– مخطوبة للدوق الأعمى. 

 

الفصل 218

 

 

 

 

 

 

* * *

 

 

 

الفرسان الذين يحرسون قصر ولي العهد منعوا المرأة التي اقتربت. ثم شددت الخادمة التي تقف خلف المرأة تعبيرها وتقدمت إلى الأمام.

 

“هل تمنعون طريق صاحبة الجلالة الآن؟”.

 

أحنى الفارس رأسه بأدب للإمبراطورة.

 

“أعتذر يا صاحبة الجلالة. هذا أمر من جلالة الإمبراطور بعدم السماح بالجميع بالدخول.”

 

“هل تقول أن الجميع يشملني؟”.

 

سألت الإمبراطورة بصوت هادئ ولكن كريم. في ذلك الوقت تبادل الفرسان النظرات بتعابير مضطربة.

 

جيمس، الذي كان يسير من بعيد، رأى الإمبراطورة وأسرع إليها.

 

“قائد الحرس، جيمس ميلر، يحيي صاحبة الجلالة الإمبراطورة.”

 

“لقد مر وقت طويل يا سير ميلر. أريد مقابلة ولي العهد.”

 

حاول جيمس إخفاء نظرته المرتبكة ورفع رأسه. جاءت الإمبراطورة المريضة لزيارته شخصيًا، لكنه لم يستطع الرفض بشدة.

 

وأخيرا، غمز في الفرسان.

 

“سأقوم بحراسة الجبهة، لذا خذوا قسطًا من الراحة.”

 

تراجع الفرسان بسرعة دون أن يدركوا ذلك. تنحى جيمس جانبًا للسماح للإمبراطورة بالدخول وأغلق عينيه.

 

“لم أرى أي شيء.”

 

“شكرًا لك.”

 

عندما فتحت الخادمة الباب، دخلت الإمبراطورة ببطء.

 

أصبحت عيون الإمبراطورة ثقيلة عندما فتشت القصر. وأصبح القصر، الذي كان مقتصدًا في العادة، أكثر خواءً بسبب احتجاز ولي العهد.

 

تفاجأ خادم كان يمر في الردهة برؤية الإمبراطورة وركض إليها.

 

“أحيي صاحبة الجلالة الإمبراطورة”.

 

“أين ولي العهد؟”.

 

“إنه في المكتب. سوف آخذكِ إلى هناك.”

 

وبينما كانت تتبع الخادم إلى المكتب، نهض ألكيفيت بسرعة لتحيتها. كانت الرسالة التي أرسلتها الدوقة الشرقية سراً مغطاة بوثائق أخرى على مكتبها.

 

“أمي.”

 

“أليك.”

 

اقتربت الإمبراطورة من ولي العهد بعيون حزينة. وكان ولي العهد قد فقد وزنه، ربما لأنه عانى كثيراً بسبب اعتقاله.

 

“لماذا وجهك هكذا؟ هل تأكل جيدًا؟”.

 

“أنا بخير. ولا يجب أن تأتي بهذه الطريقة. هذا أمر من جلالته بعدم السماح لأحد بالدخول.”

 

أدار ألكيفيت عينيه متجنبًا نظرة الإمبراطورة؛ لقد كانت الأم التي ولدته وتعرفه أكثر من أي شخص أخر، أن كشف حزنه لها سيجعلها حزينة أكثر وقد تشعر بالذنب بشكل لا يمكن تصديقه. 

 

لذا حاول طمأنة الإمبراطورة. ومع ذلك، فإن التعبير المتصلب للإمبراطورة لم يخفف.

 

كانت تشعر بالأسف دائمًا لعدم قدرتها على حماية ابنها. والتنازل عنه أثناء الاحتجاز.

 

“ما الذي قلته بحق السماء والذي جعل جلالته يعتقلك ويناقش أخراجك من اللقب؟”.

 

أظلم وجه ألكيفيت. كان قلقًا بشأن ما إذا كان ينبغي علي الإعلان عن مرض الإمبراطور.

 

إذا قال الحقيقة، فأنه يعلم أن والدته الضعيفة ستفعل كل ما بوسعها لمساعدته. ومع ذلك، الآن كان ينبغي أن تكون معركة بينه وبين الإمبراطور، وليس معركة بين الإمبراطور والإمبراطورة.

 

“أخبرني. إذن ما هي الخطة التي ستتوصل إليها؟ أن أخراجك من خط الخلالة، هذا غير ممكن.”

 

اشتعلت عيون الإمبراطورة الزرقاء بالغضب وهي تمسك بيد ولي العهد المترددة بإحكام. لا يكفي أنه يكره ابنه، بل إنه يحاول جره من مكانه. في أي مكان في العالم يوجد آباء مثل هذا؟.

 

بعد الكثير من التفكير، تحدث أليكفيت بنبرة غير مبالية.

 

“لقد واجهت جلالته.”

 

“ماذا؟”

 

سألت الإمبراطورة المتفاجئة بوجه فارغ. ولي العهد يواجه الإمبراطور؟ ولي العهد الذي لم يشاجر حتى خدمه؟.

 

أمسك أليكيفيت ذراعها بلطف وأرشدها إلى الكرسي.

 

“أمي، أنا لم أعد طفلاً صغيراً بعد الآن. قد أتعارض مع إرادة جلالة الإمبراطور. لذا يا أمي، من فضلكِ تظاهري بعدم الملاحظة وشاهدينا فقط.”

 

“كيف يمكنني التظاهر بعدم الملاحظة؟ هناك اجتماعات عن فصلك من خط الخلافة.”

 

“لن يحدث. لأن النبلاء لن يتبعوا إرادة جلالته.”

 

جعل أليكيفيت وجها مرير.

 

“هل سمعت شيئا؟”.

 

“المعنويات العامة ليست جيدة بسبب حادثة دوق الغرب. ومع ذلك، بما أن جلالته ذكر تنازلي عن العرش، فهو كما لو أنه أعطى النبلاء تبريرًا مباشرًا.”

 

نظرت إليه الإمبراطورة في مفاجأة.

 

متى كبر ابنها بهذه القوة؟ وعلى الرغم من إعلان الإمبراطور عن نيته بفصله عن الخلافة، إلا أنه لا يخاف ويتطلع إلى الأمام.

 

نظرت الإمبراطورة إلى الإمبراطور العظيم التالي بعيون فخورة وربتت على يده.

 

“أنا أثق بك.”

 

ابتسم أليكيفيت بهدوء وأومأ برأسه.

 

 

 

* * *

 

 

 

مكتب الدوق. قرأ جيرارد رسالة الإمبراطور بنظرة منزعجة. سألت مارين بفضول لأن وجهه أظهر بوضوح عدم رضاه عن الإمبراطور.

 

“ماذا يقول؟”.

 

“يقولون أنهم يرشحونكِ كقديسة.”

 

“نعم؟”

 

خرج صوتها المذهول بشكل غريب. متى توقفوا عن وصفها بالساحرة والآن يسمونها قديسة؟.

 

رفع جيرارد إحدى زوايا فمه ببرود، كما لو أنه لا يستطيع إلا أن يضحك. عندما رفعت الرسالة لتقراءها، قامت مارين بسرعة بفحص محتوياتها.

 

وسرعان ما فتحت فمها مع تعبير غير سارة على وجهها.

 

“إنه أمر تعسفي حقًا. لماذا على الأرض يفعل هذا؟ أنا لست ساحرة ولا قديسة، فلماذا يحاول تعريفي بطريقته الخاصة؟”.

 

“لقد حاول استغلالكِ للتأثير علي، لكن لم ينجح الأمر، لذلك استخدم هذا على أمل مسامحتي أياه.”

 

“هذا صحيح! لماذا يستمر في استخدامي؟”

 

“لأنكِ لأهم بالنسبة لي.”

 

رمشت مارين بعينيها بمفاجئة، كما لو كانت محرجة من اعتراف جيرارد المفاجئ: “هل يمكنك التوقف عن قول مثل هذه الأشياء الرومانسية في لحظة كهذه؟” 

 

تنهد جيرارد وضحك.

 

“إذن هل ستقبلين؟”.

 

ضاقت مارين عينيها بنظرة متشككة وقبضت على رسالة الإمبراطور.

 

“لست بحاجة إلى خطيبة قديسة.”

 

“لا أريد أن أصبح قديسة أو شيء من هذا القبيل.”

 

تحدثت مارين بصوت حازم وأومأت برأسها.

 

“بما أننا اتفقنا على هذا، سأرفض هذا العرض على الفور.”

 

أخرج جيرارد قطعة من الورق، وبداء في الكتابة، ومدها إلى أوليف. اقترب أوليف بسرعة واتسع عيناه عندما رأي الورقة التي يمسكها جيرارد.

