☆ƇԊΑΡȽҼɾ 006:

“زا-زواج؟”

سأل الماستر، الذي كان يسعل لبعض الوقت، بصدمة: “من عائلة دوقات مايوس؟”

“نعم.”

عندما أجابت جوديث، لم يستطع الماستر إخفاء ارتباكه وقال: “لكن… السيد الصغير عمره ثماني سنوات فقط؟”

“ليس السيد الصغير. وبالإضافة إلى ذلك، أليس زواج الأطفال محظورًا قانونيًا؟”

“لكن… كنت أظن أن الدوق والدوقة على علاقة جيدة؟”

“ليس الدوق. علاوة على ذلك، أليست الإمبراطورية تطبق نظام الزواج الأحادي؟”

“إذًا… عن من تتحدثين؟”

“عن الشاب الدوق.”

“انتظري، ليدي آيلان، هل تتحدثين عن إكيان مايوس؟”

“نعم.”

كانت جوديث ترى أن رد فعل الماستر المذهول مفهوم تمامًا. إعلانها بأنها ستتزوج من شخص مفقود لا يبدو منطقيًا لأي أحد.

تحدثت بحزم، عازمة على منع أي نقاش غير ضروري: “أنت قلت إنك لا تعرف شيئًا عن إكيان مايوس، صحيح؟ إذًا، استمر في عدم المعرفة.”

“لكن كيف يمكنك الزواج من شخص مفقود؟”

“سيحدث ذلك.” ابتسمت جوديث بابتسامة مشرقة وهي تقول: “هل سبق وأن كانت معلوماتي خاطئة؟”

لا يزال في حالة من الذهول، عاد الماستر إلى نقابة المعلومات الرمادية.

ترنّح حتى وصل إلى غرفته، أغلق الباب، وجلس ضاحكًا بسخرية.

“الزواج من إكيان مايوس؟”

منذ أول مرة قابل فيها جوديث، كانت امرأة غير عادية، مليئة بالمفاجآت. ومؤخرًا، كانت تصريحاتها تزداد غرابة يومًا بعد يوم.

حتى وإن تم إزالة القنابل الحقيقية، فقد بدا أن عقله تلقى واحدة للتو.

من إعلانها السخيف أنها تحب إكيان مايوس، رغم أنها لم تتحدث معه قط، إلى حديثها الآن عن الزواج.

“زواج من دون زوج؟”

كلما فكر في الأمر أكثر، زادت سخافة الفكرة.

وبما أنها زارت قصر مايوس اليوم، فهي على الأرجح كانت تنوي الحصول على موافقتهم. لكن هل يمكن أن يحدث ذلك أصلًا؟

عائلة مايوس تتمتع بقوة تنافس العائلة الإمبراطورية. لم يكونوا أشخاصًا يمكن لجوديث التلاعب بهم أو خداعهم كيفما شاءت.

ومن ملاحظته لها، كانت جوديث آيلان امرأة مستقيمة ونزيهة. لم تكن من النوع الذي يخدع عائلة مايوس.

“لكن هذا ما يجعل الأمر أكثر جنونًا.” تمتم الماستر بحيرة، “الزواج من الشاب الدوق… ما الذي تفكر فيه بحق الجحيم؟”

وحده في غرفته، خلع الماستر قناعه. القناع الذي كان يغطي رأسه حتى مؤخرة عنقه سقط بصوت خافت.

تدلّى شعره الأسود الناعم كسماء الليل. وانكشفت جبهته النظيفة، حاجباه الداكنان والحادّان، عيناه الباردتان والعميقتان، وأنفه المحدد بدقة.

كانت عيناه بلون القرمز، كأنهما مشبعتان بالدم، وفكه الحاد وشفته المنحنية تكوّنان مزيجًا مدهشًا.

“كيف تخطط للزواج بي بالضبط؟”

ماستر نقابة المعلومات الرمادية.

في أواخر مراهقته، أخفى هويته، أسّس النقابة، وصعد إلى قمة عالم الجريمة.

لم يسبق لأي شخص، حتى أقرب مساعديه، أن رأى وجهه الحقيقي. ولم يكن أحد يعلم أنه سياف ماهر، إذ لم يُظهر مهاراته قط.

هويته الحقيقية، التي كانت مجهولة للجميع، هي إكيان مايوس.

وفي غضون أيام قليلة، ستمضي خمس سنوات على هروبه من قصر مايوس.

بمعنى آخر، بعد خمس سنوات من الاختفاء، سيُعلَن قريبًا عن وفاته قانونيًا.

“هكذا يجب أن يكون. لا مكان لي في عائلة مايوس.”

أغمض إكيان عينيه، مفكرًا في الدوق، الدوقة، وأخيه الأصغر كارل.

“عليّ أن أختفي.”

لولا ذلك، لما تمكن الدوق والدوقة من تسمية كارل وريثًا لهما.

منذ طفولته، كان إكيان مدعومًا من الخدم والتابعين. وما لم يُعلَن رسميًا عن وفاته، سيكون من شبه المستحيل تمرير اللقب إلى كارل.

“لم يتبق الكثير من الوقت… لكن الزواج؟ كيف يعقل ذلك؟”

لم يستطع إكيان فهم ما تفكر فيه جوديث آيلان. لكن كلماتها الواثقة بقيت عالقة في ذهنه بوضوح:

“هل سبق وأن كانت معلوماتي خاطئة؟”

لم يسبق لجوديث وإكيان أن التقيا رسميًا.

وهذا أمر طبيعي، فحين كان إكيان لا يزال في قصر مايوس، لم يكن لديه وقت للقاء النبلاء الآخرين، ولم يكن يحب الحفلات، لذا لم يكن يختلط كثيرًا.

“بالإضافة إلى ذلك، كانت جوديث آيلان نبيلة غارقة في الديون… انتظر.”

فجأة، أدرك إكيان شيئًا، فوضع يده على جبهته.

في صدمته من إعلان جوديث، نسي السبب الأساسي الذي دفعه لرؤيتها ذلك الصباح.

فقد كان ينوي في الأصل تسديد ديونها تقديرًا لإنقاذها حياته!

لكنه كان مرتبكًا جدًا لدرجة أنه نسي أن يذكر ذلك.

لم تمر سوى لحظات قليلة في حياة إكيان شعر فيها بالدهشة لدرجة أن ينسى هدفه.

نظر إلى الساعة وفكر: “سيكون من الغريب زيارتها مجددًا الآن. على الأرجح، هي تُدرّس الآن.”

كان إكيان يعرف تقريبًا روتين جوديث اليومي. كانت تعمل بجد كل يوم، تكافح تحت وطأة ديونها الكبيرة.

ورغم أنها كانت تسدد فوائد ديونها من خلال بيع المعلومات له، إلا أنها لا تزال تحتاج للمال لتغطية نفقات المعيشة اليومية.

حتى أرخص غرفة سكن لها إيجار، وكان عليها أن توفّر لنفسها ملابس وطعامًا أساسيًا.

لذلك، كانت جوديث تعمل عادة كمعلمة خاصة، تقوم بتدريس أطفال النبلاء آداب السلوك—وهي مهارة اكتسبتها من تعليمها النبيل.

“معظم الناس كانوا سيستسلمون في هذه المرحلة، لكنها امرأة استثنائية. مجتهدة، متفائلة، ولا تفقد الأمل أبدًا.”

رغم كل هذا الجهد، لم يبدو أن فكرة سداد أصل الدين قد خطرت لها. ومع ذلك، لم تُظهر جوديث قط أي علامة على اليأس. ولم تشتكِ له قط بشأن وضعها.

كانت تتصرف وكأن لديها خطة واضحة، تمر بيومها بهدوء ودون ضجيج. واتساقها هذا ترك أثرًا عميقًا فيه.

“سأذهب لرؤيتها غدًا. لا، سأدعوها إلى هنا. هكذا يمكنني تسليمها الشيك فورًا.”

ومن دون أن يدرك كم كانت تسيطر على تفكيره، بدأ إكيان بالتخطيط ليومه التالي.

“ويجب أن أسألها بالتفصيل عن خطة الزواج تلك.”

بسبب المحقق الذي كان يحقق في المتفجرات، لم تتح له الفرصة لإجراء محادثة مناسبة معها في وقت سابق. لم يكن بإمكانه مناقشة هذه الأمور في العلن، لذا غادر على عجل.

لذا قرر دعوتها لمناقشة الأمور على انفراد ومعرفة الحقيقة كاملة.

أمسك إكيان بريشة الكتابة على الفور.

كتب رسالة يطلب منها زيارة نقابة المعلومات الرمادية في اليوم التالي، وأرسلها إلى جوديث عبر رسول.

وفي اليوم التالي، وصلت جوديث إلى النقابة في وقت متأخر من المساء.

“تأخرت قليلًا، آسفة.”

كان تعبيرها مشرقًا ومليئًا بالحيوية.

“لقد عدت للتو من قصر مايوس. كان من المفترض أن أذهب بعد يومين، لكن الدوقة استدعتني بشكل عاجل.”

كان إكيان يعلم بالفعل أن جوديث قد استُدعيت إلى قصر مايوس في وقت مبكر من الصباح. وقد أمضى اليوم كله في انتظارها بقلق.

فهو لم يكن لديه أي مصادر داخل قصر مايوس.

بينما كان يجمع المعلومات عن كل شيء آخر، كان يتجنب عن عمد أي ارتباط بعائلته، متحاشيًا كل ما قد يربطه بالماضي.

“ماذا كنتِ تفعلين في قصر مايوس طوال اليوم؟ سمعت أنك كنتِ هناك منذ الصباح الباكر.”

“أوه، كنت مشغولة بملء استمارة الزواج.”

“…ماذا؟”

“من المفترض أن يتم تسجيل الزواج غدًا.”

للحظة، شعر إكيان وكأن أحدهم ضربه على رأسه.

لم يكن يتخيل قط أنه سيُصدم بهذه الطريقة في حياته.

“…م-ماذا؟ ل-لا، ك-كيف؟”

“الخبر سينتشر في العاصمة قريبًا، لكني أخبرك أولًا كنوع من الوفاء.” قالت جوديث بابتسامة مرحة، “عائلة مايوس ستعلن قريبًا أنني حامل من الشاب الدوق.”

تراجع إكيان بسرعة عن فكرته السابقة بأن لا شيء يمكن أن يصدمه أكثر من استمارة الزواج.

لأن هذه المرة، كان الصدمة أعمق بكثير.

كانت أشبه بالذعر.

التليجرام : https://t.me/gu_novel

{الترجمه : غيو}