عندها فقط أدرك ديمون أن مشاعر ريس تجاه إيلي لم تكن مجرد إعجاب عابر.
“إيلي، بوجهها الذي لا يشبه القتلة، ورغم أن الوقت لا يزال مبكرًا، فقد استطاعت أن تتوافق مع مزاج السيد المتقلب إلى حد مدهش.”
لذلك ظن ديمون أن ريس قد يكون فُتن بها بعض الشيء، كما قد يحدث لأي شاب في عمره.
لكن ما رآه الآن بدّد تلك الفكرة تمامًا، مشاعر ريس لم تكن بتلك السطحية.
“فضول، اهتمام… وربما شيء من الازدراء.”
مشاعر غريبة لا تجتمع عادة، لكنها لم تكن غير مبررة.
ألم يمر أكثر من عشر سنوات منذ أن قُتلت الدوقة على يد قاتل؟
من الطبيعي أن يحمل ريس في قلبه حقدًا دفينًا ضد من قتل والدته، ويشعر بالاشمئزاز تجاه أولئك الذين ينتمون لنفس العالم.
“هاه، إذًا كان لتشبيهه لها بالحشرة سبب.”
بالنسبة له، لم تكن إيلي سوى لعبة مثيرة للاهتمام.
شيء لا يرغب بالتخلص منه فورًا، لأنه يثير فضوله، لكنه لا يتردد في رميه إن فقد بريقه.
ولسوء الحظ، كان ريس معروفًا بعادته القاسية: كل ما يلمسه ويملّه، يختفي من حياته بلا رحمة.
فمن الواضح إذن أن ايلي سوف يتم التخلي عنها قريبًا.
كان لابد من ذلك فلا يمكن أن يخسر سيده مجددًا على يد قاتل، كما حدث من قبل.
“ديمون، بعد أن ننتهي من الأكل، سأذهب إلى الساحة مع إيلي.”
على مشارف العاصمة إيرليت، توجد منطقة ترفيهية كبيرة إلى حد ما، تُعرف أيضًا باسم “الزقاق الخلفي”، والمكان الذي يشهد أعلى المبيعات هو ساحة القتال بلا شك.
لكن، بما أن ما يُمارس هناك هو القتال، فلا تخلو من المشاكل.
ظاهريًا، تبدو شرعية، لكن باطنها مليء بالمراوغات والمقامرات.
وزبائنها ليسوا من النبلاء، بل من العامة والكادحين، لذا كان المؤكد أن الجودة ستكون منخفضة.
“سأُحضّر عربة متخفية.”
“لا، أريد واحدة فاخرة. كلما جذبت الأنظار، كان أفضل.”
“…هل هذا اختبار للصبر؟”
سأل ديمون بينما يرسم ريس ابتسامة جانبية هادئة.
في مكان مظلم كذاك، ستثير عربة براقة كل العيون… وستفتح باب المتاعب.
“حسنًا، ما رأيك…”
في الليلة الماضية، أدرك ريس أن إيلي، لسبب ما، تحاول حمايته لا إيذاءه.
قاتلة تسعى للحماية بدلاً من القتل… أي تناقض هذا؟
وكان الحي الخلفي، المكان الذي تظهر فيه الوجوه الحقيقية بلا أقنعة.
فهل ستستطيع إيلي كبت طبيعتها القاتلة هناك؟
فكرة مشوّهة لكنها مشوّقة، جعلت ريس يزداد رغبة في رؤيتها تُختبر.
•••
بعد العشاء، ابتلعت ايلي، التي انتهت من الاستعداد للخروج، لعابًا جافًا عندما رأت ريس واقفًا عند الباب الأمامي.
‘حتى وهو يرتدي رداء يخفي وجهه، تبدو عليه الفخامة… لا عجب، فالنبلاء يفضحهم وقارهم مهما أخفوا.’
بحسب قوانين عائلة كاسيو، يُمنع الورثة من الظهور علنًا قبل بلوغهم، لذا كان لزامًا على ريس، ارتداء اللون الأسود عند الخروج كي لا ينكشف سره.
كانت هذه قاعدة طويلة الأمد لعائلة كاسيو، تهدف إلى منع الكشف عن قواهم الغامضة للعالم الخارجي عن طريق الخطأ.
‘وبما أن المكان الذي نقصده مشبوه، ظننت بالطبع أننا سنستخدم عربة متخفية…’
وصلت إلى البوابة الرئيسية على عجل، ونظرت ألي بعيون خالية من الحياة إلى العربة الذهبية التي كانت تومض بشكل مشؤوم لدرجة أنها جعلت ضوء الشمس شاحبةً امامها.
كانت الزخارف المتنوعة المصنوعة من الذهب الخالص على خلفية الرخام الأبيض النقي تتألق بشدة جعلت العربة تبدو ككنز متحرك..
“….سيدي الشاب، هل سنركب هذا حقًا؟”
نظرت إيلي إلى ريس بنظرة من عدم التصديق التام على وجهها، وكانت حدقات عينيها ترتجف.
عندها رفع ريس رداءه قليلًا والتقت أعينهما.
“أن تذهب إلى هذا المكان بهذه العربة… يعني أنك تصرخ: أنا نبيل، تعالوا واسلبوني!”
في الواقع، كانت الأزقة الخلفية أماكن يزورها أي شخص، بغض النظر عن وضعه الاجتماعي، ممن أرادوا الاستمتاع بالترفيه.
ولكن لا أحد هناك سيكشف عن هويتهم.
وخاصة إذا كنت شخصًا نبيلًا.
إلا إذا كنت تريد أن تموت و ان يسرق كل شيء دون أن يعلم أحد بذلك.
“نعم. ما رأيك؟ هل أعجبك؟”
سألها بابتسامة ناعمة تتلألأ في عينيه البنفسجيتين.
“هذا… جميل، ولكن….”
جميلة جدًا، وهذه هي المشكلة!
لم تستطع إيلي إلا أن تصاب بالصدمة من مظهر الجهل التام، وتلعثمت دون أن تتمكن من إغلاق فمها.
“جميل أنها أعجبتك.”
سواء كان يعلم أم لا أن ايلي كانت تحترق في الداخل، دخل ريس إلى العربة وعلى وجهه نظرة رضا.
ومن ناحية أخرى، بالكاد تمكنت ايلي من ابتلاع السؤال عما إذا كان في عقله الصحيح.
“لا يمكن أنه كشف هويتي ويتعمد مضايقتي… أوه، لو كان أحد زملائي مكانه، كنت ضربته ليعود لرشده!”
في تلك اللحظة كانت ايلي، التي كانت تحاول السيطرة على غضبها المتصاعد بأنفاسها العميقة، على وشك الصعود إلى العربة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 9"