ارتجفت الأطراف المستلقية بانضباط فوق السرير، ثم فجأة انتفض الجسد. وكأنها تفيق من كابوس، هبّت إستيل جالسة. لمّا جالت ببصرها حول المكان، استوعبت الحقيقة سريعًا.
‘آه… لم أكن قد استيقظت قط. بل لعل العكس هو الأصدق.’
في قلب المكتبة وقد أحاطت بها جدران من دخان شاحب، جلست والدتها تلوّح بيدها كمن يحيّيها.
تقدّمت إستيل نحوها بخطى بطيئة تحدّق في ذلك الشعر الأحمر الذي ألفته الآن.
وما لبثت أن جلست بلا تردّد على المقعد الوثير المقابل لمكتب إيلين إيفرغرين، ثم تردّدت قليلًا.
كانت إستيل تحدّق في الأرض وهي تسند يدها على المكتب، ثم رفعت رأسها فجأة لتواجه والدتها… أو بالأحرى الذكرى التي خلّفتها أمها قبل أن تموت.
“أما حديثك عن صهركِ المستقبلي وما شابه، فأنا ألغيتُ الأمر من أساسه. زواجي شأني وحدي، وسأقرر مصيري بنفسي. أمّا ذلك الرجل، فسأجد له امرأة أخرى تناسبه.”
قالت ذلك بأسنان تصطك غيظًا، ثم تابعت بإصرار:
“لقد هجرتِني منذ البداية. لستِ أهلًا للقب الأم. فلا حقّ لكِ في أن تتحدثي عن أصهار ولا زواج.”
─ “كما تشائين.”
“هكذا فقط؟ لا تعلّقين؟”
سألتها في دهشة، فجاءها جواب الأم ببرود كأنما تتعجب من السؤال ذاته:
─ “ولِمَ أعلّق على ما ليس فيه خطأ؟ إن نظرنا إلى الحقائق، فأنا بالفعل قد هجرتك. فلا أنوي أن أتذمّر حتى من كلمات قاسية.”
كان يقال في حياتها إن بواطن هذه المرأة عصيّة على الفهم، وإن في طبعها ما يثير الغرابة… وها هو قولهم يثبت صدقه.
أمالت إيلين رأسها قليلًا، وضغطت على جبينها بأصابعها، ثم سألت فجأة:
─ “لكن ذاك الرجل… صعب أن يجد امرأة تناسب طباعه. كان جامدًا ومملًا منذ طفولته…”
“ذلك شأني أنا.”
─ “كما تشائين.”
كان جوابًا فاترا، يكاد يكون مستفزًا ببروده وكأنها واثقة من أمر تخفيه.
حدّقت إستيل في والدتها بعينين مرتابتين، ثم قررت الانتقال إلى موضوعها الثاني.
“أبي.”
تجمدت ملامح إيلين التي كانت تبتسم بهدوء.
لم يفُتها ذلك التغيّر الطفيف في وجه أمها، فتألّقت عينا إستيل اللتان ورثتهما عنها وهي تسأل:
“أيّ رجل كان؟”
سقط صمت ثقيل للحظة.
أخذت الأم تنقر بأطراف أظافرها سطح المكتب، ثم فتحت شفتيها أخيرًا:
─ “كان زوجًا صالحًا وأبًا حنونًا.”
“إذن لمَ……؟”
قبضت إستيل كفّها وهي تستحضر وجه أبيها بعينيه البنفسجيتين الغارقتين حبًا كما حُفر في ذاكرتها.
لماذا؟ لماذا فعل ذلك؟
لم تستعد بعد جميع ذكرياتها، لكن تلك اللحظة وحدها وما صحبها من اضطراب قلبها المشتعل، كانت كافية.
لقد أحبّها والدها حقًّا… بصدق.
فلماذا إذن؟ كيف لرجلٍ أحبّ ابنته إلى هذا الحد أن يفعل ما فعل؟
“هل كان يطمع في شيء؟ هل كان يسعى إلى عرش الإمبراطور؟ أبي… لماذا، بحق خالق السماء، لماذا…؟”
تلاشت كلماتها المرتعشة، فثبتت عينا الأم عليها بحدة.
كانت تعبث بورقة بين أصابعها حين قالت بصوتٍ ميت النبرة:
─ “أتدرين ما الذي يفوق الطمع فزعًا؟”
وفجأة أخذت أذنا إستيل تطنّ بأصوات غليان، كفقاعات هواء تتفجّر.
وسط الضجيج، تحرّكت شفتا أمها بكلمات لم تستطع أن تسمعها بوضوح.
ارتفع وعيها فجأة، وأخذ المشهد الحلمي يتلاشى.
حاولت بكل قوتها أن تتشبث بما سيُقال تالياً، لكن ثقلًا هائلًا جرّها نحو اليقظة.
لمحت ابتسامة أمها الأخيرة وشفتيها تتمتمان… فتجمدت في ذهول.
‘ما الذي تعنيه؟’
لا صلة بين ما قالت وبين ما سألت……
لكن حلمها اختفى على أي حال، غارقًا كما تغرق الروح في أعماق البحر.
***
دوّى الرعد فاهتزّت الأرض تحت أقدام الجنود.
ارتبكوا لحظة، واستلّوا سيوفهم مترقبين الخطر.
ثم بدأت قطرات المطر تنزل على الأرض الجافة، فانطفأ النور الذي كان الكاهن يستعد لإشعاله بقوة الإيمان، وتمتم قائلًا:
“أكان مجرّد رعد لا أكثر؟”
“يبدو ذلك.”
تنفّس الرجال الصعداء وعادوا إلى مواقعهم وتحوّلت حدّتهم السابقة إلى ضحكات ومزاح متراخٍ.
كان من الطبيعي أن تنجذب الأنظار إلى فرسان الهيكل والكهنة بملابسهم البيضاء ومن يتبعهم من الجنود، أكثر مما تنجذب إلى القلعة المهملة التي غطتها اللبلاب والأعشاب.
لكن ما يجب أن نوليه الانتباه ليس هؤلاء…
وراء أسوار كانت يومًا مزدانة بالنقوش، غير أنّ الزمن طمس بهاءها بأغصانٍ متشابكة، ينبسط فناء تحوّل إلى غابة عشوائية.
دوّى انفجار هائل، فانشقّ جدار الماء الذي كان يحبسهم.
ارتفعت الأمواج العاتية، واندفع الجسدان المثقلان إلى السطح في لمح البصر.
***
المشاهدات عالية بس الدعم سيء..الصدق انا اترجم الرواية وقت ما اشتاق لها وهاي اول رواية لي اصلا ومابدي اتركها بسرعه وودي استمتع فيها بدل ما اغصب نفسي (^_^)
فتحنا انا وصديقاتي المترجمات قناة خاصة بتسريب الروايات واعلانات الفصول وفعاليات وأيضا طلبات وحروقات … واذا اختفيت بتلاقوني هنيك
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 66"