41

* * *

 

نظرت إلى الشرفة مرة، ثم إلى السلالم التي صعدت منها مرة أخرى.  

 

بدت عليها علامات القلق، كأنها تخشى أن تكون هيونغ قد رأت ما فعلته.  

 

“أوه، أوني، وصلتِ مبكرًا؟ لم أرَ سيارة بالخارج، فظننت أنني أول من وصل.”  

 

“حقًا؟ لقد وصلت للتو أيضًا، وكنت أرتب أغراضي.”  

 

“آه، هكذا إذن؟ حسنًا. أوني، كيف حالكِ؟ اشتقت إليكِ كثيرًا. لقد بدوتِ رائعة جدًا في البث، أحسدكِ حقًا!”  

 

سرعان ما أشرق وجهها، وهي تهز ذيلها بنعومة، كمن تسعى لكسب ود صديق يونهيوك.  

 

“أجل، وأنا اشتقت إليكِ أيضًا.”  

 

رفعت هايونغ زاوية فمها بابتسامة منعشة، مشابهة لابتسامة مينجي.  

 

* * *  

 

بعد ذلك، بدأ المتسابقون يصلون واحدًا تلو الآخر.  

 

“هل شاهدتِ البث؟”  

 

“أجل، كان محرجًا جدًا.”  

 

لوحت تايري بيدها بحماس.  

 

“أنا تصفحته بسرعة فقط.”  

 

“أما أنا، فلم أستطع مشاهدته. اكتفيت بما نقلته لي صديقاتي.”  

 

تبادلت غايون وتايري أحاديث حول البث. تفاجأ الجميع بمعرفة أن يونهيوك وهايونغ صديقان، وأضاءت أعينهم.  

 

لكنهم، كما لو كانوا متفقين ضمنيًا، تجنبوا الحديث عن الأمور الشخصية التي كشفتها المقابلات أو أفعال قد تُسبب النقد لأحدهم.  

 

“اليوم، مع من ذهبتِ في موعد؟”  

 

“أم… أنا مع دوجين.”  

 

“حقًا؟ أنا مع تشانوو-نيم.”  

 

تبادلوا أحاديث خفيفة عن مواعيدهم اليوم. بدا أن كليهما لم يحدد بعد من يريد بالضرورة.  

 

“لكن، أوني هايونغ، لا تزالين متمسكة بشخص واحد فقط؟”  

 

وجه سؤال تايري إلى هيونغ. كان الجميع في المنزل يعلم أن هيونغ تختار سونغجون فقط. أومأت هيونغ برأسها.  

 

“واو.”  

 

خرجت منهم تعجبات تحمل معانٍ متعددة.  

ربما كانوا يفكرون: “لماذا هو بالذات؟”  

 

لا تقلقوا، لن أستمر في هذا طويلًا. أنا لست بهذه الصلابة.  

 

ربتت هيونغ على ظهر يد تايري برفق، كمن تطمئنها.  

 

“الطابق الأول كان خاليًا، فإذا بكم جميعًا هنا؟”  

 

فجأة، ظهر سونغجون، موضوع الحديث، وهو يصعد السلالم.  

 

“تايري، كيف حالكِ؟”  

 

“بخير، وأنت؟”  

 

“كنت أشعر بالملل، فأردت القدوم مبكرًا.”  

 

جلس سونغجون في مكانه، وتبادلت غايون وتايري نظرات ذات مغزى. فهمت هايونغ معناها على الفور.  

 

“ما الأمر؟ لمَ سكتم فجأة عندما جئت؟ عمَّ كنتم تتحدثون؟ هل كان عني؟”  

 

سأل سونغجون بنبرة نصف مازحة نصف جادة.  

“هاها، مستحيل.”  

 

لكن الحديث توقف عند هذا الحد، ولم يستمر. شعر سونغجون بالحرج من الصمت، فعبث بغرته دون داعٍ، ثم عاد ليتحدث:  

 

“صحيح، هل من أحد يريد الذهاب معي إلى المكتبة غدًا؟ أريد شراء كتاب واستكشاف القليل.”  

 

كتاب؟ هل رأت هايونغ سونغجون يقرأ كتابًا من قبل؟  

 

كلما حصل على دور في مسرحية، كانت هيونغ تهديه الرواية الأصلية، لكن تلك الكتب كانت دائمًا تتراكم الغبار في زاوية منزله.  

