4
كان الليل يبتلع كل شيء، لكن خطواتها المتسارعة اخترقت الصمت كهمسٍ مذعور.
الأنفاس اللاهثة، والعرق الذي يبلل جبينها، لم يتركا مجالًا للتراجع.و تحت ظلال الأشجار الكثيفة، كان العالم يبدو كأنه يتآمر ضدها.
صوت الأقدام المطاردة خلفه كان أشبه بطبول الحرب، كل دقة تقترب أكثر فأكثر.
حينما اقتربت من بحيرة صافية، ظهر أمامها وجهٌ مألوف. شعرت بهذا في قلبها، لكنه بدا مشوهًا، ضخمًا، ومهيبًا. بدأ يصرخ في وجهها، وشعرت بأنفاسه الساخنة التي جعلت جسدها يذوب.
عندما فتحت عينيها، ظلت تنظر إلى السقف. ومع تسلل خيوط الوعي إلى عقلها، حاولت تحريك رأسها، لكن ثقلاً غير مألوف قيدها.
“أين هي؟ ماذا حدث؟”
أفكار مبعثرة اصطدمت بجدران عقلها الخاوي، لكنها لم تجد أي إجابة.
عندما دخل تورغون إلى الغرفة ووجد أن ابنته قد أفاقت أخيرًا، تهللت أساريره، وتجمعت الدموع في عينيه من شدة الفرح. أما هي، فقد تسارعت أنفاسها وضربات قلبها، وشعرت بالسرور لأنها أخيرًا رأت شخصًا قد يخبرها بما حدث. وعندما اقترب منها راغبًا في معانقتها، سألته، كأنها شخص تائه في الصحراء يرجو بضع قطرات من الماء:
“من أنا؟”
كادت الابتسامة تتلاشى من على وجه تورغون، لكنه تمالك نفسه وأجاب:
“أنتِ ابنتي.”
عندما أعلن لها هذه الحقيقة، عانقها على الفور. لكنها لم تبادله العناق؛ إذ كانت لا تزال تائهة في محيطٍ فارغ. ومع ذلك، تسلل إحساس بالدفء والأمان المألوف إلى صدرها. حاولت أن تتذكر معنى الحقيقة التي أعلنها هذا الرجل، لكن كلما حاولت، غزا صداع شديد رأسها، وكأنه يعاقبها على محاولتها هذه.
أغمضت عينيها، راجية أن تجد أي شيء، لكن الفراغ الذي يعم عقلها كان أشد وطأة من الصداع.
” نيملوث، لقد اشتقت اليك يا حلوتي ، فراقك كسر قلبي ”
تمتم تورغون بينما يلمس شعرها بحنان و كأنه كنز ثمين . فتحت عينيها مرة أخرى و همست
” نيملوث ”
هذه المعلومة اول شيء تعرفه عن نفسها ، مثل قطعة من الحصى توضع في جرة خاوية .
كان ثراندويل جالسًا على عرشه عندما وصله خبر يقظة صديقته القديمة، لكن أحد حكماء الجان أخبره أنها قد فقدت ذاكرتها.
شعر ثراندويل بالسعادة لأن صديقته قد أفاقت أخيرًا، لكنه لم يخفِ شعوره بالأسف تجاه والدها، تورغون، الذي سيحتاج إلى قوة ورباطة جأش كبيرة للتعامل مع حالة ابنته، ومساعدتها على استعادة ذاكرتها والعودة كما كانت.
أمال ثراندويل رأسه إلى الخلف قليلاً، وقال بصوت خافت: “هذه أخبار جميلة للغاية. في الوقت الذي ظن فيه الجميع أنها رحلت إلى الأبد، حدثت معجزة وعادت إلينا. وها هي الآن أفاقت. طالما أنها بصحة جيدة الآن، فلا يهم إن كانت فاقدة للذاكرة أم لا؛ والدها بجانبها، وسيكون قادرًا على مساعدتها في التأقلم مع هذا الوضع.”
أراد أن يذهب إلى غرفتها الآن ليطمئن على حالها، لكنه تراجع عن ذلك. كان لديه أعمال يقوم بها وقرارات يجب أن يتخذها؛ بالإضافة إلى أنها ستكون في حالة سيئة الآن، تحاول استيعاب ما يحدث معها.
