وعندما ينفد المال، سأعود لعمل المرتزقة. وإن شاركني فيلّيون، فسنؤمّن نفقاتنا بسرعة.
دُيوني سأُسدّدها بنفسي. صحيحٌ أنّ بريدين ستُخبر وليّ العهد عن الأصدقاء الذين اقترضتُ منهم، لكنّني سأترك المال لهم ولو خلسة.
حينها سأعيش بهدوء. أمرُ منشورات البحث في القارّة الغربيّة لا يهمّ سكّان القارّة الشرقيّة كثيرًا. وسأتمكّن من الفرار بسلام. وعندما تكتمل قوى فيلّيون السّحريّة، سنكون في راحةٍ أكبر.
-“ما لو ماتا والدَا فيلّيون أيضًا. هل تستطيعين تحمّل ذلك؟”
لا بأس. سنعيش جيّدًا.
أتظنّ أنّ فيلّيون لا يدرك ذلك؟ هو نفسُه قال إنّه بخير.
-لكن هل تستطيع أن تقول له وجهًا لوجه: “هذا ما كنتَ تريده” وهو يلومكِ بحزن؟
إذًا…
‘هل سنعيش هكذا فعلًا؟’
في تلك اللحظة، فُتح الباب فجأة.
تفاجأتُ لرؤية فيلّيون واقفًا عند المدخل.
“آه، متى أتيت؟”
“قبل قليل. طرقتُ الباب لكن لم يكون هناك جواب.”
ثمّ طرقَ الباب بخفّةٍ ليُريني، فمررتُ يدي على وجهي.
يا رجل، دعني أفكّر قليلًا.
“ماذا كنتِ تفعلين؟”
“فقط… أرتّب أمتعتي.”
“لكنّكِ فعلتِ ذلك بالأمس أيضًا، أليس كذلك؟”
في تلكَ اللحظة، سُمعت أصوات من الخارج.
“فيلّيون! فيلّيون، أين أنت؟ فيلـ…”
لكنّه أغلق الباب، فانقطع الصّوت. وكان من السّهل إدراك أنّ أقاربه يبحثون عنه بجدّ.
“…ألَن تخرج لهم؟”
“لا بأس. على أيّ حال، لن يقولوا شيئًا مهمًّا.”
اقترب منّي تاركًا مقبض الباب، وسأل:
“هل كنتِ تنظرين إلى الأدوات السّحريّة؟ هذه مِن مختبر رايلي فولكس؟”
كدتُ أن أقول “نعم” لولا أنّني تداركتُ الأمر.
يجب ألّا أؤكّد ذلك أبدًا، فهذه الأدوات أصلحتُها كثيرًا.
وشخصٌ يصلح أدوات رايلي فولكس بسهولة؟ لا يكون إلّا رايلي فولكس نفسها!
ولم يخبْ حدسي، إذ ضاقَتْ عيناه وهو يتفحّصها.
“لكنّها سليمةٌ جدًّا! ألم تُدفن الأشياء القابلة للاستخدام في الغابة؟”
“آه… صحيح، لم يعد لدي شيءٌ من أدوات رايلي فولكس. هذه كلّها من القارّة الشرقيّة. ثقيلةٌ قليلًا، لكن كنتُ أبحث فيها، فلم أرغب بتركها.”
وأنا أقول ذلك كنتُ أراقب ردّة فعله بقلق. ولحُسن الحظ لم يبدُ أنّه يشكّ. أخذ يعبث بأقرب أداة، وسأل:
“هممم، وما هذه؟”
بدأتُ أشرح له بهدوء.
لم يكن لديّ ما أقوله غير ذلك، لكنّ الحوار الذي بدأ بلا اهتمام أخذ يصبح أكثر جدّيّة.
شعرتُ أنّ مزاجي يتحسّن. الحديث عن السّحر دائمًا يُذهب بعض الكآبة عنّي.
“…وهذه أداةٌ تخزّن الطّاقة السّحريّة للشّخص.”
“تُخزّن الطّاقة السّحريّة؟”
“نعم، لكن حاليًّا لا يمكنها تخزين سوى كمّيّةٍ ضئيلة.”
افترضْ أنَّ مجموع طاقتي السّحريّة 100.
لو استهلكتُ المئة كلّها، فلن أتمكّن من استخدام السّحر حتّى أرتاح تمامًا. لكن بعد يومٍ من الرّاحة، أستعيدها. فالبشر يمتلكون ما يسمّى ‘قدرة استعادة الطّاقة السّحريّة’.
تختلف هذه القدرة بين شخصٍ وآخر، لكنّها تملأ المخزون حتّى حدّه فقط، أي 100.
لهذا فكّرتُ أن أُخزّن هذه المئة خارجيًّا.
أضع المئة خارج جسدي وأنتظر أن تمتلئ من جديد. وحين تمتلئ، أنقلها مرّة أخرى. وهكذا يمكن أن يكون لدي 200 من الطاقة، وإن امتلأ جسدي مجدّدًا، أصل إلى 300.
“جرعات الطّاقة السّحريّة قد تُسبّب الإدمان، وأحيانًا لا تُعيد الطّاقة كاملة حسب الحالة، لذا خطرتْ لي هذه الفكرة.”
كنتُ أتمنّى أنّه مع التّخزين المتكرّر سأمتلك طاقةً أكثر من فيلّيون نفسه.
“لكنّ التّخزين لم ينجح كما أردت. لو كانت طاقتي 100، لم أستطع تخزين أكثر من 1. وكان هناك فقدان عند استعادة الطّاقة المخزّنة.”
ولم أستطع تحسين ذلك، فتركتُ الأداة في زاوية المختبر.
‘أوّل مرّةٍ أُري هذا لغيري.’
رفعتُ بصري إلى فيلّيون بفضول: كيف سيراه؟ قلبي يخفق.
وبعد قليل، قال:
“فكرةٌ ممتازة.”
“حقًّا؟”
“نعم، لم أفكّر بأداةٍ كهذه من قبل.”
تذكّرتُ فورًا أنّه لا يحتاج إليها أصلًا، فهو يملك 1000 طاقة.
لكنّني شعرتُ بسعادة كبيرة من مدحه. أوّل ابتسامةٍ لي منذ لقائي بكونت ديلاريك البارحة.
“لو أعددتِها بإتقان وأعلنتِ عنها، ستلقين شهرةً كبيرة. كيف تفعلون ذلك في القارّة الشرقيّة؟ هناك لا يوجد برجٌ سحري… هل يوجد نقابة سحرة مثلًا؟”
كان يسأل عن حماية “حقوق الملكيّة الفكريّة” للاختراعات، أو ما كنّا نسمّيه في حياتي السّابقة: براءة اختراع.
في القارّة الغربيّة، يراجع البرج أيّ اختراع ويحمي حقوق مخترعه، وقد يجني بذلك ثروة.
سجّلتُ أنا بعض الاختراعات لكن لم أربح كثيرًا، إذ كان فيلّيون دائمًا يسبقني في تنفيذ أفكاري.
وفي القارّة الشرقيّة، لم أفكّر حتّى في تطوير أدواتٍ سحريّة. فعدد السّحرة هناك قليل، وأيّ إنجازٍ يجعلك مشهورًا، وهذا ما كنتُ أتجنّبه.
والآن موقفي نفسه: لا أستطيع تسجيل أو إعلان أيِّ شيء في الغرب أو الشرق. لذلك…
“كنتُ سأبيع الفكرة كلّها لتاجر معلومات…”
كنتُ أبحث عن ساحرٍ يرغب في تسجيل اختراعٍ جديد، وأبيع له كلّ الحقوق مقابل المال.
لن أستطيع بعدها نسب الفكرة إلى نفسي، لكن لم يكن هناك خيارٌ آخر.
ويبدو أنّ فيلّيون أدرك هذه الحقيقة متأخّرًا، إذ توقّف عن الكلام الذي كان يقوله بحماسة.
لكنّ الصّمت لم يدم طويلًا.
أجلسني على كرسي أمام الطّاولة، وجلس مقابلي، ثمّ قال:
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 69"