– مخطوبة للدوق الأعمى. 

الفصل 214

* * *

نظرت مارين بحزن إلى بان بان النائمة في الإسطبل.

لا بد أن بان بان قد مرت ببعض الصعوبات أثناء إحضارها إلى العاصمة، وكانت تنام طوال اليوم منذ وصولها إلى قصر الدوق.

كنت أمسح بقع الدم من فراء بان بان بمنشفة مبللة، لكن بقع الدم التي كانت محفورة بالفعل في قلبها لم يكن من السهل محوها.

“بان بان، أنا آسفة أختكِ آسفة … … “.

كان قلبي يؤلمني لأنه مهما اعتذرت، لم يكن ذلك كافيا.

ثم.

“مارين.”

“السيد جيرارد.”

نظرت مارين، التي تورمت عيناها من البكاء، إلى جيرارد.

“سمعت أنكِ لم تأكلي أي شيء طوال اليوم؟”.

“لأنني ليس لدي شهية.”

ابتسمت مارين بخفة وهزت رأسها. نظرًا لأنه لم يتمكن من إجبارها على تناول الطعام بهذه الطريقة، وضع جيرارد طبق الشطائر وجلس بجانبها.

“لماذا لا يستيقظ هكذا؟”.

نظرت مارين إلى الأرنب بوجه مليء بالقلق. تبعتها نظرة جيرارد أيضًا.

“لا أعرف لماذا لا تزال الأمور صعبة للغاية بالنسبة لبان بان. ربما لأنها معي.. … “.

تحدثت مارين مع تعبير دامع على وجهها.

ربت جيرارد على ظهرها بمودة.

“بان بان لا تعتقد ذلك.”

“هل هذا صحيح؟”

“أستطيع أن أتحمل أي ألم طالما أستطيع أن أكون بجانبكِ. إذا كانت بان بان تشعر بنفس الطريقة التي أشعر بها فسوف تكون مثلي.”

عضت مارين شفتيها الورديتين قليلاً وهزت رأسها بوجه حزين.

“ولكن كيف يمكنني الاستمرار في مشاهدة الأشخاص الذين أحبهم يعانون؟ في هذه الحالة، أفضل أن-“

غطى جيرارد فمها بعناية بيده الكبيرة. وسعت مارين عينيها كما لو كانت متفاجئة. كانت تغطي فمه دائمًا، لكنه فعلها هذه المرة.

“أنتِ تقولين نفس الشي مثل ديا، عندما يتأذي الأشخاص القريبون منكم تحولون حل المشكلة بإبعادهم”.

عندما نظرت إليها مارين بعيون حائرة، أخبرها جيرارد أن ديا قررت الانفصال عن ولي العهد. نظرت مارين بهدوء إلى وجه جيرارد. كان الجسر المرتفع للأنف وخط الفك المنحوت أكثر حدة من المعتاد. وبينما كانت حزينة على بان بان، تألم وجهه، وكأنه يتألم معها.

لا يهم أنها اتهمت بأنها ساحرة. لأنها لن تتأذى من أشياء غير صحيحة. ومع ذلك، إذا أصيب أحباؤها بالأذى والمعاناة بسببها، فهل يمكنك الاستمرار في مشاهدة ذلك يحدث؟.

أزالت مارين بلطف اليد التي تغطي فمها وربتت على يده الكبيرة بعناية.

“آسفة.”

“أنتِ لم تفعلي أي شيء خاطئ.”

أمسك يديها بإحكام.

أومأت مارين، لتستحضر الطاقة التي كانت مفقودة.

حسنًا، لا يجب أن أحزن بعد الآن. عليّ أن أظهر جانبي الشجاع أمام هذا الشخص الذي يهتم بي كثيرًا.

“هذا صحيح! وكان كل هذا خطأ الإمبراطور. يا له من شخص سيء! يجب ضربه!”.

حدقت مارين في اتجاه القصر الإمبراطوري ولعنت الإمبراطور.

أرتفعت شفتي جيرارد وهو يشاهدها وهي تحاول أن تبتهج. لقد طلبت منه دائمًا أن ينتبه إلى فمه، لكن هذه المرة بدت غاضبة جدًا.

“ماذا عن القراءة لبان بان؟”.

قدم جيرارد النصيحة لمساعدتها، التي تهتم بان بان، على اكتساب المزيد من القوة.

“آه! نعم. لقد كنت هائمة ومحبطة طوال الوقت لدرجة أنه لم يخطر ببالي شيئًا كهذا. أحتاج أن أقرأ لها كتابًا حتى لا تمرض وتحلم بأحلام جيدة.”

وقفت مارين من مكانها وأصبح وجهها أكثر إشراقا. شعرت بتحسن عندما علمت أنها تستطيع تقديم بعض المساعدة لبان بان.

عندما خرجت مارين من الباب، نظرت إلى جيرارد.

“شكرًا لك يا جيرارد.”

بادلها جيرارد أبتسامة وإيماءه برأسه. 

وعندما غادرت مارين الإسطبل، بقيت بان بان وجيرارد.

“… … كان الأمر صعبًا عليكِ.”

بان بان لم تكن تسمع لأنها كانت نائمة لكنه كان يقصد ذلك. وبعد فترة فتح الباب وخرج وتحركت آذان بان بان قليلا.

* * *

عبس الإمبراطور وقرأ الشكوى التي أرسلها النبلاء ثم مزقها بكلتا يديه. لقد مرت ثلاثة أسابيع منذ أن تم إغلاق قصر الدوق.

كما كان ينوي، اجتاحت العاصمة شائعات مفادها أن خطيبة دوق الغرب كانت ساحرة. وتزايد الرأي العام للمطالبة بتسليم  دوق الغرب لها لأنها خطيرة.

لكن بعد أن أعلن دوق الغرب انسحابه من التجارة الغربية، بدأت أصوات النبلاء تتراجع.

ولم يكن احتجاجهم موجهًا إلى دوق الغرب بل إليّ، الإمبراطور.

“ماذا يفعل هؤلاء الناس الآن؟ هل أصابهم الجنون كمجموعة؟”

وانحنى رئيس الوزراء الذي أحضر رسالة احتجاج النبلاء.

“هناك العديد من النبلاء الذين يستفيدون من التجارة الغربية.”

“ثم يجب أن يقفوا إلى جانب الإمبراطور ونمارس المزيد من الضغط على دوق الغرب! لو كانت خطيبة دوق الغرب في يد الإمبراطور، هل تعتقد أن دوق الغرب سيتراجع هكذا!”

بانغ!

لم يتمكن الإمبراطور الذي ضرب المكتب من كبح غضبه وتحول وجهه إلى اللون الأحمر.

“أنا آسف.”

انحنى رئيس الوزراء مرة أخرى.

“اعتقلوا وسجنوا كل من أرسل هذه الشكوى!”.

رفع رئيس الوزراء وجهه وأعرب على عجل عن معارضته لأمر الإمبراطور غير المتوقع.

“يا صاحب الجلالة، هذا لا يمكن أن يكون ممكنا.”

“هل تتجاهل أوامري أيضًا؟”

“لا يا صاحب الجلالة. يرجى إلقاء نظرة على الفصل الأخير. “

وكانت هناك قطعة أخرى من الورق أسفل الشكوى الممزقة.

وقد كتبت أسماء النبلاء بكثرة هناك. وليس من المبالغة القول إن أكثر من نصف النبلاء كانوا هناك.

“ها.”

أطلق الإمبراطور ضحكة واتكأ على كرسيه.

“ما كل هذا؟”

“وهذا لأن التجارة الغربية مهمة للغاية.”

“ماذا يريدون مني؟”.

أبقى رئيس الوزراء ذو ​​الشعر الأبيض فمه مغلقا. كان معظم النبلاء يطالبون بخلع الإمبراطور من العرش، لكنهم لم يتمكنوا من نشر كلمتهم.

ضغط الإمبراطور على حواجبه المرتجفة معًا. كان هذا الصداع اللعين يزداد سوءًا.

اعتقد أنه إذا ضغط عليه من خلال الرأي العام، فيمكنه طهي الدوق الغربي حسب ذوقه. وعندما اعتلى العرش كانت قوة الرأي العام على ظهره، فكان واثقا رغم أنه يعلم أنه سيف ذو حدين.

ولكن كان خطأه.

وعندما ألقى دوق الغرب وخطيبته ليعضهما، كان النبلاء يمسكون بهما ليعضوهما.

“تسك. أحضر لي طريقة لتغيير رأي دوق الغرب.”

تحدث الإمبراطور كما لو كان يأخذ خطوة إلى الوراء. ثم ارتفعت الحرارة في عيون رئيس الوزراء الزرقاء.

هو سيقوم بالعمل بنفسه وتوصل إلى الحل. اختفت الأسلحة النارية للإمبراطور اللامع، ولم يبق سوى إمبراطور متهور ومهمل.

ما الذي كان يفكر فيه الإمبراطور بحق السماء عندما عبث مع دوق الغرب؟. 

إذا فكر في الأمر قليلاً، يستطيع أن يرى أنها كانت مقامرة محفوفة بالمخاطر.

في المقام الأول، السحرة موجودون فقط في كتب القصص.

كما رأى خطيبة دوق الغرب وهي تتفاعل مع الوحوش في مهرجان الصيد، لكن ذلك وحده لم يكن كافيًا لاتهامها بأنها ساحرة.

وفقًا للشائعات المنتشرة، كان الوحش في الأصل أرنب السيدة.

على افتراض أن الوحوش لديها أيضًا سبب، فقد كان ضمن النطاق المقبول للأرنب أن يتبع خطيبة دوق الغرب. ولإثبات ذلك، كان المجتمع الذي يدرس الوحوش حريصًا على دعوتها.

“أرحل الآن.”

“حسنًا.”

فتح رئيس الوزراء الباب وخرج من المكتب وعلى وجهه نظرة عبث، وكان ولي العهد يقف أمامه مباشرة.

“مرحبًا سمو ولي العهد-”

“وداعًا.”

قطعه ولي العهد المهذب دائمًا ومشى بجواره.

“الأمير، ماذا تفعل؟” 

سمع صوت الإمبراطور الغاضب من خلال باب المكتب المغلق.

وهرب رئيس الوزراء على عجل قبل أن يشتعل غضب الإمبراطور عليه.

“أحيي صاحب الجلالة.”

رحب ألكيفيت بتعبير صارم بوالدت. 

“أنا متأكد من أنني منعتك من دخول المكتب.”

كانت كل كلمة الإمبراطور مليئة بالغضب.

“لقد أتيت لأنني إذا لم أفعل هذا، فلن أتمكن من رؤية جلالتك. أنا أعتذر.”

حدقت عيون ألكبيت الذهبية مباشرة في الإمبراطور.

ألا يبدو أنه على وشك التمرد؟. نظر الإمبراطور إلى ولي العهد بعيون مثل الثعبان السام.

“هل من الجيد أن تعتذر فقط؟”.

وعلى الرغم من تلك الكلمات القاسية، سأل ألكيفيت الإمبراطور بشكل جاد لأول مرة.

“لماذا بحق السماء قمت باختلاق شيء غير موجود؟”.

~~~

لا تنسوا كومنتاتكم الحلوة يلي تخليني استمتع بالتنزيل

حسابي انستا:  roxana_roxcell

حسابي واتباد: black_dwarf_37_