كان دو-جين الأوّل. سار نحو تايري دون تردّد. قال شيئًا، لكنّه لم يكن مسموعًا بوضوح.
تايري بدت متردّدة للحظة، ثمّ أمسكت بيد دو-جين. ابتسامتها المتوهّجة كانت تشبه ابتسامته تمامًا.
أمسك دو-جين وتايري بأيدي بعضهما، وغادرا المكان أوّلًا.
ثمّ جاء دور سونغ-جون. كان وجهه كئيبًا، كمن جُرَّ إلى مكان لا يريده. حتّى بعد إشارة البدء، لم يتحرّك.
تنهّد تنهيدة عميقة، وخطا خطوات ثقيلة. اليوم مشمس، وشعر وكأنّ الجميع يسخر منه.
عندما مرّ أمام هاي-يونغ، أراد حقًا أن يغيّر وجهته. هاي-يونغ كانت بمثابة بيضة ذهبيّة، لكنّه تركها تفلت من يديه إلى مكان آخر.
لو أنّه شقّ بطنه، لكان ذلك أهون. لقد أعطاها لشخص آخر، شخص يكرهه.
تنهّد تنهيدة جعلت الأرض تهتزّ.
توقّف سونغ-جون أمام مين-جي. كانت مين-جي تبكي.
وجهها في حالة يرثى لها. كلّ هذا بسبب من؟ لو لم تُثر ذلك الضجيج أمس، لكنتُ اخترتُ هاي-يونغ.
وتمثلين الآن كضحيّة وتبكين؟ يا لها من امرأة منافقة ومثيرة للاشمئزاز. أراد سونغ-جون أن يقتلع سنواته التي قضاها مُقادًا من قِبل مين-جي.
“مين-جي.”
ارتجف صوته من الغضب. لكن لم يكن هناك خيار آخر.
قالت المنتجة إنّ تصريح مين-جي المتفجّر أمس يمكن تفسيره على أنّه مجرّد قصّة مختلقة بدافع الغيرة.
بدلًا من أن يُصوَّر كرجل زير نساء يحبّ هاي-يونغ ويقبّل امرأة أخرى، كان من الأفضل أن يظهر وكأنّه صادق مع مين-جي. هذا هو الخيار الوحيد الذي لن يعيق طريقه كممثّل مستقبلًا. نعم، هكذا.
“…حدثت أمور كثيرة، لكن بفضلها أدركتُ مشاعري الحقيقيّة تجاهكِ. أنتِ صديقتي، والشّخص الذي أحبّه. هيّا معي.”
في لحظة اعتراف سونغ-جون، كانت مين-جي لا تزال تبكي بلا توقّف. عيناها متورّمتان، وجفونها متدلّية. من يراها قد يظنّ أنّها تُباع إلى مكان بشع.
لكن حتّى مين-جي لم يكن لديها خيار آخر. أمسكت بيد سونغ-جون بيد مبلّلة بالدّموع.
راقبت هاي-يونغ المشهد من بعيد.
سونغ-جون يعترف بوجه يشبه من يبتلع حجرًا بالقوّة، ومين-جي تمسك بيده وهي تذرف الدّموع.
مشى الاثنان يدًا بيد، مرورًا بهاي-يونغ، جنبًا إلى جنب.
يا لهما من ثنائي متناغم! رغم أنّهما في قرارة أنفسهما ربّما يلوم كلّ منهما الآخر، ويسبّانه، وربّما يتمنّيان قتل بعضهما.
كتفاهما المتهدّلتان بشكل بائس، ورأساهما المطأطئتان، مشيا ببطء كمن يزحف إلى سجن، وليس إلى اختيار ثنائي نهائي.
صغر حجمهما تدريجيًا حتّى اختفيا من عيني هاي-يونغ.
تنفّست هاي-يونغ بعمق، ثمّ زفرت.
“هاي-يونغ.”
بينما كانت تراقب الاثنين يختفيان، لم تلحظ يون-هيوك يقف أمامها. في مكان يون-هيوك، وقفت سو-ها وحدها.
يون-هيوك، الذي اختارته سو-ها، جاء ليختار هاي-يونغ.
يرتدي قميصًا أبيض يكشف عن كتفيه القويّتين وبنطالًا بيج. كان يون-هيوك يبدو رائعًا كالعادة.
“توقّفي عن النظر إلى ذلك وانظري إليّ.”
بعد انتهاء الاختيار النهائي، ستنتهي علاقتها المزيّفة مع يون-هيوك. ابتسامته المبهرة طبعت في عينيها كصورة فوتوغرافيّة.
رفع يون-هيوك شعره للحظة بحرج، ثمّ انحنى قليلًا ليلتقي بعينيها.
“لنلعب معًا أكثر من الآن فصاعدًا.”
كلمات خفيفة لكنّها ثقيلة. حاولت هاي-يونغ ألّا تعطيها معنى، وأمسكت بيد يون-هيوك.
“حسنًا، هيّا.”
ردّت يده الكبيرة الدافئة بإمساك يدها بقوّة. مشت هاي-يونغ مع يون-هيوك إلى الأمام فقط.
***
انتهى التّصوير أخيرًا.
عاد المشاركون إلى المسكن. بينما كان الطّاقم مشغولًا بإزالة الكاميرات، تناول المشاركون البيرة وتبادلوا انطباعاتهم عن التّصوير أو عبّروا عن أسفهم.
بالطّبع، لم يكن سونغ-جون ولا مين-جي موجودين هناك. لم يبحث عنهما أحد.
حجزت هاي-يونغ أوّل تذكرة طيران متوفّرة.
جرّت حقيبة سفر كبيرة، وعادّت بمفردها على متن الطّائرة.
عندما وصلت إلى المنزل، فكّت أمتعتها وصنعت فنجان قهوة. في هدوء المكان، شعرت بنهاية التّجربة.
وكان هو أوّل من خطر ببالها.
فتحت هاي-يونغ هاتفها، وكتبت في شريط البحث عن الأخبار: “هان يون-هيوك”.
[<حبّ الصّداقة 2> هان يون-هيوك، أجمل من الشّاشة]
[إنشيون (يونغجونغدو) = مراسلة الأخبار يو دا-يون
هان يون-هيوك، الابن الثّاني لشركة بيهو موتورز، يدخل البلاد عبر المبنى الثّاني لمطار إنشيون الدّولي في 7 يناير بعد ظهر انتهاء تصوير <حبّ الصّداقة 2>.]
كانت الصّورة في المقال تُظهر يون-هيوك وهو يخرج من صالة الوصول. قبّعته المضغوطة تكشف عينيه قليلًا، جعلته يبدو كنجم سينمائي.
المقال نُشر قبل 32 دقيقة.
ارتدت هاي-يونغ معطفها. ثمّ ذهبت إلى منزل يون-هيوك. هل سيكون زائرًا يأتي مباشرة من المطار عبئًا؟ ربّما يريد يون-هيوك الرّاحة، لكنّها لم ترد تأخير الأمر.
نزلت من التّاكسي ووقفت أمام منزل يون-هيوك. آخر مرّة، عندما هربت من هنا بعد تمريض يون-هيوك واعترافه، بدت وكأنّها منذ زمن بعيد.
تساقطت الثّلوج خفيفة من السّماء. قبل يومين فقط، كانت تتوق إلى مكيّف الهواء. رفعت هاي-يونغ عينيها إلى السّماء. أنفاسها تكوّنت كسحب بيضاء تصعد إلى الأعلى. السّماء الضّبابيّة تلألأت بلون أزرق يحمل شتاءً.
“سيو هاي-يونغ.”
غريب كيف اخترق صوته قلبها. صوت كانت تسمعُه حتّى أمس فقط.
وقف يون-هيوك أمامها. يرتدي سترة صوفيّة ومعطفًا داكنًا. على كتفيه، كانت حبّات الثّلج تتساقط خفيفة.
“كيف عرفتَ أنّني سآتي وانتظرتَ؟ كان يجب أن تتصل، كنتُ سأذهب إليك.”
“لم أنتظر طويلًا.”
أظهرت هاي-يونغ لهاتفها مقال وصول يون-هيوك. بدلًا من النظر إليه، رفع يون-هيوك يده وأمسك بخدّها.
يده دافئة. أغمضت عينيها، وأرادت للحظة أن تدفن وجهها في تلك اليد.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 81"