق أن يُبقي اللعبة مستمرة؟ هذا خلل، لا ريب!
أُضيف بندٌ جديد إلى سجلّ الأخطاء التي سأرفع شكوىً بشأنها.
“على أي حال، ما الذي دعاكِ إلى هنا؟”
“جئتُ لأعلمكِ بجدولكِ المقرر.”
كانت نبرتها مشبعةً بوقارٍ لا يُضاهى، كأنها تنطق بحكمٍ نهائي.
“… لكن أكملي طعامكِ أولًا.”
* * *
تحت وطأة نظراتها الحادة، ابتلعتُ طعامي على عجل، كأني أسابق الزمن.
اغتسلتُ بسرعة، استبدلتُ ثيابي، وما إن انتهيت حتى لحقت بي كأنها كانت ترصد خطواتي.
“سأصطحبكِ في جولةٍ داخل قصر بيلموند، نزهةً تعريفية.”
“آه، حسنًا. أرجوكِ، تفضلي.”
أعترف، شعرتُ بنسمةٍ من الحماس تتسلل إلى قلبي.
قد يلفّ القصرَ هالةٌ من الكآبة، لكن ما الذي قد يحدث وأنا أتجول برفقة شخصيةٍ غير قابلةٍ للعب؟
في هذه المرحلة، لا بد أن يبرز حدثٌ استثنائي في الأفق، لكن، لا بأس.
دون أن تلحظ أفكاري المتدفقة، بدأت رئيسة الخدم تقديم القصر بنبرةٍ آليةٍ، كأنها آلةٌ تنطق.
“إن قصر بيلموند الدوقي حصنٌ طبيعي صيغ ببراعةٍ على يد أعظم بنّائي يوزنهايم. لذا، كان آل بيلموند عبر الأجيال يُلقّبون بسيف الإمبراطور الأول، حامين حدود الإمبراطورية من مملكة فيريل المجاورة.”
“آه، حسنًا.”
تظاهرتُ بإصغاءٍ متمعن، لكن عقلي كان يجول في عوالمَ أخرى.
أنا الآن في مسار الدوق. بعبارةٍ أخرى، إذا استمر الأمر على هذا المنوال، سأتربع على عرش سيدة الدوقية، أليس كذلك؟
لكن، بحسب الوعود البراقة من الشركة، هناك ثلاثون مرشحًا للدور الذكوري الرئيسي. فلماذا لا أرى هنا سوى الدوق؟
ألم يتبجّحوا بحرية العلاقات المتعددة والانتقال بين العشاق… أين ذهبت تلك الحرية الموعودة؟
مدفوعةً بفضولٍ يعتمل في صدري، اقتربتُ من أذن رئيسة الخدم وهمستُ.
“هل… لا يوجد رجالٌ آخرون؟”
“… ماذا؟”
“أعني، رجالٌ آخرون في قصر بيلموند. مجرد فضول.”
“آه.”
أومأت رئيسة الخدم كأنما أدركت مرادي أخيرًا.
“هناك السير ◆◆، مساعدُ دوق بيلموند الأقرب إليه.”
آه، إنه الشخص المذكور في القواعد. ربما تكون المعلومات مقفلة، فلا تظهر تفاصيل أكثر؟
إذن، يمكنني استهداف صراعٍ بين الدوق ومساعده، أليس كذلك؟
صراعٌ يليق بتصنيف 19+…
تذكرتُ فجأة زهو الشركة بأن النسخة الرسمية ستُتيح حريةً أوسع.
همم، لكن إلى أيّ مدى سيُتاح ذلك في النسخة التجريبية؟
غارقةً في أحلامٍ وردية، لم ألحظ ظلًا برز فجأةً من خلف الزاوية.
“… آخ!”
أمسكتُ جبهتي بعد اصطدامي بشيءٍ صلب، وفقدتُ توازني فسقطتُ على الأرض.
في تلك اللحظة، هوت قطعةٌ ثقيلة على تنورتي.
‘ما هذا؟’
كتاب. كتابٌ جلدي ضخم، يتجاوز سمكه شبرًا.
غلافه بلون النبيذ مزينٌ بزخارف ذهبية فخمة، وكُتب في أعلاه بخطٍ يدوي أنيق:
[آداب النبلاء – غير مُعد للبيع
• كتابٌ كلاسيكي عن الآداب، كتبه الراهب لوراكس قبل ثلاثمائة عام تقريبًا.
ينتقد القسم الأول تسيّب النبلاء، لكنه ينتهي إلى تأكيد أهمية الحفاظ على النسب والتراتبية الطبقية.]
قبل أن أتمكن من استيعاب وصف الكتاب، انطلقت الكلماتُ من فمي تلقائيًا.
“آسفة…”
ابتلعتُ الكلمة الأخيرة، غارقةً في الارتباك.
[كُشف النقاب عن معلوماتٍ جديدة تخص شخصية رئيسية.]
[• مساعد دوق بيلموند (جديد!)
أقرب المقربين إلى دوق بيلموند، يتمسك بآداب النبلاء وتقاليد القصر بصرامةٍ لا تُبارى، ويعدّ المحافظة على نظام قصر بيلموند رسالةً مقدسةً يحملها على عاتقه.
(مستوى الإعجاب: 0/100)]
ما حاجتي إلى الإشعار؟ كتاب “آداب النبلاء” وحده كفيل برفع الستار عن هويته بجلاءٍ تام.
قد أنفقتُ ساعاتٍ في استيعاب قواعد السلامة بعنايةٍ بالغة، كما ترون.
لكن المفاجأة الحقيقية كانت تكمن في شيءٍ آخر.
‘آه.’
مهما أطلتُ النظر إليه، لم يبدُ المساعد بحالٍ من الأحوال مادةً لشخصيةٍ ذكورية ثانوية. وجهه كلوحةٍ خالية من الملامح، وشعره الأبيض المتناثر يتوّج رأسه كتاجٍ فضي، وهيئته المهيبة تفيض بوقارٍ يفرض الهيبة.
بالطبع، قد يُغري هذا الأسلوب بعض اللاعبين…
لكنني، على أي حال، لستُ منهم.
“كيف تجرؤين…”
بينما كنتُ غارقةً في تأملاتٍ تافهة، ارتجف جسدٌ ضخم أمامي، مشبعٌ بالغضب، مصحوبًا بنبرةٍ تفيض سخطًا.
“في الممرات، يجب أن تظلي دائمًا منتبهةً إلى الأمام!”
تشيك!
توقف إصبعٌ موجهٌ نحوي أمام عيني مباشرة.
“هل تعنين أنكِ لا تعرفين حتى كيفية ضبط النظرات عند عبور الزوايا؟”
“أ، أم…”
قبل أن أتمكن من نسج ردٍّ، انفجر صوتٌ مدوٍّ كالرعد من فجوةٍ مظلمة.
“تتكلمين بنبرةٍ متلعثمةٍ وقحة!”
آه، أذناي.
كان الصوت كالصاعقة، لكن، للأسف، لم يتوقف عند هذا الحد.
“إن من ينتمي إلى دوقية بيلموند يجب أن يقف شامخًا، متعاظمًا، ويتصرف بما يليق بشرف سيده الموقر!”
“السير ◆◆، هذه، هذه الآنسة…!”
حاولت رئيسة الخدم التدخل لحمايتي، لكنه تجاهلها واستمر في كلامه.
هل هذا حدث؟
حدثٌ خاص يضفي التوتر على حياة الدوقية الهادئة (?)، بلا شك.
يبدو أنه أساء فهم تصرفاتي، إذ تصاعد غضبه في نبرته.
“هل تعرفين ماهية الكتاب الذي أسقطتِه؟ إنه يحوي معارفَ لا تُقدَّر بثمن! دعيني أنيركِ، أيتها الجاهلة. إن كتاب <آداب النبلاء> هو…”
لم يتوقف صوته عن الارتفاع، حتى كدتُ أخشى فقدان حاسة السمع.
حتى الأرض بدت وكأنها تهتزُّ قليلًا.
يا له من حدث… أجل، أدركتُ الآن.
‘شركة ألعابٍ ملعونة.’
أهكذا يُدخلون دور الحماة؟
بالطبع، يمكنني الإشادة بكونه ليس شخصيةً نسائية، وهذا تقدمي ومميز… لكن، مهلاً، هذا مبالغ فيه.
بينما كنتُ أحدق في الفراغ، استمرّ المساعد في رفع صوته، بل وبدأ يصرخُ بأعلى حنجرته.
الآن أدركتُ لماذا أوصت القواعد بالانتحار بدلاً من تحمل المزيد من التوبيخ.
لحظةٌ استنارت فيها الحكمة العميقة لقواعد السلامة.
[تحذير! استمرار الاستماع إلى التوبيخ قد يؤدي إلى ضررٍ جسديّ (تمزق طبلة الأذن)، مما قد يتسبب في إنهاء اللعبة مبكرًا. إذا تُرك الأمر دون تدخل، ستموت ‘ناديا ويندسور’، وسيتم حظر إعادة تسجيل الدخول نهائيًا.]
إنهاء اللعبة؟ لا، مستحيل! مستحيل تمامًا.
إذا طُردتُ هكذا، ستضيع خمسة أيام من الإجازة هباءً!
هززتُ رأسي لأستعيد رباطة جأشي، وصحتُ بأعلى صوتي لأقطع سيل التوبيخ.
“لحظة واحدة!”
يكفي إيقاف هذه الموعظة، أليس كذلك؟
لكن قراري أتى بنتيجةٍ عكسية.
“كيف تجرئين… تقاطعين كلامي؟ وتصرخين بوقاحة؟”
لم يكن ردّ فعل المساعد عاديًا.
والآن، ماذا أفعل؟ يبدو أكثر غضبًا من ذي قبل، وبينما أسترجع قواعد الاستخدام في ذهني، لم أجد حلاً واضحًا.
إذن.
“أنتَ، أنتَ تصرخ بصوتٍ مرتفع أيضًا… بوقاحة.”
“ماذا؟”
ساد صمتٌ ثقيل فجأة.
─────────────────────
لا تنسوا الضغط على النجمة أسفل الفصل ⭐ وترك تعليق لطيف 💬✨
حســاب الواتبــــاد:
أساسي: Satora_g
احتياطي: Satora_v
انستــا: Satora_v
───────────────
قوة الأرواح والقلوب ذكر الله علاّم الغيوب 🌱:
– سُبْحَانَ اللَّه 🪻
- الحَمد لله 🪻
- لا إله إلا الله 🪻
- الله أكبر 🪻
- لا حَول و لا قوة إلا بالله 🪻
- أستغفِرُ الله الْعَلِيُّ الْعَظِيم وَأَتُوبُ إِلَيْهِ 🪻
– لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ 🪻
– الْلَّهُم صَلِّ وَسَلِم وَبَارِك عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد 🪻
التعليقات لهذا الفصل " 7"