Chapters
Comments
- 1 منذ يوم واحد
الفصل 01
إيديت عَلِمَت أنّها مريضة بمرضٍ عضال، ولهذا كان كلّ ما تريده هو تجنّب الموت.
استنادًا إلى أحداث الرواية التي تتذكّرها، أرادت إيديت أن تفرش لنفسها طريقًا مليئًا بالزهور. غير أنّ الأمور بدت أكثر تعقيدًا ممّا توقّعت.
بطلة الرواية هي الآنسة هانِز إيرفيون. ورجلها هو البطل برينان شَيَيرد.
لكن عندما استوعبت الموقف جيّدًا، وجدت إيديت نفسها قد تزوّجت من البطل، برينان شَيَيرد.
وكأنّها سرقت رجل البطلة. وهي لم ترغب في ذلك أبدًا.
بل على العكس، كانت تريد الابتعاد عنه!
“يا عروسنا الجديدة.”
“……يا أُمّي، يا أبي.”
“إنّكِ جميلة فعلًا.”
“……هاها…….”
بل وزاد الأمر سوءًا أنّها تنال المودّة من حماها وحماتها.
بداية كلّ هذا تعود إلى نجاح مشروع الأدوية الخاصّ بها نجاحًا باهرًا.
لكن في الحقيقة، لم تكن تظنّ أنّ الأمر سينتهي إلى هذا الحدّ. بطريقةٍ ما، كان الأمر أشبه بفشلٍ ذريع، إذ انتهى بها المطاف بالزواج من البطل الذي حاولت بكلّ جهدٍ أن تتجنّبه.
وفوق ذلك، صار يُنظَر إليها على أنّها صديقة الطفولة لتلك الشخصيّات الرئيسيّة.
‘هذا ليس ما أردته أبدًا، حقًا ليس كذلك…….’
ففي الأصل، كان من المفترض أن تموت هانِز في الرواية، ثمّ تسيطر روح جديدة على جسدها، وهناك تبدأ قصّة الحب بين البطلين.
لكنّ المُنقادة إلى الجسد لم تأتِ، وبرينان أصبح مهووسًا بها.
“أتدرين كم انتظرنا هذه اللحظة؟”
فيما كانت إيديت يائسة، أمسكت الدوقة –حماتها– بيدها بخجلٍ واحمرارٍ في وجنتيها.
وما جعل إيديت تفقد صوابها أكثر أنّ برينان لم يكن الوحيد المهووس بها، بل حتى والدا برينان.
كانا يبتسمان لها بحنان ويصرّان أنّه لن تكون لهما كَنّة سواها. بالنسبة لإيديت، كان هذا بمثابة حكم بالإعدام.
“شكرًا جزيلاً لأنّكِ قبلتِ الزواج بابننا.”
‘لا يا حماتي……’
‘أنا حتى في هذه اللحظة لا أفكّر إلا في طريقة للهرب. لا أريد الزواج بابنكِ.’
بالنسبة للآخرين، كان برينان أفضل عريسٍ في الإمبراطوريّة. لكن بالنسبة لإيديت، لم يكن سوى أسوأ زوجٍ ممكن، لأنّ مصيرها المرسوم كان الموت بعد الزواج منه.
هي مجرّد شخصيّة ثانويّة، لكنّ دورها هو ترك أثرٍ نفسيّ في قلب البطل.
تذكّرت كلّ هذا بعدما نجت من حُمّى شديدة في طفولتها.
وكانت صدمتها كبيرة عندما أدركت أنّها شخصيّة داخل رواية، وأنّ هناك بطلة أخرى غيرها.
لم تستطع تقبّل الأمر بسهولة.
ومع ذلك، بقيت رغبتها في الحياة أقوى من أيّ شيء.
“……يا حماتي…….”
“همم؟”
“أنا آسفة…….”
“ولماذا تعتذرين؟”
ارتبكت الدوقة من هذا الاعتذار المفاجئ. لكنّ إيديت أرادت أن تعتذر مسبقًا، إذ كانت عازمة على إفساد هذا الزواج.
“هل تشعرين بالقلق من الزواج؟ لا تقلقي كثيرًا. كلّ شيء سيكون بخير.”
بدت وكأنّها تتمتم بكلمات أخرى، لكن إيديت لم تستمع لها.
ابتسمت لها الدوقة كالصورة، وربّتت على كتفها ثمّ قالت إنّ المراسم ستبدأ قريبًا، وغادرت.
عندها رفعت إيديت رأسها نحو برج الساعة لتحسب الوقت.
—
لكن لم يأتِ أيّ خبر.
المراسم ستبدأ قريبًا، فلماذا……؟
دونغ—
في اللحظة التي أطلقت فيها إيديت تنهيدةً كبيرة، دوّى جرس الزفاف.
“إيه…… حقًا، لماذا لم يأتوا بعد…….”
أخذت عيناها تتقلّبان بقلق، ولم تستطع الجلوس في مكانها، فنهضت فجأة.
وفي تلك اللحظة، دخل برينان إلى غرفة العروس.
“استسلمي. الهروب لن ينفع.”
‘هذا الوغد، جاء ليسخر منّي؟’
إيديت شعرت بيأسٍ مطبق. فقد قالت مئات المرّات إنّها لا تريد الزواج، لكنّ عائلة شَيَيرد دفعت الأمر بالقوّة، وحتى والدها ووالدتها رضخا لهم.
ومع ذلك، حاولت بكلّ السبل أن تفلت.
ورغم أنّها انتهى بها الأمر بارتداء فستان الزفاف والجلوس في قاعة الحفل، إلّا أنّها لم تفقد الأمل في المحاولة حتّى اللحظة الأخيرة.
كانت قد خطّطت لحيلة أخيرة، غير مبالية بسمعة أسرتها. ولهذا السبب اعتذرت مسبقًا لحماتها.
‘لكن لماذا لم يأتوا بعد……؟’
كانت تهزّ ساقيها بقلق شديد. لقد تأخّر أولئك الذين وعدوا بالمجيء.
كانت تحدّق بباب القاعة بعينين متوتّرتين.
“هل تنتظرين أحدًا؟”
“لكن لماذا تتسكّع هنا؟ ألا يجب أن تذهب لتحيي الضيوف؟”
ردّت بعصبيّة، لكن برينان ابتسم برضا وقال إنّه سيفعل ذلك وغادر.
وبقيت إيديت وحدها في غرفة العروس، تضرب الأريكة بقبضتها وهي تعبس.
كان من المفترض أن تبتسم وتحيّي الضيوف مثل أيّ عروسٍ أخرى، لكنّها رفضت.
ورغم أنّ الأمر غير مقبول أبدًا في زفافٍ أرستقراطيّ، إلّا أنّ برينان قبل بكلّ ذلك.
“لماذا لم يأتوا بعد؟”
بدأت تمشي ذهابًا وإيابًا بقلق شديد وهي تتحقّق من الوقت. لقد مرّ وقتٌ طويل على الموعد.
“آه بحقّ السماء……!”
لقد خُدِعت تمامًا.
لقد دفعتُ مبلغًا ضخمًا مقدمًا لتلك الجماعة كي يخطّطوا لهروبٍ وهميّ معها، فإذا بهم يخذلونها.
صرّت على أسنانها وفكّرت أنّها ستقوم بالهروب بمفردها.
فخرجت من الباب الخلفي الذي كانت قد رصدته مسبقًا.
لكن……
“إلى أين تظنّين أنّك ذاهبة؟”
“هاه؟”
“الأشخاص الذين تنتظرينهم لن يأتوا إلى هنا.”
كان برينان واقفًا هناك ينتظرها، مصطحبًا معه فرسان الحراسة.
“إذن، تعالي وتزوّجي منّي بهدوء.”
“……أكنتَ تعرف كلّ شيء؟”
“أليس من الطبيعي أن أشكّ؟ الفتاة التي ظلّت ترفض الزواج فجأةً تصير هادئة ومطيعة.”
‘تبًّا…….’
لقد تظاهرت فقط لتجنّب الشبهات، لكنّها لم تتوقّع أن يكون برينان بهذا القدر من الريبة.
“فلنذهب إذن.”
“لااا! لا أريد!”
صرخت إيديت بكلّ قوّتها، لكن برينان ظلّ مبتسمًا كالصورة.
“لا أستطيع الزواج! هذا ليس ما أريده!”
وبينما كانت تصرخ، حملها برينان بين ذراعيه على طريقة الأميرات وسار بها نحو الممرّ.
“إنّه زواج باطل! لديّ شخص أحبّه!”
أمّا الوالدان والضيوف الذين كانوا ينتظرون دخول العروسين فقد صُدموا، لكنّهم صفقوا بخجل.
حتى القسّ الذي كان سيقيم المراسم فقد لسانه للحظة.
“أسرعوا بالمراسم.”
“آه، ن-نعم. إذن قبل أن نبدأ…….”
“اختصر.”
“……أه، حسنًا. إذن لرفعة العائلتين…….”
“قلت اختصر.”
راح القسّ يتصبّب عرقًا وهو يتابع.
“حسنًا، إذن ننتقل مباشرةً إلى قسم الحب.”
أخيرًا أومأ برينان برضا.
“هل ستُحبّ السيّد برينان الآنسة إيديت حتى يشيب الرأس؟”
“بالطبع.”
“هل ستُحبّ الآنسة إيديت السيّد برينان حتى يشيب الرأس؟”
“مجنون……!”
لكنّ الصرخة لم تخرج من فمها، إذ وضع برينان يده على شفتيها بابتسامة.
“ستُحبّني بجنون.”
“……ممف! ممممف!”
رمقتها بعينين قاتلتين، لكنّه تجاهلها وأشار للقسّ أن يُكمل.
“بهذا نعلن انتهاء مراسم الزفاف.”
وسط صرخات العروس ومحاولاتها للتمرّد، بدا العريس غير آبه. كان هذا بلا شك أغرب زواج في الإمبراطوريّة.
لكن شيئًا واحدًا كان مؤكّدًا: العريس هو الأكثر رغبة في هذا الزواج.
“إيديت.”
همس باسمها وهو ما يزال يغلق فمها، ونظر إليها بعينين مشتعلة بالعاطفة.
هوس، تملّك، حب، يأس…… مزيج غريب من مشاعر غامضة مخيفة.
“……ممف!”
“الآن أصبحتِ ملكي أخيرًا.”
“ممممف!”
‘أيّها المجنون، لماذا أنا ملكك!’
راحت تتخبّط في يديه بكلّ قوّتها، لكنّه لم يتركها.
“ولتَعلمي منذ الآن، الطلاق لن يحدث أبدًا.”
“……ممففف!(دعني أتكلّم)!”
“حتى لو متِّ، لن أتركك.”
‘……إنّه مخيف، يا إلهي.’
‘لماذا صار البطل هكذا……؟’
إيديت شعرت أنّها على وشك البكاء.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات