“فيليون إلفيرت؟ طبعًا أعرفه! أليس هو المطلوب الذي وضع برج السّحر مكافأةً قدرها عشرة مليارات للإمساك به؟”
لَمْ يكُن الأمر يقتصر على نقابة المرتزقة فحسب، بل كان الجميع يعرفونه، مِن المقاهي إلى الشّوارع، وحتى الفتيات النبيلات في متاجر الملابس.
“أتعنين ذَلك اللّص الجريء الذي سرق كتاب المحظورات مِن برج السّحر قبل عامين؟”
للتّوضيح، كتاب المحظورات هو كتابٌ يحتوي على 66 نوعًا مِن السّحر الذي يُخالف قوانين الطّبيعة، وقد تمّت حمايته في برج السّحر لألف عام. يُقال إنَّ ساحرًا شرّيرًا كتبَه بعد أنْ عقد عقدًا مع شيطان بهدف غزو العالم.
لكن، وعلى الرّغم مِن هَذا الوصف العظيم، لَمْ يُستخدم هَذا الكتاب فعليًّا في القصّة الأصليّة، بل استُخدم فقط لتفسير خلفيّة تأسيس برج السّحر. وأنا نفسي نسيت وجوده ولَمْ أتذكّره إلا الآن.
“هل، هل تقول إنّه سرقه؟ ولماذا؟”
“قيل إنّه حاول استخدام سحرٍ محظور لإعادة رايلي فولكس إلى الحياة.”
“ماذا؟!”
“لكن قُبض عليهِ قبل أنْ يُفعّل السّحر، لذا فشلت المحاولة. يبدو أنَّ سيد البرج نفسه هو مَن أوقفه. للأسف لَمْ يتمكّن مِن الإمساك به.”
كان حديثًا لا يتحملهُ العقل.
لماذا؟
لماذا حاول إنقاذي؟
ما السبب؟!
“لِمَ؟!”
عندها قالت بريدين بنظرةٍ باردة:
“أليس لأنّ فيليون إلفيرت كان يُحبّ رايلي فولكس؟”
بعد أنْ تجوّلتُ في أنحاء العاصمة أستفسر عن فيليون، التقيتُ بها في طريقي عائدة إلى نقابة المرتزقة.
وما إنْ رأيتها حتّى سألتها فورًا:
ما رأيكِ في فيليون إلفيرت؟
“هناك الكثير مِن الأساطير عن أناسٍ يلمسون المحظور لإحياء أحبّائهم الموتى. هَذهِ المرّة، يبدو أنَّ واحدةً منها تحقّقت في الواقع.”
“لكنّي لا أفهم هَذا!”
حُبّ؟
هو، يُحبّني؟
عندما كنتُ أحاول التقرّب منه، كان دائمًا يسخر منّي، وكان يستهزئ بي كلّما تواجهنا قائلًا إنّني ضعيفة. وكان يُضايقني قائلًا إنّه لا يُحبّني أصلًا.
بل حتّى عندما وصلهُ خبر موتي، لَمْ يُظهر أيَّ ردّة فعل.
فيليون ذاك؟ يُحبّني؟!
“أنتِ… كنتِ تعلمين بالأمر؟”
“آه، سمعتُ عنه عندما جئتُ إلى القارّة الغربيّة قبل عام. الكلّ هُنا يعرف هَذهِ القصّة.”
“ولِمَ لَمْ تُخبِريني؟!”
“أم… شعرتُ فقط أنّكِ لَن تهتمّي. أنتِ لا تحبّين الرّوايات الرّومانسيّة أصلًا، أليس كذلك؟”
لكنّ هَذا ليس رواية!
إنّه واقع! يحدُث الآن! في هَذا العالم!
وماذا؟ رواية رومانسيّة؟
‘مستحيلٌ تمامًا.’
حدّقتُ في منشور المطلوبين الذي كنتُ أحمله. لَمْ أستطع تصديق الأمر فأخذتُ الورقة معي.
فيليون إلفيرت. مكافأة: عشرة مليارات. مكتوبةٌ بوضوح.
لكن مظهر الوجه لا يُشبه ما أعرفه.
ذقنٌ مدبّب، وأنف صغير بحجم حبّة شعير، وعينان دقيقتان كخيط، مائلتان نحو الأسفل وكأنّهما تُشيران إلى السّاعة الثّامنة وعشرين دقيقة.
‘غريب.’
فيليون لَمْ يكُن كثير الظّهور، لكن لا بدّ أنَّ هناك مَن يعرف شكله. فلماذا استُخدم هَذا الوجه تحديدًا؟
هل عبثت به عائلة دوق إلفيرت؟ لإخفائه ومنع القبض عليه؟
“لماذا؟ هل تعرفينه؟”
هززتُ رأسي بعنف.
“لا! أبدًا!”
الأمر غريبٌ فعلًا.
مع ذَلك، لَمْ أرغب في الذّهاب إلى إيريون لسؤالها عن الأمر. فأنا شخصٌ ميت بالفعل.
وربّما لَن تتعرّف عليَّ. فأنا الآن تغيّرتُ كثيرًا مقارنةً بما كنتُ عليه قبل خمس سنوات.
أوّلًا، لون شعري مختلف.
أفراد عائلة فولكس عادةً ما كانوا يملكون شعرًا أحمر، لذا كان الكونت يُجبرني دائمًا على صبغه.
لكن منذُ لحظة وصولي إلى القارّة الشّرقيّة، لَمْ ألمس شعري مرّةً أخرى، والآن أصبح لونه أشقر.
وزني زاد أيضًا. فقد كنتُ في ذَلك الوقت نحيلةً بشكلٍ غير طبيعي بسبب الضّغط النّفسي الشّديد.
حتى نبرة صوتي أصبحت أعلى، وبدلًا مِن ارتداء الأسود دومًا كما كنتُ أفعل كي لا ألفت الانتباه، أصبحتُ الآن أرتدي ألوانًا زاهية بكلّ راحة.
والأهم مِن ذلك:
‘كنتُ أرتدي نظّاراتٍ سحرية تُخفي ملامحي.’
تلكَ النّظّارات كانت تُشوّه ملامح وجهي، بل وتُغيّر لون عيني، لدرجة أنَّ النّاس لَن يستطيعوا تذكّر مظهري الحقيقي.
لَمْ يكُن أمامي خيار، فقد كان الجميع في برج السّحر يتهامسون كلّما رأوني.
‘حتى لو قابلتُ أشخاصًا غير إيريون، فلَن يتعرّفوا عليّ. لأنّني الآن… اسمي هو ريكس إيميل.’
لكن هناك شخصٌ واحد فقط…
قد يتمكّن مِن التعرّف إليّ.
“……لا يُمكن أنْ أصادف فيليون إلفيرت، صحيح؟”
“مستحيل! هناك مكافأةٌ قدرها عشرة مليارات على رأسه! إنْ لَمْ يكُن أحمقًا، فلَن يتجوّل في الإمبراطوريّة أبدًا.”
“صحيح…”
“وبالعكس، إنْ صادفته، فعليكِ أنْ تشكري حظّكِ. عشرة مليارات! لو أمسكناه، حياتنا ستتغيّر تمامًا!”
…هَذا إنْ استطعنا الإمساك به، أنا وأنتِ.
“صحيح أنّها ليست عشرة مليارات، لكن مهمّتنا نحن أيضًا ليست سيّئة. إنْ جرت الأمور بسلاسة، قد نُنهيها في أسبوع واحد.”
هززتُ رأسي موافقة.
“قلتِ إنّها استكشاف، صحيح؟”
“نعم. كما شرحتُ لكِ في الرّسالة، الأمر بسيط. الأجر مرتفع. وأسهل بكثير مِمّا فعلناه في الصّحراء قبل ثلاث سنوات.”
“لكنّ الانتظار حتّى موعد الانطلاق مملٌ بعض الشّيء…”
قالت بريدين وهي تبتسم بينما تفتح بابًا قديمًا.
“فلنستمتع قليلًا في هَذهِ الأثناء.”
بعد أنْ نزلنا عددًا مِن الدّرجات، بدأ صوتٌ صاخب يعلو تدريجيًّا.
المكان: تحت الأرض.
كانت مساحةً محفورة داخل كهف، مكتظةً بالناس.
كانوا يرفعون الكؤوس ويتحدّثون بحيويّة، لكنّهم جميعًا يحملون أسلحة. بل وكان معظمهم يبدو ذو ملامح قاسية توحي بأنّهم مجرمون.
وكانت هناك ملصقاتٌ كثيرة للمطلوبين معلّقةٌ على الجدران.
“مكان تُتداول فيه الطّلبات غير القانونيّة، على ما يبدو.”
مثل السّرقة أو الاغتيال. أو طلبات أكثر تعقيدًا وغموضًا مِن ذَلك.
قد يُسمّى أيضًا ساحة لقاءٍ للعالم السّفلي.
“إيه، ليس غير قانونيٍّ تمامًا. فقط… نقابة المرتزقة لا توصي به.”
“هَذا هو تعريفُ غير القانوني تمامًا.”
“وليس طلبًا رسميًّا حتّى. فقط انحرافٌ بسيط بين أناسٍ بحاجة إلى المال.”
“…انحراف؟”
“أنتِ فقط تعالي معي. لقد جمعتُ الفريق مُسبقًا. كان مِن المفترض أنْ نلتقي بهم في مكانٍ ما هنا… آه! هناك!”
شقّت بريدين طريقها بين النّاس دوّن تردّد حتى وصلت إلى طاولةٍ قديمة.
حين حيّتهم بابتسامة، استدار رجل في منتصف العمر كان يصلح سيفه ليرانا. أوه، يبدو كمرتزقٍ محترف مِن النّظرة الأولى.
“هَذا صديقي. سبق أنْ أخبرتكِ أنّنا عملنا سويًّا في القارّة الشّرقيّة، أليس كذلك؟ ليكس، هَذا هو…”
“هيميل. كما ترين، أنا مبارز.”
“ليكس. ساحرة.”
نظرتُ إلى بريدين.
“نحن ثلاثة؟ ما الذي سنفعله نحن الثّلاثة؟”
حدّق هيميل ببريدين بنظرةٍ حادّة. وكأنّه يقول: ‘أحضرتِ فتاةً لا تعرف شيئًا؟’ كنتُ أتوقّع أنْ يبدأ بالصّراخ.
“اصطياد الوحوش.”
لكن على غير المتوقّع، بدأ يشرح بصوتهِ الأجش.
“أنتِ تعلمين أنَّ ملك المرتزقة عاد اليوم بعد أنْ قضى على جميع الشّياطين، صحيح؟ نحن ذاهبون إلى هناك. هدفنا هو الوحوش التي تأتي لامتصاص طاقة الشّيطان بعد موته.”
“الوحوش تأتي لامتصاص طاقة الشّيطان؟”
“صحيح. صار ذَلك مِن الأمور البديهيّة بين مرتزقة هَذهِ القارّة، احفظي ذَلك.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 4"
بليز وين قناة التلجرام مقدر انتظر تنزيل الفصول هنا