“والآن بعد أن أرى الأمر، الملامحُ تُشبه الضيوفَ قليلًا، أليس كذلك؟”
لا، لم يكن ذلك ‘قليلًا’ أبدًا… الملصقُ كان يصفني حرفيًّا. شعرٌ أشقر. عينان خضراوان. عيونٌ مائلةٌ للأعلى، وانطباعٌ حاد. الطولُ نحو 170 سم. عباءةٌ داكنة اللون. ويُعتقد أنّها تحمل أمتعةً ثقيلة أثناء الهرب.
‘وأيضًا… ساحرة.’
استرجعتُ أفعالي منذ أن دخلت هذا النُّزُل. همم… لم أفعل شيئًا يجعلني أبدو كساحرة.
ولم يكن هناك جملة ‘يُعتقد أنهما يتظاهران بأنّهما زوجان’. كما أنّني غيّرتُ ملابسي قبل أيّام.
ومن الجيد أنّهم لم يتمكّنوا من وصفِ مظهرِ فيليـيون بدقّة.
لقد كُتب في الملصق: “طويل القامة، ذو شعرٍ أسود، ملامح صارمة وجديّة”. بلا أيِّ ذكر لكونه وسيمًا، ولونُ العينين ذُكر على أنّه داكن، على عكس الحقيقة.
لكن، بما أنّه طويلٌ وذو شعرٍ أسود، ظلّ صاحبة النُّزُل وزوجُها يتفحّصان الملصق وينظران إلى فيليـيون.
توتّرتُ وأنا أراقبهم، لكنّهما قالا:
“لكن الأجواء لا تشبه المطلوبَين أبدًا…”
“صحيح، فهو يبتسم كثيرًا ليكون صارمًا.”
أشار فيليـيون إلى نفسه بصمت: أنا؟ نعم، أنت.
“لكنّها فرصةٌ لسوء الفهم، ما رأيكَ أن تقصَّ شعرك قليلًا؟”
وقبل مغادرة المدينة، أوقفنا الحرسُ لتفتيشنا. لكن، بما أنّ لونَ عيني فيليـيون لا يطابق الملصق، خرجنا من الأمر بلا مشكلة. ومع ذلك، كنت أشعر بأنّ الناس يحدّقون بنا في الطريق.
حاولنا التسلّل إلى الأزقّة الخلفيّة، لكن حتى هناك كانت الملصقاتُ تغطّي الجدران.
يبدو أنهم يبحثون عنّا بحماسةٍ شديدة.
“علينا تجنّب المدينة لفترة.”
“نعم، سيكون هذا أفضل.”
الآن يركّز الجميع على الملصقات، لكن بعد أيّامٍ سيتغيّر الأمر.
المجرمون كُثر، واهتمامُ الناس يزولُ بمرور الوقت.
لن ينسونا تمامًا، لكن ستأتي لحظةُ غفلة، وذلك هو الوقت الذي أنتظره.
“بحسب المعلومات التي حصلتُ عليها من المدينة، ستُبحر السفينة بعد شهرين. علينا الصمود في المخيّم حتّى ذلك الحين.”
شرحتُ الخطة لفيليـيون، ووافقَ عليها مجددًا.
وهكذا بدأنا مجددًا حياتنا في التخييم…
“باردٌ جدًا!”
كان البردُ لا يُطاق.
“هل يُعقل أن يبرد الجوُّ فجأةً بهذا الشكل؟!”
أما التدفئةُ بالسحر، فهي مثل البطّانية الكهربائية في حياتي السابقة: تدفئ الأسفل، لكن الرياحَ الباردة تعصف من الأعلى!
“لم أكن أعلم أنّ شتاء الشمال قارسٌ إلى هذا الحد… لم أزر هذه المناطق من قبل.”
ورغم أنّه رسميًّا لا يزال أواخر الخريف، إلا أنّ الإحساس كان وكأنَّ الشتاء دخل فعلًا.
حتى سرعة الخيول تباطأت كثيرًا، وكنتُ أفكّر عشرات المرّات يوميًّا: ‘هل ندخل المدينة ونتجاهل أمر الملصقات؟’
وفي اليوم الخامس من حياتنا الصعبة في الشمال…
“منزل!”
بمجرّد أن رأيتُ شكلًا صغيرًا يطلّ من فوق التلّ، أسرعتُ نحوه.
لم يكن هناك منازل أخرى حوله. كان فيه مدخنة، لكن بلا دخان، وهذا يعني…
“لا أحد فيه!”
“يبدو أنّه مهجورٌ منذ زمن. ربما كان للصيّادين.”
“أسرع، أشعل النار!”
امتلأ الداخلُ بالدفء، واستطعنا التمتّع ببعض الراحة بينما نتفقّد المكان.
كان هناك سرير، طاولة، كراسٍ، حوض مياه، حطب، وحتى إسطبلٌ صغير.
صحيح أنّ المكان كان ضيّقًا ومغبرًّا، لكنه بدا لي في تلك اللحظة أدفأ مكانٍّ في العالم.
كان فيليـيون شاحبًا على نحوٍ مقلق. مسح وجهه بيده ثم قال:
“ريكس… لستُ متأكّدًا إن كان يجب أن أقول هذا…”
“ماذا هناك؟”
تنهد، ثم قال بجدية:
“أشعر بنعاسٍّ شديد… هل يُمكن أن أنام أوّلًا؟”
زفرتُ بارتياح.
“لماذا تقولها بهذا الوجه الجاد؟”
“إنّه أمرٌ جادٌّ فعلًا.”
“لقد نمتَ أقلّ منّي طوال الفترة الماضية، ولم تسترح جيدًا. طبيعي أن تكون مرهقًا.”
فهو كان يستيقظ عند أيِّ صوت ليتأكد أنّني بخير، بينما كنتُ أنام بعمق حين يكون هو في النوبة الليلية.
كم مرّةً ظلّ مستيقظًا؟ ربما لأكثر من نصف شهر… أشعرُ بالذنب قليلًا.
“اصعد ونَم، سأضع الحاجز السحري بنفسي.”
بينما كان يخلع حذاءه ويصعد إلى السرير، أخرجتُ بطّانيتي وكيس نومي من الحقيبة، وغطّيته بهما بسخاء، وأضفتُ سحر التدفئة للسرير. ابتسم راضيًا.
“سأستيقظ قريبًا.”
لكنّه غفا قبل أن ينهي جملته.
ابتعدتُ وجلستُ على الكرسي بصمت، أراقبُ النار وهي تتلظّى، ثم التفتُّ إليه.
كان يبدو مرهقًا بحق، أكثر مِمّا كان حتى في أيام امتحانات برج السحرة.
“سنعيش هكذا من الآن فصاعدًا…”
فحياتنا قبل الملصقات كانت مريحةً أكثر من اللازم؛ الاستحمام بماء ساخن، وأكلٌ منتظم، وكأنّها رحلةٌ لا هروب.
أمّا الآن، فسنتجنّب الناس ونختبئ في الجبال، وندخل المدينة نادرًا لشراء الطعام دون كلامٍ زائد.
أما أنا، فلا بأس. فقد تمنّيتُ حياة العزلة هذه حين كنتُ أعيش بين أقاربي في البرج، متجنّبةً نظراتهم الحادّة. حتى في القارة الشرقية، اختبأت لفترةٍ بعد وصولي.
لكن فيلييون… وضعه مختلف. فهو يملك عائلةً كانت لتخفيه وتحميه لو استطاع العودة إليهم.
نظرتُ إليه مجددًا.
“هل يجب أن أتركه؟”
***
خلال نومه، رتّبتُ الكوخ، واستحممتُ بالسحر، وأضفتُ التدفئة للإسطبل، وطبختُ قليلًا من العصيدة.
ومع ذلك، لم يستيقظ. حتى مع الضوضاء، لم يتحرك.
سحبتُ كرسيًّا وجلستُ قربه.
“هل أرحل الآن؟”
بدت ملامحه هادئة ومريحة، وكأنّه لم يعرف التعب لو لم يتبعني.
لكن، إن غادرتُ فجأة، فسيغضب بالتأكيد. وقد أقسم أن يجدني، وسيستعمل كلّ وسيلةٍ ليلحق بي.
لأنّه… ربّما يحبّني؟
لكنّي لستُ واثقة تمامًا.
تذكّرتُ كلماته القديمة:
-“أنتِ ضعيفةٌ جدًّا، لم يعد الأمر ممتعًا.”
-“حتى رؤيتكِ تُزعجني.”
-“أنتِ من عائلة فولكس.”
هذه الكلمات ما زالت تطنّ في رأسي.
“هاه… ماذا أفعل؟”
نظرتُ إليه مجددًا… وسيمٌ حقًّا. لكن، لماذا لا يستيقظ؟ لقد مرّ أكثر من ستّ ساعات.
“هل أصيبَ بخللٍّ في طاقته السحرية؟”
لم أتحقق من سحره منذ فترة، افترضتُ أنّه بخير طالما يستطيع استخدامه. لكن، ربما كنتُ مطمئنّة أكثر من اللازم.
اقتربتُ منه، وأنزلتُ البطانية قليلًا، وأصغيتُ بأذني قرب صدره لأتحسّس تدفّق الطاقة السحرية.
“هذا جيد… إنّه بخير.”
بل بدا أقوى من آخر مرةٍ راقبته فيها. حتى اللعنة بدت أضعف قليلًا.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 63"