– مخطوبة للدوق الأعمى.

 

 

الفصل 222

 

 

 

 

 

 

* * *

 

 

 

مرت الليلة المظلمة العميقة وأشرقت شمس جديدة. ولمعت عيون رئيس الوزراء، وهو ينظر إلى العرش، بريقاً لا يتناسب مع عمره. تم سحب شعر ولي العهد المجعد بلطف إلى الخلف ليكشف عن جبهته العريضة، وكانت عيناه الذهبيتان الواضحتان والمشرقتان مستقيمتين. يمكن لأي شخص أن يرى أن ولي العهد الذي يجلس بشكل عرضي على العرش كان غير مستاء.

 

“مرض جلالته أعمق مما أعتقدت. كما رأى طبيب القصر أنه كان في حالة لا يستطيع فيها الاهتمام بالشؤون الحكومية”.

 

قام حرس القصر الإمبراطوري، الذي كان يقف في الخلف، بإحناء رأسه قليلاً نحو الدوقات الثلاثة ورئيس الوزراء الذين كانوا ينظرون إليه ثم أجاب.

 

“هذا صحيح. وتقرر أن جلالة الإمبراطور فقد ذاكرته ولن يتمكن من حضور الشؤون الحكومية. ومع ذلك، على الرغم من أن مرضه خطير، فإن جلالة الإمبراطور يرفض العلاج “.

 

وبعد سماع التقرير من البلاط الإمبراطوري، ارتسم على وجه رئيس الوزراء الحزن. شعر أن تصرفات صاحب الجلالة كانت هادئة، لكنه لم يعتقد أبدًا أنه سيخفي مرضه بهذه الطريقة.

 

“ولهذا السبب أعتزم أن أصبح وصيا على العرش. إذا كان لديكم أي آراء أخرى، ارجوا التحدث عنها دون تردد.”

 

“أنا أؤيد تماما الحكم الحكيم لسمو ولي العهد” وأعرب رئيس الوزراء عن دعمه لولي العهد.

 

“أنا أؤيد ذلك أيضًا.” كما أعربا كل من الدوقة الشرقية إيدينا وسميث الدوق الجنوبي عن موافقتهما. نظر إليهم ولي العهد واحدًا تلو الآخر، وهبط أخيرًا على دوق الغرب.

 

دوق الغرب الصامت والواقف مثل الجبب الشامخ؛ أخيرًا حرك شفتيه وقال: “أنا أدعم سمو ولي العهد”.

 

“شكرا لكم جميعا. أنا عديم الخبرة، ولكن سأبذل قصارى جهدي من الآن فصاعدا. اقتراحي الأول يتعلق بالتجارة الغربية. الإمبراطورية بأكملها منزعجة بشدة من هذا الحادث. دوق الغرب، سأصدر اعتذارًا رسميًا بخصوص خطيبتك. لذا، هل يمكنك إعادة النظر من فضلك؟”.

 

“كما تأمُر.”

 

“حسنًا. هل سيقول رئيس الوزراء ما هو التالي على جدول الأعمال؟”.

 

“آه نعم.”

 

صفّى رئيس الوزراء صوته وبدأ يطرح، واحدًا تلو الآخر، الأشياء التي كان الإمبراطور يؤجلها بسبب الترف والترفيه.

 

 

 

 

 

 

 

صُدر إعلان رسمي من قبل العائلة الإمبراطورية. كان المحتوى الرئيسي هو أن ولي العهد سيكون بمثابة الوصي بسبب مرض الإمبراطور.

 

كما اعتذر رسميا عن وصف خطيبة دوق الغرب الآنسة مارين شوينز بالساحرة، مضيفا أنها آنسة نبيلة عادية. وفي الوقت نفسه، سحب الدوق الغربي أيضًا منشوره المتعلق بتجارة الغرب.

 

وكانت العاصمة تضج بالأخبار الجديدة المتوالية، وكان الجميع مليئا بالترقب. وتولى ولي العهد، الذي تولى منصب الوصي، شؤونه بسرعة.

 

تم التعامل مع العديد من الشؤون التي لم يهتم بها الإمبراطور بسرعة.

 

وعندما تم حل الإعمال التي طال انتظارها، حتى أولئك الذين لا يثقون في ولي العهد بدأوا في الثناء عليه. باستثناء شخص واحد.

 

 

 

* * *

 

 

 

ألقى الإمبراطور، الذي كان محاصرا في الفيلا، كل زجاجات المياه والزخارف على الطاولة. لكن بغض النظر عن مدى صراخه ورميه للأشياء، فإن الغضب الذي تراكم في قلبه لم يختفِ ولم ينضب.

