62

بعد أن عاد الجميع إلى مساكنهم، اجتمعت المتسابقات ليتبادلن أطراف الحديث بهدوء وأُنس. لكن لحظة دخول مينجي، تبدّلت الأجواء فجأة.

نشب صراع مكشوف بين مينجي وسوها حول يونهيوك، حيث تبارتا في مبارزة نفسية محمومة. أثارت هذه اللحظة المثيرة حماس المشاهدين الذين تابعوا المشهد بانبهار.

ـ ألستِ غير مهتمة؟ ألم تذهبي في الموعد فقط لأنكِ مضطرة لذلك؟

ـ لا، ليس الأمر كذلك. ربما يظن الآخرون ذلك لأنهم لم يشاهدوا حديثنا معًا. يونهيوك أخبرني أنه يفضل إرسال الرسائل فقط عندما يكون متأكدًا تمامًا، وطلب مني الانتظار.

ـ إذن، هو ليس متأكدًا منكِ؟

ـ لا؟ لم يقصد ذلك.

ـ هكذا بدا لي. حسنًا، إذا قلتِ إنه ليس كذلك، فليكن.

ـ ما الذي تعنينه الآن؟ هل تقولين إنني أختلق كلامًا لم يُقَل؟

ـ *تثاؤب* أنا متعبة. هل يمكنكِ المغادرة الآن؟

واللافت أن سوها، رغم أسلوبها المباشر وقلة تهذيبها، حظيت بتأييد كثيرين من الجمهور. 

يبدو أن سلوك مينجي السابق قد أثار استياء العديدين، مما جعل سوها تحظى بهذا الدعم.

لم تستطع مينجي، التي احمرّ وجهها غضبًا، السيطرة على تعابيرها. رفعت سوارًا قالت إنها ويونهيوك ارتدياه كثنائي، لكن بالنسبة للمشاهدين الذين عرفوا تفاصيل الموعد، لم يكن ذلك سوى حركة مضحكة.

“مينجي، حتى مع التحرير الكثيف، هذا هو الوضع. لقد بدأت الحلقة للتو، ويبدو أن الأمور ستتعقد.”

“لماذا تتعقد؟ إنه أمر رائع!”

نظرت جويون إلى إينهي بنبرة مرحة ممزوجة بالضحك. كانت إينهي تبتسم بنشوة. وعلى الرغم من معرفة جويون بمعنى كلامها وما سيأتي في الحلقة، هزّت رأسها بيأس. حتى إينهي، التي تبدو طيبة القلب، كانت لا ترحم في اللحظات الحاسمة.

—

في تلك الأثناء، كانت هايونغ تشاهد البث بمفردها.

على الشاشة، انتهى حوار المتسابقات في جو متوتر ومحرج. غادرت مينجي أولاً، ثم تبعتها هايونغ خارج الغرفة. وبعد لحظات، سُمع طرق على الباب.

ـ سوها، هل أنتِ نائمة؟

عند سماع صوت رجل، رفعت سوها غطاء عينيها قليلاً.

ـ لم أتذكر اسمه.

مرّ مقطع من مقابلة سوها.

عندما خرجت سوها، رأت سيونغجون يبتسم ببلاهة، ثم أخذها إلى الشرفة. في تلك اللحظة، كانت هايونغ منشغلة بمينجي فلم تنتبه لهذا المشهد.

في الشرفة، تفقّد سيونغجون المنزل من الداخل، كأنه يتحقق من قدوم أحد. شعرت هايونغ أنها هي من كانت يترقبها.

ـ الجو بارد، أليس كذلك؟ خذي هذا.

ـ لا داعي.

حاول سيونغجون وضع معطفه على كتفي سوها لكنه فشل.

ـ لماذا؟ يمكنكِ ارتداؤه دون تردد.

ـ لا أريد. ما الذي تريد قوله؟

ـ لا شيء، فقط أردت التعرف عليكِ أكثر. لا توجد فرصة كبيرة للحديث عندما نكون جميعًا معًا.

ـ آه.

كانت تعابير سوها توحي بعدم اهتمامها. تبع ذلك مقطع من مقابلتها:

ـ لم أكن مهتمة بالتعرف عليه، ولم أرَ أن استدعائي وأنا أحاول النوم كان أمرًا يستحق.

كانت كلماتها القاسية على النقيض من ابتسامة سيونغجون الساذجة.

ـ غدًا صباحًا، هل لديكِ خطط قبل الموعد؟

ـ سأنام.

ـ آه… تنامين حتى الظهيرة إذن. وماذا بعد الموعد؟

ـ سأنام أيضًا.

تفاجأ سيونغجون للحظة، ثم انفجر ضاحكًا.

ـ يقولون إن الجميلات يحببن النوم. هيا، إذا بقي لديكِ وقت قبل النوم، لنتمشى معًا. اكتشفت مكانًا قريبًا يتمتع بإطلالة ليلية رائعة.

ـ لا أظن أنني مهتمة.

ـ هيا، على الأقل كافيه قريب؟ هل تحبين قهوة الصباح؟

شاهدت هايونغ محاولات سيونغجون المستميتة للتقرب، فضحكت ساخرة. 

في الموعد التالي، سألها سيونغجون إن كان بإمكانه مناداتها بـ”هايونغ”، متظاهرًا بأنها الوحيدة التي تهمه. لكنه في الوقت ذاته كان يسعى لعدم تفويت فرصة مع متسابقة جديدة.

أصبح الأمر أوضح عندما شاهدت هايونغ المشهد من منظور بعيد. حتى في اللحظات التي اعتقدت فيها أن سيونغجون حبيب مثالي ومخلص، كان هذا هو سلوكه الحقيقي. وهو الآن كما كان، ولن يتغير في المستقبل.

ضحكت هايونغ بهدوء. وشعرت بالارتياح لأن سيونغجون، الذي أرادت الانتقام منه، كان بالضبط بهذا السوء، مما جعلها لا تشعر بأدنى وخز من الذنب.

مرت الأيام على الشاشة، وبدأ المتسابقون موعدًا جديدًا. كان موعدًا عاديًا وهادئًا. لم تكن هايونغ تعلم، لكن يبدو أن غايون بدأت تشعر بانجذاب تجاه جايونغ منذ ذلك اليوم.

ثم جاء دور يونهيوك. كان مكان الموعد ميدان رماية. تعلموا أساسيات الرماية، وبدأ يونهيوك أولاً.

 صرخت مينجي بصوت حاد وهي تسد أذنيها، بينما حدّقت بها سوها بنظرة نفور واضحة، مما أثار شعورًا بالتشفي لدى المشاهدين.

عاد يونهيوك بدرجة ممتازة. وعندما حان دور سوها، تحركت مينجي بجرأة. مع أول طلقة أطلقتها سوها، وقفت مينجي أمام يونهيوك.

ـ أوبا، الرماية مخيفة جدًا! الصوت عالٍ جدًا… هل سأتمكن من فعلها؟ أنتَ كنتَ رائعًا، أعطني بعض النصائح!

كانت تحاول منعه من رؤية سوها، حركة واضحة المقصد.

ـ لقد شرح المدرب كل شيء من قبل.

ـ أريد أن أتعلم منك.

ـ امسكي السلاح وأطلقي.

ـ هكذا؟

تظاهرت مينجي بحمل السلاح في الهواء، بوضعية خاطئة بشكل واضح، على أمل أن يصحح لها يونهيوك. لكنه لم يستجب لتوقعاتها أبدًا.

ـ نعم، جيد.

ـ أعتقد أنني أمسكته بشكل خاطئ.

ـ المدرب سيعيد الشرح داخل الميدان.

ـ …

انتهى الحوار هناك. بدا يونهيوك أكثر قسوة مما كان عليه في الحلقات السابقة.

ثم جاء دور مينجي. حتى داخل ميدان الرماية، استدارت إلى يونهيوك وهي تتحدث، ربما تقول إنها خائفة. مع كل طلقة، كانت تقفز وتصدر أصوات شكوى. لم يتحمل يونهيوك المشهد وغادر المكان.

عندما عاد بعد فترة، كانت مينجي قد انتهت وجلست بشفتين متورمتين من الغضب.

 تذمرت لبضع كلمات عن سبب عدم مشاهدته لها، لكنها صمتت عندما لمحت نظرة سوها. أبرزت الكاميرا لقطة لسوها وهي تبتسم بسخرية.

ثم وصلت رسالة الى يونهيوك:

**اختر الآن الشخص الذي تريد مواصلة الموعد معه.**

لم يتردد يونهيوك. كتب الرسالة بعيون خالية من التعبير. انتقلت الشاشة إلى الاستوديو حيث يجلس المعلقون.

ـ من سيختار؟

ـ أعتقد أنها سوها.

ـ سوها؟ أنا متأكد أنها مينجي. هناك تاريخ طويل بينهما!

ـ صحيح أنهما واصلا المواعيد، لكن الرسائل وكل شيء يفتقر إلى الحماس. أظن أنه سيختار سوها.

استمر النقاش حتى تحولت الشاشة إلى ظلام دامس. ارتفعت أصوات المعلقين بدهشة.

ـ ماذا؟

ـ هل هذا عطل في البث؟

فجأة، تداخلت أصوات مشوشة على الشاشة السوداء.

ـ لن أصور بعد الآن! سأنسحب!

كُتبت عبارة: **أول حالة رفض تصوير في تاريخ البرنامج.**

ثم سُمع صوت مينجي يصرخ:

ـ اخرجي!

ـ ابتعدي!

ـ قلت لن أفعل!

كان صوت مينجي يتردد بغضب. لقد أُسيء استخدامها تمامًا. في السابق، كانت ردود الفعل تجاه مينجي سلبية، وعادةً ما يحرص القائمون على البرنامج على تحويل التركيز إلى متسابق آخر لتخفيف الانتقادات. 

لكن هذه الحلقة بدت وكأنها تتعمد إبراز الجوانب السلبية لمينجي، والتي كانت بالطبع نابعة من تصرفاتها، لكن ربما أيضًا بسبب نفاد صبر طاقم الإنتاج من سلوكها المتعجرف.

كل شيء يعود إلى صاحبه. إذا كرهتَ أحدًا، فسيكرهك آخرون بالتأكيد، وإذا ارتكبت شرًا، سيعود إليك يومًا ما.

 وفي عالم البث، يتضاعف هذا الأمر. يجب أن تكون حسن السلوك أمام الكاميرا وخلفها. لكن بالنسبة لشخص مثل مينجي، التي لا تدرك أيًا من تصرفاتها المؤذية، ربما كان هذا تحديًا مستحيلاً.

تحولت الشاشة السوداء إلى لقطة من كاميرا غرفة مينجي. اقتربت مينجي وهي غارقة في الدموع، خطواتها ثقيلة. أطلقت شتيمة بصمت، ثم رفعت يدها نحو الكاميرا، فسُمع صوت ارتطام وانقلبت الصورة.

هكذا انتهت الحلقة الخامسة.

وانفجرت لوحة الرسائل الخاصة بالمشاهدين بالتعليقات.

─── ･ ｡ﾟ✧: *. ꕥ .* :✧ﾟ. ───