“رايلي ليست فتاةً سيئة، لكن إن أصبحت رايلي سيّدة برج السّحر، فسيُصبح من المؤكّد أنّ الكونت فولكس سيسيطر على البرج، أليس كذلك؟ أمثالُنا من أبناء العامّة سيُطرَدون سريعًا.”
“حتى إن لم يكن لديهم الكثير من الموهبة، سيعترفون بهم كسحرة مقابل المال فقط. وسيتصرّفون بتوزيع الجرع والأدوات السّحريّة كما يحلو لهم. آه، مجرّد التّفكير بذلك كئيب.”
“سيّد برج السّحر القادم يجب أن يكون فيليون حتمًا. الكونت ديلاريك أكثر تفهّمًا من فولكس بكثير.”
“لكنّ سيّد برج السّحر لا ينظر إلى الدّرجات الأكاديميّة عند اختيار المتدرّبين، أليس كذلك؟”
“ومع ذلك، لا أحد يعلم. الأفضل أن تكون في المركز الأوّل على كلّ حال، هذا يبدو جيّدًا.”
“حتّى عندما كنّا نقوم بتقييم السّلوك مؤخّرًا، نشأ الكثير من الصّراع. قلبي كان يقول إنّ رايلي تستحقّ العلامة الكاملة… لكنّي اضطررت إلى خفض علامة فيليون بالتقاط الأخطاء عنوةً، وقد كرهتُ نفسي لذلك.”
“آه، أتفهمك. حدث لي الأمر نفسه.”
“لا تفعلوا ذلك، أعطوا الجميع العلامة الكاملة في السّلوك. وخفّضوا من العلامات في الأسئلة المقالية.”
“في الأسئلة المقالية؟”
“فيليون يأتي أحيانًا ليسأل بعض الأسئلة. في تلك الأوقات، يمكنكم أن تلمّحوا بشيءٍ قد يظهر في الاختبار، ثمّ تعطوه نقاطًا إضافيّة.”
“أوه، هذه فكرةٌ جيّدة فعلًا.”
“لكن ماذا عن العمليّ؟”
“في المشاريع الجماعيّة، أعطوا فريق رايلي بعضًا من متدرّبي ديلاريك… أو قوموا بتقييمها وفقًا للسّلوك.”
“هاه، هل من الصّواب فعل هذا…؟”
“إنّه من أجل مستقبلنا. ولا داعي لأن نأخذ الأمر بجديّةٍ مفرطة. في النّهاية، أليس هذا مجرّد شجار أطفال؟”
قال ذلك ساحرٌ مسنّ وهو يضحك.
“الجميع يفعل هذا.”
لم يستطع فيليون الاستماع إلى أكثر من ذلك، فغادر المكان.
إذًا…
‘قاموا بتزوير علاماتي وعلامات رايلي فولكس؟ لكي يجعلوني أنا الأول؟’
عندما عاد فيليون إلى غرفته، مزّق الكتاب الذي كان يحمله. لم يشعر ولو للحظة بأنّه نادم.
فهو، على أيّ حال، كان ليكون الأول دون الحاجة إلى مثل هذه الأمور.
شعر بالذهول لدرجة أنّه لم يستطع حتّى أن يضحك بسخرية.
ما كان يعتقد أنّه حصل عليه بجهده، كلّ شيء انهار فجأة أمامه.
شعر بالكراهية تجاه أولئك السّحرة، وتجاه الكونت فولكس، وتجاه برج السّحر كلّه.
كان غاضبًا بشكلٍ لا يُحتمل، لأنّ جهوده تمّ تجاهلها تمامًا.
وكان يشعر بفراغٍ داخليّ.
ومنذ ذلك اليوم، رفض فيليون حضور أيّ حصةٍ دراسيّة.
وإن أُجبِرَ من قِبل أقاربه، كان يغادر الفصل خلال أقل من عشر دقائق.
فكّر في إخبار سيّد برج السّحر، لكنّه لم يملك أيّ دليل، لذا لزم الصّمت.
وعندما جاءت رايلي لرؤيته لم يكن الحال مختلفًا.
“لماذا لا تحضر الحصص؟”
صاحت رايلي نحو فيليون الذي كان مستلقيًا على غصن شجرة.
“هل حقًا ستتوقّف عن الدّراسة؟!”
“سأظلّ الأول حتّى لو لم أدرس.”
آه، ربّما بدا هذا وكأنّه تقلّلٌ منها.
لكنّه لم يهتمّ. في الحقيقة، كان يتمنّى أن تتوقّف رايلي فولكس أيضًا عن هذا التّنافس السّخيف.
عندها فقط، أدرك فيليون أنّ رايلي فولكس هي الوحيدة التي تستطيع أن تشاركه هذا الشّعور العميق بالفراغ.
بل ربّما كانت حالتها أسوأ. في النّهاية، فيليون كان الأول.
بل إنِّ البعض كان يصف رايلي بـ “الفتاة التي تطارد فيليون من الخلف.” يا لها من شفقة. كان هذا أوّل مرّة يشعر بهذا الشّعور نحوها.
لذلك، نظر نحوها.
ولدهشته، كانت راييل تبتسم.
“هذه المرّة مختلفة.”
قالت بثقة.
“لقد أعددتُ سلاحًا سريًّا.”
“سلاحٌ سرّي؟”
“إن كنت فضوليًّا، تعال وشاهد.”
وبما أنّه كان فضوليًّا، حضر فيليون إلى الحصّة العمليّة ذلك اليوم.
لم يكن هناك خصمٌ محدّد، لكنّ بقيّة المتدرّبين تجنّبوا فيليون، فواجه رايلي تلقائيًّا.
ابتسمت رايلي بتحدٍّ وبدأت التّلاوة السّحريّة فورًا. استشعر فيليون حركة المانا من حولها تتسارع بشكل مذهل.
وما لبث أن ظهر في الهواء تنّينٌ هائل مصنوعٌ من الماء.
شبيه بتلك التّنانين التي تخرج من الأساطير، كان مذهلًا لدرجة أنّ كلّ من شاهده، حتى السّحرة المارّين، وقفوا مذهولين.
حتى فيليون شردت قليلًا.
‘جميل…’
وفي تلك اللحظة، هاجمه.
أصابته المياه المتدفّقة من التنّين وسقط أرضًا.
رغم أنّه تدريب، لم تكُن الضّربة خفيفة. لكنّها كانت كافية لإسقاطه.
كانت هزيمةً نظيفة.
رغم معرفته بأنّه تمرين، شعر لوهلةٍ أنّه حقيقي، ففقد تركيزه ولم يلاحظ لحظة الهجوم. لم يستطع حتّى أن يُطلق حاجزًا دفاعيًّا. لو كان هذا قتالًا حقيقيًّا، لكانت قد مات.
لكنّه، لسببٍ ما، لم يشعر بالسّوء.
“لقد خسرتُ.”
ربّما لأنّ المياه كانت باردة؟ لا، بل لأنّه شعر بانفراجٍ داخليٍّ كأنّ شيئًا كان يخنقه وتمّ تحريره.
ظنّ أنّ رايلي ستكون راضية.
“لا! لااااا…!”
“ماذا؟”
“أنتَ لم تفعل شيئًا! كان يجب أن تصدّ الهجوم! كانت القوّة الحقيقيّة في مخرجات المانا! لم تكتمل إلّا بعد أن تحطّم درعك بالكامل!”
“……كان يبدو جميلًا بما فيه الكفاية.”
“الجمال ليس كلّ شيء! هذذااااا!!!”
فوجئ فيليون بغضبها.
“لماذا تتنازل بهذه الطّريقة؟! هل تستهزئ بي؟!”
“ليس الأمر كذلك…”
“لقد كنتُ مستعدّةً هذه المرّة! كان بإمكاني الفوز!”
وكان يبدو أنّها أكثر إحباطًا من المعتاد. رمش فيليون وهو ينظر إليها، غير قادرٍ على فهم سبب هذا التّصرّف.
“هذه المرّة تعادل! وسأفوز في المرّة القادمة!”
“تعادل؟”
“انتظر وسترررى!!!”
لكن قبل أن يسأل عن السبب، كانت رايلي قد ولّت راكضة. “انتظر وستررررى!!!” ظلّ صدى صوتها يتردّد.
فيليون ظلّ ينظر إلى ظهرها المغادر، ثمّ…
“بفـفـف.”
انفجر ضاحكًا.
‘ما هذا “انتظر وسترررى”…؟’
‘هل هي شريرةٌ من الدرجة الثالثة؟’
لم يتغيّر الكثير في حياة فيليون بعد ذلك.
كان لا يزال يتهرّب من الحصص، ويُهمل السّحرة، ويقرأ الكتب فقط عندما يشعر بالملل.
لكن، خلافًا للسّابق، لم يتغيّب عن جميع الحصص. كان يحضر التّدريبات التي تتضمّن مواجهات.
خاصةً عندما لا يكون له خصمٌ محدّد.
وعندما كان يسمعها تقول:
“هيه، فولكس. هل لديكِ سلاحٌ سريّ اليوم؟”
“……هل تفتعل شجارًا الآن؟”
“أنا فقط أسأل، بفضول.”
“انتظر! الأسبوع القادم سأريك حقًا!”
كان يحضر ليواجه أسلحتها السّرّيّة.
ويعطيها نصائح صادقة.
“كِدتِ تنجحين هذه المرّة. حاولي أكثر.”
“اللعنة!”
“ربّما لو أحضرتِ أقاربكِ وساعدوكِ، قد تربحين. عشرةً منهم مثلًا؟”
“تبًّا لك!”
كان ذلك تغييرًا صغيرًا في حياة فيليون اليوميّة.
لا شيء مميّز على الإطلاق.
على الأقل، في نظر فيليون.
“نعم، نعم، لقد استمتعتُ أنا أيضًا، رايلي.”
بسبب هذا التّغيير الصّغير، بدأ فيليون يراقب رايلي أكثر.
ورغم أنّها لم تأتِ إليه كما في السّابق، ربّما لأنّها كانت تعتقد أنّ فيليون لا يزال بتصيّدها…
إلّا أنّه كان يراها أثناء الحصص، لذا استمرّ في مراقبتها. كان ذلك أكثر إثارةً من دروس السّحرة الحمقى الذين زوروا العلامات وبرّروا لأنفسهم.
ومرّت عدّة أشهر أخرى…
وفي يومٍ شتويّ، أثناء زيارته لمنزل العائلة بمناسبة العام الجديد…
“هذا الكتاب. رايلي كانت تقرأه أيضًا.”
قال فيليون بلا وعي، وهو يرى كتابًا مألوفًا في رفّ الكتب.
لكنّ المشكلة كانت أنّ قريبه، ويل ديلاريك، ابن خاله السّادس، كان بجانبه.
“رايلي؟ تقصد رايلي فولكس؟”
“آه.”
كان ذلك الصّبي الطيّب الذي يعرفه الجميع.
الصّبي البريء الذي تعلّم من الكبار أنّ “فولكس” هم شيطان.
“جدي الأكبررر! جدييي الأكبررررر!!!”
“تفو، كنتُ أعلم أنّه سيفعلها.”
“جديي الأكبررر! فيليون، فيليووون…!!!”
هرب بعدها مباشرة، لكنّه لم يكن ليستطيع النّوم في الخارج.
وفي النهاية، عاد سرًّا إلى غرفته في الفجر، ليُفاجأ بالكونت ديلاريك ينتظره بوجهٍ صارم.
“هل صحيحٌ أنّكَ تتسكّع مع رايلي فولكس هذه الأيّام؟”
“لستُ أتسكّع معها.”
“إذًا، كيف عرفت أنّها تقرأ هذا الكتاب؟”
“ربّما لأنّ لديّ عينَين؟”
ردّ ساخرًا وكأنّه يقول: ماذا أفعل إذا كنتُ قد رأيتها؟
تنهد الكونت ديلاريك بعمق.
“لا تقترب أبدًا من رايلي فولكس.”
“قلتُ إنّي لم أتقرّب منها.”
“لا تنظر حتّى في عينيها، لا تتكلّم معها، وإن كانت في نفس المكان، غادر!”
ولذلك، عاد فيليون ليتغيّب عن كلّ الحصص.
لكنّه تعمّد اختيار نفس الحصص التي تأخذها رايلي، وعندما يُعاتبه أقاربه، كان يقول: “جديّ هو من أمرني بذلك.”
وربّما في ذلك الوقت، بدأ يُفكّر:
رايلي فولكس، ليست شخصًا سيّئًا بالنّسبة لي.
‘على الأقلّ، أكثر فائدة من ويل ديلاريك.’
وبعد فترةٍ قصيرة…
بدأت تنتشر شائعةٌ غريبة.
“هل سمعي؟ رايلي فولكس سيتمّ طردها من برج السّحر قريبًا!”
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 46"