أغمضتُ عينيّ، وما إن مضى وقتٌ قصير حتّى شعرتُ بهالته السحريّة.
كنتُ قلقةً قليلًا من أن تكون قد أصبحت غير مستقرّة بسبب النّظّارات التي تحتوي على طاقتي السحريّة، لكنّها كانت هادئةً جدًّا. إنّها طاقة تدلّ على دخول مرحلة التّعافي.
‘ويبدو أنَّ اللّعنة ما زالت في مكانها أيضًا.’
إنّها ساكنةٌ تمامًا، وكأنّها خُتمت وسط طاقة فيليون السحريّة.
‘هل يُمكن أن تكون هذه سبب فقدان فيليون لذاكرته؟’
إذًا، بما أنَّ ذاكرته قد اختفت تمامًا الآن، ألا يُفترض أن تكون اللّعنة قد اختفت أيضًا؟ هل تُمحى كلّما تراكمت الذّكريات لفترةٍ معيّنة؟
أم أنَّ السّبب الحقيقي لفقدان الذّاكرة هو اصطدامه برأسه، وهذه اللّعنة لها تأثيرٌ آخر؟
‘أريد أن أفتحها. الفضول يقتلني…!’
لكنّني لم أكن أنوي التّعامل معها اليوم. كان عليّ أن أغادر قريبًا برفقة وليّ العهد، ولن يكون من المناسب أن أُرهق جسدي. لا بدّ من أن أُزيل الحاجز الذي وضعه فيليون أيضًا.
في المرّة السّابقة، عندما وخزتها قائلة: ما هذا؟، تعرّضتُ لكارثة، لذا قرّرتُ هذه المرّة أن أكتفي بالمراقبة بهدوء من مسافة ثابتة.
وخلال مراقبتي لها طوال الوقت، لم تتحرّك اللّعنة إطلاقًا. في المرّة السّابقة هاجمتني، وكان من الطّبيعي أن تتفاعل مع حضوري، لكنّها لم تُبدِ أيَّ ردّ فعل.
‘سأتفحّصها بجدّيّة بعد انتهاء هذه المهمّة.’
سحبتُ يدي مع طاقتي السحريّة، وقد تملّكني بعض الأسف.
“هل أنتِ بخير؟”
“نعم، أنا بخير. لا يبدو أنَّ هناك دم… أليس كذلك؟”
“دعيني أرى.”
أبعد فيليون يدي التي كنتُ أمسح بها أنفي، ثمّ أمسك وجهي.
أردتُ أن أقول له: لماذا تنظر إلى فتحتي أنفي بهذه الجديّة؟، لكنّه كان يحدّق بقلق شديد جعلني أعجز عن الغضب.
لكن، لا، هذا غير مقبول. حتّى أمّي البيولوجيّة التي لا تذكر وجهي لم تحدّق في أنفي بهذا الشّكل من قبل.
لذلك أمسكتُ بذراعيه بقوّة محاوِلةً إبعاده، وعندها…
فُتح الباب فجأة.
“هل أنهيتِ التّحضيرات؟…”
الزّائر كان هيميل، مجدّدًا. حسنًا، لا أحد غيره يزور هذا المنزل على أيِّ حال.
ومع ذلك، بدا عليه الارتباك الشّديد كما لو أنّه يرانا للمرّة الأولى. نظر إليّ، ثمّ إلى فيليون، ثمّ مرّر نظره سريعًا على أزرار القميص المفتوحة.
“أخبرتُكما أن تُغلِقا الباب عندما تفعلان أشياء كهذه.”
“الأمر ليس كذلك!!”
***
لم يُعارض هيميل مرافقتي لفيليون.
بل أعطانا بعض النّصائح. وتحدّث عن أخبار ذلك الّذي يُدعى بايون أو بايين.
يبدو أنّه يُلاحق من يريدون خوض علاقاتٍ عاطفيّة داخل العمل ليمنعهم بإصرار. حتّى أنّه لا يستطيع قراءة القصص الرّومانسيّة أو المقالات الصّحفيّة المرتبطة بها.
يا له من مسكين.
وقد تولّى أيضًا مهمّة الاعتناء بمنزل دايل والتماثيل.
ليس لدرجة التّردّد إليها يوميًّا، لكنّه وعد بأن يأتي مرّتين أسبوعيًّا أثناء تولّيه المهام القريبة من العاصمة فقط.
قال إنّه كان ينوي البقاء في العاصمة حتّى بداية العام الجديد، وشجّعني على الرّحيل مطمئنّة البال.
‘يا له من شخصٍ لطيف. في البداية ظننتُ أنّه لا يمكن حتّى فتح الحديث معه.’
وقد التقيتُ مجدّدًا بوليّ العهد الّذي كان أوّل انطباع عنه جيّدًا.
عندما التقى بـ ابن عمّي فيل، حافظ على ملامحٍ لطيفة.
لم يشكّ في الأمر، ولم يُبدِ ارتيابًا. طرح عدّة أسئلة وكأنّه في مقابلة، لكنّها لم تكن تهدف لاكتشاف هويّته.
لم يبدُ أنّه يُعلّق عليه آمالًا كبيرة أيضًا.
صحيح أنَّ فيليون يُجيد القتال، لكنّه يفتقر كثيرًا إلى الخبرة.
‘يبدو أنّه يسمح له بالمشاركة فقط لأنّه يرافقني.’
على ما يبدو، أنا الوحيدة المتاحة حاليًّا كمُستخدمة سحر يُمكن توظيفها. لا يمكنهم إحضار أحدٍ من القارّة الشرقيّة.
أما بخصوص ثقتهم بي… فلعلّ بريدين قد أحسنت الحديث عنّي. وربّما وليّ العهد أيضًا أُعجب بانطباعه الأوّل عنّي.
“إذًا، نلتقي في ذلك المكان الأسبوع المقبل. أعتمد على كلاكما من الآن فصاعدًا.”
“سأبذل قصارى جهدي، سموّك.”
“ليس عليكِ أن تُجهدي نفسكِ كثيرًا.”
ابتسم وليّ العهد ثمّ غادر أوّلًا، ونحن تبعناه إلى الخارج.
كان المطعم الفاخر الذي اتّفقنا على اللّقاء فيه يتميّز بديكور الغرفة الخاصّة فقط، ولم يكن له أيُّ شيءٍ آخر مميّز.
بل شعرتُ أنَّ طعام فيليون كان ألذّ.
‘أمرٌ مزعج أنّه يُجيد هذا أيضًا، لكن يجب أن أُقيّم بموضوعيّة.’
بصراحة، لم تكن وجبةً مميّزة. حتّى الحلوى لم تُناسب ذوقي، فتركتها كما هي.
لذا فكّرتُ في المرور بمكان آخر قبل العودة، بينما كنتُ ألتفت حولي، التقت عيناي بعيني فيليون الّذي كان واقفًا يحدّق في عربة وليّ العهد.
أملتُ رأسي بتعجّب، فأشار بذقنه نحو العربة قائلًا:
“لم يكن وسيمًا.”
… ما هذا الكلام؟
“ستُعتقل بتهمة إهانة العائلة المالكة، انتبه.”
“أنا فقط قلت الحقيقة.”
“بمستواه، يُعتبر جذّابًا جدًّا. لماذا معاييرك عاليةٌ لهذه الدّرجة؟”
“لأنّ معايير ريكس متدنّية.”
“أنتَ الوحيد في العالم الّذي قد يقول هذا عن وليّ العهد.”
هممتُ أن أضرب ذراعه لأدعوه لتناول الحلوى، لكنّه أعاد نظره إلى العربة مرّة أخرى.
“ما الأمر؟ هل غيّرت رأيكَ وصار وسيمًا؟”
“لا، ليس لذلك. فقط…”
“فقط؟”
“لديّ شعورٌ غير مريح.”
“أليس لأنّكَ التقيتَ به سابقًا؟”
“ربّما.”
“يجب أن نُخفي هويّتكَ بإحكامٍ أكثر. لا تخلع النّظّارات أبدًا، مفهوم؟”
في تلك الأثناء، أنهى وليّ العهد حديثه مع مساعديه، واتّجه نحونا.
لم تكن هناك كلماتٌ رسميّة لإعلان الرّحيل.
امتطى وليّ العهد جواده أوّلًا، ثمّ ركبنا نحن خلفه.
رغم الضّجيج الطّفيف، فإنَّ الانطلاق كان هادئًا نسبيًّا بالنّظر إلى عدد المشاركين.
اقترب منّا وليّ العهد عندما كنّا نمرّ عبر إحدى المروج النّائية.
“أعتذر إن تسبّب رجالي بإزعاجٍ لكما.”
“لا بأس. رفيقي لا يهتمّ بهم كذلك.”
“إنّهم ليسوا سيّئين. سأحاول أن أُقيم أمسيةً أُعرّفكما فيها على بعضهم.”
ثمّ التفت إلى فيليون وأومأ له أيضًا. لم يتعرّف عليه أبدًا، يا للسّعادة.
“……ألا يقلق سموّك؟”
“هاه؟ أقلق؟”
“قد أفشل في فكّ الحاجز الّذي صنعه فيليون إلفيرت.”
اتّسعت عينا وليّ العهد قليلًا.
“لاحظتِ ذلك إذًا.”
“لقد ألمحتَ لي مُسبقًا.”
“لكن لم أظنّ أنّكِ ستتحدّثين بهذا الصّراحة فجأة.”
نظر إليّ مبتسمًا برقّة، ولم يكن حديثه نابعًا من غضب.
سألتُه بحذر:
“هل هناك فعلًا كتابٌ محرّم في ذلك المكان؟”
“أتمنّى ذلك. فلا نعرف مكانه في أيِّ موضعٍ آخر. على الأقلّ، لم يبقَ مكان نبحث فيه داخل الإمبراطوريّة.”
“وكيف تأكّدتم من وجود حاجزٍ هناك؟”
“أحد مساعدي تعلّم السّحر من قبل. لم يتمكّن من دخول برج السّحر لأنّه يفتقر إلى الموهبة، لكنّه يملك قدرةً حسّاسة تُساعده على رصد الطّاقات الغريبة. مشكلته أنّه لا يستطيع تحديد هويّة المالك.”
“إذًا، لا تأكيد على أنه حاجزٌ مِن صنع فيليون.”
“صحيح. فقط نُخمّن ذلك لأنّ تصميمه شديد الإتقان، ويُشبه أسلوبه.”
ثمّ بدا أنَّ وليّ العهد يفكّر لحظة، ثمّ ابتسم مجدّدًا:
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 29"