 

يظن أن اقتراح شراء كتاب سيجعله يبدو جيدًا؟ يبدو أنه يحاول بذكاء إيجاد شيء يفعله مع المتسابقات.  

 

“حسنًا، أنا سأرتاح غدًا.”  

 

“غايون-نونا لن تذهب، وأنتِ يا تايري؟”  

 

أضاءت عينا سونغجون وهو ينظر إلى تايري.  

 

“أنا أيضًا لن أذهب. لا أهتم كثيرًا بالكتب!”  

 

“آه… حسنًا؟ في الحقيقة، أنا أيضًا لست مهتمًا بالكتب. إذن، ماذا عن سوق الزهور؟ يمكننا شراء بعض الزهور لتزيين المنزل.”  

 

“آسفة، الزهور أيضًا ليست لي.”  

 

عندما رفضت تايري اقتراحيه على الفور، اهتزت عينا سونغجون. لا كتب ولا زهور؟ لابد أنه أدرك أن ما ترفضه هو بنفسه.  

 

بالطبع لن تقبل. يا سونغجون، الجميع شاهد البث الذي ظهرت فيه.  

 

تذكرت هايونغ ردود الفعل التي قرأتها على وسائل التواصل الاجتماعي:  

 

**بوفونغ✔ @popong_oziraper · قبل ساعتين**  

 

إذن، سونغجون يتودد لهيونغ بجنون، يغازلها، لكنه عندما تلقى الكثير من الرسائل من فتيات أخريات، شعر بالغرور وأصبح متحمسًا للغاية، فبدأ يتقرب من الجميع ويوزع اهتمامه، لكنه كان وقحًا مع هايونغ في موعدهما.  

↺539 ❤831  

 

**غوبوسي @odjwl · قبل ساعة**  

باختصار، رجل متعجرف وعديم الأدب.  

↺322 ❤589  

 

كان هذا الوصف دقيقًا لسونغجون لدرجة أنه أثار ضحكها.  

 

استغرقها ست سنوات لاكتشاف ذلك، بينما اكتشفه الجمهور بعد حلقتين فقط من البث. الآن، أدركت مدى عماها.  

 

لذا، لم يكن مفاجئًا أن تكون ردود فعل غايون وتايري هكذا.  

 

لم يبذل جهدًا مثل وومينجي، لكنه عزل نفسه بنفسه، فقط بكونه على طبيعته.  

 

كل ما فعلته من أجل سونغجون هو مساعدته قليلاً للحصول على ثلاثة أصوات في اليوم الأول. الباقي كان من صنعه.  

 

“إذن، هايونغ-نونا…”  

 

كان العرق يتصبب من جبهة سونغجون وهو ينظر إليها بنظرات تستجدي المساعدة. هل تساعده أم لا؟  

 

تعمدت هيونغ إطالة التفكير. كانت تعابير سونغجون تتغير كمن يتعرض للتعذيب.  

 

“سأذهب معك لشراء الكتب.”  

 

عند كلامها، أشرق وجه سونغجون من جديد.  

سارعت غايون وتايري بالمغادرة بحجة أنهما لم تنتهيا من ترتيب أغراضهما، تاركتين سونغجون وهايونغ وحدهما.  

 

نظر سونغجون إلى هايونغ بعيون مليئة بالكلام.  

 

انحنى قليلاً وهمس في أذنها:  

 

“هايونغ-نونا، شكرًا لأنكِ سترافقينني.” 

 

كادت أن تتقيأ.  

 

نادرًا ما يقول شكرًا، لكنه يبدو ممتنًا حقًا الآن.  

لكن ذلك زاد من شعورها بالاشمئزاز. نظرته، كأنه يرى فيها زوجة وفية تقف إلى جانبه بعد أن خسر كل شيء، كانت مقززة.  

 

لكن عليها الصبر. عندما يؤمن تمامًا أنها الوحيدة المتبقية له، ستهجره. كانت تتطلع بشدة إلى اللحظة التي لن يكون فيها سونغجون حبيبها بعد الآن.  

 

ربما بسبب ذلك، أو لأنه أدرك أنه لا أمل مع المتسابقات الأخريات، أرسل سونغجون رسالة إلى هايونغ تلك الليلة في التصويت:  

 

[هايونغ-نونا، غدًا نشتري الزهور والكتب معًا.]  

 

كانت أول رسالة تتلقاها منه بعد التصوير. سخرت هايونغ باستهزاء.  

 

نتيجة تصويت الرسائل تلك الليلة لم تكن مفاجئة:  

 

مينجي: 0 أصوات  

 

هيونغ: 3 أصوات  

 

غايون: 1 صوت  

 

تايري: 1 صوت  

 

تشانوو: 1 صوت  

سونغجون: 1 صوت  

 

دوجين: 0 أصوات  

 

جايونغ: 0 أصوات  

 

يونهيوك: 2 اصوات  

 

* * *  

 

في صباح اليوم التالي، أُعطيت مهمة جديدة:  

 

**على المتسابقات الإناث تقديم هدية للشخص الذي يرغبن في مواعدته.**  

 

كانت الهدية التي اختارتها هيونغ مع يونهيوك قبل بدء البرنامج. أخرجت هايونغ مجموعة شموع مغلفة بعناية من الدرج.  

 

يجب أن تعطيها لسونغجون. موعد آخر معه سيكون محنة، لكن…  

 

“ستعطينها الآن؟”  

 

فوجئت هايونغ بصوت قادم من الباب.  

 

كان يونهيوك يقف متكئًا، لا تعلم متى وصل. بقميص أزرق فاتح وبنطال بلون مشرق، بدا أكثر نعومة من المعتاد، ربما بسبب الابتسامة الهادئة على شفتيه.  

 

“أجل، أظن أن إعطاءها مبكرًا سيجعلني أرتاح.”  

“ستعطينها لسونغجون-نيم، أليس كذلك؟”

  

“أجل.”  

 

اقترب يونهيوك خطوة، وكانت تعابيره غامضة، يصعب قراءة ما يفكر فيه.  

 

“قالوا إن بإمكانكِ إعطاءها لصديق أيضًا.”  

 

“حقًا؟”  

 

“فقط أعطيها لي.”  

 

ابتسم يونهيوك ابتسامة واسعة، بدت نصفها مزاح ونصفها جد.  

 

“لمَ أعطيك إياها؟”  

 

“لأن تناول الطعام معي مريح وممتع، أليس كذلك؟”  

 

“هذا صحيح، لكننا هنا لنبحث عن الحب.”  

 

طقطق يونهيوك على الباب، وكأنه يفكر بعمق.  

ثم انتزع الهدية من يدها، يتفحصها وكأنه يمزح، ثم همس بصوت لا يسمعه الميكروفون:  

 

“ذهبت في موعدين مع وومينجي. المواعدة مع شخص لا أحبه مؤلمة جدًا.”  

 

كانت كلماته مليئة بالصدق. بالأمس، كان يونهيوك في موعد مع مينجي بناءً على تصويت الجمهور.  

 

عندما عاد، كان وجهه يعكس استياءً واضحًا، وتوجه مباشرة إلى غرفته.  

 

حتى عندما طلبت منه هايونغ إرسال رسالة لمينجي، تجاهلها وأرسل رسالة لها بدلاً من ذلك.  

 

بدت مينجي مستمتعة بالموعد، مما جعل هايونغ تتساءل عما حدث بينهما.  

 

ربما ستظهر تفاصيل موعدهما في الحلقة القادمة؟  

 

“هل ستتحملين؟”  

 

ضحكت هايونغ وأومأت.  

 

بالطبع، سيكون الأمر صعبًا. تناول الطعام وجهًا لوجه مع سونغجون قد يسبب لها عسر الهضم. لكن ماذا تفعل؟ هذا هو طريق الانتقام الذي اختارته.  

 

“وأنت، حاول أن تستمتع بموعدك. مينجي ستعطيك هدية، أليس كذلك؟”  

 

عند هذا، أظلمت ملامح يونهيوك. ربتت هايونغ على ظهره القوي بحركة مشجعة.  

 

“أتمنى أن يعطونا المهمة التالية قريبًا.”  

 

كانت تتحدث عن التعليمات التالية التي ستعطيها له، الخطوة التالية للتعامل مع مينجي.  

 

“سيحدث قريبًا. اليوم، دعينا نركز على مهمة اليوم فقط.” 

 

انزلق ذراع يونهيوك ببطء إلى الأسفل.

 

─── ･ ｡ﾟ✧: *. ꕥ .* :✧ﾟ. ───