رفعتُ رأسي، وبالفعل كانت الغيوم السوداء تملأ السماء.
وصلتُ مع براندون إلى أمام الفندق في اللحظة التي بدأت فيها الأمطار تتساقط.
“شكرًا لكَ على مرافقتي. وضعتُ لكَ بعض الإكراميّة أيضًا.”
“شكرًا لكِ. لقد استمتعتُ بالوقت القصير الذي قضيناهُ سويًّا!”
“قبل أنْ نفترق، أريدُ أنْ أسأل شيئًا آخر… هل فيلـ…”
“سأذهب الآن! أتمنّى لكِ رحلة مُمتعة!”
نظرتُ بذهولٍ إلى براندون وهو يلوّح بيده ويجري داخل المطر. لا يُمكن أنْ يتجاهل أحدٌ شخصًا يتحدّث بهَذا الشكل…
‘هل لَمْ يسمعني؟’
لا يكون تهرّب مِن الإجابة عمدًا؟
‘ألَمْ تنتهِ القصّة الأصلية بسلام؟’
في تلكَ اللحظة، بدا صوت الرعد في السماء الرماديّة أكثر شؤمًا من المعتاد.
كوغو غوغ!
***
كانت الأوضاع في القارّة الغربيّة سلسلة مِن المفاجآت المربكة.
“أوه! بالفعل، تمثال العاصمة هو الأفضل مِن حيث العناية!”
أوّلًا، تمثال ‘رايلي فولكس’ موجود. قيل إنْ هناك سبعة تماثيل في أنحاء البلاد، بما في ذَلك في مدينة الميناء التي وصلتُ إليها أوّلًا.
وهناك حتى جولةٌ سياحية تمرّ بالمدن التي تحتوي على تماثيل رايلي فولكس. شائعةٌ بين المهووسين.
…لَمْ أجرؤ على سؤال هؤلاء المهووسين لأنّه بدا مخيفًا نوعًا ما.
“السيد سيريوس، صاحب برج السحر السابق، هو مَن موّل التكاليف بالكامل، أليس كذلك؟”
في تلكَ اللحظة، شعرتُ ببعض الفرح. لأنّ السيّد سيريوس كان شخصًا احترمتُه كثيرًا منذُ دخولي إلى برج السحر.
لذا تأثّرتُ قليلًا…
“ويُقال إنَّ السيّد تيود، صاحب برج السحر الحالي، يُعرب دومًا عن احترامه للسيّدة رايلي فولكس.”
اتّسعت عيناي بدهشة وسألتُ:
“عذرًا؟”
“نعم؟”
“لا، فقط… ما اسم صاحب البرج الحالي…؟”
“إنّه السيّد تيود… ومَن أنتِ أصلًا؟”
حدّق بي السياح الواقفون أمام التمثال بنظراتٍ حذرة. وهَذا طبيعي، لأنَّ امرأةً غريبة ظهرت فجأةً وبدأت بالكلام معهم.
لكنّني لَمْ أستطع منع نفسي مِن السؤال.
“أنا آسفة. هل يمكنكِ أنْ تقول الاسم مرّةً أخرى؟ مَن هو صاحب البرج الحالي؟”
“السيّد تيود. عمره 19 عامًا فقط، وهو أصغر مَن تولّى هَذا المنصب في التاريخ.”
ما هَذا؟ مَن يكون هَذا أصلًا؟
‘ولماذا ليس فيليون؟’
في القصّة الأصلية، بعد موتي، تولّى فيليون المنصب فورًا! ثمّ غاض الكونت فولكس كثيرًا وبدأ في محاولة استدعاء ملك الشياطين! كانت هَذهِ أحداث الرواية! اسم الرواية نفسه هو “صاحب برج السحر”!
هل تقاعد فيليون في هَذهِ الأثناء؟
‘هناك شيء… شيءٌ تغيّر بطريقةٍ غريبة…’
التمثال الذي نُقش عليهِ اسمي، إيريون البطلة، وصاحب البرج الحالي…
كلّ شيء ابتعد عن ما كنتُ أعرفه مِن القصّة الأصلية.
…لكن رغم ذَلك، لَمْ أشعر أنّني أريدُ أنْ أبحث في الأمر بجدّية.
أنا بالكاد أستطيع تأمين معيشتي الآن.
سيتمكّنون مِن تدبّر أمورهم وحدهم.
‘ولا يُمكنني مقابلة أولئكَ الذين عرفتهم سابقًا. لقد شيّعوني بهَذا الشكل، سيكون مِن المحرج أنْ أظهر مُجدّدًا.’
أنزلتُ القبّعة أكثر على رأسي، واندسستُ بين الحشود. كنتُ أتحدّث فقط حين يكون الأمر ضروريًّا، وأحاول أنْ أقضي أيّامي وحدي قدر الإمكان.
المشكلة أنَّ مكان اللقاء مع رفيقي هو…
‘أمام نقابة المرتزقة.’
صباح اليوم الثالث منذُ وصولي إلى العاصمة.
ضيّقتُ عينَيّ وأنا أراقب الأشخاص الذين يمرّون أمام مقرّ النقابة.
‘متى سيأتي بريدين؟’
الشخص الذي مِن المفترض أنْ ألتقيه اليوم هو بريدين سيفير، رفيقي في أيّام المرتزقة في القارّة الشرقيّة.
هو صديقٌ وفيّ اقترح عليَّ العمل معه بعد أنْ سمع بحاجتي للمال.
لكنّنا، لسوء الحظ، اتّفقنا على اللقاء أمام نقابة المرتزقة. لذَلك، أنا الآن متوتّرة، تحسّبًا لما قد يحدث.
لا بأس… الطريق إلى هُنا كان على ما يرام.
لَن يحدث شيء…
“إنّها السيّدة إيريون!”
تباّ، اللعنة.
“ملكة المرتزقة، إيريون!”
“السيّدة إيريون وصلت!”
توجّهت أنظار الحشود المُتجمّعة أمام النقابة كلّها إلى اتّجاهٍ واحد. في البعيد، كانت هناك عربةٌ كبيرة تقترب.
ومَن نزلت منها… كانت شخصًا أعرفه جيّدًا.
‘إيريون.’
لوّحت بيدها، فتعالت الهتافات.
بَدَت أكثر قوّة وهيبة مِمّا في ذاكرتي. وقَصَّة شعرها الورديّ الطويل إلى قصيرٍ جعلتها تبدو أكثر أناقة.
‘تبدو كأنّها نجمة.’
سمعتُ أنّها عادت للتوّ مِن مهمّة لاصطياد وحشٍ مِن الدرجة العليا، ويبدو أنَّ بعض الشياطين كانت ضمنهم.
‘هَذا الجزء فقط يتطابق مع أحداث القصّة الأصليّة.’
كونت فولكس فشل في استدعاء ملك الشياطين، وتمّ إيقاف التجسيد ، لكن…
الصدع الذي فُتح بالقوّة بين هَذا العالم والعالم الآخر لَمْ يُغلق تمامًا، واستمرّ بمرور السنوات في تسريب الشياطين مِن حينٍ إلى آخر.
البطل والبطلة عملا معًا لإيقاف ذَلك، ثمّ تطوّر الأمر إلى حبّ، ثمّ عرض زواج، وفي النهاية تزوّجا. هَذهِ كانت أحداث الملحق الطويل مِن القصّة الأصلية.
آه، هل يُعقل أنْ يكون فيليون معها أيضًا؟ وقفتُ على رؤوس أصابعي أحاول التحقّق مِن العربة.
“لقد بذلتِ مجهودًا كبيرًا في هَذهِ المهمّة أيضًا. سمعنا أنَّ هناك ثلاثة شياطين.”
“لا بأس. مقارنةً بالتّضحية التي قدّمتها السيّدة رايلي، فهَذا لا يُعتبر شيئًا.”
صحيح… الشياطين التي خلقتُها وقتها في الوهم… كم كانوا؟ حوالي ثلاثين؟
“سأتّبع إرادتها حتى النهاية. سأطرد كلّ الشياطين مِن هَذهِ الأرض!”
“ملكة المرتزقة العظيمة!”
“ووهه! إيريون ريفيل!”
“مِن أجل رايلي فولكس!”
لَمْ أستطع تحمّل هَذا الجوّ المليء بالحماس، فتراجعتُ بهدوء إلى الوراء. لَمْ أعتد على هَذا النوع مِن الاهتمام.
لكنّني واصلتُ مراقبة إيريون بعينيّ. أردتُ على الأقل أنْ أرى فيليون قبل أنْ أغادر.
فهو لَمْ يعُد صاحب برج السحر، أليس كذلك؟
مع طباعه، لا يُمكن أنْ يكون قد استقال بإرادته. مِن المؤكّد أنَّ ذلك الذي يُدعى تيود أو إيوود قد سلبه المنصب. كم كان ذَلك مهينًا له! والأسوأ أنَّ خصمه لا يتعدّى الثامنة عشرة!
هل مِن الممكن أنّه صُدم لدرجة أنّه انهار نفسيًّا؟ أنا أشتاقُ إليهِ بشدّة! قلبي يخفقُ بشدّةٍ فقط لفكرة رؤيته!
…لكن، مهما دقّقت النظر، لَمْ أستطع رؤيته.
لَمْ أتمكّن مِن كبح فضولي، فأشرتُ على كتف رجلٍ كان يهتف بحماسة باتّجاه إيريون.
“أه… هل تعرف شيئًا عن فيليون إلفيرت؟”
فانقبض وجه الرجل على الفور.
“فيليون إلفيرت؟ طبعًا أعرفه. مَن لا يعرفه؟”
“أوه، حقًّا؟”
“إنّه موجود في هَذا المكان أيضًا.”
“هُنا؟ في هُذا المكان؟”
إذًا، هو هُنا فعلًا؟ أعدتُ نظري بسرعة نحو إيريون.
“ليس هُناك. هُناك.”
وأشار الرجل إلى زقاقٍ مظلم بجوار نقابة المرتزقة.
مكانٌ لا يُشبه فيليون أبدًا، لكنّني خطوتُ نحوه.
هل يخجل مِن فقدانهِ لمنصب برج السحر ويختبئ؟ ضحكتُ في داخلي لهَذهِ الفكرة الطريفة.
لكن عندما وصلتُ إلى الزقاق، لَمْ يكُن هُناك أيِّ شخص. فقط بعض الأوراق مُعلّقة على الجدار.
وكان مكتوبًا عليها:
“صاحب الإنجازات في برج السحر: فيليون إلفيرت.
مطلوب.
مكافأة: عشرة مليارات.”
“…ماذا؟”
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 3"