3
قبل ساعات
.
.
.
.
.
وقف نواه ينظر الى المكان الذي اختفت منه تلميذته إريكا
كان يشعر بسعادة غامرة عند سماعه وهي تناديه بابي
تكررت جملة إريكا الاخيرة في ذهنه تأبى المغادرة
كان سعيدا لانه سمع تلك الكلمة اخيرا ….
تسربت دموع حارة من عينيه الى خديه كان لديه ابتسامة مريرة على وجهه
قال بصوت ساخر
” يبدوا انني اطمع بالمزيد ”
إريكا الفتات الصغيرة التي جلبها معه في السابق
لم تكن مشاعره في البداية تجاهها إلا شفقة
كان يظن ان عليها ان تظل مدينة له لانه من انقذها
ولكن مع الايام ادرك نواه انه ليس من انقذها …. بل هي من انقذته
تلك الفتات الصغيرة التي ابتسمت له بكل صدق وبراء اذابة قلبه ومع الايام فهم اخيرا انه من كان يحتاجها حقا
‘ اريد ان تناديني بأبي مجددا ‘
كانت تلك امنية ولكن بالنسبة له كان طمعا هو الذي لم يكن لديه الشجاعة ليخبرها بهذا من قبل رغم معرفته بأنها ستحب ذالك ولكن …..
الان في لحظات موته الاخيرة اعطاها املا …. املا سيسلبه منها بعد ساعات
” اسف طفلتي ….. انا لم اكن ابا جيدا …. اتمنى لو استطيع تعويضك ”
هو من لم يعرف معنى الابوة حتى في صغره وجد نفسه اب لاجمل فتات في العالم كان شعورا رائعا ولكن…… لكل بداية نهاية واليوم كانت نهاية رحلته مع تلك الفتات
قال بصوت مخنوق مليء بالندم والحسرة
” إريكا من اليوم فصاعدا ستكملين الرحلة وحدكي …… تمنيت ان اهنأك على بلوغك وجها لوجه ولكن ….. كما يجب ان يكون الوالد السيء انا سأفوته ”
نزلت دموعه بغزارة وتمتم
” ارجوك … ارجوك سامحيني ”
دخل المنزل وهو يتمتم بتلك الكلمات
جلس على كرسيه يسترخي للمرة الاخيرة في هذا الكوخ الهادء الذي سيفقد هدوئه بعد لحظات وكما كان متوقع
فتح باب الكوخ الخشبي بهدوء مصدرا صوتا
زيييييق
ودخل رجل ذو شعر بني وعينين خضراوان كلون مستنقع داكن
ابتسم الرجل عند رأيت نواه جالس بهدوء
قال بصوت هادء
” كما هو متوقع من عبقري القارة ….. يبدوا انك علمت بقدومي ”
” ااتيت اخيرا …. اتعلم كم انتظرت لقد مللت بالفعل ”
” لاتقلق سأريحك من مللك ولكن قبل ذالك ….اين هي ؟ “
” هل تظن انني سأدعك تحصل عليها “
” انها ملكي منذ البداية ولاكنك سرقتها مني وانا اتيت لاستعادتها “
وعند نهاية كلام الرجل ساد المكان هدوء بارد ومخيف
كان يمكن لاي احد ان يعرف ما عليه فعله لو رأى هذا المنظر …. الهرب
ابتسم نواه وقال
” إذا ارني ….. ارني كيف ستحصل عليها ”
” هل تستخف بي الان ؟”
” ربما ! ”
ملىء المكان دخان اسود غريب
وفي تلك اللحظة احاط حاجز سحري 20 مترا حول الكوخ
مما منع اي مخلوق من الدخول او الخروج
وعندما لاحظ الرجل ذالك ضحك بصوت عالي وقال
” هاهاهاهاها …. هل تظن ان هذا الحاجز يستطيع إقافي “
” من يدري ! … ولكن الاتظن ان الوقت قد حان لنحسم الامور بيننا ؟”
” صحيح اظن انه الوقت الامثل !”
وفي لحظة تسللت جزيئات السحرية والمانا في الهواء واصبح المكان اكثر هدوء
******
في الوقت الحالي
.
.
.
.
.