كان يعرفها جيدًا. نيملوث، عندما تواجه ما لا تفهمه أو تشعر أن هناك شيئًا مجهولًا يعجز ذهنها عن استيعابه، تدخل في حالة عاطفية شديدة. كانت تغضب، تشد شعرها، وربما تصرخ. دائمًا ما كانت تضخم الأمور وتبالغ في ردود فعلها العاطفية تجاه أي شيء يحدث.
لذا، قرر أن لا يذهب إليها حتى تهدأ قليلاً وتتحسن حالتها.
♤♤♤♤
ما توقعه ثراندويل كان صحيحًا. بدأت نيملوث بالصراخ وشد شعرها عندما عجزت عن فهم ما حدث معها، وأدركت أنها قد نسيت كل شيء يتعلق بها، بما في ذلك اسمها.
حاولت النهوض من السرير لكنها سقطت عدة مرات، وفي كل مرة كان والدها يساعدها على الجلوس مجددًا. وعندما استعادت ساقاها بعض القوة، حاولت الهروب من الغرفة. كان الخوف قد تسلل إلى صدرها، ولم تثق بالرجل الذي يزعم أنها ابنته .
بعد عدة ساعات، كان تورغون يجلس بجانب باب الغرفة، يضع رأسه بين يديه، وكأنه يحمل عبئًا أثقل من طاقته. صوت صرخات نيملوث في الداخل كان لا يزال يتردد في أذنيه، لكنه لم يستطع الدخول مرة أخرى؛ فقد أدرك أنها تحتاج إلى الوقت أكثر من الكلمات.
في تلك اللحظة، ظهر أحد حكماء الجان، يقف عند نهاية الممر. تقدم بخطوات هادئة، ثم انحنى برفق وهمس:”تورغون، يجب أن تتحلى بالصبر. عقلها الآن كصفحة بيضاء، وكل شيء حولها يبدو غريبًا ومخيفًا. لكن لا تيأس. الذكريات القديمة قد تكون كامنة في أعماقها، وستظهر تدريجيًا.”
رفع تورغون عينيه المرهقتين نحو الحكيم، وقال بصوت خافت، يكاد لا يُسمع:”إنها تخافني. ابنتي، التي كنت أحميها طوال حياتي، تخاف مني الآن… كيف أتحمل ذلك؟”
وضع الحكيم يده على كتف تورغون بلطف، وقال:
“الخوف يزول مع الوقت. أنت بالنسبة لها الآن مجرد غريب، لكن حبك وصبرك سيعيد بناء الثقة بينكما.”
داخل الغرفة، جلست نيملوث على السرير، يحيط بها الصمت، لكنها كانت ترتجف. عقلها مشوش بالكامل، وصدرها يعلو ويهبط مع أنفاس مضطربة. أمسكت بطرف الغطاء الذي يغطيها، تحاول أن تجد أي شيء مألوف. عيناها الزرقاوان تراقبان الجدران كأنها تبحث عن إجابة ضائعة.
حينها، طرق الباب بلطف، ثم دخلت إحدى خادمات الجان تحمل طبقًا صغيرًا من الطعام. نظرت إليها نيملوث بريبة، لكنها لم تقل شيئًا. وضعت الخادمة الطبق على الطاولة بجانبها، ثم قالت بلطف:
“إن احتجتِ إلى شيء، أنا هنا.”
غادرت الخادمة، تاركة نيملوث وحدها. حدقت نيملوث في الطعام، لكن شهيتها كانت غائبة. كانت الكلمات تتردد في عقلها: “من أنا؟ لماذا لا أتذكر أي شيء؟”
عند الباب، وقف تورغون يراقب بصمت من خلال فتحة صغيرة. قلبه يعتصر ألمًا، لكنه أقسم في داخله أنه لن يتخلى عنها، مهما كان الثمن.
تجاهلت نيملوث الصحن الموضوع على الطاولة واتجهت نحو دولاب خشبي صغير، نُقشت عليه أشكال أوراق الشجر وأغصان التوت.
لمست يداها سطح الخشب بحذر، محاولةً أن تستدعي أي ذكرى قد ترتبط بهذا الشيء، لكنها لم تجد سوى فراغ مؤلم. شعرت بوخزة في رأسها مع عودة الألم مرة أخرى، وكأن عقلها يرفض الإجابة على أسئلتها.
لاحظت أن أحد الأدراج يبدو غير مغلق تمامًا. سحبته ببطء، وقد أدى هذا الفعل البسيط إلى دهشتها. ارتسمت ابتسامة طفيفة على شفتيها، وكأنها قد اكتشفت شيئًا جديدًا. بدأت تتفحص محتوى الدرج بفضول.
داخل الدرج، عثرت على مرآة صغيرة. أمسكت بها وحدقت في انعكاسها. في تلك اللحظة، توقف الزمن بالنسبة لها؛ فقد رأت انعكاس وجهها للمرة الأولى.
شعرت بالذهول يجتاحها، كأنها ترى غريبة تطل عليها من وراء المرآة. كانت عيناها الواسعتان تحدقان في ملامح لا تذكرها، لكنها تعرف أنها تخصها. كانت تلك اللحظة بداية مواجهة مع الذات التي لا تعرفها.
ظلت نيملوث مستيقظة طوال الليل تعبث بمقتنيات الغرفة، تحاول اكتشاف أي شيء يثير فضولها.
في صباح اليوم التالي، فُتح باب الغرفة ودخلت امرأة ذات شعر بني مائل إلى الاحمرار، طويلة القامة، بعينين خضراوين، وترتدي فستانًا حريريًا أبيض مزينًا بظلال خضراء بدرجات مختلفة.
وقع نظرها على نيملوث التي كانت تعبث بمشط خشبي، وقد بدا شعرها أشعث قليلًا بسبب الطريقة الخاطئة التي مشطت بها شعرها. علقت المرأة قائلة بابتسامة خفيفة: “تحتاجين إلى جهدٍ كبير.”
شعرت نيملوث بوجودها فزعت وتراجعت إلى الخلف قليلًا، وقد سيطر الخوف على ملامحها. حاولت المرأة تهدئتها، وقالت بصوت هادئ للغاية: “لا تخافي، أنا هنا لمساعدتك.”
صوتها اللطيف أزال بعض القلق من قلب نيملوث، التي نظرت إليها وسألت بحذر: “تساعديني في ماذا؟ ومن أنتِ؟”
ابتسمت المرأة صاحبة الشعر البني وقالت بلطف: “أنا أدعى نوريفين. لقد كلفني الملك ثراندويل بأن أساعدكِ في التأقلم مع حالتك، وأعلمكِ كل شيء يتعلق بحياتكِ كامرأة وعضو في مجتمع الجان.”
عقدت نيملوث حاجبيها وسألت باستغراب: “ملك؟ ماذا يعني هذا؟ هل الرجل الذي قال لي إنه والدي هو الملك؟”
أطلقت نوريفين تنهيدة طويلة، وقالت كمن يتحدث مع نفسه: “يبدو أن أمامي طريقًا طويلًا.” هزت رأسها واستأنفت حديثها، مخاطبة نيملوث: “سوف أعلمكِ كل شيء.”
أشارت بيدها لبعض الفتيات ليدخلن إلى الغرفة، وبدأن بخلع الثوب الأبيض الخفيف عن جسد نيملوث. شعرت برعشة تسري في عمودها الفقري عندما لامس الهواء البارد جلدها الرقيق.
أثناء قيام السيدات بتنظيف جسدها في حوض الاستحمام، كانت نيملوث توجه اهتمامها نحو نوريفين التي بدأت تحدثها بهدوء عن كل ما تحتاج إلى معرفته.
أخبرتها عن والدها، عن اسمها، عن طبيعة أجساد الجان، وعن ضرورة تناول الطعام. كما حدثتها عن أهم شخصية في القلعة والمملكة: الملك ثراندويل.
بعد انتهاء الحمام وتجفيف جسدها وشعرها، ساعدتها نوريفين في ارتداء فستان مذهل.
كان الفستان مصنوعًا من قماش حريري لامع، بدا وكأنه يلتقط الضوء مع كل حركة. لونه الأزرق الفاتح أبرز لون عينيها بشكل مثالي. كان التصميم مناسبًا، يعانق منحنياتها في الأماكن الصحيحة، بينما انسابت التنورة من وركيها بلطف، لتنتهي على الأرض بموجات رقيقة. أما الأكمام الطويلة الشفافة، فكانت تُظهر ذراعيها بنعومة، ومزينة بتطريز معقد على الحافة وخط العنق، بنمط من الزهور وأغصان الكروم بخيوط فضية.
عندما نظرت إلى نفسها في المرآة الكبيرة التي أحضرتها نوريفين، لم تستطع إلا الإعجاب بنفسها. وقفت تطيل النظر إلى انعكاسها، وكأنها تحاول حفظ ملامحها.
لون عينيها كان متناغمًا مع لون الفستان، وشعرها الفضي أضاف إليها رونقًا جذابًا لا يمكن إنكاره.
ابتسمت نوريفين ابتسامة خافتة وقالت بصوت هادئ: “تبدين فاتنة، كما يجب أن تكون أي أنثى من الجان.” رتبت شعرها قليلًا ثم خاطبتها: “الآن يجب أن تتناولي الطعام.”
توجهت نيملوث نحو طاولة صغيرة مليئة بالأطعمة الشهية: فواكه ناضجة، أجبان كريمية، وخضروات ورقية مقرمشة. اختارت حبة فراولة كبيرة، رفعتها إلى شفتيها، ووضعتها في فمها. أغمضت عينيها عندما تفجرت النكهة الحلوة في فمها، وخرج أنين خافت من حلقها.
“هذا لا يُصدق…”
بعد انتهائها من تناول الطعام، قادت نوريفين نيملوث إلى شرفة واسعة تطل على الغابة الممتدة خلف القلعة. كان المشهد أمامها أشبه بلوحة من الأحلام؛ أشجار باسقة بأوراق خضراء زاهية، أنهار صغيرة تنساب بين الصخور، وأشعة الشمس تتسلل من بين الأغصان، تلقي بظلال ساحرة على الأرض.
وقفت نيملوث تتأمل المشهد، لكنها شعرت بغرابة شديدة. كل شيء بدا جميلاً، لكنه في الوقت ذاته غريب وغير مألوف. سألت بصوت منخفض وكأنها تخاطب نفسها”هل هذا هو عالمي؟ هل هذا المكان لي علاقة به؟”
ابتسمت نوريفين ووقفت بجانبها، ثم أجابت بصوت رقيق”هذا هو عالمكِ، وهذه الأرض جزء من قصتكِ. قد لا تتذكريها الآن، لكن روحكِ تنتمي لهذا المكان. ستتذكرين كل شيء في الوقت المناسب.”
في هذه الأثناء، دخل تورغون إلى الغرفة وتوقف عند الباب عندما لاحظ وجود امرأة أخرى بجانب ابنته.
التفتت كل من نيملوث ونوريفين لتنظران إليه، وسرعان ما ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه عندما رأى جمال ابنته وبهاءها.
ظلت نيملوث واقفة في مكانها، تنظر إليه بصمت. كان الشك يدور في رأسها الخاوي من أي ذكرى أو مشاعر. أرادت بشدة أن تشعر بإحساس بسيط تجاه هذا الرجل، لكن قلبها بقي خاليًا من أي صدى.
وضعت نوريفين يدها برفق على كتف نيملوث وقالت بصوت مطمئن: “لا تقلقي.”
نظرت نيملوث إليها، وكانت مشاعرها متضاربة. الشك لم يكن يحيط فقط بتورغون، بل أحاط أيضًا بهذه المرأة الغريبة. ومع ذلك، قررت أن تتجاهل شكوكها وتحاول تقبل ما يحدث حولها، على أمل أن تستعيد أي شيء من ذكرياتها المفقودة.
بخطوات مترددة، اقتربت من والدها. وعندما صارت قريبة بما يكفي، لم يستطع تورغون تمالك نفسه. أخذها بين ذراعيه وعانقها بقوة، وكأنه يخشى أن تفلت منه مرة أخرى. استنشق رائحة شعرها التي حملت له ذكرياتٍ مؤلمة ومشاعر دفينة، بينما أغرورقت عيناه بالدموع.
في الليل
عندما ذهب الجميع إلى غرفهم للراحة، بقيت نيملوث مستيقظة، غير قادرة على الشعور برغبة في النوم. اجتاح بالها فكرة واحدة فقط: أن تغادر حدود هذه الغرفة لتكتشف المزيد، لعلّها تملأ الفراغ الذي يعمّ رأسها الخاوي.
عندما خرجت، لاحظت الجدران الشبيهة بجذوع الأشجار الموجودة في الخارج، والطرق المتعرجة التي تمتد أمامها. كان كل شيء حولها أشبه بمجموعة من خشب الشجر المنتظم بطريقة طبيعية وجميلة، مما جعل المكان يبدو كأنه جزء من غابة حية.
تابعت السير في ممرات القصر حتى توقفت عند قاعة واسعة، حيث رأت شخصًا يجلس على عرش ضخم ومرتفع، وإلى جانبه يقف رجل ذو شعر داكن وطويل.
لم تهتم نيملوث بالرجل الواقف بجانب العرش؛ الوحيد الذي جذب انتباهها كان الجالس عليه: ثراندويل.
كان ثراندويل جالسًا في قاعة القصر الواسعة، حيث انعكس ضوء القمر الخافت على وجهه عبر النوافذ المزخرفة. ملامحه الجادة حملت بين طياتها سنوات من التجارب الثقيلة، بينما لمعان عينيه الحاد كان أشبه بنورٍ يكشف كل شيء أمامه، يقيس كل حركة . شعره الطويل، الذي يتلألأ بلون فضي أشبه بضوء القمر، كان مصففًا بعناية، رغم أن بعض الخصلات الفضية انسابت برفق على جبينه، مضيفة عليه هالة من الحكمة والجمال.
وقفت نيملوث تتأمله بصمت، غير قادرة على إبعاد بصرها عنه. شعرت بأن عينيها متلهفتان لمزيد من الوقت لتأمل هذا الرجل الغامض.
وفجأة، التقت عينيهما. شعرت نيملوث برعشة تجتاحها، وعجزت عن وصف الشعور الذي انتابها عندما رمقتها عيناه الزرقاوان، لكن ما كان واضحًا لها هو أن هاتين العينين تحملان جمالًا لا يمكن وصفه بالكلمات.
بينما كانت لا تزال واقفة مكانها، نهض ثراندويل من على عرشه، الذي نُحتت عليه قرون أيائل مصنوعة من الخشب الداكن.
بخطوات بطيئة، بدأ ينزل من على الدرج، ولم يبعد نظره عنها. بدا أن كل شيء من حوله قد توقف للحظة، وكأن هيبته فرضت سكونًا مهيبًا على المكان.
توقف أمامها، وعيناه تفحصانها من رأسها حتى أخمص قدميها. شعرت نيملوث وكأن مغناطيسًا خفيًا يجذبها نحوه، وعجزت عن الحركة أو التفوه بكلمة.
وقف طويل القامة و فخورًا، شعره الفضي يتساقط على كتفيه في حجاب اثيري بدا و كأنه يُرغم كل من يراه على احترامه .
ببطء، ارتسمت على ثغره ابتسامة طفيفة، وقال بصوت عميق يحمل أصداء قرون مضت: “كيف حالكِ يا نيملوث؟”
كان لصوته وقع خاص، كأنه يحمل دفئًا غريبًا تسلل إلى قلبها، فملأ صدرها بشعور غامض من الراحة والاطمئنان، شعور لم تفهمه لكنها لم تستطع مقاومته.
♤♤♤♤
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 9 - تركتني و رحلت 2025-05-31
- 8 2025-05-14
- 7 - دفتر 2025-04-11
- 6 - زهرة الاقحوان 2025-04-10
- 5 - مذاق ترابي 2025-04-09
- 4 - يقظة بعد غياب 2025-04-08
- 3 - الجميلة النائمة 2025-04-06
- 2 - ذكريات 2025-04-04
- 1 - آلام الملك 2025-04-04
التعليقات لهذا الفصل "4"