3
مسار سيد البرج مفعل؟ وإن فشلتُ… أُباد؟ هذه ليست مجرد لعبة مجنونة عادية، أليس كذلك؟ أين أقدّم بلاغًا عن خلل تقني؟
ظهرت نافذة شفافة أمامي، مصحوبة بصوت دينغ-دينغ مرتفع، واهتزت حدقتاي قليلًا من الصدمة.
[اختر مكافأة التفعيل الأولي للمسار!
مهارة “كوّو-كوّو”: تتيح لك الجلوس على كتف راي شيرفيد متى شئت.
مهارة “كول-كول”: يمكنك الراحة دائمًا في قفص فاخر للطيور متى أردت.
مهارة “يم-يم”: يمكنك تناول أفضل الأطعمة في أي وقت تشاء.]
قيل لي إنه يجب رفع مستوى المودة، لكن الخيارات لم تكن تبدو مفيدة جدًا في هذا الشأن. فاخترتُ الأولى، لأنها كانت الأجدر بالاختيار على الأقل.
[لقد اكتسبت مهارة جديدة! – مهارة كوّو-كوّو.]
[يمكنك الآن الجلوس على كتف راي شيرفيد في أي وقت تشاء.]
”لنذهب الآن.”
قالها راي وهو يغلق الزرّ الذهبي الأخير في معطفه الأسود الرسمي.
”حسنًا.”
ردّت المرأة ذات الشعر القصير بلباقة وهي تفتح الباب بحركة رشيقة، وبدأ راي بالسير.
الآن؟ هل يمكنني استخدام المهارة الآن؟
[تم تفعيل المهارة – كوّو-كوّو.]
من دون تردد، استخدمت المهارة التي حصلت عليها للتو.
نقرة.
في لحظة، شعرتُ بخفة في جسدي وأنا أطير في الهواء، ثم هبطت برفق على كتف راي الأيمن أثناء خروجه من الغرفة. كان بإمكاني الشعور بملمس المخمل الفاخر تحت قدميّ.
توقف راي في مكانه.
”……؟”
استدار رأس راي نحوي جزئيًا، وتوقفت عيناه التركوازيتان للحظة وهي تحدق بي.
اقتربت المرأة ذات الشعر القصير التي كانت تتبعنا بتردد. “كو، ما الذي تفعلينه؟ هذا غريب، لم يحدث هذا من قبل…”
ما الذي…؟ ظننت أن الأمر طبيعي بما أنه عُرض عليّ كخيار، لكنه لم يحدث من قبل؟
أدركت حينها أنني أصبحت طائرًا أليفًا متقلبًا وكسولًا، فحاولت إدارة رأسي بلا مبالاة. أردت التظاهر بأن الأمور عادية، لكنني لم أكن أعرف ما هو السلوك الطبيعي للطيور. لذا، اكتفيت برفرفة جناحيّ وتحريك رأسي بشكل عفوي، محاكيةً حركات حمامة رأيتها في مكان ما.
“…على أي حال، سأحتاجك بعد انتهاء المهمة، لذا سأصطحبك معي.”
“حسنًا، مفهوم.”
ربما أن تمثيلي الطبيعي قد نجح. وهكذا، ركبت على كتف راي متجهة معه نحو البوابة.
***
في عربة الطريق من البرج إلى البوابة، لم ينطق راي بكلمة، بل أغلق عينيه وضمّ ذراعيه، كما لو كان غارقًا في أفكاره.
أما المرأة ذات الشعر القصير، التي عرفت لاحقًا أن اسمها راينا، فلم تحاول فتح أي حديث، وكأنها معتادة على صمته.
ومواكبةً لهذا الجو، وقفت بصمت على كتفه. أو بالأحرى، لم يكن هناك ما يمكنني فعله خلال الرحلة على أي حال.
بعد مرور بعض الوقت، توقفت العربة بهدوء.
“لقد وصلنا، سيدي.”
عند سماع كلمات راينا، فتح راي عينيه ببطء ونزل من العربة.
في نهاية الطريق الممتد مباشرة من مكان توقف العربة، كان هناك بوابة فخمة للبيت الزجاجي.
تقدّم راي بخطى هادئة، فاقترب منا رجل ذو شعر كحلي، وانحنى بأدب أمامه.
“هل وصلتوا؟”
“أي تقدم؟”
“الباب الأول قد فُتح للتو.”
“فهمت.”
“أوه، بالمناسبة…”
انتقل نظر الرجل من راي إليّ.
“هل ستأخذ معك تلك الحمامة… إلى الداخل؟”
“آه.”
وكأنه كان ينتظر هذا السؤال، مال راي برأسه قليلًا ناحيتي وارتسمت على وجهه ابتسامة خفيفة.
“يبدو أنها تعاني من قلق الانفصال اليوم.”
“آه… فهمت. في هذه الحالة، سننتظر بالخارج.”
وما إن أنهى الرجل كلامه، حتى اندفع نحوهم عشرات الحراس يحملون الرماح خارجين من الداخل.
‘ما الأمر؟ هل يحدث شيء في الداخل؟’
بدافع الفضول مع قليل من الخوف، مددت عنقي وضغطت بمخالبي على كتف راي.
***
كانت القاعة المركزية للبيت الزجاجي هادئة. كانت أشعة الشمس المتقطعة تنفذ بهدوء من خلال سقف البيت الزجاجي المتشابك بالنباتات، بينما خرير المياه اللطيف ينبعث من القناة الصناعية التي تحيط بحواف القاعة.
وفي المنتصف تمامًا، كانت هناك أرضية حجرية دائرية ونُصُبٌ حجري ضخم منقوشٌ عليه رموز غير مفهومة.
عند دخوله القاعة، تنفّس راي بعمق. قبض على كفّيه، مدّ ذراعيه إلى الأمام، ثم فتحهما ببطء، وبدأ في السير بخطى هادئة نحو النُصُب الحجري.
كان حجم النصب هائلًا، حتى أن عشرة بالغين بالكاد يمكنهم تطويقه بأذرعهم الممدودة. وعلى سطحه، كان هناك نقش دوّامة بلون أزرق باهت تدور ببطء.
‘ما ذلك؟’
بقلق، ألقيت نظرة نحو راي، فرأيته يحدّق أمامه بوجه هادئ، وكأنّ ما يحدث ليس بالأمر الغريب.
‘…إنه يبدو تمامًا كما كان في ذلك الوقت…’
تذكّرت لقائي الأول براي عند بدء اللعبة، عندما ظهر بهيئة البستاني الهادئ. كانت له نفس الملامح حينها.
‘…لكن، ما ذلك النقش؟’
بينما كنت أحدّق بالنُصُب بفضول، اتّسع النقش الدوّامي مصحوبًا بصوت صفير خافت. وفي تلك اللحظة، امتزج اللون البنفسجي بضوء أزرق باهت.
“ثلاثة.”
تمتم راي، الذي كان يراقب النُصُب بصمت، بصوت خافت ثم رفع ذراعه اليمنى.
“اثنان.”
مدّ يده الكبيرة نحو النُصُب.
“واحد.”
وعند انتهاء العدّ:
هَسْهَسَة.
في قلب الدوّامة، انفتح جفن كائن زاحف، وارتجّت مقلة عينه، وفي اللحظة التي استقرّ فيها البؤبؤ على جانبنا، انفرج فم ضخم بشكل مفاجئ.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 3"