ركضت إريكا بكل سرعتها عائدة الى الكوخ رغم سيادة الظلام إلا انها كانت قد حفظت بالفعل معالم الغابة لذا لم يكن من الصعب عليها العودة حتى رغم اعاقة رأيتها
لم تعلم ماذا يحصل ولكن لسبب ما عادت إليها جميع تلك الاحاسيس السيئة
شعرت انها إن لم تسرع ستفقد شيء مهما جدا
وفي اثناء ركضها فجاة
” اه …. “
اصطدمت إريكا بجدار سميك مما جعلها تسقط الى الخلف
وفي لحظة فتحت إريكا عينيها بتعجب
كانت داخل غابة ماالذي اتى بجدار الى هنا ؟
نظرت الى حيث صدمت ولكن لم يكن هناك شيء امامها لم يكن هناك شيء قابل للاصطدام
وفي لحظة استوعبت إريكا الوضع
كان هذا حاجزا سحريا وهو يعبق بسحر معلمها
اي ان هذا الحاجز من صنعه
وعند هذه الحقيقة ربطت إريكا الاحداث الغريبة من طلب معلمها الغريب لجمع الاعشاب فجأة الى وداعه الذي لم تستطع فهمه
‘ لقد كان يحاول ابعادي ‘
” معلمي ! “
صرخت إريكا وبدأت بضرب الحجز بسيفها
كانت تصرخ بيأس لم تفهم تماما الوضع ولكن ما كانت واثقة منه ان كل هذا حدث بسببها
” معلمي … معلمي ارجوك اتوسل إليك ان تزيل هذا الحاجز …… لماذا تفعل هذا لم اعد صغيرة …. لم اعد ضعيفة … لم اطلب منك حمايتي ”
احست إريكا بضعف شديد ارادت ان تدخل ولكن كان مجرد حاجز شفاف يمنعها من الدخول كان هذا محبطا
وفي لحظة وسط ذالك الظلام سطع ضوع شديد كان مصدر ذالك الضوء الدافئ هو الكوخ
تجمدت إريكا وصدمت
كانت النيران تتصاعد من الكوخ …. كانت تأكل ذالك الكوخ الصغير ….. تعالى الدخان الاسود وارتفع عاليا
وعند هذا المنظر …. رمت إريكا سيفها وصرخت بصوت اعلى
” معلمي ارجوك لاتفعل هذا ….. ازل الحاجز حالا معلمي ! “
ضربت إريكا الحاجز بيديها العارية كانت تحاول اختراقه بالقوة ولكن ….. كل ماحصلت عليه هو يدان جريحتان تنزفان دما
بكت إريكا
كانت دموعها تنهمر بغزارة كانت تحس بيأس على بعد 20 مترا كان يوجد معلمها لكنها …. لكنها لم تستطع الوصول إليه لم تستطع انقاذه كما فعل هو يوما
” معلمي انا اعرف هذا … هذا كله خطئي انا السبب بكل مايحدث …. لابد انك ندمت لانك اخذتني لابد انك تشعر بخيبة الامل …… ولكن مع ذالك انا شخص اناني حتى لو كرهتني وبغضتني كما فعل الجميع انا …. انا اريد ان اكون معك … لذالك معلمي ارجوك ان تزيل هذا الحاجز ! ”
وفي وسط صراخها المثير للشفقة
ودموعها المنهمرة على خديها
ويديها الممزقتيت الداميتين
وانفاسها المتقطعة
شهقت إريكا وتوقفت عن التنفس عند اختفاء الحاجز ولكن رغم اختفائه لم تستطع الحركة
سقطت على الارض دون حراك توقفت دموعها واختفى صوتها
لم ترمش حتى كانت غير قادرة على استيعاب ما حدث
والسبب ان السحر لم يعد من حيث اتى
بل لقد انفنى لقد زال اثره تماما
تك …. تك
بدأت قطرات الماء بالنزول من السماء
ازداد المطر حدة …. وكأن السماء تشتكي من واقع هذه الارض
ودوى صوت الرعد محذرا هذه الارض
امتزجت مياه المطر مع دماء إريكا
وامتلئت الارض بالوحل
ولكن إريكا لم تهتم
بل لم تستطع ان تفهم ما يح
دث حولها كان عقلها خاليا لم تكن هناك إلا حقيقة واحدة واضحة امامها
معلمها قد مات !
*****
اتمنى ان الفصل قد نال اعجابكم
لاتنسوا كتابة تعليق للتشجيع
وشكرا 😍
Chapters
Comments
- 8 - ارك ريا 2025-08-24
- 7 - ارك ريا 2025-08-23
- 6 - سر هذا العالم 2025-08-04
- 5 - رسالة الى القلب 2025-08-03
- 4 - تذكرة للمسلمين ارجوا قرأتها 2025-07-16
- 3 - المأسات 2025-07-13
- 2 - مجرد شعور 2025-07-11
- 1 - البداية 2025-07-07
- 0 - المقدمةكانت السماء ملبدة بالغيوم تنذر لعاصفة تطرق الابواب.... كان الضلام حالكا وخيم على اشجار الغابة الطويلة وكأن تلك الاشجار كانت قد ارتدت المعاطف السوداء استعدادا للحداد رغم الهدوء الذي ملئ الغابة المعتمة كانت هناك تمتمات صامتة .... وكأنها تحمس لتلك الصخور سرا. كان مصرد تلك الهمسات هو ..... رجل : وبموجب القانون ولحماية هذه الارض حكم على هذا الشيطان بالموت حرقا لخرقه قوانين الكون . كان هناك رجل يرتدي رداء غطى به وجهه تقريبا قال تلك الكلمات وهو يشير بيده لرجل اخر .... كان ذالك الرجل قد ربط على عامود خشبي مغروس بالارض وما كان تحت قدمه هو مئات من الخشب تفوح منها رائحت زيت قوي وما كان يحيط بذالك المجرم هم عشرة رجال يرتدون رداء ليخفوا اوجههم يمسكون شعلا لينيروا المكان المعتم رجل : اشعلوا النار وعند كلامه رمى احد الرجال شعلته ......وفور تلامس تلك الاخشاي بلهب الشعلة ، احترقت وبدا الدخان يتصاعد وتلاشت العتمة ليحل محلها ضوء دافئ ابتسم الرجل الذي كان في وسط تلك النيران ولمعت عينا وتكلم بصوت واثق لايدل على الخوف من المصير المحتوم والموت المقترب " شيطان ؟ يريد تدمير العالم ؟ هل هذا مايطلق عن من يروي الحقيقة هذه الايام ! هل ضننتم انكم تستطيعون التستر عن كل هذا الى الابد !..... حمقى هل ضننتم ان حرقي سينهي كل شيء ! هل حرقي سينهي فضول البشر ! هل ستنتهي تلك التسائلات وهل سيكتفي البشر بالعالم الذي رسمتموه انتم !، كلا . هذه النار التي ستحرقني ستلد من يرث إرادتي لاكمال مابدأت " نظر الرجل الى ماكان بين اشجار الغابة مختبأ في ضلامها بهدوء .... وعند نظره تلاقت عيناه البنيتان بعينين رماديتين وكبيرتين كانت الفتات المختبئة التي تبلغ من العمر 6 سنوات تواجه نظراته دون ابعادها كان يعرف انها تفهم هذا الموقف كان يعلم انها تعرف انه يحترق حتى الموت ولكن ذاك الوجه الهادء لايبدوا مناسبا لذالك الموقف ورغم هدوئها كانت عيناها تلمعان لقد كانتا تتقدان لهبا كبدر في وسط سماء الليل المعتمة ابتسم عند نظراتها واكمل كلامه دون تغيير نظره كانتا عيناها هي اجمل شيء يمكنه رأيته قبل ان يموت " انتم حمقى لظنكم ان موتي يعني انتصاركم مادام الانسان يملك فضولا فلا شيء سينتهي إن هذا العالم ليس إلا حلقة متكاملة مهما حاولت الابتعاد عن متصفها ستجد نفسك قريبا دون نتيجة تذكر ..... انتم لن تستطيعو امتلاك نير...." "كلاك" وقبل ان يكمل جملته اخترق الرصاص السحري قلبة مال جسده كخرقت بالية وبعد بضعت ثوان وصلت النيران الى العامود وتسلقته ....قطعت الحبال المتينة لتتحول الى رماد منثور وختفى ذالك الرجل بين النيران المتعالية كما اختفى صوته من هذا العالم فجأة وكأن كل شيء كان كذبة بدات السماء تمطر بغزارة معلنتا عن النهاية ادخل الرجل الذي اطلق النار المسدس السحري بين ملابسه ثم اقترب منه رجل اخر وقال " هل هذا بخير ؟ الم يكن من الافضل عدم استخدام الطاقة السحرية نحن قريبون من الحاجز وهذا سيضعفه " ردا على كلامه استدار الرجل ماشيا وقبل ان يغادر المكان قال "لا بأس احرس الحدود جيدا ولا تسمح لاحد بالاقتراب .... كان علي قتله لقد عرف الكثير بالفعل" "امرك سيدي " وعند كلامه انحنى الرجل بأدب بأتجاه الطريق الذي اختفى به سيده..... وفور اختفاء سيده بين تلك الاشجار .... امر الرجل الاخرين ببعض الامور ثم اختفى الجميع ولم يبقى احد غير الرماد الذي كان الدليل الوحيد على ماحدث توا ... خرجت تلك الفتات من مخبئها بعد مغادرت الجميع نظرت الى الرماد واثار الحريق كان هذا هو المكان الذي اختفى به ذاك الرجل ... تذكرت كلام الرجل وابتسامته في لحظاته الاخير " لم يكن خائفا !" قالت تلك الكلمات بتمتمة وصوت لايكاد يكون مسموعا ولكنه كان واضحا بشكل يثير الدهشة توقف المطر الذي كان يهطل بشراسة وبدأت الغيوم تنجلي لتظهر خلفها سماء صافية تذكرت كلاما كان قد قاله لها ذالك الرجل " لماذا الخوف او الهرب اليس ذهابك لمعرفت الاجابة اسهل من انتضارك لها حتى لو كانت النهاية سيئة الن يكون ذالك ممتعا اكثر" وعندما مرت تلك الكلامات في ذهنها لمعت عيناها ببريق لا يكاد يخفى "اريد معرفة الاجابة " كشف القمر الذي كان مختبأ خلف السحاب ليبهر العالم بنوره وجماله ويتلألأ ببهاء معلنا عن البداية . ****** هذه مقدمة الرواية ارجو انها قد نالت اعجايكم لاتنسو ترك تعليق عن ارائكم بروايتي الاولى وتشجيع صغيرا وشكرا 😘 2025-07-05
التعليقات لهذا الفصل " 3"