فبعد أن فقد ذاكرته مرتين، ها هو الآن يعود على هيئة فتى صغير!
ما الذي يفعله بحق السماء؟ هل هذا أيضًا نوعٌ من اللعنة؟ كم عدد أعدائه أصلًا؟ أم أنّه…
‘هل يتظاهر بصغر السن فقط ليسخر منا؟’
ضيّقتُ عيني وأنا أحدّق فيه بريبةٍ، وعندها تراجع الفتى خطوةً إلى الوراء واختبأ بين الفرسان.
حينها تأكدت. هذا الفتى ليس فيليون. صحيح أنه فقد ذاكرته، لكن فيليون الذي أعرفه لم يكن ليفعل هذا. كان بالأحرى سيطعنني في عيني مباشرة.
ويبدو أن إيريون كانت تفكّر في الشيء نفسه.
“هل يمكن أن يكون الشبه كبيرًا لهذه الدرجة؟”
“هل هو ابنه… ربما؟”
“هاه؟ لكنه يبدو في الثالثة عشرة من عمره على الأكثر…”
“إذن ربما يكون قريبًا له؟”
“هل تعرفون هذا الطفل؟”
تبادلنا أنا وإيريون نظرةً قصيرة قبل أن نجيب.
“لا. أول مرةٍ أراه.”
“ظننتُ أن وجهه مألوف، لكن بعد التمعّن… لا.”
آسفة لتجاهلك يا فيليون، لكن على عنقكَ مكافأةٌ قدرها 100 مليار! كيف لي أن أقول إنني أعرفك؟
“الجو بارد، ما رأيكم أن نتحرك؟ لِمَ لا تأتون إلى معسكرنا؟”
كانت دعوةً لطيفة، لكنني لم أستطع الموافقة فورًا، فقد سبق وتعرّضتُ لأذى من ذلك الرجل. لكن بما أن الأمير الثاني يعرف إيريون بالفعل، فرفض الدعوة بشكلٍ مُباشر سيكون غريبًا، خاصةً وأنه لم يخطر في بالي عذرٌ مناسب.
وأنا أفكّر، أمسكت إيريون بذراعي برفق.
وكانت نظرتها الحازمة تقول: ‘ابقِ خلفي، سأحميكِ.’
“آسفة… لو كنتُ أستطيع استخدام السحر…”
“لا بأس. لهذا السبب درستُ السحر بجد. اعتمدِي عليّ.”
إذن أسترجع كلامي، فيليون. حرماني من السحر فعلٌ شرير بحق! عندما أراك، سأضربكَ على ظهركَ أولًا.
“شكرًا على الدعوة. أين يقع معسكركم؟”
اتبعنا الأمير الثاني ورفاقه خارج الغابة. وبينما كنا نسير، التفت الفتى “فيل” نحونا مرتين، لكنه لم يكلمني.
***
ظللت أنا وإيريون نتبادل الهمسات ونحن في الطريق، وكان موضوعنا بطبيعة الحال هو خطتنا القادمة. فبما أن الأمير الثاني قد يعرف حقيقتي، علينا التخطيط جيدًا لكيفية الهروب لاحقًا.
‘الأمير الثاني الذي أخبرتني عنه إيريون شخصٌ جيد، لكن لا يمكنني أن أكون واثقةً تمامًا. ولي العهد نفسه بدا طيبًا في البداية. حتى بريدين كانت تعاملني بلطفٍ شديد.’
وبما أن المسافة بين المعسكر والكهف كانت طويلة، كان لدينا متسعٌ من الوقت للتفكير، فوضعنا بعض القواعد.
أولًا، لا نفقد هدوءنا مهما حدث فجأةً.
ثانيًا، نراقبُ قواتهم وأوضاعهم جيدًا.
ثالثًا، لا نثق بالأمير الثاني أبدًا.
“تعالوا إلى خيمتي. رودين، هل يمكنكَ إحضار بعض الطعام للضيوف؟”
“لا داعي، شكرًا. لقد تناولنا العشاء بالفعل.”
“حقًا؟ تناولتموه مبكرًا إذًا.”
ولحُسن الحظ، لم ينزعج الأمير الثاني من رفضنا. بل أخذنا معه إلى الخيمة ولم يسمح للفتى ‘فيل’ بالدخول، بل أوكله إلى أحد الفرسان، ثم التفت إلينا مبتسمًا ودعانا للجلوس.
أخذ الأمير الثاني يسعل بعنفٍ بعدما كان يشرب الماء، فسارعت إيريون بإعطائه منديلًا.
“آسفة! نسيتُ أنه كان سرًا.”
“لا بأس…”
“أنا معتادةٌ على إخبار صديقتي بكل شيءٍ تقريبًا.”
“تبدوان مقربتين جدًا.”
نظر إليّ الأمير الثاني نظرةً فاحصة، وكأنه يحاول معرفة من أكون. كان الفضول يطغى على نظرته أكثر من الريبة، لكن لا يمكنني خرق قاعدتنا الثالثة الآن. فاكتفيت بالقول:
“سأحتفظ بالأمر لنفسي، سموّك.”
“شكرًا…”
ثم ابتسم بفتورٍ قبل أن يسأل:
“هل يمكنني أن أعرف سبب قدومكما؟”
“… جئنا لمساعدة ولي العهد.”
وأضافت إيريون:
“بشأن قلادة المسروقة. بما أن سموّه أصدر أمرًا بالمطاردة، ظننا أنه يحتاج المساعدة.”
“أفهم.”
“وماذا عنك، سموّك؟”
تنهد الأمير الثاني بعمق.
“أنا أيضًا جئت بسبب أخي. قال إنه فقد القلادة في هذه المنطقة.”
أومأنا وكأنّ الأمر متوقع، لكننا كنا ننتظر اللحظة التي سيقترح فيها العمل معًا، وهو ما خططنا لرفضه مسبقًا، فوجودنا معه يشعرنا بعدم الارتياح.
لكن بدلًا من ذلك، قال بجدية:
“ما سأقوله الآن، لا يجب أن يعرفه أحدٌ آخر. حتى مرافقتكِ أيضًا.”
“حسنًا.”
ابتسم قليلًا، ثم تابع بوجه جاد.
“القلادة لم تُسرق.”
تظاهرت إيريون بالمفاجأة.
“حقًا؟”
“نعم. هذا ما قالته الإمبراطورة. أخي طلب منها التغطية عليه.”
“ولماذا يكذب؟”
“… لا أعلم.”
ضغط على صدغه وقال:
“في البداية لم أرد التدخل. ظننتُ أن لديه سببًا وجيهًا، خاصةً أنه معروفٌ بلطفه. لكن مؤخرًا… تغيّر كثيرًا.”
“كيف تغيّر؟”
“صار قلقًا وعصبيًا، حتى حاشيته صارت تخشاه. كدنا نتشاجر قبل فترة.”
نظرت إليه إيريون بدهشةٍ حقيقية هذه المرة.
“هذا نادر الحدوث.”
“الإمبراطورة تقول إنه بسبب اقتراب تتويجه، لكنني لا أظن ذلك. أعتقد أنه يخاف من شيءٍ ما.”
لم يكن الأمر غريبًا عليّ…
‘إنه قلقٌ لأنه لم يجدني بعد، ويخشى موت الإمبراطور قبله.’
لكنه لم يخبر الأمير الثاني بالحقيقة، ربما لأنه لا يريد أن يكرهه. فحتى لو كان الهدف إنقاذ الإمبراطور، فإن التضحية بحياة شخصٍ آخر أمرٌ قد لا يقبله.
“هل وجدت أيّ خيط حتى الآن؟”
“ليس بعد. وصلت مؤخرًا، والتقيت بفيـل عند مدخل الغابة.”
ثم أضاف فجأة:
“لكن وصلني خطابٌ من أحد جواسيسي بعد وصولي.”
“وماذا كان فيه؟”
“أخي لم يأتِ في إجازة، بل كان يبحث عن الكتاب المحرّم.”
تسارعت دقات قلبي قليلًا.
“أيُّ كتاب؟”
“هناك من وجد حاجزًا صنعه فيليون إلفيرت في هذه الغابة. يبدو أن أخي أراد كسره والعثور على الكتاب.”
كنتُ أخشى أن يظن أنني وفيليون سرقنا القلادة، لكنه قال بدلًا من ذلك:
“ألا يمكن أن يكون أخي تحت سيطرةٍ عقلية من فيليون؟”
“لا أظن.”
“ربما التقى به هنا وتعرض له!”
“لا أظن.”
“ذلك الرجل يستطيع استخدام أيّ سحر!”
“لا أظن.”
“أخي اللطيف أصبح أسوأ شخصٍ في العالم، أليس هذا ما يفعله فيليون عادةً؟”
… لا أستطيع نفي ذلك تمامًا.
“هل التقيت بفيليون من قبل؟”
“أنا أعرف خطيبته السابقة. سمعتُ أنه شخصٌ مزعجٌ للغاية.”
ولا يمكنني إنكار ذلك أيضًا، فقد رأيته يُضرب ضربًا مبرحًا، ولا بد أنه قال شيئًا يستحق.
“ربما يسيطر على أخي للعثور على تلك المرأة والرجل الآخر معها.”
“وما علاقته بهما؟”
“المرأة كانت حبيبته، لكنها خانته مع رجلٍّ آخر…”
“هاه؟”
“ومن الطبيعي أن ينفجر غيظًا.”
ثم أخرج ورقةً من على الطاولة. كانت منشورًا أعرفه جيدًا… “فيليون إلفيرت – 100 مليار”. وتحتها صورته.
“هذا الرجل… قبيحٌ للغاية!”
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 96"