أغمضت هايونغ عينيها، مستشعرة دفء لمسته، ثم فتحتهما وهمست بشيء.
هل كانت تقول إنها متعبة؟ أم أنها ترتجف؟ أم ربما كانت تعبر عن سعادتها، وتتمنى لهما حياة سعيدة معًا؟
مهما كانت كلماتها، كانت بالتأكيد مليئة بالأمل والسعادة.
أما هو، فقد كان وضعه بائسًا.
ما إن انتهى البرنامج حتى وقّع عقدًا إعلانيًا. كان ذلك بدافع القلق من أن يُلغى العقد قريبًا.
لكن سرعان ما أدت فضيحة مينجي إلى إلغاء العقد. كان في العقد، الذي لم يقرأه بعناية، شروط ثقيلة، وغرامة خرق عقد باهظة.
كان قد اقترض بالفعل جبلًا من الديون لتصوير “حب الصداقة 2″، والآن تضخمت ديونه أكثر.
قطعته عائلته. قالوا إنه مصدر إحراج وخيبة أمل، وطالبوه بعدم العودة.
لم يعد بإمكانه التمثيل، بالطبع. وبعد أن أصبح وجهه معروفًا، لم يعد قادرًا على العمل في وظائف بسيطة.
ماذا لو التقط أحدهم صورة له ونشروها بعنوان “آخر أخبار سونغجون”؟ كان يفضل الموت جوعًا على تحمل هذا العار.
ذهب إلى منزل هايونغ مرات لا تحصى، رغم علمه أنها انتقلت منه.
في النهاية، أبلغ عنه صاحب المنزل الجديد، ونُشر خبر قصير عن زيارته لمركز الشرطة. لكنه لم يثر أي ضجة.
كل شيء كان في حالة فوضى.
هل يذهب ويحطم كل شيء؟ هل يمسك بأول شخص يراه ويضربه؟ هل يصرخ أنه لا يمكن أن يكون الوحيد الذي ينهار؟
بالتأكيد، جاء بنية فعل ذلك.
جاء ليرى كيف تعيش بسعادة بعد أن دمرته، بعد أن أكملت انتقامها المثالي. لا، بل جاء ليمنعها من العيش بسعادة بأي وسيلة.
لكنه استدار عائدًا.
السبب بسيط.
الابتسامة التي ارتسمت على وجه هايونغ كانت نفسها التي كان يعرفها.
تلك الابتسامة التي كانت ترسمها عندما أحبته. كانت ملكه. السعادة التي كان يجب أن ينعم بها، الحب، المستقبل.
كل ذلك، هو من دمره.
في خضم شعور الانهيار الذي اجتاحه وكأن العالم يتداعى تحت قدميه، خطا سونغجون في الظلام بلا إحساس.
دخل إلى أول حانة رآها.
على شاشة التلفاز في الحانة، ظهرت هايونغ في إعلان. اقتربت الكاميرا من وجهها، مبرزة بشرتها المشرقة.
من الطاولة المجاورة، سمع كلمات مديح لهايونغ. كانت، بكل معنى الكلمة، في أوج نجاحها.
تجرع الخمر المرة كأسًا تلو الآخر. شعر بحرارة تنزلق في حلقه.
لكن ذلك لم يكن كافيًا. أراد المزيد، المزيد، حتى ينسى سوهايونغ. لكنها لم تُمحَ من ذهنه.
صفع سونغجون خده بقوة. رغم الضربة القوية، لم يشعر بألم بسبب سكره.
أحمق.
*”سونغجون، لماذا تبدو بلا حياة هذه الأيام؟ هل لأنك تفشل في الاختبارات؟ من بين الممثلين الذين أعرفهم، أنت الأفضل. لماذا لا يرى الجميع ذلك؟… لا بأس. قد تكون النتيجة اليوم مخيبة، لكن غدًا قد يكون مختلفًا. أنا متأكدة أن موهبتك ستتفتح يومًا ما.”*
كلمات هايونغ القديمة كانت تتردد في أذنيه.
لن يسمعها مجددًا.
كم كانت رقيقة ودافئة. هل كان هناك من عامله بهذا اللطف من قبل؟
أكثر ما يؤلمه هو أنه لا يتذكر حتى كيف رد عليها.
شعر أنها تشفق عليه، فجرحت كبرياؤه. كان يخشى أن يظل في هذا الحال إلى الأبد، فأراد الهروب من كلماتها.
كان يعتقد أن تشجيعها عبء. حتى كلماتها بدت مملة ومرهقة، فلم يرد سماعها.
“شكرًا، هايونغ.”
كانت ستقول بالتأكيد:
“على ماذا تشكرني؟ أنا حبيبتك، هذا طبيعي.”
“ومع ذلك، شكرًا لأنك بقيتِ بجانبي طوال هذا الوقت الصعب.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 85"