☆ƇԊΑΡȽҼɾ 019: 

<الطبيب المزدوج والسر المدفون في قصر مايوس>

واحد وعشرون عامًا فقط، وبدأ مسيرته المهنية منذ عامين؟ هذا يعني أنه بدأ العمل في قصر الدوق فور تخرجه من أكاديمية الطب.

اتسعت عينا جوديث دهشة حين قالت إيزابيلا:

“إنه موهبة لم يتخلَّ يومًا عن المركز الأول في أكاديمية الطب. استقدمناه إلى قصر مايوس براتب عالٍ. هو المسؤول بشكل رئيسي عن رعاية كارل ولي. كارل يعاني كثيرًا من آلام المعدة، وهود هنا يُعد له الدواء يوميًا.”

أومأت جوديث بإعجاب. فحتى من الشرح فقط، كان واضحًا أن هود شخصية متميزة. وبالنظر إلى مدى غلاء رسوم الدراسة في أكاديمية الطب، فحتى لو كان من عامة الناس، لا بد أنه أتى من أسرة ميسورة.

“نعم، أتطلع إلى رعايتك لي.”

ابتسمت جوديث، واحمرّت أذنا هود خجلًا.

ثم تكلم الطبيب الآخر الواقف بجانب هود:

“مرحبًا. أنا بارت كالون، أعمل لدى عائلة مايوس منذ خمسة عشر عامًا.”

“هاه؟”

“قضيت خمس سنوات كمساعد قبل أن أصبح الطبيب الأساسي.”

تصلّب وجه جوديث المبتسم قليلًا.

“بارت كالون؟ إن كان هو بارت كالون…”

قال الدوق، وهو يحتسي الشاي، بنبرة باردة:

“بارت مسؤول عن متابعة صحتي. كما يعتني بالتوازن الغذائي للأسرة بأكملها، لذا سيكون هو من يُشرف على فحص ‘الحمل’ أيضًا.”

بلعت جوديث ريقها بصعوبة، وعيناها تحدّقان في شعر بارت الرمادي وعينيه الصفراوين. ارتبكت لدرجة أنها لم تستطع الرد فورًا.

عقلها كان يعمل بسرعة.

“إن لم أتصرف حياله، فإن دوق مايوس سيكون في خطر قريبًا.”

كانت تعرف من هو.

*****

كانت عائلة مايوس تملك من القوة ما يوازي قوة العائلة الإمبراطورية. لديهم التاريخ، والكرامة، والثروة، والقوة العسكرية. أي أنهم كانوا شوكة في خاصرة الإمبراطور.

“والإمبراطور الحالي يكره عائلة مايوس كرهًا شديدًا.”

في النهاية، كارل، الذي سيصبح خصم الرواية، سيواجه الإمبراطورية مواجهة شرسة. وسيسقط في النهاية على يد الإمبراطور، ولن يلتقي أبدًا بالبطلة…

“وإن كان بارت كالون هو ذاته… أليس من المقربين السريين للإمبراطور؟”

تذكرت جوديث اسمه فقط بسبب الرواية الأصلية.

بارت كالون. اشتهر بخبرته في السموم، وكان طبيبًا بارعًا.

كان عميلاً سريًا للإمبراطور، ولاحقًا أصبح تهديدًا للبطل أيضًا.

في الرواية الأصلية، كُتب بوضوح:

“لقد خدمت جلالته بإخلاص. على مدى أكثر من خمسة عشر عامًا، كنت متخفيًا، وحققت أخيرًا أمنيته.”

بلعت جوديث ريقها مجددًا.

“إذا، فقد كان مكان اختبائه طوال الخمسة عشر عامًا هو قصر مايوس؟”

هذا منطقي، بالنظر إلى الوفاة المفاجئة للدوق والدوقة بعد عام فقط…

بدأت نظرية تتكوّن في ذهنها.

بعد وفاة الدوق والدوقة، ورث كارل البالغ من العمر تسع سنوات العائلة، وبدأ تدريجيًا في قيادتها نحو السقوط.

“لا بد أن الإمبراطور استهدف عائلة مايوس منذ البداية…”

بينما كانت غارقة في أفكارها، التقط الدوق قلمه بريشة أنيقة.

“الإجراء ليس معقدًا. وثيقة واحدة تؤكد أن الجنين يحمل طاقة عائلة مايوس، موقعة مني شخصيًا.”

قدّم لها الوثيقة التي تم إعدادها مسبقًا في غرفة الرسم. كانت تحتوي على تفاصيل ما شرحه للتو، بشكل مختصر وواضح.

عادت جوديث إلى وعيها وقرأت الوثيقة بعناية. وقعها الدوق بأناقة.

“شهادة تؤكد حمل البارونة.”

وكانت هناك وثيقة أخرى كذلك، تم تجهيزها أيضًا في غرفة الرسم. تحتوي على سطرين للتوقيع، حيث تطلب الأمر موافقة كلا الطبيبين.

من الواضح أن الدوق لم يكن يثق برأي طبيب واحد فقط، ولهذا تم استدعاء الاثنين.

“أعتذر لأنني أطلب منكما تزوير هذه الوثائق”، قال الدوق، دون أن يبدو عليه أي ندم. كانت نبرته رسمية فحسب.

“لكن أرجو أن تفهموا، هذا بدافع قلق الوالد على ابنه.”

من المؤكد أن كلا الطبيبين قد تلقيا أجرًا سخيًا.

“الدوقة سددت ديوني الفلكية بكل سهولة…”

نظرت جوديث إلى وجهي الطبيبين. لم يكن من الصعب أن تتخيل مقدار ما أنفقه الدوق لإسكاتهم.