 

“نحن عن القصر الإمبراطوري.”

 

عندما فتح الخادم الباب، طارت مزهرية نحوه وارتطم على الإرض محدثًا صوتًا حادًا بسبب الأرض الرخامية. توقف الخادم الذي كان على وشك الدخول في مكانه على حين غرة.

 

“كيف تجرؤ على فتح الباب بلا إذني؟!”.

 

انحنى الخادم الإمبراطوري بشدة بتعبير مضطرب.

 

“أحيي جلالة الإمبراطور. صاحب الجلالة، تحتاج إلى إجراء فحص. من فضلك كن أقوى بسرعة-“.

 

“توقف عن الحديث بالهراء واخرج من هنا!”.

 

قطع الإمبراطور كلمات الخادم وألقى فنجان الشاي الخزفي محطمًا أيها، مما تسبب في ارتجاف الخادم. كان الخادم، الذي سئم سلوك الإمبراطور الشرير كل يوم، على وشك إغلاق الباب بوجه خالٍ من التعبير، عندما جاء صوت الإمبراطور الحاد.

 

“لماذا لا أستطيع رؤية كبير الخدم؟”

 

عندها أظلم وجه الخادم على الفور.

 

تم العثور على كبير الخدم الذي شنق نفسه في غرفته كجثة باردة هذا الصباح. مع وصية تنص على أنه سيدفع حياته ثمناً لخطيئة الفشل في خدمة الإمبراطور بشكل صحيح.

 

لقد كان شخصًا يعتني دائمًا بمرؤوسيه بعناية. لماذا بحق السماء قام مثل هذا الشخص بهذا الاختيار؟.

 

“لقد انتحر كبير الخدم أمس.”

 

“… … ماذا؟”

 

اتسعت عيون الإمبراطور بمفاجئة. وسرعان ما ارتعشت شفاه الإمبراطور العابس.

 

“هل بسبب ولي العهد هذا؟”

 

“لا. إنه شيء اختاره كبير الخدم بنفسه.”

 

قال الخادم المتفاجئ الحقيقة على عجل.

 

“هذا لا يمكن أن يكون ممكنا. من المستحيل أن يفعل كبير الخدم شيئًا كهذا. ربما خطط ولي العهد لكل شيء لقتله”.

 

نظر الإمبراطور إلى الجبل البعيد بعيون باردة وتحدث بصوت واثق. لم يعد الخادم قادرًا على الكلام وأحنى رأسه.

 

 

 

* * *

 

 

 

لقد مر أسبوع على سجن الإمبراطور في الفيلا. بغض النظر عن مدى صراخه ونضاله، لم يتمكن من مغادرة الفيلا، ولم يكن هناك أحد يبحث عنه باستثناء موظفي القصر الإمبراطوري.

 

هل سبق له أن عومل بهذه الطريقة أثناء عيشه كإمبراطور؟.  أدت الحياة المنعزلة إلى تآكل الاعتقاد بأنه سيكون قادرًا على تولي العرش الإمبراطوري مرة أخرى تدريجيًا.

 

“جلالتك.”

 

رفع الإمبراطور، الذي كان متكئًا على الأريكة بوجه متعب، رأسه عندما سمع صوتًا يناديه. استطعى رؤية وجه الشخص الذي أفتقده كثيرًا من خلال باب غرفة المعيشة المفتوح.

 

“الإمبراطورة السابعة!”.

 

انتشر الفرح عبر عيون الإمبراطور الذهبية.

 

“أنا هنا لخدمتك من الآن فصاعدا.”

 

“كما هو متوقع، أنتِ الوحيدة. الإمبراطورات الأخريات لا يأتون للزيارتي أبدًا.”

 

ابتسمت إيرا ببراعة ونظرت حولها. مزهريات وكتب مكسورة متناثرة على الأرض. كما كانت ادوات الشاي باهظة الثمن مكسورة ومتناثرة.

 

“الأمر فوضوي في الداخل. سأطلب منهم تنظيفه بسرعة.”

 

“لا بأس.”

 

أغمض الإمبراطور عينيه، وضغط حاجبيه معًا، وصنع وجهًا متعبًا.

 

“هل يؤلمك رأسك مرة أخرى؟”.

 

“توقفي!”

 

فتح الإمبراطور عينيه وأعطى تحذيرًا بنظرة قلقة.

 

“لا تقولي أشياء كهذه بلا مبالاة. أليس الخائن يقوم حاليا بدور الوصي بحجة مرضي؟ إذا تم الكشف عن صداعي، فسوف تنتشر الشائعات بأنني مريض حقيقي. من المهم أن يكون الإمبراطور قويًا إذا أراد عودته إلى منصبه في أسرع وقت ممكن.”

 

أمالت إيرا رأسها بتعبير بريء.

 

“يا صاحب الجلالة، هل من الممكن حقا أن تعود لمنصبك؟”.

 

“فكري. بما أنني أتمتع بصحة جيدة، إلى متى يمكنهم إبقائي محبوسًا باستخدام المرض كذريعة؟ ينبغي لأحد أن يكون مرتابًا. إن انعدام الثقة هذا يصبح شرارة سوف تشتعل قريبًا وتبتلع الخائن.”

 

اختفت النظرة القلقة، وتألقت عيون الإمبراطور الذهبية بالجشع.

 

“ألم يطرد أيضًا اعضاء مجلس البلاط الإمبراطوري؟ إذن من سيثبت قوة جلالتك؟”.

 

“كلمتي هي القانون. إذا قال الإمبراطور ذلك، فليكن، فمن يحتاج إلى دليل؟”.

 

“يمكنك حقًا أن تفعل ما تريد.”

 

ايرا دحرجت عينيها وابتسمت. وعلى الرغم من كلماتها الجريئة، نظر إليها الإمبراطور وكأنه يحبها.

 

“هل تعلمين أنكِ الوحيدة على قيد الحياة بعد قول ذلك للإمبراطور؟”

 

“بالتأكيد. لأن جلالتك تهتم بي.”

 

بينما ابتسمت إيرا بثقة، ضحك الإمبراطور.

 

“حسنا، حسنا. أعتقد أنني سأعيش بشكل أفضل قليلاً الآن بعد أن كنتِ هنا.”

 

“سأعتني بك حتى أغمض عيني بجوار الإمبراطور”.

 

“هذه المدة الطويلة؟”.

 

“لماذا؟ هل ستحضر حقًا إمبراطورة أخرى؟”.

 

عندما أدارت إيرا رأسها بنبرة غيورة، كان الإمبراطور مسرورًا.

 

“جاذبيتكِ وحشية ولطيفة اليوم.”

 

“أنا سعيدة لأنك تشعر بتحسن. بل أعددت الشاي. إنه ليس للصداع، إنه شاي يساعدكِ على النوم جيدًا.”

 

تحدثت إيرا كما لو كانت تتذكر كلمات الإمبراطور. جلب سلوكها الذكي ابتسامة راضية على شفاه الإمبراطور.

 

“لم أتمكن من النوم جيدًا منذ أن كنت محبوسًا هنا، لذا فهذا أمر جيد.”

 

ابتسمت إيرا بهدوء ووقفت لتحضير أوراق الشاي بنفسها.

 

“ماذا عن خادمتكِ؟”.

 

“لقد جئت مبكرا لأنني أردت أن أرى جلالتك بسرعة. الخادمة سوف تحزم حقائبها وتأتي قريبا.”

 

“حسنًا. أسرع وأحضري الشاي.”

 

“نعم.”

 

غادرت إيرا غرفة المعيشة بابتسامة جميلة.

 

 

 

* * *

 

 

 

وبعد شهر.

 

العيون الذهبية التي أصبحت غائمة ومظلمة. العيون التي تكون حذرة باستمرار من محيطها. خدوده المنتفخة سابقًا قد غرقت وأختفت. تحت عينيه كانت هاله سوداء. وفي مرحلة ما، أصبح الإمبراطور، الذي اشتد مرضه بسبب عدم قدرته على تناول الطعام بشكل جيد، أكثر شراسة وأكثر عنفًا.

 

كلانجغ!

 

تحطمت المزهرية التي ألقاها الإمبراطور، ومرت شظاياها على خد إيرا.

 

“آه… … “.

 

ظهرت خطوط حمراء على خديها، وسرعان ما نزف الدم.

 

“جلالتك!”.

 

ركضت كاميليا المذهولة ولمست خدها بمنديل.

 

“أنا بخير.”

 

إيرا دفعت كاميليا بخفة وقالت بلا مبالاة. كان الإمبراطور يقضم أظافره وينظر حوله في كل مكان، ثم حول نظره إلى إيرا.

 

“لماذا كنتِ واقفة هناك؟”.

 

 

 

~~~

 

 

إيرا😭😭😭 

 

 

لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!

 

حسابي انستا:  roxana_roxcell

حسابي واتباد: black_dwarf_37_