اللعنة التي أُطلقت على بريدين ودايل كانت سبع لعناتٍ بالمُجمل.
مِن بينها، أربعٌ كان قد تعامل معها البرج السحري مِن قبل، حتى ولو بشكلٍ عابر، واثنتان منها يمكن حلّهما باستخدام سحر شفاءٍ بسيطٍ للغاية.
أما الأخيرة، لعنة التحجّر، فكانت هي المحور الأهم، لكنها بدورها لَمْ تكُن صعبة التحليل.
وهَكذا، في اليوم الخامس عشر مِن البحث.
‘نقوش التعويذة جاهزة، والتعويذة نفسها مكتملة، والمواد المطلوبة طُلبت، ومُحضّر الجرعات… وإنْ كان رخيصًا بعض الشيء، لكن طالما أعددتُ الجرعة جيدًا، فلَن يكون هناك مشكلةٌ كبيرة في الجودة.’
لكن، هَذا لا يعني أنْ لا وجود لما يدعو للقلق. الجرعة التي يجب أنْ أتناولها، والتي ستُستخدم لتغيير خصائص جسدي السحرية، تثير قلقي قليلًا.
طريقة التحضير التي خطرت في بالي تبدو مليئةً بالأعراض الجانبية. صحيح أنَّ النتيجة ستكون جيدة، لكن…
‘سيكون الأمر مؤلمًا جدًا، أليس كذَلك؟’
وأنا أُفضّل تجنّب الألم قدر الإمكان.
‘أوه، صحيح، فيليون سبق أنْ أجرى بحثًا في هَذا.’
أتذكّر أنّني قرأته أيضًا. ليس لأنَّ ذَلك البحث كان مميزًا بشكلٍ خاص، بل لأنّني أقرأ دائمًا الأبحاث التي يُصدرها فيليون. على أمل أنْ أجد نقطة ضعفٍ له فيها.
لكن للأسف، لَمْ أجد ولو مرّةً واحدة.
‘نقوش التعويذة كانت فريدة جدًا. معقّدة إلى درجةٍ لا يجرؤ كثيرون على تجربتها، لكنها فعّالة، وبلا شك، كانت أقلّ إيلامًا. آه، ما كانت التفاصيل مُجددًا؟’
لكن، للأسف مرّةً أخرى، ذاكرتي ليست عبقريةً إلى درجة أنْ أحتفظ بتفاصيل قرأتها قبل خمس سنوات. ومع ذَلك، لديّ يقينٌ أنّها ستكون مفيدةٌ. المشكلة أنَّ…
‘صاحب البحث نفسه لا يتذكّر أيَّ شيء.’
أدرتُ رأسي نحو الأريكة.
والتقت نظراتي مع فيليون مُباشرةً. ومنذُ اليوم الأول، كان هَذا حالنا. هو يُراقبني، وأنا أركّز في عملي.
لكن، منذ مدّة، بدأت أشعر أنَّ نظرته لي قد تغيّرت. لَمْ تعد نظرة حذرٍ فقط، بل أصبحت…
نظرة شفقةٍ، نوعًا ما.
“ما الأمر؟”
أغلق فيليون الكتاب الذي كان يقرأه واقترب منّي. فأظهرتُ له ملامح مهدِّدة.
“ماذا؟ لَمْ أنادِك.”
“كنتِ تحدقين، فظننتُ أنكِ بحاجةٍ للمساعدة.”
“لا شيء.”
لأنكَ لا تتذكّر شيئًا.
آه، لو كان يقرأ كتبًا سحرية بدلًا مِن تلكَ، لكان الأمر أسهل بكثير.
“ماذا عن العشاء؟ هل ترغبين في شيءٍ محدد؟”
…لا يعني هَذا أنّني أكرهه حاليًا.
فالحقيقة أنَّ الحصول على طعام مِن فيليون إلفيرت ليس أمرًا سيئًا أبدًا. طعامه لذيذٌ للغاية.
حتى أنّه يُجيده بدرجة لا تسمح لي بتقديم أيِّ ملاحظات. لكن على الأقل يُمكنني التحكّم في قائمة الطعام.
“لحم غنم. ومعه الكثير مِن الخضار.”
أومأ برأسه ونهض مِن مكانه.
وخلال فترة تحضير العشاء، ركّزت مجددًا في بحثي. وكنتُ أحاول استرجاع بحث فيليون، تحديدًا.
لكن، وللأسف، ظلّ الأمر مُستعصيًا حتّى انتهى العشاء، واضطررتُ أنْ أجرجر قدميّ نحو المائدة.
‘لكن، الطعم اللذيذ يجعلني أشعر بالتحسّن.’
قال دايل إنه عمل كمرتزق بسبب المال؟ إنْ كان كذَلك، فهو أحمقٌ حقيقي. لو كان قد فتح مطعمًا صغيرًا ووضع فيليون كطاهٍ فيه، لكان قد أصبح مليونيرًا بسرعة.
وبينما كنت أفكّر بهَذا، كانت أطباقي قد أصبحت فارغة. وما إنْ وقفتُ، حتّى وقف هو أيضًا.
“سأتولى أمر التنظيف.”
“لا داعي. هل تظنّني أنتَ؟”
وبعد أنْ أنهيتُ غسل الصحون وعدت، وجدتُ نفسي أمام المشكلة مِن جديد. بحث فيليون.
لكن حتى بعد أنْ تغذّيتُ جيدًا، لًمْ تتحرّك أفكاري كما أردتُ، فقرّرت اللجوء إلى أسرع وسيلةٍ متاحةٍ لدي.
وأقرب وسيلة أيضًا.
“فيليون، هل تُلقي نظرةً على هَذا؟”
ما إنْ أشرتُ بيدي، حتّى اقترب وهو ما يزال يُنهي ترتيب المطبخ.
نشرتُ الأوراق على الطاولة وقلت:
“أنا أعدّ جرعةً سحرية، وأفكّر باستخدام الطريقة التي استخدمتها في البرج في الماضي. لكن، مهما حاولت، لا أستطيع تذكّرها بشكلٍ دقيق.”
“ألم يكُن ذَلك بحثًا غير منشورٍ للعامة؟”
“نعم. كان معقّدًا وصعب التطبيق، لذا قرّرت اللجنة العليا للبرج أنه غير قابل للتسويق. طلبوا منكَ تبسيطه، لكنّك قلت إنه مزعج، وانتهى الأمر هَكذا.”
وكانوا محقّين. تغيير الخصائص السحرية للجسد أمرٌ نادر أصلًا.
حتى لو تمّ تسويقه، فلَن يُدرّ الكثير مِن المال.
‘لهَذا نسيتُ الأمر سريعًا على الأرجح.’
آه، لو كنتُ أوليتُه اهتمامًا أكبر. وبينما كنت أعضّ شفتيّ ندمًا…
“كما ظننت. لقدِ كنتِ في القارة الغربية مِن قبل، أليس كذلك؟”
ارتعشتُ بشدّة.
قال فيليون وهو يُحدّق بي بنبرةٍ منخفضة:
“لا يُمكن معرفة هَذا إنْ لَمْ تعيشي في برج السّحر.”
وفقط حينها، أدركتُ الخطأ الذي ارتكبتُه.
فالمُرتزقة “ريكس إيميل” لَمْ تخرج يومًا مِن القارة الشرقية.
بريدين كانت تعرفني على هَذا النحو، ولابدّ أنّها أخبرت دايل، وكذَلك سمعها فيليون.
لكن حديثي قبل قليل جعله كذبًا صريحًا. وكنتُ قد طلبت مِن فيليون أنْ يثق بي قبل أيام فقط.
بل وقلت له إنّنا التقينا في القارة الغربية حين أتي لزيارتها.
“آه. أُه… يعني… هاه… الأمر هو…”
اللعنة، بمَ أبرّر ذَلك الآن؟
هل أخبره بكل بساطة إنني مِن خريجي البرج؟ لكن ماذا لو وصل هَذا الخبر إلى البرج وبدأوا بالتحقيق بشأن وجودي؟ ماذا؟ لماذا قد يصلهم الخبر؟
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 16"