اندلع نقاش حاد بين هايونغ، التي كانت ترفض قبول الجاكيت، ويونهيوك، الذي لم يكن يصغي إلى رفضها.
كانت مينجي تراقب المشهد بهدوء، ثم مدت يدها إلى هايونغ بمدفأة جيب.
“أختي، خذي هذه على الأقل. لم أكن أعلم أنها مخصصة لي وحدي. لقد استخدمت الكثير بمفردي، لذا استخدميها أنتِ.”
ربما بسبب جاكيت يونهيوك، أو رغبة مينجي في إظهار التنازل، فقد قدمتها بسهولة. لكن يدها الأخرى كانت مثبتة بشكل غير طبيعي داخل البطانية.
“لا، أنا أستطيع تحمل البرد.”
“لا، انظري إلى شفتيكِ! إنها بنفسجية، تبدين كجثة!”
كلمات قلقة بنبرة لا تعكس القلق. لم يكن الأمر مضحكًا.
“حسنًا، شكرًا إذن. أنتِ طيبة جدًا، مينجي.”
مدت هايونغ يدها، متظاهرة بأخذ المدفأة، لكنها بدلاً من ذلك ضربت كأس النبيذ أمامها.
“آه! ملابسي!”
قفزت مينجي لتتفادى النبيذ المسكوب، وفي تلك اللحظة، سقطت مدفأتان من على ركبتيها.
بدأت مينجي تتفقد ملابسها بسرعة، لكنها تجمدت عندما لاحظت الهدوء المفاجئ حولها.
“كنتُ أعلم. لم تكن لتتنازلي عن مدفأتك الوحيدة.”
قبل قليل، كان أحد أفراد الطاقم قد أخبر هايونغ:
“كنتُ قد وضعت مدفآت للمشاركين جانبًا، لكن لا أعرف أين ذهبت. سأجدها وأعطيكِ إياها فورًا.”
عند سماع ذلك، خمنت هايونغ مكانها. لاحظت أن بطانية مينجي تبدو أكثر امتلاءً من بطانيتها.
“ما هذا؟ ألم تكوني تملكين واحدة فقط؟”
“ثلاث مدفآت مختبئة؟ هذا ليس مجرد خطأ!”
“بالفعل، هذا مبالغ فيه.”
“كنتِ كأنكِ في غرفة مدفأة بمفردك. ألم تصابي بحروق منخفضةالظرجة؟”
عبست تايري وغايون، وسخر دوجين. ارتجفت عينا مينجي بشدة، كأنها في حالة ذعر.
“ما الذي يحدث، مينجي؟”
سألت هايونغ بحذر، منضمة إلى من يستجوبونها، متظاهرة بالخيبة بدلاً من الغضب.
في لحظة، وجدت مينجي نفسها في مأزق، فنظرت سريعًا نحو النافذة حيث يفترض أن يكون طاقم التصوير. الإضاءة حجبت الرؤية.
“منقذكِ، المنتج سون، ذهب للراحة. كيف ستردين الآن؟”
حركت مينجي شفتيها عدة مرات، ثم عضتها بقوة. بدت كأنها اتخذت قرارًا، ثم تكلمت بصوت مرتجف:
“لم أكن أعلم حقًا!”
“لم تعلمي بماذا؟ أنكِ كنتِ تملكين ثلاث مدفآت بمفردك؟”
“في البداية، لم أكن أعلم أنها لي وحدي. عندما علمتُ أن الآخرين ليس لديهم، كنتُ سأشاركهم، لكن المنتج سون طلب مني عدم قول شيء! قال إن ذلك سيسبب له الإحراج… أردتُ حقًا مشاركتها!”
دمعت عينا مينجي. هل تتخلى عن سون بهذه السرعة عندما تضيق الخناق؟
“إذن، المنتج سون تعمد التمييز؟”
“يبدو كذلك. لا أعرف لماذا فعل ذلك بي…”
اندلع ضجيج. بدأ بعض المشاركين يواجهون الطاقم، متسائلين عن سبب تمييزهم في أمر تافه. استمر الجدل حتى هرع المنتج سون هيونتاى، والمنتجة الرئيسية إيونهي.
“سون، هل فقدت عقلك؟ ألم أقل لك ألا تفعل شيئًا غبيًا؟ إذا أردت البقاء في برنامجي، افعل ما أُمليه فقط! لماذا تسببت بمشكلة أخرى؟”
تسرب صوت توبيخ إيونهي لهيونتاي إلى الخارج. وقف هيونتاي مطأطئ الرأس دون كلمة. كان يتباهى أحيانًا أمام المشاركات بمدى إعجاب إيونهي به، لكن يبدو أن ذلك كان مجرد وهم.
في النهاية، جرّ هيونتاى إلى المشاركين.
“أعتذر. لم أقصد توزيعها بهذا الشكل. حدث ذلك دون تفكير… كنتُ قلقًا من تأخير التصوير، فادّعيت أنها غير موجودة. لم يكن هناك أي نوايا شخصية…”
“و؟” ضغطت إيونهي عليه. قبض هيونتاى يده، كأن الإهانة تؤلمه.
“لماذا؟ أنا من أخطأ؟”
“هايونغ، أعتذر عن كلامي القاسي سابقًا.”
لم يبدُ وجهه نادمًا، لكن ذلك لم يهم. اعتذار شخص غير مهم لم يكن ذا قيمة لهايونغ.
