“هل جننتِ؟ هل تنوين السقوط عمداً؟”
انبعث صوت حاد خلفها.
عندما أدارت يوريتا رأسها، رأت زاكاري يقف وهو يمسك بذراعها وملامحه متجهمة.
لقد كان الأمر خطيراً للتو.
لقد كادت حقاً أن تخطئ وتفقد توازنها فتسقط من فوق السطح.
لكن زاكاري أمسك بها في اللحظة الأخيرة.
يتظاهر بأنه شخص طيب، وهذا لا يليق به.
بسبب الضغينة التي ما زالت تكنّها لغيابه عن حفل الزفاف، لم تستطع يوريتا أن تتقبل فعلته بصفاء، حتى لو كان قد أنقذها.
حينها أفلت زاكاري ذراعها بسرعة.
“همم؟”
“… لا تلمسني بلا إذن. هذا يزعجني.”
هل يمكن أنه ما زال يتذكر ما قالته له عندما قرأت له الطالع من قبل؟
لا يمكن أن يكون ذلك الأحمق حساساً لهذه الدرجة…
عندها فتح زاكاري فمه قائلاً:
“ما هذا الكلام المريب الذي كنت تقولينه؟ لا يوجد أحد خارج نافذة هذا الطابق العلوي لتتحدثي معه.”
“لا شيء. كنت أحدث نفسي فقط، أو ربما كنت أغني.”
نظر إليها زاكاري بدهشة، لكنها رفعت كتفيها ببرود.
قررت ألا تذكر شيئاً عن الأشباح.
لأن زاكاري لا يمكنه رؤيتهم على أي حال.
رمقها زاكاري بنظرة ساخرة.
إذن، هو لا يصدقني.
“لكن، لماذا بدأتِ تتحدثين معي بغير الرسمية فجأة؟”
آها، هذا ما أزعجه.
“مزاجي هكذا.”
“اسمعي، أنا دوق.”
“عادة، الأزواج يسقطون الألقاب ويتحدثون بحرية. أنا الآن لست مجرد آنسة، بل زوجتك. دوقة كيلستر. أوه، ربما لأنك لم تحضر الزفاف، لا تشعر حقاً بأننا تزوجنا؟”
“إذن ستستمرين في التذكير بهذا الأمر. تحاولين الانتقام مني؟ وكيف ستفعلين ذلك؟”
“لن أقول.”
“لماذا؟ قولي. أنتِ أول شخص يصرح أمامي بأنه سيثأر مني.”
كان زاكاري يستمتع بالموقف.
بينما أنا جئتُ مرغمةً، لأوفي ديناً.
حدّقت يوريتا به بغضب.
“لماذا تحدقين بي هكذا؟”
“أريد أن أعرف، لماذا قبلتَ الزواج أصلاً؟”
“ماذا؟”
“كونك دوقاً، كان يمكنك رفض طلب الزواج من الإمبراطور لو أردت. فلماذا وافقت، وأنت تكرهني لدرجة أنك لم تحضر الزفاف؟”
“…”.
بدت على زاكاري رغبة في الرد، لكنه تردد، ثم قال:
“هذا لا شأن لكِ به.”
كما توقعت، لن يكشف لها ما بداخله.
“أفهم.”
أجابت ببرود، واستدارت لتغادر الممر، غير راغبةٍ في البقاء معه لحظة أخرى.
“انتظري.”
سمعت صوته خلفها، لكنها واصلت السير.
ثم سمعت وقع خطوات سريعة.
“قلت لك انتظري!”
“لماذا، أيها الحقير!”
“ماذا… حـ ــقير؟”
رفع زاكاري حاجبيه بدهشة من صرختها الغاضبة.
ولم يكن هو الوحيد المصدوم.
“فواق!”
كان الخادم توبي قد صعد للتو على الدرج وسمع صراخها، فأصدر صوت فواق مفاجئ، وكأنه ابتلع ريقه خطأ.
“توبي؟”
“آه، سيدي الدوق، سيدتي الدوقة… أعذراني على مقاطعة محـاد.”
لم يكن واثقاً إن كان ما سمعه يمكن أن يسمى “محادثة”.
“جلالة الإمبراطور يدعو كلاكما لحضور شاي بعد الظهر اليوم.”
عند سماع ذلك، جمد كل من يوريتا وزاكاري في مكانهما لحظة.
“كلانا؟”
* * *
في القصر الإمبراطوري.
“دوق كيلستر! مضى وقت طويل. هل كانت رحلتك مريحة؟”
رحب الإمبراطور به بابتسامة واسعة وذراعين مفتوحتين.
لكن زاكاري اكتفى بالسخرية دون حتى أن ينحني.
فأسرعت يوريتا بسحب كمّه إلى الأسفل، وهي تهمس بين أسنانها.
“انحنِ له على الأقل…”
ومع استمرارها في الشد، انحنى زاكاري في النهاية بلا وعي.
“هاها! أن أراك تنحني لي، أمر لم أظن أنني سأشهده في حياتي.”
ضحك الإمبراطور الشاب بخفة.
إذن، هو لم ينحنِ من قبل أبداً!
صفعت يوريتا جبينها في داخلها.
أمام الإمبراطور، لا يوجد شخص يتجرأ على هذا القدر سوى زاكاري.
وعندما التفت الإمبراطور نحو يوريتا، بدّلت ملامحها فوراً إلى ابتسامة مشرقة وانحنت برشاقة.
“شرف لي أن أرى وجه جلالتك المشرق.”
“يا لها من مفاجأة، لقد جلبت عائلة كيلستر دوقة بهذا الجمال الباهر. وقارك سيكون قدوة عظيمة للدوق.”
ضحك الإمبراطور، لكن زاكاري بدا منزعجاً من أدبها، وكأنه يقول: ولماذا لم تكوني هكذا معي؟
وماذا في ذلك؟
واصلت يوريتا الابتسام وتبادل المجاملات.
كانت تعرف أن الإمبراطور رايكارد يبدو طيب القلب، لكنه في الحقيقة سياسي ماكر.
أي خطأ سيجعل كيلستر تحت رحمته، وبالتالي حياتها هي الأخرى.
رغم أن الزواج لم يكن برغبتها، فقد قررت استغلال موقعها لتحسين صورة عائلة كيلستر.
لكن هذا الأحمق لا يساعدني أبداً!
حدّقت به بغضب من خلف ظهر الإمبراطور.
لكنه كان يحدق بالإمبراطور ببرود.
عندها قالت الإمبراطورة: “لقد أعددنا شاي بعد الظهر في الدفيئة. إنها المرة الأولى لكما، أليس كذلك؟”
“سمعت أنكم تجمعون نباتات نادرة من كل أنحاء العالم. منظر الأوراق والسيقان جميل وفريد.”
ابتسمت الإمبراطورة: “عيناكِ بارعتان في تذوق الجمال يا دوقة. سنقيم قريباً حفلاً لسيدات العاصمة هنا، وآمل أن تحضريه.”
نقطة لصالح الإمبراطورة!
لكن فجأة قال زاكاري:
“أراهن أنكم استهلكتم الكثير من الماء للحفاظ على الرطوبة هنا، بينما البلاد تعاني الجفاف. يبدو أن القصر لا يفتقر للماء.”
تجمدت ابتسامة الإمبراطورة، ورشفت الشاي بصمت.
لقد أضاع النقطة التي كسبتها للتو!
ضحكت يوريتا بخفة، لكنها وجهت ضربة خفية إلى ظهره.
فاستدار بحدة نحوها، لكنه تراجع عندما رأى عينيها الغاضبتين.
قال الإمبراطور: “يبدو أن دوق كيلستر تزوج اختياراً رائعاً. حكمتكِ ستفيد العائلة كثيراً.”
“هذا لطف منك، جلالتكَ.”
“لكن الزواج كان متسرعاً. لو جعلناه احتفالاً أكبر بدعوة المزيد من الضيوف، لكان أفضل.”
لا يا جلالة الإمبراطور، كنت سأتعرض لإحراج أكبر أمام جمهور أوسع…
لحسن الحظ، يبدو أنه لم يعلم بعد أن العريس لم يحضر الحفل.
راقبت يوريتا الإمبراطور وزاكاري عن كثب.
العلاقة بينهما سيئة بوضوح.
في القصة الأصلية، كان رايكارد شخصية ثانوية، لكن محاولة زاكاري اغتياله بعد عام كانت سبب سقوطه وسقوط عائلة كيلستر.
يجب أن أمنع ذلك بأي ثمن.
لكن زاكاري كان منشغلاً بأكل الكعك، غير مدرك لخطورة الأمر.
ربما لم يقرر بعد قتل الإمبراطور.
وربما أستطيع إيقاف الانحدار قبل أن يبدأ.
“ما رأيكِ، يا دوقة كيلستر؟”
“آه؟”
أفاقت من شرودها لتسمع الإمبراطور يقول:
“بما أن الزفاف كان بسيطاً، أود أن أقيم لكما حفلة كبرى بنفسي. ما رأيك؟”
“أوه، حفلة…”
“الدوق يكره الحفلات، لذا من الأفضل عدم إقامتها.”
قالها الخادم توبي وهو يمر بجانبهما.
عندها ارتسمت ابتسامة هادئة على وجه يوريتا.
“فكرة رائعة، جلالتك. لكن لدي أمنية صغيرة.”
“وما هي؟ سأحقق أي طلب لعروسي الجديدة.”
التفتت يوريتا ببطء نحو زاكاري.
“أود أن تُقام حفلة الزفاف الكبرى في قصر كيلستر.”
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 8"