كان ذَلك بسبب تحوّل اثنين مِن أفراد الفريق إلى حجر… لكن السبب الأكبر كان فيليون.
كان جالسًا وهو يمسك رأسهُ بيأس.
لو كان هيميل هنا، لقال شيئًا بوصفه الأكبر سنًّا. لكن للأسف، كان الآن جالسًا على مقعد السائق.
وفيليون على حاله تلك، وأنا بالكاد أستطيع ركوب الحصان.
‘هاه، سأجنّ.’
وليس الأمر أنني لم أكُن حزينة. بريدين كانت أكثر صديقاتي ثقة.
وأعرف ظروفها جيّدًا. كانت قد انضمّت إلى عمل المرتزقة لتسديدِ دينٍ تورّط فيه والدها الحدّاد بسبب خطأ ارتكبه. إخوتها الصغار الثلاثة كانوا يعتمدون بالكامل على دخلها.
وهم الآن بانتظار أخبارها.
‘لا بدّ أنْ أجد حلًّا.’
ولحُسن الحظ، لَمْ يكُن ذَلك مستحيلًا. نظرتُ إلى بريدين المتحوّلة إلى حجر.
‘سأُعيدكِ كما كنتِ، بريدين. أعدكِ.’
ثم نظرتُ بلا وعيّ نحو دايل…
فتلاقت عيناي مع عيني فيليون.
“هَذا بسببكِ.”
قال ذَلك بنبرةٍ قاتمة.
“كان يُمكنني إنقاذه. فقد أدركتُ فور أنْ رأيتُ الأفعى أنّها كانت ميديرا. ولم تكُن المسافة بعيدة.”
“……”
“لو كنتُ قد اندفعتُ حينها… لَوصلتُ إلى سيدي. لو لَمْ تكوني… لو لَمْ تكوني موجودةً فقط…”
“فلماذا لٍمْ تفعل ذَلك؟”
اهتزّ كتفاه بعنف.
“لماذا أنقذتني؟”
أعرف أنَّ هَذا سؤال لا يُوجَّه لِمَن أنقذ حياتك. لَمْ أكُن أفتقر إلى الرغبة في مواساته.
لكن، كنتُ شديدة الفضول.
لماذا أنقذتني؟
وأنتَ لا تتذكّرني حتّى.
“لا أعرف.”
“…كيف لا تعرف؟”
“فقط، تحرّك جسدي مِن تلقاء نفسه قبل أنْ أفكّر.”
خفض فيليون رأسه، ومرّر يدهُ على وجهه. كانت نظراتُه مِن خلال خصلات شعره مليئةً بالارتباك، وكأنّه لا يفهم نفسه أيضًا.
ولذَلك، شعرتُ باليقين.
‘لقد كنتَ تُحبّني بصدق.’
لقد تعلّقتَ بشخصٍ يُشبهني.
وتصرّفتَ كما قلتُ لكَ سابقًا، كأنّكَ عبدي.
بل أنقذتَني دوّن أنْ تتذكّرني أصلًا، وكأنّها غريزة.
‘لا يُمكن تفسير هَذهِ الأمور سوى بأنّكَ كنتَ تُحبّني.’
فيليون إلفيرت كان يُحبّني.
ولهَذا السبب سرق الكتاب المحرّم… في محاولةٍ لإعادتي إلى الحياة. وفي خضمّ ذِلك، فقدَ ذكرياته بسبب حادثٍ ما.
‘لو كنتُ أكثر دقةً، لكنتُ قد لاحظتُ الثغرات، لكن يبدو أنّني لَمْ أكُن متنبهةً كفاية.’
ثم افترق عن إيريون أيضًا. لا توجد امرأةٌ يُمكنها البقاء إلى جانب رجلٍ ينهار لسببٍ أخرى.
وأخيرًا، اتّضحت لي كلّ الأسرار. ضغطتُ على جانبي جبيني بقوّةٍ وعضضتُ شفتي.
والفكرة التي خطرت لي بعدها…
‘آه، ضميري يؤلمني.’
كلّ ما أردته هو النجاة. لكن كذبتي جلبت عواقب هائلة.
قد يقول البعض إنّه كان عليَّ أنْ أتحقّق جيّدًا قبل أنْ أفعل شيئًا.
لكن في ذَلك الوقت، كان هَذا هو أفضل ما يُمكن فعله.
ذَلك الأحمق، لم أره أصلًا طوال ثلاثة أشهر منذ أنْ وصلت إيريون! فكيف كنتُ سأظنّ أنّه يحبّني؟
لذا، إنْ فكّرنا بالأمر، فهي أيضًا مسؤوليتكَ يا فيليون…
حين أخلط الأحمر بالأخضر؟ ستكون النتيجة ضبابيّة وغير مستقرّة في البداية، لكن إنْ واصلتُ الخلط، سأحصل على لونٍ بني.
واللون البني أقرب للأخضر مِن الأحمر، ما يُسهّل عليّ استخدام التعاويذ الشفائيّة لاحقًا.
‘وحينها، سأتمكّن مِن استخدام تعويذة إزالة التحجّر.’
وماذا بعد ذَلك؟ الأمر يُشبه الطلاء أيضًا.
‘السحر الذي اختلط بخصائصٍ أخرى لا يعود إلى حالته الأصليّة أبدًا.’
بمعنى آخر، عليّ أنْ أعيش ما تبقّى مِن حياتي بلونٍ بني. لماذا لا أواصل تناول الجرعات فقط؟ لأنّ ذَلك سيُفقد سحري استقراره بالكامل، وقد يمنعني مِن استخدام أيِّ سحرٍ نهائيًّا.
إنّه طريقٌ لا يُسلك سوى مرّةٍ في الحياة. بل لا يُستخدم غالبًا. والجسم يتأذّى أثناء تحوّل الطبيعة السحريّة.
لكن، وماذا عساي أفعل؟
‘عليّ إنقاذ صديقتي.’
وبالمرة، أردّ لفيليون جميل إنقاذه لي.
“أستطيعُ فعلها.”
“أليست طريقةً خطيرة؟”
“ليست خطيرة.”
ربّما سأخسر بعض التعاويذ فقط.
“…ماذا إنْ فعلتُ أنا ذَلك؟”
“هم؟”
“لو كنتُ أنا فيليون إلفيرت، هل أستطيعُ فعلها؟”
فتحتُ عينيّ على وسعهما ونظرتُ إليه.
“تستطيع… في الواقع…”
لكنّكِ لطالما لَمْ تُصدّقني.
قلتَ إنّكِ لستَ فيليون إلفيرت، بل الكلب الأسود فقط.
“دعيني أُجرّب.”
“لكن ليس لديكِ ذكريات. ولًمْ تَعُد تستخدم السحر أصلًا، أليس كذلك؟”
“سأُجرّب. ما الذي عليّ فعله؟”
لِمْ أستطع مقاومة نظراته الضاغطة، فبدأتُ أشرح له ببطء. ولحُسن الحظ، شعر فيليون بالطاقة السحريّة بسرعة.
“أشعر بشيءٍ مختلفٍ في الهواء، هل هو هَذا؟”
“نعم! حاول أنْ تتخيّل أنّكَ تمتصّه، وخزّنه هُنا، عند القلب.”
“أظنّني نجحت.”
رغم فقدانه للذاكرة، العبقريّ يظلّ عبقريًّا. التقدّم كان سريعًا. شعرتُ بالحماس.
“لنبدأ بسحرٍ بسيط. ركّز على نبضات قلبكَ… ثمّ اجمع الطاقة في أطراف أصابعكَ… وبعدها…”
شعرتُ بأنَّ طاقته تتجمّع في يده. فقط القليل بعد… فقط القليل بعد… الآن!
“أطلقها!”
وفي اللحظة التالية…
بوف!
صدر صوتٌ خافت لطيف، وتبعثر سحره تمامًا.
وكان ذَلك هو كلّ شيء.
حتى النسيم الذي كان يهبّ تلاشى، وعادت الطاقة السحريّة مِن حولنا إلى حالتها الطبيعيّة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 9"