“آه، وسيَنضمّ شخصٌ آخر إلى رِفقتنا. أعتذر لكوني لم أخبركِ بذلك مسبقًا.”
“……هل هو شخصْ غير موجود في القائمة؟”
“صحيح. لقد دعوتُه ليحلّ محلّ بريدين سيفير.”
كما توقّعت، لم يكن لدى فيليون آمال كبيرة.
“هل هو من النبلاء؟”
“نعم، هو صديقٌ يمكن الوثوق به. أعرفه منذ زمنٍ بعيد. في الحقيقة، كنت أنوي الاعتماد عليه في هذه المهمّة منذ البداية، لكنّه رفض في البداية بحجّة انشغاله.”
“أقنعتَه مجددًا إذًا؟”
“كدتُ أركع له على ركبتيّ.”
“……وهل هذا أمرٌ جائز؟”
“بما أنّه وافق على طلبي، فبالتأكيد لم يكن جائزًا.”
هكذا أضفت سطرًا آخر إلى انطباعي عن وليّ العهد: لا يبدو أنّه متكبّر. لكنّه يميل إلى إرباك أصدقائه قليلًا. وأيضًا…
‘يبدو أنّه يُولي هذه المهمّة أهميّةً كبيرة.’
فكّرتُ بذلك من قبل عندما قال إنّه سيأتي معنا شخصيًّا، لكن الآن بات الأمر أوضح. تُرى، ما الذي يعتزم فعله في برج السّحر؟
“على الأرجح، سينضمّ إلينا غدًا في المساء.”
إن كان شخصًا قريبًا من وليّ العهد ويقضي معه وقتًا طويلًا…
‘من عائلة إلفيرت؟ لا، عائلة دوق إلفيرت ليست من العائلات الموالية للأسرة الإمبراطوريّة. ولا أعتقد أنّه من فولكس أو ديلايك.’
لكن لا بدّ أن أسأل.
“هل لي أن أعرف اسمه؟”
“بالطّبع. اسمه هو……”
“جلالتك.”
اقترب مساعد وليّ العهد منّا.
“من هذه النّقطة قد تظهر الوحوش، لذا يُفضَّل أن ننتقل إلى هناك.”
رفعتُ بصري فرأيتُ نهاية المراعي. ووفقًا للخريطة التي رأيتُها قبل الانطلاق، فذاك هو المكان الذي تبدأ فيه الغابة التي تسكنها الوحوش.
التفتَ وليّ العهد إليّ بنظرةٍ معتذرة.
“عذرًا، سأُخبركِ بالاسم مساءً.”
حين أومأتُ برأسي، قاد وليّ العهد ومساعده جوادَيهما وابتعدا.
وفي اللحظة نفسها، انصرفت الأنظار التي كانت موجّهة نحونا طيلة حديثنا، وهو ما أشعرني بالارتياح.
“……لم يجب على سؤالي، أليس كذلك؟”
“قلتِ إنّكِ ترينني شخصًا غريبًا.”
لم أُعبّر عن ذلك بهذا الشكل الحادّ من قبل، لكنّ فيليون بدا وقحًا بلا خجل.
***
كانت وجهتنا الأولى مدينةً كبيرة نسبيًّا.
كان هناك الكثير من المرتزقة والتّجّار، لذا لم نكن لافتين للنّظر. ولم يكن من الصّعب حجز غرفة، كما أنَّ المطعم كان واسعًا ومريحًا. والطّعام كان مقبولًا.
رغم أنّه كان صاخبًا بعض الشّيء.
“ظننتُ أنّنا سنصادف وحشًا أو اثنين على الأقل. تسك، مؤسف.”
“ما هو المؤسف؟ تظنّ أنّنا في رحلةٍ لصيد الوحوش؟”
كما قالوا، لم نُصادف أيَّ وحوش أثناء الطريق إلى هنا.
وهذا طبيعي. فحتى الوحوش تمتلك قدرًا من الذّكاء. لن تتحرّك بلا حساب طالما أنَّ عددنا يفوقهم.
هُم يعلمون ذلك، لكنّهم يمازحون فحسب. ومع أنّي استمعتُ إلى كلامهم بلا مبالاة، راودتني فكرة:
‘لا يبدو أنّهم فرسان.’
جوّهم العام، وطريقتهم في الكلام، وجلستهم المتحرّرة… كلها أمور لا تُشبه الفرسان.
لكن رغم ذلك، ما إن يظهر وليّ العهد، حتّى ينهضوا لتحيّته بكلّ أدب.
“آه، لا شيء. فقط كنتُ أتساءل عن علاقتهم بوليّ العهد. حسب القائمة التي اطّلعتُ عليها، يبدو أنّهم من خلفيّاتٍ مختلفة.”
“هل تودّين أن أتحدّث معهم قليلًا؟”
“هم؟ هل تستطيع؟”
“الأمر ليس صعبًا.”
“جيّد. على الأقلّ، سنقضي معهم شهرًا كاملًا، فمن الأفضل أن نتعرّف إليهم. تواصل معهم بعد العشاء.”
“……وماذا عن ريكس؟”
“أنا؟ سأكون في غرفتي في الطّابق الثّاني. ألم يقل وليّ العهد إنّه سيُخبرني مساءً؟ سأنتظر ذلك، وإن جاء سأتحدّث معه ثمّ أنزل.”
“…….”
“هل أصعد أوّلًا؟”
تركتُه وصعدتُ إلى غرفتي في الطّابق الثّاني.
أعدتُ ضبط طاقتي السحريّة كما اعتدت، وغسلتُ وجهي، ثمّ تمدّدتُ على السّرير الكبير الذي يفوق ما أملكه في العاصمة. وبينما كنتُ أستمتع بالرّاحة، بدأتُ أسمع أصواتًا صاخبة من الأسفل.
ولم أشعر أنَّ فيليون دخل الغرفة المجاورة.
‘يبدو أنّه منسجمٌ معهم.’
فجأة، تذكّرتُ حين قابلتُ الكلب الأسود لأوّل مرّة.
لم يُكلّف نفسه حتّى بإلقاء التحيّة عليّ أو على بريدين، فظننتُ أنّه لا يُجيد التّعامل مع الآخرين، لكن ربّما لم يكن مهتمًّا بنا فحسب.
‘لو لم أبدأ الحديث، لَما تحدّث إليّ قطّ. في تلك الحالة، هل كنتُ سأكون أنا الضّحيّة التي تحجّرت بيد ميديرا بدلًا من ديل؟’
وبينما كنتُ غارقةً في تلك الأفكار، يبدو أنّني غفوتُ دون أن أشعر. أيقظني صوت الطّرق على الباب.
حين فتحته، لم يكن وليّ العهد، بل فيليون.
“يبدو أنَّ وليّ العهد لا يزال في الخارج.”
“حقًّا؟ إذًا علينا الانتظار أكثر…”
أشرتُ له أن يجلس في مكانٍ مناسب، وجلستُ على حافة السّرير. كان يبدو غير مرتاح، لكنّه أخبرني فورًا بما سمعه في الأسفل.
“قالوا إنَّ وليّ العهد سَدّد كلّ ديونهم.”
“نعم، وحتّى أنّه أنقذ أفراد عائلاتهم الذين بيعوا كعبيد. منذ ذلك الحين، إن دعاهم وليّ العهد، يأتون فورًا لمساعدته. وهناك الكثيرون مثلهم.”
رغم اختلاف أصولهم، كان هناك قاسمٌ مشترك واحد: جميعهم التقوا بوليّ العهد في ظروفٍ خاصّة، وقدّم لهم المساعدة.
وغالبًا ما حدث ذلك أثناء تجوال وليّ العهد وهو يُخفي هويّته. يبدو أنّه كان يتنقّل بكثرة.
‘أشعر وكأنّني أسمع كيف يؤسّس أمراء الرّوايات السّريّة منظّماتهم الخفيّة.’
فكما نرى، دائمًا ما يوجد من يُدعى الظلّ، والذي يكرّس حياته في خدمة وليّ العهد.
‘لكنّ رِفقتنا لا تبدو كذلك أبدًا.’
لا، في الواقع، نحن بعيدون كلّ البعد عن السريّة. بل يجب وصفنا بأنّنا اجتماعيّون للغاية.
ففي صباح اليوم التالي، وما إن نزلتُ إلى المطعم، حتّى بدأوا يُحادثونني.
“أجل، يبدو أنّنا تأخّرنا بالتّحيّة. نرجو أن تكون المعاملة جيّدة. هل قيل إنّكِ قريبته لفيل؟”
“أوه، والآن بعد أن نظرتُ عن قرب، تبدوان متشابهين!”
‘هل تمزحون……’
لا أُمانع هذا النوع من المواقف، لكنّني كنتُ مشوّشة قليلًا لأنّني لم أتوقّعها. والغريب أنَّ من تسبّب بهذا الجوّ هو الكلب الأسود.
‘مع أنّه في برج السّحر، كان محبوبًا من الجميع. باستثناء فولكس، طبعًا.’
وبينما كنتُ أغوص في الذّكريات، وُضع الطّعام على الطّاولة. على عكس البارحة، جلستُ أنا وفيليون وسط الآخرين.
ولم يمضِ وقت طويل حتى وُجّه إليّ سؤال.
“بالمناسبة، كيف تستخدمين ذلك السّحر؟”
كان السّائل داميان، جنديّ سابق ذو شعرٍ أشعث أشقر. فتوجّهت إليّ أنظار الآخرين أيضًا.
نظرتُ إليهم بعينين نصف مغمضتين. هل يحاولون اختبار قوّتي؟ أم…
“سألتُ ساحرًا ذات مرّة، لكنّ شرحه كان صعبًا جدًّا فلم أفهم شيئًا.”
“نعم، وكذلك أنا!”
……ربّما هم فقط فضوليون.
ولأنَّ الأمر لم يكن سرًّا عظيمًا، مسحتُ فمي بمنديل ثمّ بدأتُ أشرح.
“لو سألتَني عن ‘الكيفيّة’، فسأعترف أنَّ شرح الأمر صعبٌ قليلًا. عمومًا، يتعلّم السّحرة كيفيّة التّحكّم بالطّاقة السّحريّة قبل تعلّم القراءة والكتابة.”
“يعني هو شيءٌ فطري، لا يُتعلّم؟”
“صحيح. من لا يمتلك طاقةً سحريّة، لا يمكنه استخدام السّحر، مهما كانت معرفته.”
“وهل تلك الطّاقة تظهر هكذا؟ من دون سبب؟”
الآن فهمتُ لماذا كان ذاك السّاحر يُعقّد الشّرح. هذه التّساؤلات لا تنتهي. علم أصول الطّاقة السّحريّة وحده يشكّل حقلًا واسعًا من الدّراسة.
لكن لحسن الحظ، كنتُ أعرف الجواب.
نظرتُ إليهم وقلتُ بهدوء:
“الطّاقة السّحريّة هبةٌ من الحاكم.”
تساءل هاربر الذي كان يجلس أمامي بنظرة مندهشة.
“هل أنتِ من أتباع الكنيسة؟ هذا غيرُ متوقّع، فالسّحرة عادةً لا يهتمّون بالحاكم.”
ولم يتعدّ ردّهم ذلك. فقد بدأوا جميعًا في نقاشاتٍ حماسيّة، يتحدّثون فيها عن نظريّاتهم الخاصّة حول الطّاقة السّحريّة.
اكتفيتُ بهزّ كتفي. ما قلتُه كان حقيقةً لا جدال فيها، بل وقد اختبرتها بنفسي.
‘لكن لا داعي لذكر ذلك.’
وسط تلك الأجواء الصّاخبة، واصلتُ تناول طعامي. ودخل الطّعام إلى جوفي بسهولة أكثر من البارحة.
كنتُ أفكّر إن كنتُ سأطلب الحلوى، أو أكتفي بما لدي، أو آخذ بعضًا من طبق فيليون، حين…
“عن ماذا تتحدّثون بهذه المتعة؟”
فتح وليّ العهد باب النّزل ودخل.
نهض الجميع فجأةً وحيّوه، فاتبعتهم بانحناءة رأسي، وألقيتُ نظرةً على من خلفه.
كان من بين حرّاسه المعتادين، شخصٌ آخر يرتدي غطاءً على رأسه.
“إلى أين ذهبت؟”
“آه، كنتُ أُرافق صديقي العائد. كان من المفترض أن ينضمّ مساءً، لكنّه قال إنَّ هناك معلوماتٍ عاجلة، لذا أتى مُبكّرًا.”
ابتسم وليّ العهد وأجاب على تساؤل هاربر.
“هذا هو صديقي. تعرّفوا عليه جميعًا.”
قال ذلك بنبرةٍ خفيفة كأنّه يقدّم زميلًا في المدرسة، لكنّ الجميع كان متوتّرًا.
معلوماتٌ عاجلة؟ تُرى، هل الأمر سيّئ؟ اتّجهتْ أنظار الجميع نحو ذلك الشّخص. وما إن خلع غطاء رأسه وتقدّم، حتّى قال:
“تشرفتُ بلقائكم. اسمي إيان سيرفيل.”
وتحت أشعّة الشّمس، بدا وجهه ذو ملامح ناعمة.
كان يُشبه وليّ العهد اللطيف في هيئته. بل لو لم يعرفه أحد، لظنّ أنّه شقيقه.
لولا شعره الأحمر…
‘لماذا هو هنا…؟’
شعرتُ بشفتيّ ترتجفان لا إراديًّا. كلّ جسدي تجمّد.
―”رايلي، تعالي معي.”
وفي رأسي، أخذت كلماتُه القديمة تجتاحني بلا توقّف.
―”كنتُ مخطئًا. الكونت ليس إنسانًا جيّدًا. إنّه يستخدمكِ فحسب…!”
―”سأُخرجكِ من هنا مهما كلّفني الأمر. أرجوكِ، تعالي معي، حسنًا؟”
إيان سيرفيل.
أوّل صديقٍ من عمري عرفته في منزل الكونت فولكس، وآخر شخصٍ بقي إلى جانبي عندما تخلّى عنّي الجميع.
و…
‘ابن أخت الكونت فولكس.’
عندما قبضتُ على يدي المرتجفة، التفتَ إيان إليّ.
الفصل 30 :
“آه، وسيَنضمّ شخصٌ آخر إلى رِفقتنا. أعتذر لكوني لم أخبركِ بذلك مسبقًا.”
“……هل هو شخصْ غير موجود في القائمة؟”
“صحيح. لقد دعوتُه ليحلّ محلّ بريدين سيفير.”
كما توقّعت، لم يكن لدى فيليون آمال كبيرة.
“هل هو من النبلاء؟”
“نعم، هو صديقٌ يمكن الوثوق به. أعرفه منذ زمنٍ بعيد. في الحقيقة، كنت أنوي الاعتماد عليه في هذه المهمّة منذ البداية، لكنّه رفض في البداية بحجّة انشغاله.”
“أقنعتَه مجددًا إذًا؟”
“كدتُ أركع له على ركبتيّ.”
“……وهل هذا أمرٌ جائز؟”
“بما أنّه وافق على طلبي، فبالتأكيد لم يكن جائزًا.”
هكذا أضفت سطرًا آخر إلى انطباعي عن وليّ العهد: لا يبدو أنّه متكبّر. لكنّه يميل إلى إرباك أصدقائه قليلًا. وأيضًا…
‘يبدو أنّه يُولي هذه المهمّة أهميّةً كبيرة.’
فكّرتُ بذلك من قبل عندما قال إنّه سيأتي معنا شخصيًّا، لكن الآن بات الأمر أوضح. تُرى، ما الذي يعتزم فعله في برج السّحر؟
“على الأرجح، سينضمّ إلينا غدًا في المساء.”
إن كان شخصًا قريبًا من وليّ العهد ويقضي معه وقتًا طويلًا…
‘من عائلة إلفيرت؟ لا، عائلة دوق إلفيرت ليست من العائلات الموالية للأسرة الإمبراطوريّة. ولا أعتقد أنّه من فولكس أو ديلايك.’
لكن لا بدّ أن أسأل.
“هل لي أن أعرف اسمه؟”
“بالطّبع. اسمه هو……”
“جلالتك.”
اقترب مساعد وليّ العهد منّا.
“من هذه النّقطة قد تظهر الوحوش، لذا يُفضَّل أن ننتقل إلى هناك.”
رفعتُ بصري فرأيتُ نهاية المراعي. ووفقًا للخريطة التي رأيتُها قبل الانطلاق، فذاك هو المكان الذي تبدأ فيه الغابة التي تسكنها الوحوش.
التفتَ وليّ العهد إليّ بنظرةٍ معتذرة.
“عذرًا، سأُخبركِ بالاسم مساءً.”
حين أومأتُ برأسي، قاد وليّ العهد ومساعده جوادَيهما وابتعدا.
وفي اللحظة نفسها، انصرفت الأنظار التي كانت موجّهة نحونا طيلة حديثنا، وهو ما أشعرني بالارتياح.
“……لم يجب على سؤالي، أليس كذلك؟”
“قلتِ إنّكِ ترينني شخصًا غريبًا.”
لم أُعبّر عن ذلك بهذا الشكل الحادّ من قبل، لكنّ فيليون بدا وقحًا بلا خجل.
***
كانت وجهتنا الأولى مدينةً كبيرة نسبيًّا.
كان هناك الكثير من المرتزقة والتّجّار، لذا لم نكن لافتين للنّظر. ولم يكن من الصّعب حجز غرفة، كما أنَّ المطعم كان واسعًا ومريحًا. والطّعام كان مقبولًا.
رغم أنّه كان صاخبًا بعض الشّيء.
“ظننتُ أنّنا سنصادف وحشًا أو اثنين على الأقل. تسك، مؤسف.”
“ما هو المؤسف؟ تظنّ أنّنا في رحلةٍ لصيد الوحوش؟”
كما قالوا، لم نُصادف أيَّ وحوش أثناء الطريق إلى هنا.
وهذا طبيعي. فحتى الوحوش تمتلك قدرًا من الذّكاء. لن تتحرّك بلا حساب طالما أنَّ عددنا يفوقهم.
هُم يعلمون ذلك، لكنّهم يمازحون فحسب. ومع أنّي استمعتُ إلى كلامهم بلا مبالاة، راودتني فكرة:
‘لا يبدو أنّهم فرسان.’
جوّهم العام، وطريقتهم في الكلام، وجلستهم المتحرّرة… كلها أمور لا تُشبه الفرسان.
لكن رغم ذلك، ما إن يظهر وليّ العهد، حتّى ينهضوا لتحيّته بكلّ أدب.
“آه، لا شيء. فقط كنتُ أتساءل عن علاقتهم بوليّ العهد. حسب القائمة التي اطّلعتُ عليها، يبدو أنّهم من خلفيّاتٍ مختلفة.”
“هل تودّين أن أتحدّث معهم قليلًا؟”
“هم؟ هل تستطيع؟”
“الأمر ليس صعبًا.”
“جيّد. على الأقلّ، سنقضي معهم شهرًا كاملًا، فمن الأفضل أن نتعرّف إليهم. تواصل معهم بعد العشاء.”
“……وماذا عن ريكس؟”
“أنا؟ سأكون في غرفتي في الطّابق الثّاني. ألم يقل وليّ العهد إنّه سيُخبرني مساءً؟ سأنتظر ذلك، وإن جاء سأتحدّث معه ثمّ أنزل.”
“…….”
“هل أصعد أوّلًا؟”
تركتُه وصعدتُ إلى غرفتي في الطّابق الثّاني.
أعدتُ ضبط طاقتي السحريّة كما اعتدت، وغسلتُ وجهي، ثمّ تمدّدتُ على السّرير الكبير الذي يفوق ما أملكه في العاصمة. وبينما كنتُ أستمتع بالرّاحة، بدأتُ أسمع أصواتًا صاخبة من الأسفل.
ولم أشعر أنَّ فيليون دخل الغرفة المجاورة.
‘يبدو أنّه منسجمٌ معهم.’
فجأة، تذكّرتُ حين قابلتُ الكلب الأسود لأوّل مرّة.
لم يُكلّف نفسه حتّى بإلقاء التحيّة عليّ أو على بريدين، فظننتُ أنّه لا يُجيد التّعامل مع الآخرين، لكن ربّما لم يكن مهتمًّا بنا فحسب.
‘لو لم أبدأ الحديث، لَما تحدّث إليّ قطّ. في تلك الحالة، هل كنتُ سأكون أنا الضّحيّة التي تحجّرت بيد ميديرا بدلًا من ديل؟’
وبينما كنتُ غارقةً في تلك الأفكار، يبدو أنّني غفوتُ دون أن أشعر. أيقظني صوت الطّرق على الباب.
حين فتحته، لم يكن وليّ العهد، بل فيليون.
“يبدو أنَّ وليّ العهد لا يزال في الخارج.”
“حقًّا؟ إذًا علينا الانتظار أكثر…”
أشرتُ له أن يجلس في مكانٍ مناسب، وجلستُ على حافة السّرير. كان يبدو غير مرتاح، لكنّه أخبرني فورًا بما سمعه في الأسفل.
“قالوا إنَّ وليّ العهد سَدّد كلّ ديونهم.”
“نعم، وحتّى أنّه أنقذ أفراد عائلاتهم الذين بيعوا كعبيد. منذ ذلك الحين، إن دعاهم وليّ العهد، يأتون فورًا لمساعدته. وهناك الكثيرون مثلهم.”
رغم اختلاف أصولهم، كان هناك قاسمٌ مشترك واحد: جميعهم التقوا بوليّ العهد في ظروفٍ خاصّة، وقدّم لهم المساعدة.
وغالبًا ما حدث ذلك أثناء تجوال وليّ العهد وهو يُخفي هويّته. يبدو أنّه كان يتنقّل بكثرة.
‘أشعر وكأنّني أسمع كيف يؤسّس أمراء الرّوايات السّريّة منظّماتهم الخفيّة.’
فكما نرى، دائمًا ما يوجد من يُدعى الظلّ، والذي يكرّس حياته في خدمة وليّ العهد.
‘لكنّ رِفقتنا لا تبدو كذلك أبدًا.’
لا، في الواقع، نحن بعيدون كلّ البعد عن السريّة. بل يجب وصفنا بأنّنا اجتماعيّون للغاية.
ففي صباح اليوم التالي، وما إن نزلتُ إلى المطعم، حتّى بدأوا يُحادثونني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات