3
ضحك بخفّة، وكأنّه يستمتع بمفاجأتها
“لنقل… أنّ الطبيعة نفسها ستكون جزءًا من تعلمك اليوم.”
شعرت بارتباك، لكن قبل أن أسأل أي شيء آخر، أشار لي بابتسامة جانبية
“تعالي، لنبدأ قبل أن يزول هذا الجو الرائع… وقد تكون مفاجآتكِ اليوم أكبر مما تتوقعين.”
ضحك الأستاذ ثاليوس ضحكة مرحة، خفيفة لكنها تحمل شيئًا من المرح والاستفزاز في آن واحد
“حسنًا، اليوم سنعدّ الأزهار.”
في لحظة، ظهرت أمامنا مائة وردة بلون أبيض ناصع، مرتبة بدقة
اقترب منها، وبنبرة هادئة سألها
“كم عددها إذن؟”
بدأت عدّها بسرعة، واحدة تلو الأخرى، وأنا أحاول مجاراة الرقم الكبير
“واحد… اثنان… ثلاثة… أربعة…” حتى وصلت إلى المئة.
ابتسم الساحر بابتسامة خفيفة وقال
الساحر: “صحيح.”
تراجعت خطوة، وشعرت بإحساس غريب من اليأس يغمرني
هكذا، من بين كل الدروس السحرية في العالم، كان علي أن أعد الورود!
تنهدت ببطء، وأنا أتساءل في نفسي
“هل هذا هو بالفعل أستاذي؟”
ابتسم ابتسامة مرحة،
“حسنًا… لنرفع التحدي قليلًا.”
وفجأة، بدأ بعض الورود يتحوّل لونها إلى الأحمر بشكل عشوائي بين الأبيض، وكأنها تنتظر من تعدّها.
“عدّيها.”
بدأت أعد أعد الورود بلامبالاة، لكن بعد لحظات، لاحظت أن اللون الأحمر بدأ يختفي ويعود الورود إلى اللون الأبيض مرة أخرى.
حدّقت فيه بدهشة
“لماذا…؟! لماذا عاد اللون إلى الأبيض؟”
ابتسم بسخرية و أجاب بنبرة هادئة لكنها مليئة بالتهكم
“إذا لم تتمكّني من عدّها جميعًا في أقل من نصف دقيقة، سيعود اللون إلى الأبيض. دعينا نرى سرعتك الحقيقية.”
شعرت بقشعريرة من التوتر، وعيناي تتسعان.
من بين كل الدروس السحرية في العالم، كان عليها أن تواجه الورود الحمراء العابرة وتعدّها بسرعة قبل أن تختفي، وكأن الساحر استمتع برؤيتها تكافح ضد الوقت.
بعد لحظات، عادت الورود لتتلوّن بشكل عشوائي مرة أخرى، وانتفضت بسرعة، وبدأت أعدّها واحدة تلو الأخرى، تاركة نظرة انتصار تتجه نحو أستاذي.
ابتسم ابتسامة خفيفة، زيف فيها الدهشة وكأنّه مندهش حقًا من سرعتها
“حسنًا… يبدو أنّك سريعة، لنرفع مستوى التحدّي أكثر.”
وفجأة، ارتفعت الورود من جهة السماء، وتحوّل لونها إلى الأزرق، حتى أن الحدود بين السماء والورود أصبحت ضبابية تقريبًا، ولم أعد حتى تستطيع التمييز بينهما.
حدّقت فيه بدهشة، و أنا أحاول تمييز كل وردة،
“ما… ما هذا؟!”
ضحك بخفّة،
“بما أنّك سريعة، سنزيد مستوى الصعوبة، وسنقصّ الوقت أيضًا. لنرى إن كنتِ تستطيعين مجاراة هذا التحدّي.”
شعرت بقلبي يخفق بسرعة، وعيناي تتابع كل حركة للورود الزرقاء المتطايرة، محاولة تنظيم العدّ قبل انتهاء الوقت.
كان كل شيء حولي يبدو كأنّه يتحداني، والابتسامة الخفيفة على وجه أستاذي تزيد من إحساسها بالضغط، وكأنّها أمام امتحان لم تتوقعه.
مرّ الوقت بسرعة، و أنا لا أزال أكافح لمجاراة الورود الزرقاء المتطايرة، عيناي متوسعتان ويداي تتحركان بسرعة، لكنني أجد صعوبة بالغة في تتبع كل وردة.
أما أستاذي ، فجلس على كرسيه بهدوء تام، يرفع فنجان الشاي إلى شفتيه بين حين وآخر، وكأنّ كل هذه الفوضى لا تعنيه على الإطلاق.
ابتسامة خفيفة تعلو وجهه، وهو يراقبها ببرود ممتزج بالمرح:
“أسرعي، أسرعي… ولكن يبدو أنّك بحاجة لبعض الوقت لتنسقي بين السماء والورود.”
شعرت باليأس يزداد في قلبها، وعينها تتجول بين الزرقة المتناثرة، والسماء، والورود التي تختلط معها، محاولة عدّ كل واحدة قبل انتهاء الوقت.
كانت تدرك أنّ كل ثانية تمر تزيد من صعوبة المهمة، بينما هو جالس يشرب شايه بلا مبالاة، وكأنه يشاهد مجرد عرض ممتع.
تنهدت بصوت منخفض
“كيف… كيف يمكنه أن يكون هادئًا… وأنا أغرق هنا؟”
ضحك بخفّة، كما لو أنّه يسمع همساتها،
“الصبر يا تلميذتي… كل درس يحتاج إلى قليل من التحدّي…”
بعد انتهاء درس الورود الطويل والمجهد، أخذت نفسًا عميقًا، وابتسمت لنفسي بشعور بالانتصار.
“أخيرًا… انتهى الدرس، ولا درس معه غدًا.”
لكنه مبتسمًا ابتسامة خفيفة ومرحة، اقترب منها
“ولكن صحيح لماذا سألتي ذلك السؤال من قبل.”
تجمّدت للحظة، وعادت إلى ذهنها فورًا اللحظة المحرجة قبل بداية الدرس، عندما سألت الساحر عن حياته العاطفية، عن حبيبة أو علاقة محتملة… وكيف ركضت صديقتها عبر الأكاديمية حينها.
شعرت بارتباك شديد، فاندفعت أركض بإتجاه الأكاديمية بسرعة،
أما هو ، فوقف يراقبها من بعيد، وضحك بخفة ضحكة مرحة، كأنّه يستمتع بجعلها تشعر بالاحراج.
دخلت إلى الأكاديمية وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها، قلبها لا يزال يخفق بسرعة من الحرج والتوتر الذي شعرت به قبل قليل.
نظرت حولها بسرعة، عيناها تبحثان عن صديقتها، تلك التي تركت ساحة التدريب تركض بجنون.
“سأجعلها تندم على اليوم الذي وُلدت فيه…”
تقدمت بين الممرات بحذر، وأنا أتفقد كل زاوية، كل باب، محاولة أن أكتشف مكانها
لكن سرعان ما لاحظت أن جميع الطلاب يحدقون في. شعرت بعيونهم تتبعني من كل زاوية، بعضهم بدهشة، وبعضهم بغيرة، وكأنها محور اهتمام الأكاديمية كلها.
حاولت أن تتظاهر بعدم الملاحظة، رافعة رأسي بثقة، و أنا أمشي بخطوات أبحث عن ليانا محاولة تجاهل كل النظرات.
فجأة، سمعت صوتًا خافتًا خلفي، يهمس أحدهم لصديقته
—”هل رأيتِ؟ آيفي تتفاخر بنفسها لأن الأستاذ ثاليوس هو أستاذها الشخصي “
شعرت بقشعريرة تسري في جسدي
تسارعت دقات قلبي، وعيناي تبحثان بسرعة عن ليانا ، بينما إحساسي بالحرج يزداد، ومعه شعور بالغضب المختلط بالخوف من الموقف.