استمر الاعتذار طويلاً، ونُقلت التصوير إلى مكان داخلي دافئ. حاول هيونتاي إرسال إشارة إلى مينجي، لكنها أدارت رأسها متجاهلة.
انتهى الأمر. بما أن هيونتاى تحمل المسؤولية، لم يعد أحد يستجوب مينجي. لكن الجو لم يعد كالسابق. أصبح المناخ مشحونًا بتوتر خفي.
مرة قد تكون صدفة، لكن ليس الآن. تذكر المشاركون حادثة مزرعة الأغنام وتعليقات مينجي القاسية أحيانًا.
نشأ الحذر والشك، مشاعر ستتجذر في قلوبهم، تعيق كل خطوة لمينجي، وتؤدي إلى عزلتها.
كسر جرس الباب الصمت. تحولت الأجواء فجأة، كأن الجميع عاد إلى البرنامج.
“يبدو أنه جايونغ. لماذا تأخر؟”
“انتظري، أعتقد أنني أعرف. ربما…”
التفت الجميع نحو الباب، مدركين معنى “ربما”. فتح جايونغ الباب.
ابتسم جايونغ، مرتديًا معطفًا بنيًا رقيقًا، تحت الأنظار المركزة. تنحى جانبًا، فظهرت امرأة غريبة.
كانت مشاركة جديدة.
“واو!”
“يا إلهي!”
تظاهرت هايونغ بالمفاجأة كالبقية. رغم ردود الفعل الحماسية، تقدمت الوافدة الجديدة بخطوات واثقة. شعر أسود طويل أغمق من سماء الليل، بشرة بيضاء ناصعة، وجسم ممتلئ بالحيوية.
“أنا كيم سوها.”
قدمت سوها نفسها كعارضة أزياء تبلغ التاسعة والعشرين.
“مينجي عارضة أيضًا، ألستم تعرفان بعضكما؟”
عند سؤال غايون، بدت مينجي مرتبكة، بينما حدقت سوها بها.
“من أي وكالة أنتِ؟”
“أنا… أعمل بمفردي، بدون وكالة.”
“آه.”
رد قصير. بدت مينجي منزعجة وأنزلت عينيها.
“هل تناولتِ العشاء؟”
“لا، لا أتناول العشاء عادةً.”
“يبدو أنكِ تهتمين بمظهرك كعارضة.”
“نعم.”
حاول سيونغجون طرح الأسئلة بحماس، لكن سوها لم تُجب مطولًا ولم تبتسم كثيرًا. كانت هذه طباعها.
بعد البث، لُقبت بـ”النيتروجين السائل” لقدرتها على تجميد محدثيها. حتى قصة حبها مع تشانوو، التي بدأت بإصراره، لم تُقنع المشاهدين تمامًا بسبب برودها.
رغم النقد الذي تلقته بسبب صراحتها، اكتسبت فيما بعد معجبين لأسلوبها الجريء.
“ما هو الشريك المثالي بالنسبة لكِ؟”
حاول سيونغجون مجددًا.
“رجل وسيم.”
تطلعت سوها إلى يونهيوك.
“أليس من المفترض أن تكوني مع تشانوو؟”
“سمعتُ أن عليَّ طلب موعد. أنا أختار يونهيوك. هل تخرج معي غدًا؟”
“يونهيوك لديه موعد معي غدًا.”
قاطعتها مينجي، وهي تتوقف عن أكل الجبن، محدقة بسوها بحدة.
“يا فتاة، تحكمي في تعابيرك.” بعد ما حدث، بدت مينجي قد فقدت رباطة جأشها.
كانت مينجي الوحيدة التي تقربت من يونهيوك بجدية حتى الآن.
حتى هايونغ، التي كانت مينجي تحسب حسابها، لم تكن سوى صديقة ليونهيوك. لكن الآن، ظهرت منافسة جديدة: امرأة أكثر نجاحًا مهنيًا وأجمل.
* * *
لأجل المشاركين الذين عادوا يرتجفون من البرد، أعدت هايونغ قدرًا مملوءًا بحساء الأودن.
تجمع الجميع بعد تغيير ملابسهم، ينفخون في الحساء وأكلوه بسرعة. ثم بدأت جلسة شراب بشكل طبيعي.
بعد أن انتهت الجلسة في الفجر، جذبت غايون هايونغ إلى غرفتها. أُضيف سرير إضافي، فكانت تايري، غايون، وسوها في غرفة واحدة.
“لنواصل الحديث قبل النوم. إنه اليوم الأول لسوها.”
“حسنًا.”
لم تكن مينجي موجودة، ولم يسأل عنها أحد. ربما بسبب ما حدث؟
في حفل العشاء، احتفظت مينجي بثلاث مدفآت ولم تتفوه بكلمة. لم ينتقدها أحد علنًا، فقد تحمل سون المسؤولية واعتذر، وبدا أن ظهور سوها صرف الانتباه.
لكن الجو تغير بشكل خفي، ملحوظ لمن يعيشون هنا، حتى لو لم يظهر في البث.
جلست هايونغ على سرير غايون، فاحتضنتها غايون وتدحرجتا معًا. لم يكن الحديث مميزًا. سألت سوها عن تطور العلاقات والمواعيد، فأخبرتاها بما حدث، بينما استمعت سوها بهدوء.
بعد نصف ساعة، دخلت مينجي فجأة.
“إذن، الجميع هنا؟”
كانت ترتدي بيجاما وردية رقيقة، تشبه دمية مخيفة من فيلم رعب.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات