4
─────────────────────
🪻الفصل الرابع🪻
─────────────────────
طِــق طِـق طِـق.
صوتٌ يقتحم الأذنين كما لو كان يُغرز بعنفٍ فيهما.
طِــق طِـق طِـق.
“!”
فتحتُ عيناي فجأة، متيقظةً في لحظة.
كنتُ قد غرقتُ في نومٍ عميق، أو هكذا بدا لي… فما هذا الصوت بحقّ؟
نهضتُ من فراشي مذعورةً، وجسدي يرتجفُ من المفاجأة.
طِــق طِـق طِـق.
طِــق.
طِــق طِـق طِـق.
طِــق طِـق.
صوتُ طرقاتٍ متكررة.
تحملُ إيقاعًا منتظمًا لكنها تحمل في طياتها نبرةً غريبة، مزعجة بشكلٍ خفي. لكنني سرعانُ ما استعدتُ رباطة جأشي وأومأت برأسي وأنا أتذكر الوضع.
‘آه، صحيح… أنا داخلَ اللعبة.’
كان جسدي ثقيلًا، كما لو أنني استيقظتُ للتو من نومٍ عميق، لكن هذا الشعور بحد ذاته كان مدهشًا.
أن يتمّ محاكاة حالة الجسد حتّى بعد النوم بهذا التفصيل الدقيق.
ربما كان قراري بالتقدّم لاختبار النسخة التجريبية لهذه اللعبة قرارًا صائبًا، إذ ساعدني على توسيعِ آفاق تجربتي.
“هههه.”
صحيح أنني تلقيت بعض النظرات الحادة من زملائي في العمل بسبب استهلاكي خمسة أيام من إجازتي السنوية دفعة واحدة من أجل لعبة، لكنني لستُ بلا مبرر.
طوال فترة عملي، كنتُ مدفونةً تحت وطأة المهام دون أن أنعم بلحظة راحة حقيقية.
إن لم أستمتع الآن، فمتى إذن؟ إنها خسارة، خسارةٌ كبيرة!
بينما كنتُ غارقةً في هذه الأفكارِ العابرة.
… دُوم دوم دوم!
“آه!”
صرختُ تلقائيًا عندما ارتفع صوتُ الطرقات فجأة، كأنما ينفجرُ في وجهي.
وكأن الصوت يستشيط غضبًا، تصاعدت حدّته أكثر فأكثر، كل طرقةٍ أعنفُ من سابقتها.
لو كان لديك أمرٌ ما، فلمَ لا تفتح الباب وتدخل مباشرة؟ لمَ كل هذا العبث؟ أمجنونٌ أنت؟
‘أوف.’
كنتُ أودّ أن أخرج الآن وأواجه صاحب هذا الصوت، لكنني تذكرت تحذير شركة اللعبة.
لقد نُصحتُ بالالتزام بقواعد السلامة.
على الأرجح، لأن هذه نسخة تجريبية، فإن الأحداث خارج السيناريو المحدّد قد لا تكون مدعومة بعد.
ومع ذلك، بينما كنتُ أهمّ بإعادة جسدي إلى دفء الأغطية، خطرت لي فكرة غريبة.
‘لحظة.’
في ليلٍ متأخر، زائرٌ غير مدعوٌ يطرق باب غرفة نوم امرأةٍ وحيدة.
أليس من المحتمل أن يكون هذا تمهيدًا للقاء البطل الرئيسي؟
ربما إن خرجتُ الآن، سأجدُ نفسي في موقفٍ محرجٍ من نوعية “+19″، أو شيءٍ من هذا القبيل… من يدري، قد تكون هذه إحدى الحبكات الدرامية للعبة.
دون أن أشعر، مددتُ قدمي نحو الأرض، متجهةً نحو الباب.
[تحذير! يُوصى بالالتزام بقواعد السلامة.]
لكن في تلك اللحظة، ظهرت رسالة النظام فجأة، كأنها سكينٌ يقطع طريقي.
“أوف.”
حسنًا، إذن يجبُ أن أتأقلم مع هذا العالم أولاً، أليس كذلك؟
ومع ذلك، نهضتُ من فراشي وتوجهتُ متثاقلةً نحو خزانة الملابس. سحبتُ من بين الثياب ورقة قواعدِ السلامة التي كانت معلقةً هناك.
القاعدةُ الثانية: بين الساعة الثانية والرابعة فجرًا، لا تستجيبي لأي صوتٍ مهما كان، حتى لو بدا بشريًا.
خدمُ عائلة بيلموند يعملون وفق جدولٍ زمنيٍّ صارم، ولا ينشطون إلا في الأوقاتِ المحددة.
حقًا، إن الألعابَ تتطلب دقةً في التفاصيل.
كأنها تروس ساعةٍ تتحركُ بانسجام، كانت عقارب الساعة تشير الآن إلى الثالثة فجرًا بالضبط.
* * *
“صباحُ الخير، آنسة ويندسور.”
“صباحُ الخير!”
“هل نمتِ جيدًا الليلة الماضية؟”
“همم…”
هل أخبرها أنني استيقظتُ فزعةً بسبب تلك الطرقات الغريبة في الفجر؟
ترددتُ للحظة، لكنني هززت رأسي نافيةً.
في هذه المرحلة، حيث يجب أن أعمل على رفع مستوى الإعجاب بي، لا داعي لأن أترك انطباعًا بأنني خطيبةٌ كثيرة الشكوى.
“نعم، نمتُ جيدًا جدًا.”
في الحقيقة، عادةً ما أغرق في نومٍ عميق بحيث لا أشعر حتى لو حملني أحدهم، لكن الوصول إلى هذه المرحلة يستغرق وقتًا.
خصوصًا إذا كانت هناك ضوضاء مستمرة تزعجني وتمنعني من النوم بسهولة.
لكن، كيف تمكنتُ من النوم بهدوءٍ رغم كل ذلك؟
السرّ يكمن في… الدفعُ مقابل الخدمات.
‘الأثرُ مذهل، ولكن يبدو مبالغًا فيه؟’
الليلة الماضية، بينما كنتُ مستلقيةً على الفراش مع تلك الطرقات المزعجة كخلفيةٍ صوتية، تصفحتُ متجر اللعبة واشتريتُ عنصرًا مثاليًا.
[قناعُ النوم وسماعات الأذن لنومٍ هانئ — 800 ماسة]
• أداةٌ مساعدة على النوم تقطع أي ضوءٍ أو صوتٍ مهما كان. تحذير! ممنوعٌ استخدامها للأطفال، الحوامل، أو من يعانون من ضعفٍ جسديّ أو عقليّ.
بما أنني لستُ طفلةً ولا حاملاً، ولا أعاني من أي ضعفٍ يُذكر، تمكنتُ من التمتع بنومٍ عميقٍ وجودةٍ لا تُضاهى.
ربما كانت الطرقاتُ تتواصل في الخارج، لكن هذا ليسَ من شأني.
“… حسنًا، إذن. هل كان هناك أيّ شيءٍ مزعج؟”
“بفضل عناية رئيسة الخدم، كان الفراشُ مريحًا للغاية، ناعمًا كالسحاب!”
أضفتُ هذه الجملة كجزءٍ من المجاملات الخفيفة، فمالت رئيسة الخدم رأسها قليلاً في حيرةٍ قبل أن تُومئ بابتسامةٍ متردّدة.
في تلك اللحظة، ظهرت كتابةٌ صغيرة فوق رأسها ثم اختفت سريعًا.
[الإعجاب +3]
حقًا، لا أحد يكرهُ المديح! ابتهجتُ داخليًا وأنا أرى هذه النتيجة.
ربما كانت قلقةً من أن الغرفة القديمة لن تروقَ لي؟
لكن بالنسبة لي، أنا التي عشتُ في غرفةٍ لا تتجاوز خمسة أمتار مربعة مع حمامٍ صغير، لم يكن هناك ما يعكر صفو هذه الغرفة الفاخرة التي تشبه جناحًا في فندقٍ خمس نجوم.
حتى مع قدمها، كانت في حالةٍ مثالية!
قررر.
شعرتُ بجوع الصباح يعتصر معدتي الفارغة، إذ لم أتناول شيئًا منذ دخولي هذا العالم.
“آه، أنا جائعة.”
“الإفطارُ جاهزٌ بالفعل. تفضلي معي.”
تبعتُ رئيسة الخدم إلى غرفة الطعام في الطابق الأول.
كنتُ قد وجدتُ القلعة بالأمس باهتةً ومتداعية، لكن اليوم، ربما بسبب مزاجي، بدت مختلفة.
كأنّ إزالة الغبار عن الأثاث سيكشفُ عن جمالها الحقيقي.
كانت الجدران والأثاث تحمل آثار الزمن بطريقةٍ تجعلها تشبه التحف الأوروبية القديمة، كأنني أقف في قصرٍ حقيقي.
‘في الألعاب الأخرى، كانت الأوصافُ مجرد كلمات أو رسومات، لكن التجربةُ المباشرة هنا… رائعة.’
نعم، إنها ممتعةٌ حقًا.
رغم الأخطاء الصغيرة التي ألاحظها باستمرار، قررتُ رفع تقييمي للعبة <حبٌّ يخفقُ له القلب☆سحقُ القدر> في ذهني.
بينما كنتُ غارقةً في هذه الأفكار، وجدتُ نفسي قد عبرتُ قوسًا يؤدي إلى غرفة الطعام.
[لقد دخلتِ منطقةً جديدةً لأول مرة. تُمنح مكافأة الاستكشاف: +300 ماسة]
ربّــاه، هناك نظام مكافآت كهذا؟ إذن، من المؤكد أن أجزاءً أخرى من قلعة بيلموند مليئةٌ بمثل هذه المكافآت.
ثم ظهرت نافذة جديدة أمام عيني.
[منطقةٌ جديدة: <غرفةُ طعام قلعةِ بيلموند>
مكانٌ كان يستخدمهُ أفراد عائلة بيلموند لتناول وجباتهم في الماضي.]
كانت غرفة الطعام تذكّرني بقاعةٍ ضخمة في متحفٍ زرته منذ زمن.
ثريّا كريستالية عملاقة تتدلى من مركز السقف، وتماثيل تزين الجدران… ومرايا تعكسُ الضوءَ بأناقة.
‘الرسوماتُ البيئية مثاليةٌ تمامًا.’
صحيحٌ أن الزمن داخل اللعبة يمرّ أسرع من الواقع، لكن هذا المستوى من التفاصيل جعلني أشعرُ أن أسبوعًا واحدًا لن يكفي لاستكشافِ هذا العالم.
“أهلاً بكِ، آنسة ويندسور.”
ما إن جلستُ حتى ظهر شخصٌ يرتدي قبعة طاهٍ بيضاء بأناقةٍ لافتة.
في الوقت ذاته، ظهر إشعارٌ جديد في زاوية رؤيتي.
[تم فتحُ معلومات عن شخصيةٍ رئيسية جديدة.]
[• الطاهي (جديد!)
طاهٍ مجتهد في قلعة بيلموند. موهبةٌ استثنائية جلبها الدوق السابق من الخارج، ويفتخر كثيرًا بمهاراته في الطهي.
(الإعجاب: 0/100)]
بهذا، تمّ الكشفُ عن معلومات اثنتين من الشخصيات الرئيسية الثلاث.
لكن، كما هو متوقع، تأثرت هذه الشخصيةُ أيضًا بخللٍ في اللعبة، إذ كان وجهها عبارة عن فراغٍ أسود حيث يفترض أن يكون الوجه.
اقترب الطاهي منّي بخطواتٍ رزينة، وخلعَ قبعته ليحييني.
“أنا ■■■، طاهي عائلة بيلموند.”
“مــاذا؟”
بدت جملتهُ كما لو أنه نطق باسمه، لكن تلك الكلمة تحديدًا جاءت مشوهة، كأنها ضوضاء غير مفهومة.
ماذا قال؟
خطأٌ في الترجمة أو التعليق الصوتي؟
“أنا ■■■، طاهي عائلة بيلموند.”
حتى عندما كرّر جملته، ظلّ الاسم غامضًا وغير مفهوم.
‘خطأ آخر يجب الإبلاغ عنه لشركةِ اللعبة +1.’
بالطبع، كل هذا دار في ذهني فقط، فاكتفيتُ برفع كتفي كأنني لم ألاحظ شيئًا.
لكن الطاهي، كما لو كان ممثلاً يؤدي دورًا محددًا في مسرحية، تراجع خطوةً إلى الوراء، نفخ صدرهُ بمبالغة، وسعل ليصفي صوته.
‘تفاعلٌ محدود. سلوكٌ مبالغٌ فيه بشكلٍ مصطنع. خطأ +1.’
لم يهتم الطاهي بملاحظاتي الداخلية، وبدأ يتحدث.
“إفطارُ اليوم عبارة عن طبقٍ مشوي مطهو بعناية. القشرةُ مغطاةٌ بطبقةٍ من السكر، واللحم الطريّ يحتفظُ بعصارته بالكامل، ويُقدّم مع الخضروات ليمنحكِ نكهةً لا تُضاهى.”
ثمّ، بحركةٍ مسرحية، رفع الغطاء الفضيّ عن الطبق.
“آه، هذا…”
بينما كنتُ أهمّ بإطلاق تعليقٍ مجامل، انفجر المكان فجأة بتصفيقٍ حار.
كانت رئيسةُ الخدم وباقي الخادماتِ اللواتي تجمعنَ حولنا يصفقن بحماسٍ شديد.
─────────────────────
لا تنسوا الضغط على النجمة أسفل الفصل ⭐ وترك تعليق لطيف 💬✨
حســاب الواتبــــاد:
أساسي: Satora_g
احتياطي: Satora_v
انستــا: Satora_v
───────────────
قوة الأرواح والقلوب ذكر الله علاّم الغيوب 🌱:
– سُبْحَانَ اللَّه 🪻
- الحَمد لله 🪻
- لا إله إلا الله 🪻
- الله أكبر 🪻
- لا حَول و لا قوة إلا بالله 🪻
- أستغفِرُ الله الْعَلِيُّ الْعَظِيم وَأَتُوبُ إِلَيْهِ 🪻
– لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ 🪻
– الْلَّهُم صَلِّ وَسَلِم وَبَارِك عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد 🪻
التعليقات لهذا الفصل " 4"