كيف لها أن تفعل؟ فهي لا تعرف وجهه ولا صوته. أيًا كان الأداة السحرية التي يستخدمها، فهي تمحو صوته من ذاكرتها بعد فترة. لم يكن يحمل حتى رائحة عطر.
بعبارة أخرى، لا البصر، ولا اللمس، ولا الشم، ولا التذوق، ولا السمع، أعطتها أي معلومة عنه. ومع ذلك…
“جسده قوي.”
الآن، وهي واقفة بقربه في الظلام، استطاعت أن تشعر بحرارة جسده وعضلاته المشدودة.
بلعت جوديث ريقها بصعوبة، وراودها خاطر:
“…جسده بالفعل رائع، أليس كذلك؟”
كانت تعلم أنه طويل القامة، لكنها لم تتوقع أن يكون بهذا البنية الجسدية.
فهو عادة ما يرتدي عباءة سوداء واسعة تُخفي ملامحه الجسدية.
“لابد أنه يتدرب كثيرًا…”
شعرت جوديث بالارتياح لأن الظلام يخفي وجهها؛ فقد كانت واثقة من أن تعابيرها كانت ستفضحها.
القرب الشديد بينهما في هذا الظلام جعلها تشعر بوعي حاد بأنها بمفردها مع رجل.
بدأ قلب جوديث ينبض بسرعة — شعور لم تعتده، فهي كانت دائمًا منشغلة بكسب قوت يومها ولم تملك وقتًا للتفكير بالرجال.
وبدا أن الماستر لم يكن بمنأى عن التوتر أيضًا. استطاعت سماع أنفاسه المكبوتة والمشحونة بالتوتر.
“يا إلهي، أنا حتى أصبحت ألاحظ أنفاسه… يجب أن أحرص ألا أتنفس بصوت مرتفع أيضًا.”
لم تكن تعرف متى بدأ هذا التوتر، لكنهما واصلا السير في صمت، متشابكي الأيدي.
كان الممر متعرجًا، يغيّر اتجاهه باستمرار، ومظلمًا تمامًا.
فكرت جوديث أنه من المستحيل أن تتمكن من العودة إلى هنا وحدها. كانت منبهرة بقدرة الماستر على حفظ هذا الطريق المعقد.
“لقد وصلنا.”
همس الماستر بصوت أجش، عندما بدأت ساقاها تؤلمانها.
“نحن الآن قريبون من خزانة كارل.”
اتسعت عينا جوديث من الدهشة. هل دخلا قصر مايوس فعلًا؟ لم تكن قد شعرت حتى بلحظة عبورهما إلى داخل القصر. لم تكن تتوقع أن يكون الممر متصلًا مباشرةً بجوف القصر.
وبينما كانت تمشي بجانب الماستر، سألها فجأة:
“لكن… هل أنتِ حقًا بخير بتسجيل زواج مع إكيان مايوس؟”
“هم؟”
“جوديث، أنتِ نبيلة. والنبلاء ليسوا أحرارًا في الزواج مجددًا كما هو الحال مع العامة. وجود سجل طلاق سيجعل من الصعب عليكِ الزواج من رجل نبيل جيد في المستقبل.”
رغم أنها أكدت له مرات عدة أنها لا تهتم، إلا أن الماستر بدا غير مصدّق، وشعر بالحاجة إلى سؤالها مجددًا.
في الظلام، أجابت جوديث ببطء:
“حسنًا… لا أعلم إن كنت ستفهم هذا، لكن…”
رغم أنها قضت وقتًا طويلاً برفقة الماستر من قبل، إلا أن هذه اللحظة شعرت فيها وكأنهما يتحدثان من إنسان إلى إنسان، وليس من عميل إلى مسؤول نقابة.
“لم أتعلم يومًا أن النبلاء مختلفون عن العامة، أو أن النبلاء يجب أن يحافظوا على كرامتهم… أعتقد أن معظم الناس يتعلمون هذا من أهلهم منذ الصغر، لكن والديّ لم يهتما بي كثيرًا.”
“……”
“خاصة والدي، الذي كان من المفترض على الأقل أن يعلمني عن تاريخ وإرث بارونية آيلان… لكنه بالكاد كان يأتي إلى المنزل. لا أعتقد أنني رأيت وجهه أكثر من بضع مرات.”
كان صوت جوديث هادئًا ومتزنًا وهي تتحدث عن ماضيها.
“لذا، لا أعرف حقًا ما المقصود بزوج نبيل ‘جيد’. كلا والديّ كانا من النبلاء، لكن زواجهما لم يكن شيئًا أرغب بتقليده. وفي النهاية، هربت أمي مع خادم.”
فكرت جوديث بأمها. في ذكرياتها، كانت أمها دائمًا مع خادم وسيم بشعر بني.
عندما كانت أمها معه، بدت سعيدة جدًا. ولهذا، كانت جوديث تراقبها من بعيد، تشعر كما لو أن أمها غريبة عنها.
كانت تبحث عنها فقط لأنها كانت تكره الوحدة، وتريد أن تراها، لكنها دائمًا ما شعرت أنها لا تستطيع اقتحام المساحة السعيدة التي جمعت بين أمها والخادم. ومن بعيد، كانت دائمًا تفكر بالشيء ذاته:
**”لو كانت أمي من العامة، لربما كانت تستطيع الزواج من ذلك الخادم وتكون سعيدة. لو كان هذا ما تريده، لماذا لم تهرب معه قبل أن تتزوج والدي؟
التلي: https://t.me/gu_novel
{ الترجمه : غيو}
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 11"