بينما كنت أبحث لاحظت رؤية شخص مألوف بخطوات مسرعة اتجهت إليه
“مارك… هل رأيت ليانا؟”
ابتسم مارك بمرح
“نعم لكن أين التحية آيفي .”
“لا وقت أين هي “
“هاه!… حقا!؟ إنها في الحديقة الخلفية للأكاديمية”
فجأة شعرت بطاقة جديدة تتدفق في عروقي، وكأن قلبها ارتاح لمعرفة مكان ليانا.
“شكرًا… لن أضيع وقتي!”
وقبل أن يتمكن مارك من الرد، اندفعت تركض بسرعة فائقة نحو الحديقة الخلفية، شعرها يتطاير خلفها وخطواتها تتسارع بلا توقف.
وقف مارك مذهولًا للحظة، مندهشًا من حماسها وسرعتها الكبيرة، وهو يراقبها وهي تختفي بين أروقة الأكاديمية بسرعة مذهلة، مضطرًا للتوقف للحظة لاستيعاب ما رأى.
وصلت إلى الحديقة الخلفية وهي تلهث من السرعة، عيناها تتقدان بالغضب والتوتر، وكأنها كانت مستعدة لمواجهة العالم كله.
وعندما رأتها ليانا تقترب بسرعة وبحركة توحي بالغضب الشديد، شعرت وكأنها على وشك أن تُقتل، فتراجعت خطوة للخلف، ورفع صوتها محاولة تهدئتها:
“حبيبتي… ما الذي أصابك؟ هدّئي نفسك قليلًا، انظري إلى حالك، ماذا يحدث لك؟”
توقفت للحظة، وعيناها ما تزالان متقدتين بالغضب، محاولة أن تلتقط أنفاسها، بينما مدّت ليانا يدها برفق، محاولة تهدئتها وطمأنتها قبل أن يتفاقم الموقف.
مسكت آيفي ليانا من ياقة ثوبها بقوة، وعيناها متقدتان بالغضب، وقالت بصوت حاد
“هل أخبرتِ أحدًا بما قاله لي ذلك الكسول؟”
تنهدت ليانا، ورفعت يديها برفق محاولة تهدئتها، وقالت بصوت هادئ:
ليانا: “لا آيفي… لم أخبر أحدًا.”
وقفت للحظة، نظرت إليها بعينيها مليئتين بالغضب والريبة، ثم لاحظت صدق كلامها وهدوءها، فتراجعت شدة التوتر في عينيها تدريجيًا.
أخذت نفسًا عميقًا، وأطلقت يد ليانا من ياقتها، وعيناها بدأت تهدأ، بينما شعرت ببعض الاطمئنان
جلست آيفي على المقعد القريب، مستنزفة القوة من سرعة اندفاعها عبر أروقة الأكاديمية، وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها بعد العناء الذي شعرت به منذ قليل. شعرت بجسدها يتثاقل من التعب، وعقلها يحاول أن يرتب الأفكار التي تداعت بعد كل الأحداث الماضية.
اقتربت ليانا بحذر، وجلست إلى جانبها، وقالت بابتسامة هادئة وحماسية قليلًا
“حسنًا… دعينا نهدأ قليلًا، حسنا آيفي .”
أومأت برأسها، محاولة أن تظهر هدوءها، لكنها شعرت بنظرة ليانا المليئة بالفضول والحماسة، وكأنها تنتظر الإجابة على سؤال لم يُطرح بعد.
ثم نظرت ليانا إليها بعينين متقدتين بالحماس،
“كيف استطعتِ أن تكسبِي قلب الأستاذ؟”
شعرت وكأن قلبها انقبض من شدة الانزعاج، وكأن السؤال فجّر كل التوتر المكبوت بداخلها. نظرت إلى ليانا بعينين مليئتين بالذهول والانزعاج،
نظرت لها بحدة
“عدنا إلى النقطة نفسها…”
لكن ليانا لم تتراجع، بل أمعنت في النظر إليها بنظرات توسل، كأنها تطلب الإجابة بشدة،
” أرجوكِ، أجيبي !”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 3"