“هل يُمكن أن نجدَ مزيدًا من مثلِ هذهِ الأشياءِ إذا ذهبنا إلى جوارِ أرضِ الموتِ؟”
هزَّ ميخائيل كتفيهِ إشارةً إلى الجهل.
“لستُ أدري. يُقالُ في الشائعاتِ إنَّهُ يوجدُ كتبُ سحرٍ أيضًا… لكن لم يُكتشفْ شيءٌ كبيرٌ بعدُ. وهذا الشيءُ أيضًا عُثرَ عليهِ على نحوٍ نادرٍ، لذلكَ أظنُّ أنَّ العثورَ على غيرهِ سيكونُ صعبًا.”
أعادَ إدخالَ المذكرةِ في المغلفِ. ورغم أنَّها كانتْ المرةَ الثانيةَ التي أراهُ يفعلُ ذلك، إلَّا أنَّ المنظرَ ما زالَ مدهشًا.
“هل لديكم أسئلةٌ أخرى؟”
“لا، لا بأس.”
بفضلِ هذا المغلفِ لن أحتاجَ إلى حرقِ المذكراتِ بعدَ الآن. وإذا زادَ اعتمادي على ميخائيل، ربَّما سأتمكَّنُ من سؤالهِ عن المذكراتِ التي لا أراها إلَّا أنا.
‘إذا كانَ لا بدَّ لي من استمالةِ شخصٍ ليكونَ في صفي، فميخائيل هو الأنسبُ.’
كبحتُ ارتجافَ قلبي وهززتُ رأسي.
أدخلَ ميخائيل المغلفَ في حقيبتِهِ.
وعندما كنتُ أراقبُهُ، تذكرتُ شيئًا كنتُ قد نسيتُه.
“صحيح، كيفَ سأعطيكَ مكافأةَ العمولةِ؟”
طرفَ ميخائيل بعينيهِ مندهشًا، ثمَّ سرعانَ ما أطلقَ ضحكةً مشرقةً.
“معَ ذلكَ، أتعلمونَ أنَّكم أخذتم مني هذا المغلفَ أيضًا؟”
“هاها…”
ضحكتُ بخجلٍ، فتابعَ هو بصوتٍ مفعمٍ بالمرح.
“يكفيني أنْ تبتاعوا لي فنجانَ شاي هنا. رؤيتي لمثلِ هذا الشيءِ العجيبِ تُعدُّ مكافأةً كافيةً.”
ربّتَ ميخائيل على حقيبتِهِ برضا. وفي تلكَ اللحظةِ، طرقَ الخادمُ البابَ وهو يحملُ الشاي وكعكةَ الباوند.
—
حتى بعدَ أنْ افترقتُ عن ميخائيل، ظلَّ السحرُ الذي أرانِيه يطوفُ في رأسي.
‘لقد دخلتُ فعلًا إلى داخلِ الرواية.’
هدأتْ أعصابي الحادّةُ أخيرًا. تُرى، لو تمَّ تطهيرُ الإمبراطوريةِ من السحرِ، هل سيُصبحُ بالإمكانِ اكتشافُ المزيدِ من هذهِ الآثارِ؟
وربَّما، وإنْ لم أتمكّنْ من ممارسةِ السحرِ بنفسي، فإنِّي أستطيعُ العيشَ في عالمٍ يوجدُ فيهِ السحرُ.
لكنَّ نشوتي تلكَ سرعانَ ما ارتطمتْ بالوحل.
فما إنْ دخلتُ القصرَ، حتى هرعَ إليّ الخدمُ بوجوهٍ مضطربةٍ.
“آنسة!”
لقد أضاءَتْ وجوهُهم بالارتياحِ حين رأوني، غيرَ أنَّ ذلكَ زادَ من قلقي.
“ماذا هناك؟ ما الذي حدثَ؟”
“الأمرُ أنّ…”
في تلكَ اللحظةِ اقتربَ مديرُ الخدمِ من بعيدٍ. وما إنْ رآني حتى انحنى.
“صاحبُ السموِّ في غرفةِ الاستقبالِ.”
“صاحبُ السمو؟ داميان؟”
فرغَ رأسي من كلِّ شيءٍ. كنتُ أرجو أنْ لا يبحثَ عني، ولم أظنَّ أنَّ محادثتي القصيرةَ مع ميخائيل ستُؤدّي إلى هذا.
“لا، لا شيء. كلُّ شيءٍ كما هو. إنِّي فقط قلقةٌ عليكِ.”
كلامٌ معسولٌ، لكن تصرفاتُهُ لم تُشبهْ ذلك. فلم يحدثْ مؤخرًا أيُّ تغيّرٍ يجعلُ الشوارعَ أخطرَ.
‘عليّ أنْ أتحققَ من الأمرِ لاحقًا.’
غيرتُ الموضوعَ بلطفٍ:
“سأُراعي ذلكَ من الآنَ فصاعدًا. لكنْ، عمّاذا تحدثتُم معَ أبي؟”
كانَ غريبًا أنْ يستقبلَهُ أبي بدلًا من ثيو. فصحيحٌ أنَّ مقامَ الضيفِ يقتضي ذلك، لكنَّ العادةَ جرتْ أنْ يكونَ ثيو هو المكلّفُ بلقائهِ ما دمتُ غائبةً.
صمتَ داميان لحظةً قبلَ أنْ يجيب.
“معَ الدوق؟ تحدثنا عن حفلةِ التنكّرِ الخيريةِ التي أُقيمتْ البارحة.”
“حفلةُ تنكّرٍ؟ هل حضرتَها؟”
لو كانَ قد حضرها، لأمرني أبي بالحضورِ أيضًا. سألتُ بدهشةٍ، فأجابَ بهزِّ رأسه.
“لا، لم أحضر.”
أومأتُ في داخلي. كما توقعتُ، لم يحضر. فدوقُ ريتّي ليسَ من أنصارِ الإمبراطور.
إقامةُ مثلِ هذهِ الفعاليةِ قبلَ أهمِّ احتفالاتِ البلاطِ لا تدلُّ إلا على علاقةٍ مريبةٍ. بل هي رسالةٌ صريحةٌ بعدمِ قدومِهم. لكنْ، لماذا اهتمَّ داميان بها؟
انتبهَ إلى استغرابي، فأوضح:
“الحفلةُ هذهِ المرّةَ كانتْ مخصّصةً للاجئين.”
“لاجئين؟”
كانتْ الحفلاتُ الخيريةُ تُقامُ عادةً لفقراء العاصمةِ أو الأقاليمِ، بالتناوبِ. لكنْ لم يحدثْ قط أنْ أُقيمتْ لأجلِ اللاجئين. فعددُهم قليلٌ، ولم يكنْ هناكَ داعٍ للتمييزِ بينهم وبينَ الفقراءِ الآخرين.
لكنْ فجأةً تُقامُ لهم خصيصًا؟ ظللتُ مذهولةً، فتابعَ داميان شرحه:
“هل تذكرينَ ما قلتُهُ لكِ سابقًا، عن توسعِ أرضِ الموتِ؟”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات