Chapters
Comments
- 3 منذ 3 أيام
- 2 - عودةُ الخادمة 2025-09-15
- 1 2025-09-05
همم؟
دون أن يدرك، ضيّق أدريان عينيه.
ثم سأل ببطء.
“المال؟”
“هذا كل شيء؟”
“نعم.”
“راتبٌ مرتفع… هل هذا كل شيء حقًا؟”
“بالطبع، بما أنني طبيبة، فإنّ مسؤوليّتي الأولى هي شفاء مرضاي. لو كانت عائلة بيرنست بحاجة ماسّة إليّ، لما تحرّكتُ حتّى لو عُرِض عليّ خمسة أضعاف المبلغ.”
“إذن… لنُلخّص، المرضى والراتب، هذا كل شيء؟ كلّه؟”
نظرت إليه لاريت بهدوء وسألت:
“هل هناك شروط أخرى يحتاجها الطبيب؟”
“لقد قلتِ إنكِ لن تعودي أبدًا إلى هنا، وأقسمتِ حتّى بشرف والدكِ.”
“والدي باعني كخادمة. وأنا أيضًا لي الحقّ في بيع شرفه بما فيه الكفاية.”
أصبح أدريان عاجزًا عن الكلام.
حقًا، لم يكن لديه أيّ انطباع بأنّ لاريت تهتم كثيرًا بالمال.
لكنّ الناس يتغيّرون. كما تغيّر أدريان خلال هذه الفترة، كان من الممكن أن تتغيّر لاريت أيضًا بما فيه الكفاية.
ثماني سنوات هي مدّة ليست بالهيّنة.
إذا فكّرتَ في الأمر، فهذه ليست أخبارًا سيئة. إذا كان المال هو الشيء الوحيد الذي يحرّك شخصًا ما، فهذا أمرٌ سهل نسبيًّا.
خصوصًا بالنسبة لأدريان، سيّد عائلة الدوق فيرتيانو.
“حسنًا… لا شيء. أجل، لا شيء. فهمٌ مهنيّ رائع حقًا.”
“شكرًا.”
وسط الدوار، لاحظ مظهرها من جديد.
كانت ترتدي فستانًا بسيطًا دون أيّ زينة لامعة. ومع ذلك، كانت بشرتها البيضاء النقيّة، وعنقها الطويل، وملامحها الدقيقة تجعلها تبدو جميلةً بلا شكّ.
شعرها البنيّ المتموّج، المربوط بشكل فضفاض، كان كما يتذكّره تمامًا.
خصلات الشعر المتساقطة التي لامست عنقها الأبيض جذبت انتباهه بشكل غريب، فتحدّث أدريان بغطرسة أكبر:
“ليس هناك شيء آخر مطلوب منّي أيضًا. اعتني بجدّتي جيّدًا.”
“سأبذل قصارى جهدي.”
“افحصي جدّتي أوّلًا. بعد سماع رأيكِ، إذا اتّفقنا على خطّة العلاج، سننهي العقد عبر إيفان. ماتيلدا سترشدكِ إلى مكان إقامتكِ وما إلى ذلك. تتذكّرين ماتيلدا، أليس كذلك؟”
كانت ماتيلدا رئيسة الخادمات في القصر الدوقيّ.
لقد عملت هناك لفترة طويلة، وقبل ثماني سنوات، كانت لاريت إحدى الخادمات الصغيرات تحت إدارتها.
“نعم، أتذكّرها.”
من ما يعرفه أدريان، كانت لاريت تحبّ ماتيلدا كثيرًا في الماضي. ومع ذلك، لم يظهر على وجهها أيّ علامة فرح بالذكرى.
“حسنًا، ستأتي قريبًا لترشدكِ. على الأرجح ستستخدمين الغرفة المجاورة لغرفة جدّتي مباشرةً.”
“غرفة بجانب السيدة… مفهوم.”
من تعبيرها، بدا أنّها لم تنسَ هيكليّة القصر.
ضحك أدريان بخفّة وقال:
“لم يعد عليكِ مناداتها بـ’السيدة’. الجميع تقريبًا ينادونها ‘السيدة الكبيرة’ الآن.”
حينها، أدركت لاريت شيئًا وصحّحت على الفور:
“سأناديها السيدة إليانور.”
لم تكن لاريت خادمة بعد الآن، لذا لم يكن هناك داعٍ لمناداة إليانور بـ”السيدة الكبيرة”. من موقفها، أدرك أدريان أنّ لاريت تريد حقًا أن تُعامَل كطبيبة، وليس كخادمة سابقة في هذا المنزل.
“إذن، هل يمكنني المغادرة الآن؟ أعتقد أنّنا انتهينا من كلّ النقاشات الضروريّة. وأودّ أيضًا التحقّق من حالة السيدة إليانور بأسرع ما يمكن.”
لم يكن هناك خطأ في كلام لاريت. كانت محقّة.
كلّ الحديث الممكن بين الدوق، صاحب العمل، وطبيبة ليست حتّى طبيبته الخاصّة، قد تمّ.
“حسنًا، هذا صحيح.”
لكنّ أدريان، وهو يستمع إليها بنصف أذن، عقد ذراعيه ببطء.
على أيّ حال، كان عليها انتظار إذنه للمغادرة.
حاول أدريان تهدئة قلبه المضطرب وأظهر تعبيرًا هادئًا بصعوبة.
ثم، بصوتٍ غير مبالٍ، كما لو أنّه تذكّر شيئًا فجأة، سأل:
“بالمناسبة… هل كان حلمكِ أن تصبحي طبيبة؟ لم تذكري ذلك من قبل. كنتِ ترغبين بأن تكوني ناقدةً أجتماعية، أليس كذلك؟”
جلست لاريت باستقامة وأجابت بطريقة رسميّة:
“إنّه مسار اخترته لأنّه، إذا كنتُ قادرة، يمكنني كسب المال بثبات وبوفرة.”
“و النقد الأجتماعي؟ أليس هناك تخصّص للنقد في الأكاديميّة؟”
“الأشخاص الذين لا يقلقون بشأن لقمة العيش فقط هم من يستطيعون دراسة النقد لفترة طويلة. وحتّى لو فعلوا، لا توجد مجلّات كثيرة تنشر نقد العامّة وتدفع أجرًا مقابل ذلك.”
“آه، حقًا؟ لم أكن أعلم، المجلّات تبدو خالية من الإنسانيّة.”
فكّر أدريان أنّ الناقد الأجتماعي الشهير حاليًا هو الابن الثاني لعائلة نبيلة رفيعة المستوى. نظر إلى وجه لاريت الخالي من التعبير وسأل سؤالًا آخر:
“أعلم أنّ رسوم الأكاديميّة باهظة جدًا. كيف درستِ؟ هل ورثتِ شيئًا من أحد اقاربكِ مثلًا؟”
“دفعتُ رسوم التسجيل والفصل الدراسيّ الأوّل فقط، ثم حصلتُ على منحة دراسيّة بعد ذلك.”
“همم، فهمتُ.”
حاول أدريان أن يبدو غير مهتمّ بينما كان ينوي السؤال،”كيف دفعتِ رسوم التسجيل والفصل الأوّل؟” لكن قبل أن يسأل، ابتسمت لاريت قليلًا وقالت:
“بالمناسبة، سيدي الدوق، هل يمكنني إضافة بند آخر إلى مفاوضات الراتب أثناء العمل في القصر؟”
كانت ابتسامة خفيفة جدًا، لكنّها الأولى التي تظهرها منذ دخولها الغرفة.
أسند أدريان جسده إلى الكرسيّ وقال بأكبر قدر من الغطرسة:
“قولي ما لديكِ.”
حاول جاهدًا ألّا يقول “يمكنكِ قول أيّ شيء”.
جمعت لاريت يديها وقالت بحزم:
“الآن أنا طبيبة السيدة إليانور، لكن بما أنني قضيتُ وقتًا طويلًا كخادمة هنا، قد يعاملني أشخاص القصر كالخادمة الصغيرة منذ ثماني سنوات، وليس كطبيبة.”
“نعم، قد يحدث ذلك.”
أومأ أدريان برأسه بسهولة. الخدم الذين يتذكّرون لاريت من تلك الفترة قد تقدّموا في العمر أيضًا، وقد يعاملونها كخادمة صغيرة.
أضافت لاريت بهدوء:
“لكن رفض هذا الوضع لن يكون سهلًا.”
لم يكن أدريان ساذجًا في العلاقات ليقول شيئًا مثل”إذا حاول أحدٌ أن يجعلكِ تقومين بأعمال الخادمات، ارفضي كونكِ طبيبة!” إذا فعلت لاريت ذلك مع الجميع، فمن المؤكّد أنها ستُكره دون سبب.
لذا رفع ذقنه واقترح.
“إذن، سأجمع الخدم وأحذّرهم من معاملتكِ كخادمة سابقة.”
“لا، سيدي الدوق، لا أريد معاملة خاصّة. أريد فقط أن أحصل على أجر إضافيّ كلّ خمس دقائق إذا اضطررتُ للقيام بأعمال لا تتعلّق بتوظيفي أو علاج السيدة إليانور.”
“أجر إضافيّ؟”
“نعم. لستُ ملزمة بفحص السيدة إليانور كلّ ساعة، وهذه فرصة لكسب دخل إضافيّ إلى جانب الراتب المتّفق عليه، وهو ما أراه فرصة جيّدة.”
الراتب الذي وعدها به أدريان لم يكن قليلًا بحيث تحتاج إلى دخل إضافيّ. بل كان كثيرًا جدًا.
لكنّ عينيها الخضراوان كانتا حازمتين.
لم يستطع أدريان معرفة ما إذا كانت جادّة في رغبتها بكسب المزيد من المال، أم أنّها تقترح تسوية للتعامل مع أشخاص القصر بطريقة مناسبة. تنهّد قليلًا بدلًا من قول ‘ألستُ أدفع لكِ ما يكفي؟’ وقال:
“حسنًا، فليكن. سأدفع 20 فضّة كلّ خمس دقائق. سجّلي البنود وقدّميها لإيفان.”
“شكرًا.”
ابتسمت لاريت بخفّة وأومأت برأسها.
“إذن، سأغادر الآن.”
“حسنًا، اذهبي.”
أجاب أدريان باختصار وتركها تذهب. لم يكن لديه سبب لإيقافها هذه المرّة.
حملت لاريت حقيبتها بحزم وغادرت المكتب، ثم تبادلت بضع كلمات مع إيفان الذي كان ينتظر عند الباب.
مع صوت صرير الباب، أُغلق باب المكتب.
‘ها…’
وجهها الذي كان يتحدّث عن المال فقط بقي عالقًا في ذهنه.
فوق هذا الخيال، تذكّر لاريت في سنّ الخامسة عشرة.
متى كانت المرّة الأولى التي تحدّث فيها معها؟ لم تكن صباح ربيع مثل هذا اليوم، بل ليلة شتويّة عاصفة.
-“سيدي الشاب، لا يجب أن تنام في المكتبة. هيّا، اصعد إلى غرفتكَ. إذا علمت السيّدة، ستُوبّخ بشدّة!”
-“لا، لا أريد! الليل وغرفتي مخيفان… أشعر أنّ المكان واسع جدًا، وهناك أصوات غريبة، لا أستطيع النوم، وكلّ الأفكار السيئة تأتيني…”
-“حسنًا، سأذهب معكَ سرًا. إذا رويتُ لكَ قصصًا عن أشياء جميلة وثمينة طوال الليل، لن يكون هناك مكان للأفكار السيئة، وسيمرّ الليل بسرعة.”
-“لكن، لماذا أنتِ هنا في المكتبة في منتصف الليل؟”
-“آه، هذا…”
كان يظنّ أنّه نسي، لكنّه لم ينسَ شيئًا.
ظهور حبّه الأوّل المفاجئ كان محيّرًا للغاية.
في تلك اللحظة، كان أدريان يعبث بشعره الذهبيّ بنزق دون سبب واضح.
دخل إيفان بعد أن طرق الباب.
“سيدي الدوق…”
“ماذا؟”
“لقد تلقّينا طلبًا بالفعل من الآنسة لاريت لدفع 20 فضّة إضافيّة.”
“ماذا؟”
“البند هو <محادثة شخصيّة غير ضرورية مع الدوق – لا علاقة لها بالتوظيف أو العلاج>.”
فغر أدريان فمه.
يبدو أنّ الـ20 فضّة هي ثمن بضعة أسئلة شخصيّة طرحها عليها.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات