خمسة رجال، أربعة في منتصف العمر وشابٌ واحد. من أصواتهم وأحاديثهم، بدا أنّهم مرتزقة.
“لنشرب لمستقبلنا المشرق!”
“لنشرب!!”
كان الضجيج يشتّت أفكاري.
“سأغادر أولاً.”
قرّرتُ العودة إلى الغرفة لأبحث عن موضوعٍ أفتحه لاحقًا.
ولكيلا يبدو أنّي أتهرّب، أنهيتُ طبقي تمامًا. وما إن وضعتُ الشوكة حتى أومأ فيليون برأسه.
لكن بينما كنتُ أنهض:
“أخ!”
اصطدمتُ بذراعٍ وجسدٍ قويّين. يبدو أنّ الرجل من الطاولة المجاورة نهض في اللحظة نفسها.
اندفعتُ إلى الأمام.
“لينا!”
“آه! آسفة!!”
يناديني فيليون لينا، لأنّ اسمي الحقيقي ‘رايلي’ يلفت الانتباه كثيرًا، أمّا اسم ‘ريكس’ فقد اشتهر بصفته مطلوبًا. فلم يكن أمامي سوى هذا الاسم.
على الأقل هو لم ينسَ وناداني به في اللحظة الحرجة.
“لينا، هل أنتِ بخير؟”
أسرع نحوي وأمسكني كي لا أسقط.
كدتُ أنقلب فوق المائدة لولا ذلك.
سألني الرجل ذو الصوت الأجش:
“هل أنتِ بخير؟ هل أصابكِ مكروه…….”
“بخير. أنا بخير.”
لكن فيليون قطّب حاجبيه بقوّة كأنّه هو الذي ضُرِب.
ربّتُّ على ذراعه لأطمئنه، فبدأتْ تجاعيد جبينه تخفّ.
اقترب المرتزقة الآخرون أيضًا.
“آسفون، لقد شرب هذا الرجل كثيرًا فلم ينتبه.”
“يا بايون! ألم أقل لك أن تتحرّك بحذرٍ وأنتَ لديك جسدٌ ضخم؟!”
“صحيح. نعتذر حقًا، آنسة.”
“يا إلهي، لو كان هيميل هنا لأجبرك على الانحناء حتى الأرض!”
مهلاً، ماذا؟
“هيميل؟”
سألتُهم ثانية.
“هيميل راندولف؟”
“آه، هل تعرفينه؟”
“نعم، في الواقع…….”
عقدتُ حاجبيّ وأنا أتأمّلهم. خمسة رجال، أقوياء البنية، بملابس خفيفة، بلا سلاح – ربما تركوه في المقصورات.
الرجل الشاب الذي اصطدمتُ به يُدعى بايون. الاسم مألوف.
بايون…… أليس هو الذي قال هيميل إنه يكره قصص الحب؟
ما إن قلتُ ذلك حتى انفجروا ضاحكين.
“هاهاها! صحيح!”
“لا بد أنّ هيميل أخبركِ عن بايون!”
احمرّ وجه بايون خجلاً، لكنّه مدّ يده بأدب.
“بايون آشبون.”
“لينا هاوين.”
لقاءٌ لم أتوقّعه قط.
***
انضممنا إلى مائدتهم.
الرجل الأكبر سنًا منهم قال إنّه متعبٌ وجلس، ثم دعانا للانضمام.
قبلتُ العرض، متذكّرة أنّ فيليون كان ينسجم جيّدًا مع رجال وليّ العهد في الماضي.
فهو حتمًا يشعر بالضيق من انقطاع حديثنا المستمر، فليتحدّث مع الآخرين قليلاً.
وكما توقّعت، انسجم فيليون مع المرتزقة بسهولة، ما سمح لي بأن أسمع الكثير من القصص.
قالوا إنّهم جميعًا عملوا مع هيميل من قبل، لكن اجتماعهم الخماسي لم يحصل سوى في آخر مهمّة، ولأنّ انسجامهم كان رائعًا، قرّروا تنفيذ المهمّة التالية معًا، وهم الآن في طريقهم إلى القارّة الشرقيّة.
“ولماذا تذهبان أنتما إلى القارّة الشرقيّة؟”
تجمّدتُ للحظة وأنا أرفع الكأس إلى شفتيّ.
لديّ سببان للذهاب:
الأول، الابتعاد عن القصر.
الثاني، لأنني أشتاق للعودة.
لكن ما الذي سأفعله بعد الوصول؟ لم أفكّر بعد. كنتُ فقط أنوي أن أستريح قليلاً بعد فترة الانشغال الطويلة.
‘هل أسمّيها نقاهة؟ عطلة؟’
ولم أقرّر بعد كيف أقدّم فيليون للآخرين.
كان عليّ التفكير بالأمر، لكن وجوده بجانبي شتّتني تمامًا.
تردّدتُ ولم أعرف ما أقول، حتى تدخّل فيليون.
“نفس سببكم تقريبًا. نذهب لأجل العمل.”
“أوه، إذن أنتما أيضًا ……؟”
“نعم، نحن رفيقان.”
رفيقان…… لم يكن وصفًا خاطئًا.
وكان أفضل إجابةٍ لتجاوز الموقف.
‘لكن ما هذا الشعور المزعج الذي يغمرني؟’
هل السبب الخمر؟ شعرتُ بضيقٍ غريب.
ملأ بايون كأسِي مرّةً أخرى بلباقة، فشربتُه.
ثمّ نظرتُ إلى فيليون الذي كان يتحدّث بنشاطٍ مع المرتزقة.
فجأةً، تذكّرتُ مشهد ‘وهم الذاكرة’، حين كان يجلس في مختبري شاردًا يفتقدني.
‘صحيح…… لقد رأيتُ ذاكرته من دون إذنه.’
أن يطّلع شخصٌ آخر على ماضيك، أمرٌ مزعجٌ بالتأكيد.
ربما هذا سبب إحراجه مني الآن. فقد أخبرته عند قصر الإمبراطور أنني رأيتُ تلك الذاكرة.
نعم، لا بد أنّه محرج.
أنا نفسي سأشعر بالإحراج.
لكن، في النهاية أنت تحبّني، أليس كذلك؟
فلماذا تبدو في هذه الأيام باردًا وبعيدًا هكذا؟
تحافظ على المسافة بيننا بدقّة، أليس كذلك؟
‘هاه…… حقًا، لا أفهمك.’
نظرتُ إليه بتركيز، ثم رفعتُ الكأس إلى فمي مرّةً أخرى.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
حسابي ✿《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 117"