“لا بد أنهما حريصان على الاستمرار في هذا العمل، مقابل هذا الراتب السخي.”

وقّع كل من هود وبارت شهادة الحمل. كل شيء تم ببساطة، حتى أنها شعرت أن الأمر كان باهتًا للغاية مقارنة بتوقّعاتها.

“حسنًا إذن.” قال الدوق وهو يستند إلى يده، بنبرة كسولة:

“سيتولى مساعدي باقي الإجراءات… وبمجرد تسجيل الزواج، ستقيم البارونة جوديث إيلان في القصر.”

“لا داعي لمثل هذه الرسميات، سموّك.” قالت جوديث وهي تعتدل في جلستها.

“لا تتردد في مناداتي جوديث.”

“حسنًا. بما أننا سنكون عائلة للأشهر القليلة القادمة”، شدد على عبارة “الأشهر القليلة”، ليذكّرها أن علاقتهما مؤقتة.

“سأرسل أحدهم لإحضار أغراضك من سكن الطلبة.”

كانت نبرة الدوق رسمية وجافة.

“أحم.” تدخلت إيزابيلا فجأة:

“البارونة… أقصد، جوديث. يبدو أن فساتينك قديمة نوعًا ما، ولا تملكين الكثير، أليس كذلك؟”

“آه، نعم…”

لقد كانت جوديث تكافح فقط لسداد ديونها، لذا لم تهتم بالملابس.

رغم أنها كانت تحرص على أن تبدو أنيقة في عملها كمعلمة خصوصية، لم تكن تملك المال الكافي لشراء ملابس جديدة.

“لا يمكنك التجول في قصر مايوس هكذا.”

رفعت إيزابيلا ذقنها وقالت:

“حتى وإن كانت مهمتك مؤقتة، عليك أن تتحملي المسؤولية وتظهري بالمظهر اللائق.”

“بالطبع.” أجابت جوديث بحماس. “أنوي بذل قصارى جهدي.”

“إذن قفي. سنذهب للتسوق!”

…للحظة، تساءلت جوديث إن كان هذا يحدث حقًا. لكنها كما قالت بنفسها، يجب أن تأخذ دورها ككنّة مؤقتة على محمل الجد.

وفي النهاية، وجدت نفسها تُسحب من غرفة الرسم حرفيًا على يد الدوقة.

*****

بقيّة اليوم كانت ضبابية. أخذت الدوقة جوديث إلى عدة محلات أزياء.

وبحلول المتجر الثاني، كانت جوديث قد بدأت تشعر بالدوار. جربت فستانًا بعد الآخر، وكانت الدوقة تشتري كل شيء.

“همف!” كتبت إيزابيلا شيكًا وقالت بلهجة متعجرفة:

“لم تسنح لي الفرصة من قبل للتسوق مع ابنة، فلا تظني أنني أفعل هذا لأنني أحبك! أنا فقط أفعل ما أريده! لكن هذا الفستان الأصفر يبدو رائعًا عليك.”

أنفقت الدوقة مبالغ فلكية. وسألها خياط المتجر، وهو متردد لكنه فضولي:

“عذرًا، من تكون هذه الشابة…؟”

“ستصبح كنّتي.”

“عذرًا؟”

أصيب الجميع في المتجر بالصدمة، لكن إيزابيلا، بكل كبرياء النبيلات، تجاهلت دهشتهم وركّزت فقط على جوديث.

“همم، هذا يبدو جميلًا. هل يمكنك إنهاء التعديلات بسرعة؟ سنرتديه مباشرة. تخلصوا من الثياب البالية التي جاءت بها.”

لم يعودوا إلى القصر حتى حلول المساء.

بحلول ذلك الوقت، كانت كل متعلقات جوديث المتواضعة من سكنها قد وصلت بالفعل. ولكن الغرفة التي خُصصت لها كانت غير متوقعة.

“هذه غرفة إيكيان.”

أو ربما لم تكن مفاجِئة.

وقفت جوديث أمام الغرفة الضخمة التي كانت أكبر بعشر مرات من غرفتها السابقة.

“بالطبع، فهي مخصصة له ولزوجته.”

رغم غياب إيكيان منذ خمس سنوات، إلا أن الغرفة كانت نظيفة ومُعتنى بها، وكأنها لم تُهمل يومًا.

وضعت إيزابيلا يديها على صدرها وقالت وهي تتفحص الغرفة:

“ستقيمين هنا.”

“نعم…”

أومأت جوديث وهي لا تزال في حالة ذهول، فأضافت إيزابيلا:

“آمل أن يعود إيكيان قريبًا.”

“…كما قلت، من فضلك لا تبني آمالًا كبيرة”، قالت جوديث بلطف.

“لكن… إن عاد، فسأطلقه فورًا، كما وعدت. لا أريد أن أكون عائقًا أمام زواجه من أخرى.”

بالطبع، كان يُنظر إلى الطلاق في المجتمع النبيل على أنه وصمة، لكن مع مظهر إيكيان ومكانته، لن يكون الأمر عائقًا كبيرًا له.

“أعدك، لن أسبب أي مشاكل.”

في تلك اللحظة، سُمع طرق على الباب.

“أختي! أنا كارل!”

“آه، نعم. تفضل بالدخول.”

دخل كارل ومعه الطبيب الشاب، هود. وحين رأى كارل جوديث، اتسعت عيناه دهشة.

“…هاه؟”

رمش عدة مرات وقال بصوت مندهش:

“أختي… تبدين وكأنك شخص مختلف تمامًا!”

{الترجمه : غيو}

التلي: https://t.me/gu_novel