“ولهَذا السبب، فهو يُطيع دايل مهما قال. ربّما يخاف أنْ يُتخلّى عنه مجددًا.”
يتخلّى عنه؟
أنا لَمْ أتخلَّ عنه. لأنّه لَمْ يكُن لي أصلًا.
وفوق ذَلك، إنْ أردنا الإنصاف، فالبادئ بالخيانة كان فيليون هو مَن…
“هل أنتِ بخير، ريكس؟ تبدين شاحبة.”
“أه؟ أ-آه… لا، أنا بخير.”
أنا بخير. لا يوجد سببٌ لأكون بخيرًا.
كما قلت، لَمْ أُلقِ به. لَمْ نكُن عائلة ولا أصدقاء، وبالتأكيد لسنا حبيبين.
لكن، رغم ذَلك، لَمْ أستطع التخلّي عن التفكير في فيليون.
كنتُ أعضّ شفتي مِن شدّة الضيق، وفجأة…
تذكّرتُ شيئًا.
…قبل دخول إيريون إلى برج السحر بقليل.
في ذلك اليوم أيضًا، أصرّ فيليون على أنّني أُحبّه. وأنا كالعادة أنكرت.
ثم طال الحديث بيننا قليلًا.
— كما أقول دائمًا، أنا لا أحبّكَ! لأنّكَ أبعد ما تكون عن نوعي المفضّل!
— نوعكِ المفضّل؟
— نعم!
— وما هو نوعكِ المفضّل؟
كان يُحدّق بي بوجهٍ جدّي، على غير عادته. فقرّرتُ أنْ أُجيبه بجدّية أيضًا.
— الشخص الذي يُصدّق كلّ ما أقول.
— هَذا كلّ شيء؟ بسيطٌ جدًّا…
— وأيضًا، الشخص الذي يُوافقني في كلّ شيء مهما قلت. مِن دوٍن اعتراض، ويرى أنَّ آرائي هي الأهمّ دائمًا.
— هاه، أتبحثين عن عبد؟
— وماذا في ذلك؟ هل لديكَ اعتراض؟
ولأكون واضحة، في ذَلك الوقت والآن أيضًا، هَذا ليس حقًّا نوعي المفضّل.
كنتُ فقط أُلفّق كلامًا لأنفي عنه ما قاله مِن أنّني أحبّه.
ذَلك الافتراض السخيف بأنَّ “رايلي تُحبّ فيليون”.
— وقبل كلّ شيء، يجب ألّا يفرض رأيه عليَّ. مثلما تفعل الآن.
— ……
— ولو كان مُجرد مزاح، فإنني أكرهه! لا أريدُه أبدًا!
قلت ذَلك بابتسامة واثقة.
— ما رأيكَ؟ ألسنا مختلفين تمامًا؟
— مممم…
ابتسم هو الآخر.
— سنرى ذَلك لاحقًا.
وكانت تلكَ الجملة تبدو لي في حينها كأنّه يقول:
“أتظنين أنّكِ ستُقاومين الوقوع في حبّي؟”
وقح.
لكنها لم تكُن جملةً تستحق أنْ أتذكّرها بهَذا الشكل.
ففيليون كان وقحًا بهَذا الشكل طوال خمس سنوات، لهَذا نسيت.
ولكن، ماذا لو…
ماذا لو أنَّ فيليون لَمْ ينسَ ذَلك اليوم؟
‘لا يكون السبب في اتباعه لدايل… هو هذا؟’
في لحظة من الذهول، وضعتُ يدي على فمي أُخفي صدمتي.
فجأةً، دوى صوتٌ عنيف:
“قلها، بسرعة.”
كان دايل يُحدّق بفيليون بنظرةٍ حادّة.
“هل أضربك أكثر حتى تعود إلى رشدك؟”
***
كان دايل نويان ينوي الصعود إلى غرفته فورًا.
فاليوم كان مُرهقًا بشكلٍ خاص، ولم يكُن يهمّه ما الذي يفعله هيميل، كان يريد فقط أنْ ينام.
لكنّه لم يكُن ليتردّد لحظة لو لم تكُن تلكَ الفتاة الشقراء بجانب بريدين تُلقي عليه نظراتٍ غريبة.
بل الأصح، كانت تُحدّق في الكلب الأسود.
حتى حين عاد من قضاء حاجته، وجدها تُحدّق فيه.
“كنتَ معها قبل قليل. عن ماذا تحدّثتُما؟”
المشكلة كانت أنَّ عبده ظلّ صامتًا على نحوٍ غريب.
مرّر يده في شعره بضيق، وما إنْ نظر إلى الفتاة الشقراء مرّة أخرى حتى تلاقَت أعينهما.
كانت ملامحها توحي بأنّها على وشك الإغماء مِن شدّة الصدمة.
دايل، وقد شعر بشيءٍ مِن الحرج، أخفى يده التي صفع بها الكلب الأسود خلف ظهره.
عندها فقط، بدأ فيليون يتحدّث:
“سألتني عن سبب وجودي هنا.”
“…ثم؟”
“وسألتني إنْ كنتُ أتذكّرها.”
تنفّس دايل بعمق.
“ما هَذا؟ هَذا يحدُث طوال الوقت. توقّعتُ شيئًا أكثر جدّية.”
في خلال عامٍ مِن امتلاكه للكلب الأسود، اقترب منه الكثير مِن الأشخاص.
أحيانًا بدافع الشفقة، وأحيانًا برغبةٍ في امتلاكه.
كثيرون أبدوا اهتمامهم به.
وكان فيليون دائمًا يرفضهم جميعًا بلا تردّد.
وفي إحدى المرات، حين أزعجوه كثيرًا، طلب منه دايل أنْ يُخفي وجهه، ففعل دوّن أنْ ينطق بكلمة.
لذا، لم يشعر دايل بأنَّ هَذا اللقاء يُشكّل تهديدًا.
بل شعر أنَّ الكلب الأسود تجاوز حدوده هذه المرة.
“أتراك حافظتَ على السرّ وكأنّه شيءٌ خطير؟ هِذا يُثير أعصابي.”
“أعتذر.”
كان دايل يُفكّر فيما إذا كان عليه أنْ يركله أمام الناس أم لا…
لكن فيليون أضاف فجأة.
“لكن… هَذهِ المرّة، لَمْ يكُن الأمر كذبة.”
دايل اتّسعت عيناه في دهشة.
“هل التقيتَ ريكس إيميل مِن قبل؟”
“لا، لا أتذكّر شيئًا. ولكن…”
قال ذَلك، ثم التفت ببطء نحو المرأة الشقراء.
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 6"