” معلمي هل تظن انهم هم ….. هل تظن انهم عرفوا اين انا ؟ ….. إذا هذا يعني ان ان ….”
ضغطت إريكا بأظافرها على كف يديها حتى ترك علامة حمراء تدل على مقدار توترها
وعندما لاحظ نواه هذا تنهد داخليا ثم قال مطمأنا لها
” لا بأس . ليس هناك مايؤكد انهم من فعلو ذالك سنتكلم عن هذا الموضوع غدا الان …. لقد تأخر الوقت …. وانت ! “
وحين نداء نواه لسيون
رد سيون بصوت عالي ومنضبط وكأنه متدرب في الجيش
” ن. نعم “
” انت ستبقى هنا الليلة حتى نجد لك حلا ستبقى امام عيني “
” حاضر ”
كان سيون يعلم انه اخطأ منذ ان خطا داخل هذه الغابة كان هذا ثمن تجاهله القانون الذي يقول كلما زادت الاموال المدفوعة زادة احتمالية موتك
نظرت إريكا من النافذة نحو الغابة المظلمة احست بأحساس غريب لقد تذكرت شيء لم ترد تذكره …. تمنت ان يكون هذا مجرد احساس كاذب .
*****
وفي الصباح الباكر
كانت اشعة الشمس تدخل من زجاج النافذة كمن يبشر بحلول النهار
كان نواه الرجل البالغ من العمر 126 عام جالسا على كرسيه الهزاز يتصفح بجريدة تبدوا قديمة جدا كان يقرأ مابها بتركيز وكأن ما يقرأه هو معلومات عن نهاية هذا العالم
كان قد ارسل إريكا وذاك الرجل المدعو سيون الى النهر لجلب الماء
وبينما كان وسط تلك المساحة الخالية من مثيري الشغب ……
” ماهذا ؟”
فزع فجأة وقام متجها نحو الخارج
فتح الباب بقوة على مصرعيه ولكن كان كل شيء طبيعيا جدا
لم يكن هناك شيء مثير للريبة
ولكن هذا ليس مايقوله شخص كان يوما ما اقوى رجل في القارة …. الرجل الذي امتلك السحر والهالة معا وكان متميزا ذاع صيته في ارجاء القارة
’ كان هناك انا واثق …. لقد شعرت به …. هو هنا بالفعل ‘
وعندما ردد تلك الكلمات في نفسه
تصبب العرق من جبهته واعتلى وجهه ملامه جادة وحادة تدل على خطورة الموقف
وبعد عدت دقائق من الوقوم ساكنا يفكر في القرار الافضل …. تنهدة بهدوء ثم نظر الى الطائر الواقف فوق الشجرة لمعت عينيه ببريق غريب كان قد اتخذ القرار الحاسم ثم دخل المنزل ليفعل مهمته الاخيرة في هذا المنزل
*****
عادت إريكا من النهر مع سيون
كان مزاجها سيء فعلا عكس المعتاد لم ترى بيو اليوم ولم يظهر امامها
” هل هو بخير ؟ “
تمتمت بتلك بصوت منخفظ لذا لم يسمع سيون الذي كان بجانبها كلامها
كان هناك شعور غريب اجتاحها منذ ليلة الامس شعور غمرها وكأنها عادت الى القاع مجددا ذكريات اخذت تتجول في ذهنها عالقة لاترضى المغادرة
طردت إريكا كل تلك المشاعر والذكريات بعيدا عند وصولها الى الكوخ …..كانت تأمل ان تكون مخاوفها مجرد احاسيس لا اساس لها
دخلت الى الكوخ كان الاثاث المرتب البسيط لاكنه انيق بشكل يثير الاعجاب ……و معلمها يقرء الجريدة بهدوء يجلس على كرسيه المعتاد ….. ورائحة الطعام الشهية قد ملئت ارجاء المنزل
كان كل شيء طبيعيا كما كان كل صباح ولكن هناك شيء ما يقول ان الاجواء ليست كما المعتاد لاكنها لم تعرف ماهو هذا الشعور
.
.
.
بعد الفطور خرجت لتقطيع الحطب
ولكن فجاءة نادى عليها معلمها
” معلمي لقد ناديتني ! “
” اجل اخرجي في رحلة حول الجبل لقد كتبت الاعشاب التي احتاج اليها لاتعودي دون جلبها “
” لكن معلمي …. لماذا الان لم يمضي وقت طويل منذ اخر مرة جمعت فيها الاعشاب “
” لقد حظرت كل الاغراض اللازمة لبضعت ايام والان اذهبي “
” ماذا معلمي … ماذا عن يوم بلوغي غدا هو اليوم الذي انتظرته لمدة عشر سنوات الا تتذكر “
” هل هذا مهم لقد اعطيتكي مهمة بالفعل هيا اذهبي الان “
عند صراخ نواه وامره لها
حاولت إريكا الحديث ولكنها صمتت
لم تستطع معارضة اوامره ابدا ليس لانها تخاف منه بل….. لانها تحبه كثيرا
لم تملك عائلة سابقا لاكنه كان البالغ الوحيد الذي اهتم بها …. ورغم لطفه تجاهها لم تستطع إريكا ان تثق به حقا
’ ماذا لو تركني …. ماذا لو تخلى عني لاني اصبحت اجادله …. ماذا لو ندم على احظاره لي ‘
كل تلك الافكار كانت تمنعها من تجاهل اوامره
رغم حبها الشديد له لم تستطع ان تكون حرتا تماما معه لم تستطع التخلص من شكها تجاهه
واكثر مادار في بالها دون ان تجد له اجابة هو
’ لماذا كنت انا ؟ ….. من بين المئات من الاطفال لماذا كنت انا بالذات ‘
لابد ان يكون هناك سبب جعله يفضلها ويختارها هي بالذات لانقاذها لذالك كان عليها ان تصل لتوقعاته كي لايندم لاحقا
كي يختارها دائما حتى لو عاد به الزمن
ردت إريكا بصوت خافت
” حاضر معلمي “
كان الجو ثقيلا على عكس العادة
كان التوتر واضحا بين الاثنين حتى سيون شعر بالغرابة ولاكنه لم يستطع التدخل
حملت إريكا الاغراض التي حظرها معلمها وسحبت سيون من قميسه بناء على اوامر معلمها كان سيون يتلوى بين يديها كسمكة تم اصطيادها
وعند خروجها من باب المنزل نادى عليها معلمها
” إريكا ! ”
استدارت إريكا دون ان ترد وعيناها تحملان عتبا وحزنا
” ايد ان اطلب منكي شيء … اعرف انه سيكون انانيا ولكن ارجو ان تلبي طلب هذا العجوز ”
تسائلت إريكا عن نوع الطلب ولكنها لم تظهر فضولها وتظاهرت بالهدوء
وعند صمتها اكمل نواه
” تمنيت هذا طويلا لكن لم يكن لدي الشجاعة لاطلبه ولكن اليوم اظن انني ساندم إن لم افعل “
نظرت إريكا الى وجه معلمها وهي تحاول فهم ما يعنيه ولكن مارأته كانت ابتسامة خجولة لم ترها من قبل
وقبل ان يغطي وجهها ملامح التعجب نطق كلماته التي جعلتها تتجمد في مكانها
” هل يمكنكي ان تناديني بأبي “
لم تستطع إريكا فهم ما كان يعنيه
لم يستطع عقلها ان يصدق ماسمعه
استدارت إريكا بسرعة وبدأت بالمشي ولكن قبل دخولها الغابة صاحت بصوت عالي
” اراك لاحقا ي ي ياابي “
وبعد قول تلك الكلمات ركضت الى داخل الغابة
كانت دموعها التي تأبة التوقف لم تعرف السببها ولكن ما كانت تعرفه انها ليست طبيعية ابدا
كانت تشعر بفرح وحزن معا وتحس بندم طفيف وسعادة تغمرها لم تكن تعرف ان كلمة صغيرة كهذه يمكن ان تفعل بها كل هذا
كانت المرة الاولى لها ….. كلمة اب لم يسبق لها ان قالتها لاحد من قبل كان شعورا غريبا ولكنها …. كانت تريد تجربته مجددا
.
.
.
.
كان الليل قد حل بالفعل وكانت إريكا وسيون يستعدان لاخذ قسط من الراحة
كان الظلام قد خيم على الغابة فلم يعد للغابة ملامح غير لونها الاسود
وعندما اشعل سيون النار تسلل الدفئ الى اجسادهم الباردة وكأنه يطمئنها
ولكن كمن كان في حلم وزال احست إريكا التي كانت على وشك ان تغفو وسط هذا الدفئ ، بطاقة سحرية ملئت المكان
من قوة السحر كان الهواء كثيفا مما زاد صعوبة التنفس
”إريكا هذا …. ان الفضاء كح مملوء بالسحر كح كح ”
”هل لاحظت هذا ايضا ؟ …. ولكن هذه الطاقة السحرية إنها وبلا شك لمعلمي ”
ابتلعت إريكا لعابها بقلق
كان معلمها يوما ما قويا لدرجة ان لا احد استطاع هزيمته ولكن الان هو مريض بالفعل واستعمال السحر يضر بصحته
استعمال القليل لايضر عادتا ولكن …. حتى رغم بعدها عن المنزل إلا ان الطاقة بهذه القوة
وعند استيعابها للموقف
ركضت إريكا غير مهتمة لصرخات سيون خلفها
كل ما كانت تفكر به ان عليها العودة
كان غريبا من البداية ان معلمها ارسلها فجأة الى الجبل
وما كان يثير قلقها اكثر كلماته الاخيرة وطلبه كان كمن يودع الحياة .
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 2"