وقد توقعت، بعد أن ذكرت الحديقة في رسالتها، أن الدوقة ستقوم بترتيب موعد الشاي في الحديقة.
وبعد أن غادر الخادم، التفتت جوديث إلى السيد المعلّم وسألته:
“هل يوجد ممر سري في الحديقة، يا سيدي؟”
“لا، لا يوجد.”
وكما توقعت، لم يكن هناك ممر سري إلا في داخل القصر. أومأت جوديث برأسها ببطء، بينما عقد المعلّم ذراعيه وقال:
“مع ذلك، يمكنني التسلّل والاختباء خلف الأشجار أو في مكان ما بعيد عن الأنظار.”
“آه؟”
“ولكن وحدي فقط. لا يمكنني اصطحابكِ معي.”
وقبل أن تتمكن من الردّ عليه بجملة: “أنا لم أطلب منك ذلك”، سبقها قائلاً بصوت بارد:
“لقد فكّرت في الأمر الليلة الماضية… وربما كان قتل سارة هو الحل الأنسب.”
وقبل أن تنبس ببنت شفة، هزّ رأسه بجدية وقال:
“لا تظنّي أنني أبالغ.”
“آه، لم أقصد…”
“إن لم نوقفها، فقد يموت كارل.”
“ما أردتُ قوله هو…”
“من يفعل هذا الشرّ بطفل، يستحقّ الموت.”
كانت نبرته حازمة، كأنّه مقبلٌ على معركة. أما جوديث، التي عجزت عن الردّ، فقد صرخت أخيرًا:
“كفى! أعلم أنك لا تبالي كثيرًا بالحياة، ولكن…!”
نظرت إليه بعينين جادتين، وقالت:
“هل تظنّ أن قتل سارة سيحرر اللورد كارل من تأثيرها؟”
“…ماذا؟”
“ما يحتاجه اللورد كارل حقًّا هو أن يدرك أن سارة كانت مخطئة. إن ماتت وظلّ يعمل بنصائحها، فما الفائدة؟”
تراجع المعلّم قليلًا، وكأنها أصابت موضعًا حساسًا.
وبعد لحظة صمت، قال بصوت منخفض:
“جوديث.”
“نعم؟”
أسند ذقنه إلى يده فوق القناع، فشعرت جوديث بشيء من الارتباك وهي تراقب تلك الحركة الرزينة.
لم تلحظ من قبل أنه إنسان من لحم ودم، فيه دفء وملامح بشرية، حتى اجتازا سويًّا الممر السري. ولأول مرة، وجدت نفسها تتساءل عن ملامحه خلف القناع.
قال بصوت متهدّج:
“…أنتِ محقّة.”
أشاحت بنظرها فورًا، وشعرت باحمرار خفيف في وجهها.
– “لقد اندفعتُ أكثر من اللازم… وبدا موقفي سخيفًا.”
– “آه، نعم…”
قالت ذلك، وهي تعبث بأصابعها خجلًا. ومع ذلك، لم تنكر في نفسها أنّ هذا الصدق العاطفي جعله يبدو أكثر قربًا منها من أي وقت مضى.
“في الحقيقة، الأمر محرج، لكنّي أشعر أنّ علاقتنا تغيّرت قليلًا منذ أن دخلنا ذلك الممرّ.”
“صحيح أنني لا أعرف اسمه ولا وجهه، ولكن…”
الغضب المشترك تجاه الظلم، والتفكير في حلٍ معًا، جعلاها تشعر كما لو أنّه رفيق أو شريك في دربها. ولمن عاشت وحيدة لثلاثة أعوام، كان ذلك دفئًا غريبًا ومألوفًا في آنٍ معًا.
وفجأة قال المعلّم:
“سأتبع قيادتكِ يا جوديث، أياً تكن خطتك.”
“نعم.”
قالتها بلا اهتمام، فلكزها بخفة في ذراعها:
“جوديث، يجب أن تدركي معنى كلامي.”
“ما معناه؟”
“أنا لا أتبع أحدًا. لا أثق بأحد. أعمل دائمًا بمفردي. والآن، أقول إنني سأدعكِ تقودين الأمور.”
ضحكت جوديث بخفة على جديته المبالغ فيها:
“وما الذي كنتَ ستفعله لو لم تتركني أقود؟ تراقبني؟”
رغم أنها كانت تمزح، لم يشاركها الضحك. بل قال بهدوء:
–”أقول إنني أثق بك، جوديث… عقلًا، وعاطفةً.”
“أوه… أليس ذلك واضحًا؟ ألسنا نعمل معًا بهذه الثقة منذ ثلاث سنوات؟”
“تمامًا.”
أومأ المعلّم برأسه، وجلس وقد شبك ساقيه، وتلك النظرة الخفية خلف القناع بدت أقوى من أي وقت مضى.
“أردت فقط التذكير.”
“حسنًا. سأكون على قدر تلك الثقة.”
ابتسمت جوديث، وهي تحدّق في القناع الذي لطالما كان جدارًا بينهما.
“بحلول هذا المساء، سيكون كل شيء قد حُسم. لا تقلق.”
“نعم.”
ومع انقشاع الغيوم، دخل شعاع الشمس من النافذة.
بين كلمات المعلّم المختصرة، وضوء الشمس الذي أضاء المكان، خيّم جوّ من الهدوء، مختلف قليلًا عمّا اعتاداه.
“لنترقّب.”
رغم أن صوته كالعادة اختفى من ذاكرتها بسرعة، فإن ضوء الشمس الذي انسكب بينهما، بقي حاضرًا، دافئًا، وثقيلاً بمعناه.
{ الترجمة : غيو}
التليجرام : https://t.me/gu_novel
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 14"