 

وكان مكتوبًا على قطعة الورق بأدب شديد: “توقف عن هذا الهراء”.

 

“هل نرسل هذا؟”.

 

“نعك.”

 

كنت أرغب في التخلص من الإمبراطور على الفور، ولكن الآن هو الوقت المناسب للاحتماء في قصر الدوق والانتظار. تنازل ولي العهد عن العرش. صبر النبلاء خارج حدودهم. يحاول الإمبراطور إقناعه بطريقة ما.

 

الوقت الذي كان ينتظره لا يبدو أنه بعيد.

 

 

 

* * *

 

 

 

“يا إلهي. هل هذا منطقي؟ أنه سيفصل صاحب السمو الملكي ولي العهد؟”.

 

“لا يمكن أن يحدث. لقد عُميت عيون جلالة الإمبراطور”.

 

“يجب أن نعارض ذلك. وعلينا إقناع سمو ولي العهد.”

 

تحدث الدوق الجنوبي، الذي كان هادئا، بهدوء.

 

“الآن هناك مبرر.”

 

عند كلماته، نظر النبلاء إلى بعضهم البعض وأضاءت عيونهم. هذه هي الأرض التي يعيش فيها الناس ويموتون لسبب واحد.

 

ومع ذلك، فإن الإمبراطور نفسه خلق سببًا معقولًا للنبلاء للانتفاضة. في هذه الأثناء، نظرت الدوقة الشرقية إيدينا إلى الدوق الجنوبي بعيون غريبة.

 

لقد تغير دوق الجنوب.

 

فهو، الذي كان دائمًا آخر من يصل إلى الاجتماعات ويقاطعها بملاحظات غير متحضرة، أصبح الآن قادرًا على التعبير عن آرائه بطريقة هادئة.

 

‘مستحيل… … هل تغير مرة أخرى؟’.

 

تذكرت لقاء دوق الجنوب قبل بضع سنوات. كان الدوق الجنوبي الشاب رجلاً صادقًا وهادئًا. ثم تحول الدوق الذي التقيت به في العام التالي إلى شخص حاد وأناني.

 

واليوم.

 

لقد تغير دوق الجنوب مرة أخرى.

 

ومع ذلك، لم تستطع التخلص من شكوكها الأخيرة، لذلك كانت هناك حاجة إلى تأكيد. كما لو كان يقرأ أفكارها، تواصل الدوق الجنوبي معها بعينين هادئتين.

 

“ماذا تعتقدين؟ دوقة الشرق.”

 

“قبل خمس سنوات، كان هناك وقت كان فيه الجفاف.”

 

في كلماتها غير المتوقعة، ظهرت ابتسامة على شفاه الدوق الجنوبي.

 

“هل تعرف من حل الجفاف؟”.

 

“أنا.”

 

عندما تحدث الدوق الجنوبي بثقة، أضاءت عيون إيدينا.

 

قبل خمس سنوات لم يكن هناك جفاف في الجنوب. واقتصر الجفاف في ذلك العام على الجزء الشرقي من البلاد.

 

والشخص الذي ساعد الشرق هو دوق الجنوب.

 

وعندما تم طرح نفس السؤال على الدوق الجديد في العام التالي، لم يفهم. لأن الجنوب لم يكن يعاني من الجفاف في ذلك العام.

 

أبتسمت إيدينا.

 

“لقد عدت.”

 

“نعم.”

 

ألقى النبلاء نظرة محيرة على أسئلة الزن التي طرحها الشخصان.

 

“كما قال دوق الجنوب، القضية في أيدينا، لذا يجب علينا أن نمارسها.”

 

تحدثت إيدينا إلى النبلاء.

 

“أنا موافق. كلما حدث هذا مبكرا، كلما كان ذلك أفضل.”

 

عندما أعرب الدوق الجنوبي عن موافقته، رفع أحد النبلاء يده.

 

“ألا ينبغي أن نقنع جلالة ولي العهد أكثر؟”.

 

هزت إيدينا رأسها بتعبير مرير.

 

“حاولت إقناع ولي العهد بشتى الطرق، لكن جميعها باءت بالفشل.”

 

لم يكن لديهم خيار سوى إسقاط الإمبراطور وإجبار ولي العهد على أن يحل محله.

 

“دعونا نبدأ الليلة.”

 

 

~~~

 

 

لا تنسوا كومنتاتكم الحلوة يلي تخليني استمتع بالتنزيل

 

حسابي انستا: roxana_roxcell

حسابي واتباد: black_dwarf_37_