لم ينظر إليّ، ولم ينبس بكلمةٍ أخرى. بدا كأنَّ شيئًا قد أضعف من عزيمته.
ظننتُ أنّه سيفرح بزوال الوحوش، لكن الوضع ازداد سوءًا عمّا قبل، أليس كذلك؟
‘ما به؟ هل ينوي طلبي لأمرٍ ما؟’
لكنّني حقًّا لم أكن متعبة، ولم أمانع العمل أكثر.
ابتسمتُ له بلطف وشرحتُ السبب كذلك.
“في الحقيقة، فكّ الحاجز لا يستهلك الكثير من القوّة السحريّة. طريقتي في التنفيذ فعّالةٌ بعض الشيء.”
“……طريقتكِ أنتِ؟”
“نعم، أُشبّه الحاجز بعقدةٍ مُحكمةٍ ومعقّدة. السحرة في العادة يُكوّنون مقصًّا من السّحر ويقطعون الحاجز. وهذا يستهلك الكثير من الطاقة.”
كلّما كانت العقدة أعقد وأثخن، احتجتَ إلى مقصٍّ أكبر وأكثر حدّة. لو كنتُ أستخدم هذه الطريقة، لكنتُ قد أُرهقتُ الآن.
“أمّا طريقتي، فتعتمد على فكّ العقدة يدويًّا واحدةً تلو الأخرى. قد يبدو الأمر مُجهدًا أكثر، لكن لو فهمتَ البنية جيّدًا، سيكون الأمر أسهل بكثير. وهذه، بالمناسبة، النقطة الممتعة في الموضوع……”
شعرتُ أنَّ شرحي بالكلام سيعقّد الفهم، لذا أمسكتُ غصنًا وبدأتُ أشرح على الأرض بالرسم. ولحسن الحظ، فهم وليّ العهد كلّ شيء بإتقان.
“بكلماتٍ أخرى، أنتِ على درايةٍ كاملة بكلّ ما يتعلّق بالحاجز وبنيته، ولهذا لا تستهلكين قدرًا كبيرًا من القوّة السحريّة.”
“صحيح. لو درس الساحر المبتدئ المادّة جيّدًا وراجعها بانتظام، فبإمكانه فعلها. آه، ولا ننسَ قوّة الحفظ المناسبة؟”
“لا بدّ أنّها ليست قوّة حفظٍ عاديّة. على ما يبدو، قد وظفتُ ساحرةً خارقة.”
ثمّ تمتم وقال بصوتٍ منخفض.
“ما زالت تحتفظ بكلّ هذه الرّاحة حتى الآن……”
كان يبدو جادًّا للغاية، فآثرتُ الانتظار بصمت. وبعد قليل، أشار وليّ العهد إلى مدخل الكهف.
“ماذا لو فتحنا الباب الحجريّ بالقوّة لنصل إلى الحاجز مباشرة؟”
“نعم؟”
“قلتِ إنَّ فتحه صعب، لا مستحيل. ثمّ إنّكِ تملكين القدرة على فكّ أيِّ حاجزٍ تلمسينه، أليس كذلك؟”
“نظريًّا، نعم، لكن……”
“إن أردنا الدخول دون كلمة السرّ، فهذه الطريقة الوحيدة، أليس كذلك؟”
معقول. هل كان يحدّق بي هكذا لأنّه ينوي طلب هذا منّي؟
تنهدتُ وقلت:
“هذا أقرب إلى المستحيل. ذلك سيستهلك كمّيّةً هائلة من القوّة السّحريّة.”
أن تُسقِط بابًا حجريًّا طوله 5 أمتار فقط، دون أن تمسّ الحاجز، أو تُحدث ضررًا في سقف أو أرضيّة الكهف؟ هذا جنون. وحتّى لا نعرف سُمك الباب بعد.
لن يكفي نوع أو نوعان من التّعاويذ. والأسوأ أنّه قد ينهار السّقف في منتصف العملية، أو يظهر شيءٌ من الداخل، ما يُحتّم بقاء حاجز الحماية فعّالًا. ما المساحة التي يجب أن تشملها؟ أووه، مجرّد التفكير يُصدّع رأسي.
“سموّك، إن تكرّمت، سأحاول اكتشاف كلمة المرورّ…”
“أفضّل أن تفتحيه بالقوّة. المطر أفسد الجدول الزمني. أُريد الحصول على الكتاب المحرّم في أسرع وقتٍ ممكن. لا نعلم متى قد تعود الوحوش التي أبعدتِها.”
“أنا، أفهم شعورك يا سموّك، لكن……”
“متى سيكون ذلك ممكنًا؟”
لكن، في النّهاية، مَن يدفع هو الآمر.
“……سأبدأ الاستعداد ابتداءً من الغد.”
ابتسم وليّ العهد برضا وقال:
“أعتمد عليكِ.”
***
لكنّني لم أبدأ العمل فورًا.
رغم أنّني كنتُ نشيطةً، إلّا أنّني لم أكن في أفضل حالاتي. لا بدّ من استعادة طاقتي تمامًا قبل بدء التّصميم الفعليّ. وخلال فترة الانتظار.
‘دعني أُفكّر في كلمة المرورّ.’
بصراحة، يبقى هذا الخيار هو الأفضل.
‘لا أعلم ما قد يحدث في طريق العودة، ولا أرغب بالمجازفة. أفهم استعجال وليّ العهد، لكن في النّهاية، إن استطعتُ أنا فكّه، أليس كافيًا؟’
ورغبتُ شخصيًّا بكشف هذا اللغز. أن أكتشف كلمة مرورٍّ لم يتوقّع أحدٌ معرفتها؟ لا شيء يُضاهي هذه المتعة.
‘سأنجح لا محالة.’
وهكذا بقيتُ مستيقظةً أفكّر، دون أن أنام.
لكن، بعد ستّ ساعات، في الفجر،
لم أستطع استخدام أيٍّ من كلمات المرورّ التي خطّطتُ لها.
لأنّ وليّ العهد، الذي وصل قبلي، قد استنفد جميع المحاولات.
“الكتاب المحرّم.”
[كلمة سرّ غير صحيحة.]
“السحر.”
[كلمة سرّ غير صحيحة.]
“العائلة.”
[كلمة سرّ غير صحيحة.]
[تمّ تجاوز عدد المحاولات. الرجاء إعادة المحاولة بعد 6 ساعات.]
ثمّ نظر إليّ وابتسم بابتسامةٍ مريرة.
“أمرٌ صعب.”
الكلمات التي استخدمها…… منطقية، نعم.
‘لكن أليست مُستخفّة بعض الشيء؟’
بعد ذلك، مُنع الآخرين من الاقتراب من الكهف لهذا السبب.
لا فائدة من التفكير في كلماتٍ ممتازة إن ضاعت الفرصة بسبب محاولاتٍ سطحيّة كهذه.
بل قد يكون هناك شرطٌ يُغلق الكهف نهائيًّا بعد عددٍ من المحاولات.
“ابتداءً من الآن، سأتولّى أمر هذا المكان. لا أرغب في دخول أيّ شخصٍ آخر.”
لكن، رغم إعلاني هذا خلال وجبة الإفطار، بقي الآخرون يتسكّعون حول الكهف.
لم يحاول أحدهم إدخال كلمات، لكنّهم وقفوا أمام المدخل دون انقطاع.
لم تمضِ لحظةٌ واحدة دون وجود شخصٍ هناك.
‘هل هم فضوليّون إلى هذا الحدّ؟’
ربّما لا يملكون ما يفعلونه، لكنّ هذا شأنهم، أمّا أنا فقد كان الأمر يُزعجني بشدّة.
لذا أنشأتُ حاجزًا يمنع الرؤية من الخارج. والآن، لم يبقَ هنا سوى شخصين: أنا، وصاحب هذا المكان.
“فيليّون، هل تذكّرتَ شيئًا؟”
كان جالسًا مقابل الباب الحجري، ويبدو أنّه ما زال غارقًا في التفكير.
منذ أن دخلنا الكهف، بل منذ أن طهّرتُ هذه المنطقة من الوحوش، وهو على هذا الحال. فسألتُه على أملٍ بسيط.
“لا، إطلاقًا.”
هزّ رأسه نافيًا.
“وريكس؟”
“إن كانت كلمة السرّ، فقد فكّرتُ في ايريون، وفي خطيبتكِ السابقة، ووالدتكِ.”
“……سمعتُ أنّكِ تلقّيتَ صفعة؟”
“من يدري؟ لعلّ الأمور صارت جيّدةً لاحقًا.”
بعد أن مُتُّ، وبعد أن انفصلتَ عن ايريون.
“أو ربّما ظهرت امرأةٌ أخرى؟ كنتَ دائمًا محبوبًا. لكن، على الأرجح، ستكون ساحرة.”
من بين من أعرف، هل يوجد أحدٌ مناسب؟ وبينما كنتُ أفكّر.
“……قد تكون ‘ريكس’.”
سمعتُ صوتًا خافتًا جعلني أعود من شرودي.
هل سمعتُه بشكلٍ خاطئ؟ صوته كان خافتًا كصوت النّمل.
“أليست ‘ريكس’؟”
لا، لم أُخطئ السّمع. رغم أنّه كان يُخفي وجهه بذراعه، لكنّه كان ينظر نحوي بلا شكّ.
تنهدتُ بدهشةٍ وقلت:
“مستحيل.”
“لكن، لا نعلم قبل أن نجرّب، أليس كذلك؟”
“بل لا حاجة للتّجربة من الأصل……”
“يا حارس الباب، أأنتَ هناك؟”
رغم محاولتي منعه، تقدّم فيليّون نحو الباب. ويبدو أنَّ الوقت قد صادف تمامًا مرور ستّ ساعات. فقد سُمع صوتٌ من الداخل.
[اذكر كلمة المرورّ لفتح الحاجز.]
“ريكس إيميل.”
[كلمة مرورّ غير صحيحة.]
……وساد الصّمت بيننا.
لم أستطع تحمّل الإحراج، فضربته بخفّة.
“قلتُ لك إنّه ليس هو.”
لكن فيليّون بدا أكثر انزعاجًا منّي. كانت نظراته نحو الباب حادّة كأنّها قد تُمزّق الحجارة.
“لا شكّ أنّ الجواب سيكون شيئًا يثير الغضب. أنتِ أتعس شخصٍ عرفته في حياتي……”
“تُحبّ إثارة أعصاب الآخرين، أليس كذلك.”
واصل كلامه وهو يحدّق بالجدار الحجريّ.
“بغيض، غير مبالٍ بالناس، متربٍّ في رفاهيّةٍ يكره القذارة، يدّعي الجهل وهو يعلم،”
“……”
“حقير، يعيش لإغاظة الآخرين، كاذب، متخفٍ، خبيث، بلا تهذيب، ومغرور.”
ألَا يذكرُ هذه الصّفات بتفصيلٍ زائد؟ بدأتُ أشعر بالذّنب قليلًا.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 43"